حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد. يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

- Advertisement -

- Advertisement -

الكالسيوم للأطفال | مصادره وأهميته لصحتهم

- Advertisement -

ما هو الكالسيوم وأهميته للجسم

الكالسيوم هو معدن أساسي يلعب دوراً حيوياً في جسم الإنسان، خاصة عند الأطفال الذين يمرون بمراحل نمو سريعة. ويُعتبر الكالسيوم للأطفال من أهم العناصر الغذائية التي تحتاجها أجسامهم الصغيرة لتنمو بشكل صحي وقوي. فهذا المعدن الثمين لا يقتصر دوره على بناء العظام فحسب، بل يمتد ليشمل وظائف حيوية متعددة تؤثر على صحة الطفل بشكل شامل.
يُشكل الكالسيوم حوالي 99% من مكونات العظام والأسنان، مما يجعله العنصر الأساسي في تكوين الهيكل العظمي للطفل. كما يلعب دوراً مهماً في تنظيم ضربات القلب، وانقباض العضلات، ونقل الإشارات العصبية في الجسم. هل تساءلت يوماً لماذا يؤكد الأطباء على أهمية الحليب للأطفال؟ الإجابة تكمن في احتوائه على كميات عالية من الكالسيوم الضروري لنموهم السليم.

لماذا يحتاج الأطفال إلى الكالسيوم بشكل خاص؟

إن احتياج الأطفال للكالسيوم يفوق احتياج البالغين بشكل كبير، وذلك لأسباب فسيولوجية مهمة. فالأطفال يمرون بمراحل نمو سريعة تتطلب كميات كبيرة من هذا المعدن الحيوي لدعم تطور أجسامهم بشكل طبيعي وصحي.
مراحل النمو والحاجة للكالسيوم
خلال السنوات الأولى من حياة الطفل، يحدث نمو هائل في الطول والوزن، وهذا النمو يتطلب بناء أنسجة جديدة باستمرار. الكالسيوم للأطفال في هذه المرحلة يُشبه الطوب في بناء المنزل – فبدونه لا يمكن إنشاء هيكل قوي ومتين. ويحتاج الطفل إلى تخزين كميات كافية من الكالسيوم في عظامه ليصل إلى مايُسمى بـ”ذروة الكتلة العظمية” والتي تحدث عادة في أواخر المراهقة أو بداية العشرينات.
هذا التخزين المبكر للكالسيوم يُعتبر استثماراً طويل المدى في صحة الطفل، حيث يحميه من الإصابة بهشاشة العظام في المستقبل. ولك أن تتخيل الأمر كحساب توفير – فكلما زادت الودائع في الصغر، كلما كان الرصيد أكبر في المستقبل.
تطور العظام والأسنان في مرحلة الطفولة
تُعتبر مرحلة الطفولة الفترة الذهبية لبناء عظام قوية وأسنان صحية. وخلال هذه المرحلة، تنمو العظام ليس فقط في الطول والعرض، بل تزداد أيضاً في الكثافة والقوة. والكالسيوم للأطفال يلعب دور البطل في هذه العملية المعقدة، حيث يتم ترسيبه في العظام بشكل مستمر لجعلها أقوى وأكثر مقاومة للكسور.
أما بالنسبة للأسنان، فإن الكالسيوم ضروري لتكوين المينا – الطبقة الصلبة التي تحمي الأسنان من التسوس. والأطفال الذين يحصلون على كميات كافية من الكالسيوم يتمتعون بأسنان أقوى وأكثر مقاومة للتسوس مقارنة بأقرانهم الذين يعانون من نقص في هذا المعدن.

الكالسيوم للأطفال

الكمية المطلوبة من الكالسيوم حسب العمر

تتباين متطلبات الكالسيوم لدى الأطفال وفقا لأعمارهم ومراحل تطورهم. فهم هذه الاحتياجات يساعد الوالدين على التأكد من حصول أطفالهم على الكمية المناسبة من هذا المعدن الحيوي.
الرضع (0-12 شهر)
في الأشهر الأولى من الحياة، يحصل الرضع على احتياجاتهم من الكالسيوم بشكل طبيعي من خلال الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي المدعم. ويحتاج الرضع حديثو الولادة إلى حوالي 200 ملليغرام من الكالسيوم يومياً، وترتفع هذه الكمية إلى 260 ملليغرام بعد الشهر السادس.

حليب الأم يحتوي على الكالسيوم بتركيز مثالي وبشكل سهل الامتصاص، مما يجعل الرضاعة الطبيعية الخيار الأمثل لتلبية احتياجات الطفل الرضيع من الكالسيوم.

