- Advertisement -
- Advertisement -
تغذية الطفل أثناء الحمى
هل تساءلت يوماً كيف يمكن أن تتحول وجبة صغيرة إلى فرصة كبيرة لتعافي طفلك من الحمى؟ عندما ترتفع درجة حرارة طفلك، يدخل جسمه في معركة حقيقية ضد العدوى، وما يتناوله الطفل من طعام وشراب خلال فترة الحمى قد يكون السلاح الأقوى في هذه المعركة.
ارتفاع درجة الحرارة ليس مرضاً في حد ذاته، وإنما استجابة طبيعية من الجسم لمكافحة العدوى.
ومع ذلك، فإن هذه الاستجابة تتطلب طاقة إضافية وتغييرات في التمثيل الغذائي، مما يجعل الاهتمام بتغذية الطفل أمراً بالغ الأهمية خلال هذه الفترة. وكثير من الأطفال يفقدون شهيتهم أثناء المرض، وهنا يأتي تحدي الأهل.. ماذا يجب أن يأكل الطفل المحموم؟ وما الأطعمة التي يجب تجنبها؟ وكيف يمكن تحفيز الطفل على تناول الطعام رغم فقدان الشهية؟
في هذا المقال، سنقدم إجابات علمية وعملية لهذه الأسئلة، ونستعرض أهمية مراقبة تغذية الطفل عند ارتفاع درجة الحرارة، مع نصائح عملية للأهل تساعدهم على اجتياز هذه الفترة بأمان، وتسريع تعافي أطفالهم.
تأثر شهية الطفل أثناء الحمى
ارتفاع درجة حرارة الجسم يؤثر بشكل مباشر على الشهية من خلال عدة آليات فسيولوجية:
التغيرات الهرمونية: عند الإصابة بالحمى، يفرز الجسم مواد كيميائية تسمى “السيتوكينات” وهي جزء من الاستجابة المناعية للعدوى. وهذه المواد تؤثر على مركز الشهية في الدماغ مما يقلل الرغبة في تناول الطعام. كما يحدث اضطراب في إنتاج هرمونات الجوع (الجريلين) والشبع (اللبتين) مما يؤدي إلى فقدان الشهية.
اضطرابات الذوق والرائحة: الحمى غالباً ما تصاحبها التهابات في الجهاز التنفسي العلوي مما يؤثر على حاستي الشم والتذوق.
عندما لا يستطيع الطفل تذوق الطعام أو شم رائحته بشكل طبيعي، تقل رغبته في تناوله.
الانزعاج الجسدي: الآلام العضلية، الصداع، ألم الحلق، وعدم الراحة العامة المصاحبة للحمى تجعل من الصعب على الطفل التركيز على الأكل أو الاستمتاع به.
تباطؤ حركة الجهاز الهضمي: ترتفع حرارة الجسم كوسيلة دفاعية لمكافحة العدوى، ولكنها تؤدي أيضاً إلى تباطؤ حركة الأمعاء وإبطاء عملية الهضم، مما يسبب الشعور بالامتلاء والانتفاخ حتى مع تناول كميات قليلة من الطعام.
المخاطر المترتبة على سوء التغذية أثناء المرض
الجفاف هو أحد أخطر مضاعفات الحمى عند الأطفال، خاصة الرضع وصغار السن. وينتج الجفاف عن:
- زيادة فقدان السوائل من خلال التعرق الشديد مع ارتفاع درجة الحرارة.
- التنفس السريع الذي يزيد من فقدان الماء عبر الرئتين.
- قلة تناول السوائل بسبب فقدان الشهية.
- الإسهال أو القيء المصاحب للمرض في بعض الحالات.
قد يتسبب الجفاف الحاد في:
- اضطراب توازن الأملاح والإلكتروليتات في الجسم
- انخفاض ضغط الدم
- تسارع ضربات القلب
- قلة إمداد الأعضاء الحيوية بالدم
- الإغماء أو حتى الصدمة في الحالات الشديدة
إضعاف جهاز المناعة
الجهاز المناعي للطفل أثناء الحمى يحتاج إلى عناصر غذائية محددة للقيام بوظائفه بكفاءة في مكافحة العدوى:
- البروتينات المهمة لصنع الأجسام المضادة
- فيتامين C الذي يعزز نشاط خلايا المناعة
- فيتامين D المهم لتنظيم الاستجابة المناعية
- الزنك الضروري لوظائف مناعية متعددة
- مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من الأضرار الناتجة عن الالتهاب
عند نقص هذه العناصر بسبب سوء التغذية، يصبح الجهاز المناعي أقل قدرة على مكافحة العدوى، مما يؤدي إلى إطالة فترة المرض.
