حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد. يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

- Advertisement -

- Advertisement -

ابتلاع الطفل دواء بالخطأ | التعامل السريع مع الحالات الطارئة

- Advertisement -

 

لا داعي للذعر! دليلك للتصرف بسرعة عند ابتلاع طفلك دواءً بالخطأ

يعتبر ابتلاع الطفل للدواء بالخطأ من المواقف المرعبة التي قد يواجهها الأهل، والتي تتطلب تصرفًا سريعًا وحكيمًا للحفاظ على سلامة الطفل. في كل عام، تسجل مراكز مكافحة التسمم آلاف الحالات المتعلقة بابتلاع الأطفال للأدوية بطريق الخطأ، مما يجعل هذا الموضوع ذا أهمية قصوى لكل أسرة.
سنتعرف في هذا المقال على كيفية التعامل مع هذه الحالات الطارئة، والعلامات التي تستدعي القلق، والإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها لحماية أطفالنا.

 خطورة ابتلاع الأدوية بالخطأ عند الأطفال

تعد حوادث ابتلاع الأدوية بالخطأ من أكثر حالات التسمم شيوعًا بين الأطفال، خاصة في الفئة العمرية بين سنة وخمس سنوات.
في هذه المرحلة، يطور الأطفال فضولًا طبيعيًا تجاه العالم من حولهم، ويستكشفون الأشياء باستخدام أفواههم.
بالإضافة إلى ذلك، قد تبدو بعض الأدوية للأطفال مثل الحلوى، خاصة إذا كانت ملونة أو محلاة، مما يجعلها هدفًا مغريًا للاستكشاف.

الإحصائيات والأرقام المتعلقة بحالات التسمم الدوائي عند الأطفال

تشير الإحصائيات إلى أن مراكز مكافحة التسمم في العالم العربي تستقبل سنويًا آلاف المكالمات المتعلقة بابتلاع الأطفال للأدوية، وتشكل هذه الحالات حوالي 40% من إجمالي حالات التسمم عند الأطفال.
كما أن الدراسات أظهرت أن غالبية هذه الحوادث تحدث في المنزل، وتحديدًا في الفترة التي يكون فيها الأهل مشغولين أو غير منتبهين.
لنأخذ المملكة العربية السعودية كمثال، حيث سجلت مراكز السموم أكثر من 18ألف حالة تسمم بالأدوية سنويًا، وكان الأطفال يشكلون النسبة الأكبر من هذه الحالات. وفي مصر، تشير التقديرات إلى وقوع ما يقرب من 30 ألف حالة تسمم دوائي لدى الأطفال سنويًا.

ابتلاع الطفل دواء بالخطأ

أكثر أنواع الأدوية خطورة على الأطفال

تختلف الأدوية من حيث خطورتها على الأطفال، فبعضها قد يؤدي إلى أعراض بسيطة، بينما يمكن لأدوية أخرى أن تسبب مضاعفات خطيرة تهدد الحياة، حتى بجرعات صغيرة.
من بين الأدوية الأكثر خطورة على الأطفال:
أدوية القلب وضغط الدم: يمكن أن تسبب هبوطًا حادًا فيضغط الدم والنبض، مما قد يؤدي إلى الصدمة أو حتى الوفاة.
المسكنات والمهدئات القوية: مثل المورفين والأدوية الأفيونية الأخرى، والتي يمكن أن تسبب التنفس البطيء أو التوقف عن التنفس.
أدوية السكري: يمكن أن تؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم بشكل خطير.
أدوية علاج الاكتئاب: خاصة مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، والتي يمكن أن تسبب اضطرابات في نظم القلب.

علامات وأعراض ابتلاع الطفل للدواء بالخطأ

تعتمد الأعراض التي قد تظهر على الطفل بعد ابتلاع الدواء بالخطأ على نوع الدواء وكميته وعمر الطفل ووزنه. لكن هناك بعض العلامات العامة التي يجب الانتباه لها، والتي قد تشير إلى أن الطفل قد ابتلع دواءً سامًا.