وبالنسبة للأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي، يجب التأكد من أن الحليب يحتوي على كميات كافية من الكالسيوم المدعم.
الصغار من الأطفال (1-3 سنوات)
عند بدء الطفل في المشي وتناول الطعام الصلب، تزداد احتياجاته من الكالسيوم بشكل ملحوظ. ويحتاج الأطفال في هذه المرحلة العمرية إلى نحو 700 ملليغرام من الكالسيوم يوميا.
تعتبر هذه المرحلة حساسة للغاية، حيث يبدأ الطفل في تشكيل تفضيلاته الغذائية، مما سيؤثر على عاداته في الأكل طوال حياته.
ويمكن للأطفال في هذا العمر الحصول على الكالسيوم من مصادر متعددة مثل الحليب كامل الدسم، والجبن، والزبادي، بالإضافة إلى بعض الخضروات. والمهم هو تقديم هذه الأطعمة بطرق جذابة ومحببة للطفل لضمان تناوله الكمية المطلوبة.
الأطفال في سن المدرسة (4-8 سنوات)
هذه المرحلة تتميز بنمو مطرد وزيادة في النشاط البدني، مما يعني زيادة في احتياجات الكالسيوم. ويحتاج الأطفال في هذا العمر إلى حوالي 1000 ملليغرام من الكالسيوم يومياً. وهذه الكمية تعادل تقريباً 3-4 أكواب من الحليب، أو مزيج من مصادر الكالسيوم المختلفة.
في هذا العمر، يصبح الأطفال أكثر استقلالية في اختيار طعامهم، مما يجعل دور الوالدين في توفير خيارات صحية غنية بالكالسيوم أمراً بالغ الأهمية. ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال تقديم وجبات متوازنة تحتوي على مصادر متنوعة من الكالسيوم.
المراهقون (9-18 سنة)
تعتبر فترة المراهقة هي أعلى مراحل الحاجة إلى الكالسيوم، إذ يحتاج المراهقون تقريبا إلى 1300 ملليغرام يوميا. وهذه الزيادة الكبيرة في الاحتياج تأتي نتيجة لطفرة النمو السريعة التي تحدث في هذه المرحلة، حيث يمكن أن يزيد طول المراهق بمعدل 8-10 سنتيمترات في السنة الواحدة.
الكالسيوم للأطفال المراهقين له أهمية خاصة لأن هذه المرحلة تمثل الفرصة الأخيرة لبناء كتلة عظمية قوية. وحوالي 90% من الكتلة العظمية تتكون خلال السنوات الثمانية عشر الأولى من العمر، مما يجعل هذه المرحلة حاسمة في تحديد صحة العظام مدى الحياة.

الكالسيوم للأطفال

أهم مصادر الكالسيوم الطبيعية للأطفال

يتوفر الكالسيوم في مجموعة واسعة من الأطعمة الطبيعية، مما يتيح للوالدين خيارات متنوعة لضمان حصول أطفالهم على احتياجاتهم من هذا المعدن الحيوي. ومعرفة هذه المصادر والطرق المثلى لتقديمها للأطفال أمر ضروري لبناء نظام غذائي صحي ومتوازن.
◊ منتجات الألبان والأجبان

  • تُعتبر منتجات الألبان المصدر الأكثر شهرة وفعالية للكالسيوم، وذلك لسبب وجيه فكوب واحد من الحليب يحتوي على حوالي 300 ملليغرام من الكالسيوم، أي ما يعادل ثلث الاحتياج اليومي لطفل في سن المدرسة. والكالسيوم للأطفال من منتجات الألبان يتميز بسهولة امتصاصه مقارنة بمصادر أخرى.
  • الجبن يُعتبر أيضاً مصدراً ممتازاً للكالسيوم، حيث تحتوي شريحة واحدة من الجبن الشيدر على حوالي 200 ملليغرام من الكالسيوم. وأما الزبادي، فهو ليس فقط غني بالكالسيوم، بل يحتوي أيضاً على البروبيوتيك المفيد لصحة الجهاز الهضمي.
    كوب واحد من الزبادي يمكن أن يوفر 300-400 ملليغرام من الكالسيوم.
  • الحليب المخفوق، الآيس كريم المحضر من الحليب الطبيعي، والمشروبات المحضرة من الحليب كلها خيارات يمكن أن تجعل تناول الكالسيوم أمراً ممتعاً للأطفال. والمفتاح هو التنويع في طرق التقديم لتجنب الملل وضمان الاستمرارية.