فقدان الوزن وضعف النمو
خلال الحمى، يزداد معدل الأيض بنسبة 7-13% مع كل درجة مئوية ترتفع فوق المعدل الطبيعي، مما يعني أن الجسم يستهلك طاقة أكبر. في الوقت نفسه، تقل كمية الطعام المتناولة. وهذا الاختلال يؤدي إلى:
⇐ استهلاك مخزون الدهون في الجسم
⇐ تكسير البروتينات في العضلات للحصول على الطاقة
⇐ فقدان الوزن
⇐ تأثر النمو سلباً إذا تكررت نوبات المرض
إطالة فترة المرض والتعافي
قد يسبب نقص التغذية، الي ضعف الاستجابة للعلاج، وبطء التعافي من المرض ، وتأخر استعادة النشاط والحيوية وزيادة احتمالية الإصابة بمضاعفات وضعف عام يستمر حتى بعد انتهاء الحمى.
كيفية مراقبة تغذية الطفل أثناء الحمى
تقييم كمية السوائل المتناولة
أول ما يجب مراقبته هو كمية السوائل التي يتناولها الطفل:
- كمية الماء أو العصير أو الحليب التي يشربها.
- عدد الحفاضات المبللة (للرضع) أو عدد مرات التبول (للأطفال الأكبر سناً).
- لون البول (البول الصافي أو الأصفر الفاتح يشير إلى ترطيب جيد، بينما اللون الأصفر الداكن يشير إلى بداية الجفاف).
- مدى رطوبة الفم واللسان.
- وجود الدموع عند البكاء.
تسجيل الوجبات والكميات
من المفيد تسجيل:
♦ أصناف المأكولات التي يأكلها الطفل أثناء الحمى.
♦ كمية الطعام المتناولة بشكل تقريبي.
♦ أوقات الوجبات.
♦ الأطعمة المفضلة والمرفوضة.
♦ أي ملاحظات حول استجابة الطفل للطعام (الغثيان، القيء، عدم الراحة).
مراقبة الوزن
إذا استمرت الحمى لعدة أيام، من المهم متابعة وزن الطفل:
♦ وزن الطفل في نفس الوقت من اليوم.
♦ استخدام نفس الميزان وفي نفس الظروف (نفس الملابس أو بدون ملابس).
♦تسجيل النتائج لملاحظة أي تغيرات مقلقة.
مراقبة العلامات السلوكية والجسدية
بالإضافة إلى كمية الطعام، راقب:
1- مستوى نشاط الطفل.
2- حالته المزاجية.
3- نوعية النوم.
4- لون البشرة (الشحوب قد يشير إلى فقر الدم).
5- قوة عضلاته.
6- قدرته على التركيز.
![مراقبة أكل الطفل عند ارتفاع درجة الحرارة]()
استراتيجيات تغذية الطفل المصاب بالحمى
الأولوية للسوائل
عند ارتفاع درجة الحرارة للأطفال، تكون الأولوية دائماً للسوائل:
⇔ قدم السوائل بكميات صغيرة وبشكل متكرر.
⇔ نوع في أنواع السوائل المقدمة (ماء، شوربة، عصائر مخففة، محاليل الإماهة الفموية).
محاليل الإماهة الفموية: (Oral Rehydration Solutions – ORS) هي سوائل تحتوي على مزيج دقيق من الماء، والأملاح (الصوديوم والبوتاسيوم)، والسكر (الجلوكوز أو السكروز)، وتُستخدم لتعويض السوائل والأملاح التي يفقدها الجسم بسبب الجفاف الناتج عن الإسهال أو القيء أو التعرق الشديد.
إذا لم يتوفر المحلول الجاهز، يمكن تحضيره منزليًا بخلط:
نصف ملعقة صغيرة من الملح
6 ملاعق صغيرة من السكر
1 لتر من الماء النظيف
ويُحرَّك جيدًا حتى الذوبان. ( الحرص على الالتزام بالنسب والمقادير).