الأعراض العامة للتسمم الدوائي
1- تغيرات في مستوى الوعي فقد يصبح الطفل نعسانًا بشكل غير طبيعي، أو متهيجًا، أو في حالات شديدة، قد يفقد الوعي.
2- اضطرابات في التنفس مثل صعوبة التنفس، أو سرعة التنفس، أو توقف التنفس المؤقت.
3- تغيرات في لون الجلد، قد يصبح الطفل شاحبًا أو مزرقًا، خاصة حول الشفاه والأظافر.
4- الغثيان والقيء وهي من الأعراض الشائعة في معظم حالات التسمم الدوائي.
5- اضطرابات في ضربات القلب فتصبح ضربات القلب سريعة جدًا أو بطيئة بشكل غير طبيعي.
6- تشنجات أو رعشة، قد يعاني الطفل من تشنجات أو رعشة في الأطراف.
7- تغيرات في حجم حدقة العين فقد تتوسع حدقة العين أو تضيق بشكل غير طبيعي.
أعراض ابتلاع المسكنات والمضادات الحيوية

  • المسكنات مثل الباراسيتامول قد لا تظهر أعراض فورية، لكن بعد 24-48 ساعة، قد يعاني الطفل من ألم في البطن، وقيء، واصفرار في الجلد والعينين (اليرقان) بسبب تلف الكبد.
  • المضادات الحيوية قد تسبب طفح جلدي، والإسهال، وفي بعض الحالات، رد فعل تحسسي شديد.
  • الأسبرين يمكن أن يسبب طنين في الأذنين، وارتفاع في معدل التنفس، وقيء، وحتى غيبوبة في الحالات الشديدة.

أعراض ابتلاع أدوية الضغط والقلب
– حاصرات بيتا، تسبب انخفاضًا في ضغط الدم والنبض، وقد تؤدي إلى الدوخة والإغماء.
– قنوات الكالسيوم، تسبب ضعفًا في عضلة القلب، وانخفاضًا في ضغط الدم، والدوخة.
– الديجوكسين، يمكن أن يسبب اضطرابات في نظم القلب، والغثيان، وتغيرات في الرؤية.
أعراض ابتلاع الأدوية النفسية والمهدئات
– البنزوديازيبينات: تسبب النعاس الشديد، والارتباك، وفقدان التنسيق الحركي، وفي الحالات الشديدة، صعوبة في التنفس.
– مضادات الاكتئاب: قد تسبب جفاف الفم، وتوسع حدقة العين، وارتفاع درجة الحرارة، واضطرابات في نظم القلب.
– مضادات الذهان: تسبب تصلبًا في العضلات، والارتباك، والنعاس، وانخفاض ضغط الدم.

الخطوات الفورية عند ابتلاع الطفل للدواء بالخطأ

عندما تكتشف أن طفلك قد ابتلع دواءً بالخطأ، يجب عليك التصرف بسرعة وحكمة. فكل دقيقة قد تكون حاسمة، خاصة إذا كان الدواء من النوع الخطير. إليك الخطوات التي يجب اتباعها.
كيفية التعامل مع الحالة في المنزل
حافظ على هدوئك، قد يبدو هذا صعبًا، لكن الذعر قد يمنعك من التفكير بوضوح واتخاذ القرارات الصحيحة.
تحقق من حالة الطفل وتأكد من أن الطفل واعٍ ويتنفس بشكل طبيعي.
حدد نوع الدواء وكميته، حاول معرفة نوع الدواء الذي ابتلعه الطفل وكميته. احتفظ بعلبة الدواء أو زجاجته إذا كانت متاحة.
اتصل بمركز السموم أو الطوارئ ولا تنتظر ظهور الأعراض. اتصل فورًا بمركز مكافحة السموم أو قسم الطوارئ في أقرب مستشفى.
لا تحاول إحداث القيء، في الماضي كان يُنصح بإحداث القيء باستخدام شراب الإيبيكاك، لكن هذه الممارسة لم تعد موصى بها لأنها قد تسبب المزيد من الضرر.
لا تعطِ الطفل أي شيء عن طريق الفم، لا تعطِ الطفل أي طعام أو شراب، حتى تستشير الطبيب أو مركز السموم.
انتقل إلى المستشفى إذا كان الدواء من النوع الخطير، أو إذا كان الطفل يظهر أي علامات للتسمم، فانتقل به فورًا إلى المستشفى.

