حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد. يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

- Advertisement -

- Advertisement -

4 أسباب شائعة لامتناع الطفل عن الرضاعة وكيفية التعامل

- Advertisement -

الرضاعة الطبيعية هي واحدة من أهم العلاقات التفاعلية بين الأم وطفلها، فهي ليست مجرد وسيلة لتغذية الطفل، بل هي طريقة للتواصل وبناء الروابط العاطفية. ولكن في بعض الأحيان، قد يُفاجئ الطفل الأم بامتناعه عن الرضاعة، مما يسبب لها القلق والتوتر.
فهل تساءلت يوماً لماذا يرفض طفلك الرضاعة فجأة؟
وكيف يمكنك التعامل مع هذا الموقف بطريقة صحيحة؟ وفي هذا المقال، سنتعرف على أربعة من أكثر الأسباب شيوعاً لامتناع الطفل عن الرضاعة، وسنقدم لك حلولاً عملية للتعامل مع كل سبب منها. وسواء كنت أماً جديدة أو لديك خبرة سابقة، فإن فهم هذه الأسباب سيساعدك على تجاوز هذه المرحلة بسلاسة أكبر.

فهم ظاهرة امتناع الطفل عن الرضاعة

ما هو امتناع الرضاعة؟
امتناع الرضاعة (أو إضراب الرضاعة كما يُطلق عليه أحياناً) هو عندما يرفض الطفل الرضاعة من ثدي الأم بشكل مفاجئ، رغم أنه كان يرضع بشكل طبيعي من قبل. وقد يكون هذا الامتناع مؤقتاً يستمر لبضعة أيام، أو قد يستمر لفترة أطول. ويمكن أن يحدث في أي عمر، سواء كان الطفل رضيعاً حديث الولادة أو طفلاً أكبر سناً.
متى يجب أن تقلقي من امتناع طفلك عن الرضاعة؟
ليس كل امتناع عن الرضاعة يدعو للقلق.
فإذا كان طفلك يرفض الرضاعة لمرة أو مرتين، لكنه يعود للرضاعة بشكل طبيعي بعد ذلك، فهذا أمر طبيعي. ولكن يجب عليك التواصل مع الطبيب أو استشاري الرضاعة إذا:
  • استمر الامتناع لأكثر من 24 ساعة.
  • ظهرت علامات الجفاف على طفلك (مثل قلة التبول، جفاف الفم، أو البكاء دون دموع).
  • لاحظت انخفاضاً في وزن الطفل.
  • بدا طفلك متعباً أو خاملاً بشكل غير معتاد.

4 أسباب شائعة لامتناع الطفل عن الرضاعة

أسباب امتناع الطفل عن الرضاعة وكيفية التعامل

♦ السبب الأول: مشاكل فسيولوجية

التهاب الأذن الوسطى
يعتبر التهاب الأذن الوسطى من أكثر الأسباب الشائعة لامتناع الأطفال عن الرضاعة. فعندما يصاب الطفل بالتهاب في الأذن، يشعر بألم شديد خاصةً عند المص أو البلع، مما يجعله يتجنب الرضاعة. وقد تلاحظين أن طفلك يبدأ بالرضاعة ثم يتوقف فجأة ويبكي، أو قد يسحب رأسه للخلف أثناء محاولة إرضاعه.
كيفية التعامل:
  • راقبي علامات التهاب الأذن مثل ارتفاع درجة الحرارة، سحب الأذن، أو عدم الراحة عند الاستلقاء.
  • استشيري طبيب الأطفال للحصول على التشخيص المناسب والعلاج اللازم.
  • حاولي إرضاع طفلك وهو في وضعية أكثر استقامة لتقليل الضغط على الأذن المصابة.
  • ابقي على تواصل مع الطفل وقدمي له الدعم العاطفي خلال هذه الفترة.
مشاكل الفم أو الحلق
قد يعاني طفلك من مشاكل في الفم أو الحلق تجعل الرضاعة مؤلمة له. ومن هذه المشاكل:
1- القلاع الفموي: وهو عدوى فطرية تظهر على شكل بقع بيضاء في فم الطفل وقد تسبب له ألماً عند الرضاعة.
2- بثور الحرارة: قد تظهر في فم الطفل نتيجة الإصابة بفيروس الهربس، وتكون مؤلمة.
3- التسنين: عندما تبدأ أسنان الطفل بالظهور، قد تتورم اللثة وتصبح حساسة، مما يجعل الرضاعة غير مريحة.
كيفية التعامل:
  • في حالة القلاع الفموي، يجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.
  • يمكن للأطفال تناول مسكنات الألم الملائمة بعد استشارة الطبيب.
  • جربي تغيير وضعية الرضاعة لتقليل الضغط على المناطق المؤلمة.
  • قدمي للطفل المزيد من العناية والحنان خلال هذه الفترة.
مشاكل في مجرى الأنف أو التنفس
يعتمد الرضع بشكل كبير على التنفس من الأنف أثناء الرضاعة. لذلك، فإن أي انسداد في مجرى الأنف مثل الزكام أو الحساسية يمكن أن يجعل الرضاعة صعبة. وقد تلاحظين أن طفلك يبدأ بالرضاعة ثم يترك الثدي ليأخذ نفساً من فمه.
كيفية التعامل:
  • استخدمي محلول ملحي وشفاط الأنف لتنظيف أنف الطفل قبل الرضاعة.
  • ضعي مرطب هواء في الغرفة لتسهيل التنفس على الطفل.
  • ارفعي رأس طفلك قليلاً أثناء الرضاعة لتسهيل التنفس.
  • إذا استمرت المشكلة، استشيري الطبيب.