⇔ لا تجبر الطفل على شرب كميات كبيرة دفعة واحدة.
⇔ استخدم أكواباً صغيرة ملونة أو مصاصات للأطفال الأكبر سناً.
⇔ استخدم ملعقة صغيرة أو قطارة للرضع.
⇔ قدم السوائل المثلجة أو المبردة قليلاً للمساعدة في خفض درجة الحرارة وتحسين المذاق.
اختيار الأطعمة المناسبة
عند بدء تقديم الطعام، ركز على الأطعمة سهلة الهضم والمضغ والأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية في حجم صغير، والأطعمة المليئة بالماء كالفواكه والخضروات، وكذلك مصادر البروتين سهلة الهضم مثل البيض المسلوق والدجاج المسلوق، والكربوهيدرات المعقدة مثل الأرز والبطاطا المهروسة التي توفر طاقة مستدامة، والأطعمة الغنية بفيتامين C وفيتامين A والزنك لدعم جهاز المناعة.
تقديم وجبات صغيرة ومتكررة
بدلاً من الإصرار على ثلاث وجبات رئيسية:
قدم 6-8 وجبات صغيرة موزعة على مدار اليوم واختر أوقات تقديم الطعام عندما تكون درجة حرارة الطفل منخفضة نسبياً واستفد من فترات تحسن الشهية بعد تناول خافض للحرارة ولا تطيل وقت الوجبة، واجعلها قصيرة ومركزة ولا تجبر الطفل على إكمال طبقه.
استخدام استراتيجيات لتشجيع الأكل
- اجعل وقت الطعام ممتعاً قدر الإمكان.
- قدم الطعام في أطباق صغيرة وملونة.
- شارك طفلك في تناول نفس الطعام.
- استخدم القصص والألعاب البسيطة لتشجيع الطفل على الأكل.
- اسمح للطفل بالمشاركة في اختيار الطعام من بين خيارات صحية.
- غير مكان تناول الطعام (في الفراش، في غرفة المعيشة، في الحديقة إذا كان الطقس مناسباً).
إرشادات التغذية حسب عمر الطفل
الرضع (0-12 شهراً)
الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية مع زيادة عدد الرضعات وتقليل المدة. كما يمكنك تقديم محلول الإماهة الفموية إذا نصح الطبيب بذلك. مع الحرص على تجنب العصائر والسوائل المحلاة.
للرضع الذين بدأوا تناول الأطعمة الصلبة، يمكن تقديم البيوريه الخفيف مثل هريس التفاح أو الموز.
الأطفال الصغار (1-3 سنوات)
التركيز على السوائل والأطعمة المرطبة.
- تقديم الحساء والبودنغ والزبادي والفواكه المهروسة.
- استخدام الألوان والأشكال لجعل الطعام جذاباً.
- السماح باستخدام الأصابع في تناول الطعام لتشجيع الاستقلالية.
- تجنب الأطعمة الحارة أو المبهرة أو الغنية بالدهون.
الأطفال في سن ما قبل المدرسة والمدرسة (4-12 سنة)
يجب شرح سبب أهمية الطعام للتغلب على المرض بطريقة مبسطة للأطفال. وإشراكهم في اختيار وتحضير الوجبات الخفيفة، مع تقديم خيارات متنوعة والتركيز على المغذيات الأساسية.
وتشجيع “وجبات المرض” الخاصة التي تكون تقليداً عائلياً. بالإضافة الى استخدام التكنولوجيا كوسيلة تسلية أثناء تناول الطعام (مشاهدة برنامج مفضل مثلاً).
الأطعمة المفضلة وتلك التي ينبغي الابتعاد عنها أثناء الحمى
الأطعمة الموصي بها في فترة الحمى
♣ الشوربات توفر السوائل والمغذيات وسهلة البلع، خاصة شوربة الدجاج المعروفة بخصائصها المفيدة للمناعة.
♣ البيض مصدر ممتاز للبروتين عالي الجودة وسهل الهضم.
♣ الزبادي يحتوي على بروبيوتيك تدعم صحة الأمعاء ويعتبر مصدراً جيداً للكالسيوم والبروتين.
♣ الموز غني بالبوتاسيوم ويساعد في تعويض الإلكتروليتات المفقودة، كما أنه سهل الهضم.