ما لا يجب فعله عند ابتلاع الطفل للدواء

هناك بعض الإجراءات التي قد تزيد الوضع سوءًا وتعرض الطفل لمخاطر إضافية:
1- لا تحاول إحداث القيء كما ذكرنا سابقًا، هذه الممارسة لم تعد موصى بها.
2- لا تعطِ الطفل الحليب أو أي سوائل أخرى دون استشارة طبية، فقد يزيد ذلك من امتصاص الدواء.
3- لا تعطِ الطفل ملح الطعام أو خل التفاح في محاولة لإحداث القيء أو تعديل حموضة المعدة، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث اضطرابات في توازن الأملاح في الجسم.
4- لا تعتمد على المعلومات المتداولة بين الناس أو على الإنترنت دون تحقق، واستشر دائمًا مصدرًا طبيًا موثوقًا.
5- لا تؤجل طلب المساعدة الطبية حتى تظهر الأعراض على الطفل، فبعض الأدوية قد تستغرق وقتًا طويلًا قبل أن تظهر آثارها السمية.

متى يجب الاتصال بالطوارئ

يجب الاتصال بالطوارئ أو التوجه مباشرة إلى المستشفى في الحالات التالية:

  • إذا كان الطفل فاقدًا للوعي أو يعاني من صعوبة في التنفس.
  • إذا كان الطفل يعاني من تشنجات.
  • إذا كان الدواء الذي ابتلعه الطفل معروفًا بخطورته (مثل أدوية القلب، أو المسكنات القوية، أو أدوية الاكتئاب).
  • إذا كنت غير متأكد من نوع الدواء أو كميته.
  • إذا كان عمر الطفل أقل من سنتين.

العلاج الطبي لحالات ابتلاع الأدوية عند الأطفال

بمجرد وصول الطفل إلى المستشفى، سيبدأ الفريق الطبي في تقييم حالته واتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع التسمم الدوائي.
التدابير الطبية المطبقة في المستشفى
التقييم الأولي: سيقوم الطبيب بتقييم حالة الطفل، وقياس العلامات الحيوية(النبض، ضغط الدم، معدل التنفس، درجة الحرارة)، وإجراء فحص سريري شامل.
تاريخ الحالة: سيسأل الطبيب عن نوع الدواء الذي ابتلعه الطفل، وكميته، ووقت ابتلاعه، وما إذا كان الطفل قد تناول أي شيء آخر بعد ذلك.
فحوصات الدم: قد يتم إجراء فحوصات دم لتقييم وظائف الكبد والكلى، ومستويات الإلكتروليتات، ومستوى الدواء في الدم إذا كان ذلك ممكنًا.
تخطيط القلب: في حالة ابتلاع أدوية القلب أو الأدوية التي تؤثر على نظم القلب، سيتم إجراء تخطيط للقلب.
تصوير البطن: في بعض الحالات، قد يتم إجراء أشعة سينية على البطن للتأكد من عدم وجود أقراص دوائية متبقية في المعدة.

طرق تنظيف المعدة والعلاجات المضادة

اعتمادًا على نوع الدواء وكميته، ووقت ابتلاعه، قد يلجأ الطبيب إلى إحدى الطرق التالية لتقليل امتصاص الدواء أو تسريع إخراجه من الجسم.
الفحم النشط: وهو مادة تمتص الكثير من الأدوية وتمنع امتصاصها في الجهاز الهضمي. يُعطى عادة خلال ساعة إلى ساعتين من ابتلاع الدواء.
غسيل المعدة: في بعض الحالات، قد يتم إدخال أنبوب عبر الفم إلى المعدة لسحب محتوياتها وغسلها بالماء.
المُسهِلات: قد تُستخدم لتسريع إخراج الدواء من الجهاز الهضمي، لكنها ليست روتينية في علاج التسمم الدوائي.
الترياق (الأنتيدوت): لبعض الأدوية، هناك ترياق محدد يمكن أن يعادل تأثيرها السام. على سبيل المثال، الن-أسيتيل سيستئين للتسمم بالباراسيتامول، ونالوكسون للتسمم بالمواد الأفيونية.
غسيل الكلى أو تبادل البلازما: في الحالات الشديدة، قد يلجأ الطبيب إلى هذه الإجراءات لإزالة الدواء من الدم.