♦ السبب الثاني: تغيرات في حليب الأم

تغير طعم الحليب
يمكن أن يتغير طعم حليب الأم نتيجة لعدة عوامل، منها:
⇐ التغييرات الهرمونية، خاصةً عند عودة الدورة الشهرية بعد الولادة.
⇐ النظام الغذائي، بعض الأطعمة مثل الثوم، البصل، الفلفل الحار، أو البروكلي قد تغير من طعم الحليب.
⇐ الأدوية، بعض الأدوية التي تتناولها الأم قد تؤثر على طعم الحليب.
كيفية التعامل:
لاحظي إذا كان الامتناع يتزامن مع تناولك لأطعمة معينة، حاولي تجنبها لفترة. واستشيري الطبيب بخصوص أي أدوية تتناولينها واسأليه عن تأثيرها على الرضاعة. وإذا كان الامتناع يتزامن مع دورتك الشهرية، فاعلمي أن هذا مؤقت وسيعود طفلك للرضاعة بشكل طبيعي بعد انتهاء الدورة.
انخفاض إنتاج الحليب
قد يمتنع الطفل عن الرضاعة إذا انخفض إنتاج الحليب لدى الأم، حيث يصبح من الصعب عليه الحصول على كمية كافية من الحليب، مما يسبب له الإحباط.
كيفية التعامل:
زيدي من تكرار الرضعات، فكلما زاد الطلب على الحليب، زاد إنتاجه. وتأكدي من تغذيتك الجيدة وشرب كميات كافية من الماء.
استخدمي تقنيات زيادة إنتاج الحليب مثل شرب شاي المرضعات أو تناول أطعمة معينة تزيد من إدرار الحليب. واستشيري اختصاصية الرضاعة للحصول على نصائح مخصصة لحالتك.
تدفق الحليب بسرعة كبيرة
في بعض الأحيان، قد يكون تدفق الحليب سريعاً جداً، مما يجعل الطفل يختنق أو يجد صعوبة في مجاراة التدفق. وهذا يمكن أن يسبب تجربة سلبية للطفل ويدفعه لرفض الرضاعة.
كيفية التعامل:
حاولي الضغط على ثديك للسماح بخروج الدفعة الأولى من الحليب قبل إرضاع طفلك. وجربي وضعية الاستلقاء الجانبي أثناء الرضاعة، حيث تساعد هذه الوضعية في إبطاء تدفق الحليب. وأرضعي طفلك بشكل متكرر وقبل أن يشعر بالجوع الشديد، لأن المص الشديد قد يزيد من سرعة تدفق الحليب.