♣ التفاح المبشور أو المطبوخ، يحتوي على البكتين الذي يساعد في تنظيم حركة الأمعاء.
♣ الأفوكادو غني بالدهون الصحية والألياف ومصدر جيد للطاقة.
♣ الجزر المطهو غني بفيتامين A الضروري للمناعة.
♣ البطاطا المهروسة مصدر جيد للكربوهيدرات وسهلة البلع والهضم.
♣ الأرز الأبيض لطيف على المعدة ويوفر الطاقة.
♣الدجاج المسلوق مصدر ممتاز للبروتين عالي الجودة.
الأطعمة التي يجب تجنبها
♥ الأطعمة الدهنية والمقلية صعبة الهضم وقد تسبب اضطرابات معوية.
♥ الأطعمة الحارة والمبهرة قد تهيج المعدة وتزيد من الانزعاج.
♥ الأطعمة عالية السكر تؤثر سلباً على مناعة الجسم.
♥ المشروبات الغازية تحتوي على سكريات عالية ومواد حافظة وقد تسبب انتفاخاً.
♥ المنتجات الحمضية مثل الطماطم والبرتقال، قد تسبب حرقة في المعدة.
♥ الحليب ومنتجات الألبان الثقيلة قد تكون صعبة الهضم أثناء المرض.
♥ الأطعمة المصنعة والوجبات السريع تحتوي على نسب عالية من الصوديوم والدهون المهدرجة.
♥الكافيين والشوكولاتة قد تزيد من التبول وتساهم في الجفاف.
♥ الأطعمة الصلبة والجافة صعبة البلع خاصة إذا كان هناك التهاب في الحلق.
![مراقبة أكل الطفل عند ارتفاع درجة الحرارة]()
الارتباط بين التغذية والأدوية
توقيت الطعام مع الأدوية
بعض الأدوية تتطلب اعتبارات غذائية خاصة:
- بعض المضادات الحيوية يجب تناولها مع الطعام لتقليل تهيج المعدة.
- بعضها الآخر يجب تناوله على معدة فارغة لضمان الامتصاص الأمثل.
- خافضات الحرارة مثل الإيبوبروفين يفضل تناولها بعد الأكل لتجنب تهيج المعدة.
- الباراسيتامول يمكن تناوله مع أو بدون طعام.
تحسين الشهية من خلال توقيت الأدوية
قدم الطعام بعد 30-60 دقيقة من إعطاء خافض الحرارة عندما تنخفض درجة الحرارة وتتحسن الحالة المزاجية، وراقب تأثير أدوية خفض الحرارة على شهية طفلك، فبعض الأدوية قد تزيد أو تقلل الشهية.
التعامل مع حالات الحمى الخاصة
الأطفال المصابون بالتهاب الحلق
قدم أطعمة ناعمة أو سائلة لا تسبب ألماً عند البلع.
تجنب الأطعمة الحمضية أو الخشنة التي قد تهيج الحلق.
استخدم المصاصات المثلجة للتخفيف من الألم وتوفير السوائل.
الأطفال المصابون بالغثيان والقيء
ابدأ بكميات صغيرة جداً من السوائل (ملعقة صغيرة كل 5-10 دقائق).
استخدم محاليل الإماهة الفموية بدلاً من الماء العادي.
تجنب الأطعمة الدهنية أو الحلوة أو ذات الرائحة القوية.
انتقل تدريجياً إلى الأطعمة الصلبة الخفيفة مثل البسكويت غير المملح والموز.
الأطفال المصابون بالإسهال
ركز على الترطيب لتعويض فقدان السوائل، مع تقديم أطعمة قليلة الألياف وسهلة الهضم.
اتبع نظام BRAT (الموز، الأرز، التفاح المبشور، الخبز المحمص) المعروف بفعاليته في حالات الإسهال. وتجنب منتجات الألبان مؤقتاً إذا كانت تزيد من الأعراض.
كيفية تعويض النقص الغذائي بعد الحمى
بعد انتهاء الحمى، يحتاج الجسم إلى فترة للتعافي واستعادة ما فقده من مخزون غذائي:
خطة التعافي الغذائية
1- زيادة تدريجية في كمية الطعام المتناولة بعد الحمى.
2- التركيز على الأطعمة الغنية بالبروتين لإعادة بناء الأنسجة.
3- زيادة تناول الأطعمة الغنية بالحديد لتعويض أي نقص محتمل.