الوقاية من حوادث ابتلاع الأدوية

كما يُذكر دومًا، “الوقاية خير من العلاج”. وهذا ينطبق تمامًا على حوادث ابتلاع الأدوية عند الأطفال. هناك العديد من الإجراءات التي يمكن للوالدين اتخاذها للحد من مخاطر هذه الحوادث ومنها:
تخزين الأدوية بطريقة آمنة والاحتفاظ بجميع الأدوية في مكان مرتفع ومغلق ،واستخدم خزانة مخصصة للأدوية، ويفضل أن تكون مزودة بقفل، وضعها في مكان لا يستطيع الأطفال الوصول إليه. ولا تترك الأدوية على الطاولة أو السرير أو أي سطح يمكن للأطفال الوصول إليه، ولا تنقل الأدوية إلى حاويات أخرى قد تبدو مغرية للأطفال، مثل زجاجات المشروبات أو علب الحلوى.  ولا تحتفظ بالأدوية القديمة أو غير المستخدمة، وتخلص منها بطريقة آمنة. وتأكد من أن الزوار لا يتركون حقائبهم أو معاطفهم التي قد تحتوي على أدوية في متناول الأطفال.

تثقيف الطفل حول مخاطر الأدوية

علّم طفلك أن الأدوية ليست حلوى، اشرح للطفل، بطريقة مناسبة لعمره، أن الأدوية هي مواد قد تكون خطيرة إذا تم تناولها بشكل غير صحيح.
علّم طفلك عدم تناول أي شيء دون إذن، هذه قاعدة أساسية يجب أن يتعلمها الطفل منذ سن مبكرة.
كن قدوة حسنة ولا تتناول الأدوية أمام الأطفال بطريقة توحي بأنها مثل الحلوى أو المشروبات العادية.
شرح للطفل الأكبر سنًا كيفية قراءة الملصقات، إذا كان طفلك في سن المراهقة، علمه كيفية قراءة ملصقات الأدوية وفهم التعليمات.
دور الوالدين في منع حوادث التسمم الدوائي
كن منتبهًا دائمًا، الوقاية الأفضل هي المراقبة المستمرة، خاصة للأطفال الصغار.
تعرف على أرقام الطوارئ واحتفظ بأرقام مراكز مكافحة السموم والإسعاف في مكان بارز أو محفوظة في هاتفك.
كن حذرًا عند إعطاء الأدوية للأطفال وتأكد دائمًا من الجرعة الصحيحة، واستخدم الأدوات المخصصة لقياس الجرعات، مثل السرنجات الفموية أو الملاعق المدرجة.
تجنب تسمية الأدوية بالحلوى، لا تقل أبدًا لطفلك إن الدواء “حلو المذاق” أو إنه “مثل الحلوى” لتشجيعه على تناوله.
استخدم العبوات المقاومة للأطفال، تأكد من أن الأدوية التي تشتريها موضوعة في عبوات مقاومة للأطفال، وأغلقها جيدًا بعد كل استخدام.
الخاتمة
ابتلاع الطفل للدواء بالخطأ هو موقف طارئ يتطلب تصرفًا سريعًا وحكيمًا من الوالدين. التعرف على العلامات والأعراض، ومعرفة كيفية التصرف، يمكن أن يكون هو الفرق بين نجاة الطفل وتعرضه لمضاعفات خطيرة. تذكر دائمًا أن الوقاية هي أفضل استراتيجية.
من خلال تخزين الأدوية بطريقة آمنة، وتثقيف الأطفال حول مخاطر الأدوية، وإبقاء أرقام الطوارئ في متناول اليد، يمكن للوالدين تقليل مخاطر هذه الحوادث بشكل كبير.
وأخيرًا، لا تتردد أبدًا في طلب المساعدة الطبية إذا كنت تشك في أن طفلك قد ابتلع دواءً، حتى إذا لم تظهر عليه أي أعراض.
فالتدخل المبكر قد يكون هو المفتاح لتفادي المضاعفات الخطيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.