♦ السبب الثالث: عوامل نفسية ومزاجية

الإضراب المزاجي
قد يمر الطفل بفترات يكون فيها مزاجه متقلباً، مما يؤثر على رغبته في الرضاعة. وقد يكون مشغولاً بما يحيط به من مثيرات، أو قد يكون متعباً جداً للرضاعة.
كيفية التعامل:
  • حاولي إرضاع طفلك في مكان هادئ وخالٍ من المشتتات.
  • اختاري وقتاً يكون فيه طفلك هادئاً ومسترخياً، مثل بعد الاستيقاظ مباشرةً.
  • قومي بتهدئة طفلك قبل الرضاعة من خلال حمله والتحدث إليه بهدوء أو غنائه.
  • كوني صبورة وتجنبي إظهار التوتر أو القلق، لأن طفلك قد يشعر بذلك.
الخوف أو القلق
قد يرتبط امتناع الطفل عن الرضاعة بتجربة سلبية سابقة، مثل تفاعل قوي من الأم عند العض أثناء الرضاعة، أو اختناق أثناء الرضاعة.
هذه التجارب قد تخلق خوفاً لدى الطفل من الرضاعة.
كيفية التعامل:
  • حاولي خلق تجارب إيجابية جديدة مرتبطة بالرضاعة، مثل الغناء أو اللعب أثناء الرضاعة.
  • ابدئي جلسة الرضاعة بالاتصال الجلدي المباشر، فهذا يساعد على تهدئة الطفل.
  • كوني هادئة ومطمئنة أثناء محاولات الرضاعة، فطفلك يستشعر مشاعرك.
  • إذا كان طفلك قد تعرض لتجربة اختناق سابقة، تأكدي من وضعيته الصحيحة أثناء الرضاعة.
إضراب الإلهاء
مع نمو الطفل وزيادة فضوله بالعالم من حوله، قد يصبح أكثر انشغالاً بما يراه ويسمعه، وقد يفضل استكشاف محيطه على الرضاعة.
هذا شائع جداً لدى الأطفال بين عمر 4-8 أشهر.
كيفية التعامل:
  • حاولي الرضاعة في مكان هادئ وخالٍ من المشتتات.
  • جربي الرضاعة عندما يكون طفلك ناعساً، حيث يكون أقل انشغالاً بمحيطه.
  • امنحي طفلك وقتاً كافياً لاستكشاف محيطه قبل الرضاعة.
  • تحلي بالصبر وتقبلي أن هذه مرحلة طبيعية من مراحل نمو طفلك.

4 أسباب شائعة لامتناع الطفل عن الرضاعة

♦ السبب الرابع: تغييرات في روتين الرضاعة

تقديم الأطعمة الصلبة
عندما تبدأين بإدخال الأطعمة الصلبة في نظام طفلك الغذائي (عادةً بعد عمر 6 أشهر)، قد يقل اهتمامه بالرضاعة. وهذا طبيعي جداً حيث يكتشف الطفل نكهات وقوامات جديدة، وقد يقل جوعه للحليب.
كيفية التعامل:
قدمي الرضعة قبل الطعام الصلب في البداية، ثم اعكسي الترتيب تدريجياً مع تقدم عمر الطفل. ولا تقلقي إذا قلت كمية الحليب التي يرضعها طفلك، فهذا طبيعي مع بدء تناول الأطعمة الصلبة. وتأكدي من أن الأطعمة الصلبة المقدمة مناسبة لعمر طفلك وتحتوي على العناصر الغذائية الضرورية، مع الاستمرار في تقديم الرضاعة بانتظام حتى لو كانت الكميات أقل.
استخدام الزجاجة أو اللهاية
إذا بدأ طفلك في استخدام الزجاجة أو اللهاية، قد يفضلها على الرضاعة الطبيعية. وهذا لأن المص من الزجاجة يتطلب جهداً أقل من المص من الثدي، أو لأن تدفق الحليب من الزجاجة قد يكون أسرع.
كيفية التعامل:

حاولي الحد من استخدام الزجاجة أو اللهاية إذا كنت ترغبين في الاستمرار بالرضاعة الطبيعية. واستخدمي حلمات الزجاجة ذات التدفق البطيء التي تشبه في عملها ثدي الأم. وإذا كنت تعطين طفلك الزجاجة، حاولي إمساكها بطريقة تشبه وضعية الرضاعة الطبيعية مع منح طفلك المزيد من فرص الرضاعة الطبيعية، خاصةً عندما يكون هادئاً أو ناعساً.

العودة للعمل أو تغيير في الروتين اليومي
تغيير الروتين اليومي، مثل عودة الأم للعمل أو السفر، يمكن أن يؤثر على روتين الرضاعة. وقد يشعر الطفل بالارتباك أو عدم الأمان، مما يؤثر على رغبته في الرضاعة.
كيفية التعامل:
حاولي الحفاظ على بعض الروتين في جدول الرضاعة، مثل رضعة الصباح المبكر ورضعة ما قبل النوم. وإذا كنت ستعودين للعمل، ابدئي بالتحضير قبل أسابيع من خلال التعود على شفط الحليب وتعويد الطفل على الزجاجة بالتدريج. وابحثي عن فرص للرضاعة خلال فترات تواجدك مع طفلك. وأظهري المزيد من الحنان والاهتمام لطفلك لتعويضه عن فترات الغياب.