4- تقديم الأطعمة الغنية بالزنك لدعم تعافي جهاز المناعة.
5- تضمين مصادر جيدة للكالسيوم لدعم نمو العظام.
6- تقديم الفواكه والخضروات الملونة الغنية بمضادات الأكسدة.
المكملات الغذائية
في بعض الحالات، قد ينصح الطبيب بمكملات غذائية لتعويض النقص:
فيتامينات متعددة مناسبة للعمر.
الحديد في حال وجود فقر دم.
فيتامين D خاصة خلال الشتاء.
البروبيوتيك لدعم صحة الأمعاء بعد تناول المضادات الحيوية.
استشارة الطبيب بخصوص التغذية
استشر الطبيب فوراً في الحالات التالية:
- رفض الطفل تناول السوائل لمدة 8 ساعات أو أكثر.
- قلة التبول (أقل من 3-4 حفاضات مبللة في اليوم للرضع).
- ظهور علامات الجفاف (جفاف الفم، غياب الدموع، غور العينين).
- استمرار فقدان الوزن بعد زوال الحمى.
- استمرار فقدان الشهية لأكثر من 3-5 أيام بعد انتهاء المرض.
- الاستفراغ المستمر أو الإسهال القوي.
- الضعف الشديد أو الخمول.
- ظهور لون مختلف للبول أو البراز.
الخلاصة
مراقبة تغذية الطفل أثناء ارتفاع درجة الحرارة ليست مجرد مسألة تتعلق براحته النفسية، بل هي عنصر أساسي في خطة العلاج والتعافي. التغذية السليمة خلال المرض يمكن أن تساعد في تقوية جهاز المناعة لمكافحة العدوى وتمنع الجفاف الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وتُسرع من عملية التعافي وتقلل فترة المرض، كما أنها تحافظ على طاقة الطفل ونموه حتى خلال المرض وتقلل من الضغط النفسي على الطفل والوالدين.
من المهم أن نتذكر أن فقدان الشهية المؤقت أمر طبيعي خلال الحمى، لكن مع الصبر والمثابرة واستخدام الاستراتيجيات المناسبة، يمكننا ضمان حصول أطفالنا على التغذية الكافية للتعافي بشكل أسرع وأفضل.
الأولوية دائماً للسوائل، ثم التدرج في تقديم الأطعمة المغذية سهلة الهضم، مع مراعاة رغبات الطفل وحالته النفسية والجسدية.
وفي حال استمرار المشكلات الغذائية أو ظهور علامات مقلقة، لا تتردد في استشارة الطبيب المختص.
الأسئلة الشائعة
1- هل يجب أن أجبر طفلي على الأكل أثناء ارتفاع درجة الحرارة؟
لا ينبغي إجبار الطفل على تناول الطعام أثناء الحمى. الإجبار على الأكل قد يؤدي إلى القيء أو زيادة الانزعاج.
2- ما هي أفضل السوائل لتقديمها لطفلي المصاب بالحمى؟
أفضل السوائل هي الماء، ومحاليل الإماهة الفموية، والشوربة الخفيفة، والعصائر المخففة. وتجنب المشروبات الغازية والعصائر عالية السكر ومشروبات الطاقة. للرضع، استمر في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية مع عرض الماء بين الرضعات إذا كان عمر الطفل يسمح بذلك.
3- متى يكون انخفاض الشهية عند الطفل المصاب بالحمى مقلقاً ويستدعي زيارة الطبيب؟
إذا رفض الطفل تناول السوائل لمدة 8 ساعات أو أكثر، أو إذا ظهرت علامات الجفاف (قلة التبول، جفاف الفم، غياب الدموع، خمول شديد)، أو إذا استمر رفض الطعام لأكثر من 3 أيام بعد زوال الحمى، أو إذا لاحظت فقداناً ملحوظاً في الوزن.
4-هل يمكن لطفلي تناول منتجات الألبان أثناء الحمى؟
نعم، يمكن تقديم منتجات الألبان للطفل المصاب بالحمى إذا كان يرغب في تناولها، خاصة الزبادي الذي يحتوي على بروبيوتيك مفيدة للجهاز الهضمي. ومع ذلك، قد يفضل بعض الأطفال تجنب الحليب كامل الدسم أثناء المرض لأنه قد يكون صعب الهضم.