ابتلاع الطفل مواد التنظيف وأكل الصابون | خطر يجب الانتباه إليه

ابتلاع الطفل مواد التنظيف

يمتلك الأطفال فضولًا فطريًا تجاه العالم المحيط بهم، ويتجلى هذا الفضول في استكشافهم للأمور عبر التفاعل المباشر مع البيئة.
أحد أخطر السلوكيات التي قد يقدم عليها الأطفال هو ابتلاع أو تناول مواد التنظيف والصابون، وهي مواد عادة ما تكون سامة أو قد تسبب أضرارًا صحية جسيمة. في هذا المقال، سوف نتناول بالتفصيل أسباب هذا السلوك، الآثار الصحية المترتبة عليه، وأفضل الطرق للوقاية من هذا الخطر. 

أسباب ابتلاع الطفل مواد التنظيف وأكل الصابون

يميل الأطفال إلى استخدام أفواههم لاستكشاف الأشياء خلال مراحل النمو الأولية. لذلك، ليس من الغريب أن يُدخل الطفل مواد التنظيف أو الصابون في فمه عند رؤيته أو لمسه ولكن ما الذي يدفعهم إلى تناول هذه المواد رغم أنها ليست صالحة للأكل هنالك عدة أسباب لهذاالسلوك:

الفضول الفطري: الأطفال في أعمارهم المبكرة لديهم شغف كبير لاكتشاف كل ما هو جديد. المواد الملونة والمختلفة، مثل زجاجات المنظفات والصابون، قد تكون جذابة للغاية بالنسبة لهم. أحيانًا، قد يعتقد الطفل أن هذه المواد لا تختلف كثيرًا عن الأطعمة الأخرى التي يتناولها.

الوصول السهل: العديد من مواد التنظيف والصابون موجودة في أماكن يسهل على الطفل الوصول إليها. قد تكون زجاجات المنظفات والمواد الكيميائية في خزائن غير مغلقة بشكل جيد أو في أماكن منخفضة يسهل الوصول إليها بالنسبة للأطفال. وهذا يسهل عليهم الحصول عليها دون أن يلاحظهم الكبار.

التمثيل والتقليد: الأطفال يراقبون سلوكيات الكبار ويحاولون تقليدهم. إذا اعتاد أحد أفراد العائلة على استخدام المواد الكيميائية لتنظيف المنزل أو كان الصابون جزءًا من روتينه اليومي للعناية الشخصية، فقد يعتقد الطفل أن هذه الأشياء مناسبة للاستخدام بالطريقة ذاتها.

اللمس واللعب: أحياناً، لا يقوم الطفل بابتلاع المواد من المحاولة الأولى. قد يبدأ الأمر بلعب الطفل بالصابون أو لمس مواد التنظيف، ومن ثم يحاول وضع هذه المواد في فمه لاستكشافها بشكل أكبر.

الآثار الصحية لابتلاع مواد التنظيف والصابون

إن ابتلاع مواد التنظيف أو الصابون يمثل خطرًا جديًا على صحة الطفل، ويعتمد هذا الخطر على عدة عوامل، منها نوع المادة المبتلعة والكمية التي تم تناولها. إليك بعض الآثار الصحية التي قد يتعرض لها الطفل في حال ابتلاعه لمواد التنظيف أو الصابون:

• التسمم الكيميائي، تحتوي العديد من مواد التنظيف على مكونات كيميائية سامة، مثل الأمونيا، الكلور، الحموض القوية أو المواد القلوية. عند ابتلاع هذه المواد، قد تتسبب في التسمم الذي يؤثر على جهاز الهضم والجهاز التنفسي. الأعراض قد تتراوح من شعور بالغثيان والقيء إلى حدوث صعوبة في التنفس أو حتى التسبب في فشل بعض الأعضاء في حالات التسمم الحادة.
• الحروق الكيميائية، توجد بعض المواد المنظفة التي تحتوي على مكونات حامضية أو قلوية قد تتسبب في حروق للأنسجة الحساسة في الفم والمريء والمعدة. في حال تناول كمية كبيرة من هذه المواد، قد يحدث تآكل شديد في الأنسجة، ما يؤدي إلى الألم الشديد والتورم وقد يتطلب التدخل الطبي العاجل.
• انسداد الأمعاء، يمكن أن يؤدي تناول كمية كبيرة من الصابون أو المنظفات أحيانًا إلى انسداد في الأمعاء.
  يتسبب هذا في ظهور أعراض مثل الألم الشديد في البطن، والغازات، والغثيان، ويمكن أن يتطلب العلاج الجراحي في حالات معينة.
• التسمم بالرغوة، بعض أنواع الصابون والمواد التي تحتوي على رغوة قد تكون ضارة إذا تم ابتلاعها بكميات كبيرة.
  يمكن للرغوة أن تملأ المعدة، مما يسبب صعوبة في التنفس أو قيء مستمر، مما يجعل الحالة أكثر خطورة.
• التأثيرات على الجهاز التنفسي، قد يؤدي استنشاق بخار أو رذاذ مواد التنظيف، خاصة تلك التي تحتوي على مواد كيميائية قوية، إلى تهيج الأغشية المخاطية في الأنف والحلق يمكن أن تتسبب هذه المواد في صعوبة في التنفس، والسعال الشديد، وأحيانًا تضرر الرئتين إذا أستنشقها الطفل بكثرة.