استراتيجيات عامة للتعامل مع امتناع الطفل عن الرضاعة

خلق بيئة مناسبة للرضاعة
اختاري مكاناً هادئاً وخالياً من المشتتات. وتأكدي من راحتك وراحة طفلك أثناء الرضاعة. واحرصي على أن تكون درجة حرارة الغرفة متوازنة. واستخدمي وسائد خاصة بالرضاعة لدعم وضعية الطفل وتقليل التعب.
تنويع وضعيات الرضاعة
  • جربي وضعيات مختلفة مثل وضعية المهد، وضعية الكرة، أو وضعية الاستلقاء الجانبي.
  • في حالة التهاب الأذن، يمكن تجربة وضعية الكرة أو وضعية مرتفعة لتقليل الضغط على الأذن.
  • في حالة تدفق الحليب السريع، جربي وضعية الاستلقاء الجانبي أو الاتكاء للخلف.
  • اطلبي مساعدة استشارية الرضاعة لإيجاد الوضعية الأنسب لك ولطفلك.
الاسترخاء والصبر
تذكري أن قلقك وتوترك ينتقلان إلى طفلك، لذا حاولي الاسترخاء أثناء الرضاعة. وخذي نفساً عميقاً وتحلي بالصبر إذا رفض طفلك الرضاعة. ولا تجبري طفلك على الرضاعة، فهذا قد يزيد من رفضه. واستمتعي بوقتك مع طفلك حتى لو لم يرضع، فالتواصل والعناق مهمان أيضاً.
طلب المساعدة المتخصصة
  • لا تشعري بالقلق من استشارة استشارية الرضاعة للحصول على المساعدة.
  • استشيري طبيب الأطفال إذا كنت تشكين في وجود مشكلة صحية.
  • انضمي إلى مجموعات دعم للأمهات المرضعات للاستفادة من تجارب الأخريات.
  • استعيني بأفراد العائلة للمساعدة في رعاية الطفل لتتمكني من أخذ قسط من الراحة.
الخلاصة

امتناع الطفل عن الرضاعة يمكن أن يكون تجربة صعبة ومحبطة للأم، لكن من المهم أن تتذكري أن هذا الامتناع غالباً ما يكون مؤقتاً ويمكن التغلب عليه. وفهم الأسباب الكامنة وراء هذا الامتناع يساعدك على التعامل معه بفعالية أكبر.

4 أسباب شائعة لامتناع الطفل عن الرضاعة. وسواء كان السبب فسيولوجياً مثل التهاب الأذن أو مشكلة في الفم، أو متعلقاً بتغيرات في حليبك، أو عوامل نفسية ومزاجية، أو تغييرات في روتين الرضاعة. فهناك دائماً استراتيجيات يمكنك اتباعها للتعامل مع الموقف. وتذكري أن تكوني صبورة ولطيفة مع نفسك ومع طفلك خلال هذه الفترة. ولا تترددي في طلب المساعدة إذا احتجت إليها، واعلمي أن الرضاعة الطبيعية هي رحلة فريدة لكل أم وطفل، وأن التحديات جزء طبيعي من هذه الرحلة.

الأسئلة الشائعة

1- هل امتناع الطفل عن الرضاعة يعني أنه فطم نفسه؟
لا، الفطام الذاتي نادراً ما يحدث قبل عمر السنة. وفي معظم الحالات، يكون امتناع الطفل عن الرضاعة مؤقتاً ويرجع لأحد الأسباب التي ذكرناها في المقال. ويمكن التغلب على هذا الامتناع باتباع الاستراتيجيات المناسبة.
2- كم من الوقت يمكن أن يستمر إضراب الرضاعة؟
يختلف الأمر من طفل لآخر، لكن معظم حالات إضراب الرضاعة تستمر من يوم إلى أسبوع. وإذا استمر الإضراب لأكثر من ذلك، فمن المستحسن استشارة طبيب الأطفال أو استشارية الرضاعة.
3- هل يجب أن أتوقف عن الرضاعة إذا كان طفلي يعاني من التهاب في الأذن؟
لا، الرضاعة الطبيعية لا تزيد من التهاب الأذن، بل على العكس، فحليب الأم يحتوي على أجسام مضادة تساعد في مكافحة العدوى. ولكن يمكنك تعديل وضعية الرضاعة لتكون أكثر راحة لطفلك، مثل وضعية أكثر استقامة أو وضعية الكرة.
4- هل يمكن أن يؤثر تناولي لبعض الأطعمة على قبول طفلي للرضاعة؟
نعم، بعض الأطعمة مثل الثوم، البصل، البروكلي، أو الأطعمة الحارة يمكن أن تغير من طعم حليبك، وقد لا يستسيغه طفلك.
إذا لاحظت أن طفلك يرفض الرضاعة بعد تناولك لأطعمة معينة، يمكنك تجنبها لفترة ومراقبة إذا ما كان ذلك يحسن من قبوله للرضاعة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.