◊ الخضروات الورقية الخضراء
رغم أن الخضروات الورقية قد لا تكون الخيار الأول للأطفال، إلا أنها تُعتبر مصدراً ممتازاً للكالسيوم.  السبانخ، الكرنب، البروكلي، والجرجير كلها خضروات غنية بهذا المعدن الحيوي. وكوب واحد من السبانخ المطبوخة يحتوي على نحو 240 ملليغرام من الكالسيوم.
البروكلي يُعتبر خياراً رائعاً أيضاً للأطفال لأنه يحتوي على الكالسيوم بالإضافة إلى فيتامين سي الذي يساعد في امتصاص الكالسيوم.
يمكن تقديم البروكلي بطرق مختلفة – مسلوق مع الجبن، أو في الحساء، أو حتى كوجبة خفيفة مع الغموس. والطريقة السرية لجعل الأطفال يتناولون هذه الخضروات هي إخفاؤها في الأطعمة التي يحبونها. ويمكن إضافة السبانخ المفروم إلى العجة، أو البروكلي إلى المعكرونة بالجبن، أو الكرنب إلى الحساء.
◊ الأسماك والمأكولات البحرية
⇔ الأسماك، خاصة تلك التي تؤكل بعظامها مثل السردين والسلمون المعلب، تُعتبر مصدراً ممتازاً للكالسيوم. علبة واحدة من السردين تحتوي على حوالي 350 ملليغرام من الكالسيوم.
⇔ السلمون المعلب مع العظام يوفر حوالي 180 ملليغرام من الكالسيوم لكل 3 أونصات. والتونة، الماكريل، والأنشوجة كلها خيارات غنية بالكالسيوم.
⇔ الكالسيوم للأطفال من المأكولات البحرية يأتي مع فوائد إضافية مثل الأوميغا 3 المفيدة لنمو الدماغ والبروتين عالي الجودة اللازم لنمو العضلات.
♦ يمكن تقديم الأسماك للأطفال بطرق شهية مثل سندوتشات التونة، أو السلمون المشوي مع الخضار، أو حتى كرات السمك المقلية.
المهم هو التأكد من إزالة العظام الكبيرة والحفاظ على العظام الصغيرة اللينة التي تحتوي على الكالسيوم.
المكسرات والبذور
⇐ اللوز يتصدر قائمة المكسرات الغنية بالكالسيوم، حيث تحتوي الأونصة الواحدة (حوالي 23 حبة لوز) على 75 ملليغرام من الكالسيوم.
⇐ السمسم وبذور عباد الشمس تُعتبر أيضاً مصادر جيدة للكالسيوم. وملعقة كبيرة من الطحينة (مصنوعة من السمسم) تحتوي على حوالي 60 ملليغرام من الكالسيوم.
الكالسيوم للأطفال من المكسرات والبذور يأتي مع فوائد غذائية متعددة مثل الدهون الصحية والبروتين والألياف. ويمكن تقديم اللوز كوجبة خفيفة، أو إضافة بذور السمسم إلى الخبز، أو استخدام الطحينة كغموس للخضار أو الفواكه. ومن المهم الانتباه إلى أن المكسرات قد تسبب الحساسية لدى بعض الأطفال، لذا يجب إدخالها تدريجياً ومراقبة أي ردود فعل تحسسية. وكما يُنصح بتقديم المكسرات مقطعة أو مطحونة للأطفال الصغار لتجنب خطر الاختناق.

الكالسيوم للأطفال

الأطعمة المدعمة بالكالسيوم

في العصر الحديث، أصبحت الأطعمة المدعمة بالكالسيوم خياراً مهماً للعائلات، خاصة تلك التي تتبع أنظمة غذائية نباتية أو تعاني من حساسية الألبان. وتقدم هذه الأطعمة وسائل فعالة لضمان تلبية احتياجات الأطفال من الكالسيوم.
الحليب النباتي المدعم
حليب اللوز، حليب الصويا، وحليب الأرز المدعم بالكالسيوم أصبحت بدائل شائعة للحليب التقليدي. وكوب واحد من حليب الصويا المدعم يحتوي تقريبا على نفس كمية الكالسيوم الموجودة في كوب من حليب البقر، والتي تبلغ حوالي 300 ملليغرام.
الكالسيوم للأطفال من هذه المصادر يُعتبر خياراً ممتازاً للأطفال الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو حساسية الحليب. وحليب اللوز المدعم لا يحتوي فقط على الكالسيوم، بل يُدعم أيضاً بفيتامين دي وفيتامين بي12، مما يجعله بديلاً غذائياً شاملاً.
عند اختيار الحليب النباتي، يجب قراءة الملصق الغذائي لضمان احتوائه على الكالسيوم المدعم. وكما يُنصح بهز العبوة جيداً قبل الاستخدام لأن الكالسيوم المضاف قد يترسب في القاع.
الحبوب المدعمة
⇐ العديد من حبوب الإفطار المخصصة للأطفال تُدعم بالكالسيوم وفيتامينات أخرى مهمة. وعاء واحد من هذه الحبوب مع الحليب يمكن أن يوفر جزءاً كبيراً من الاحتياج اليومي للكالسيوم. وبعض أنواع الحبوب المدعمة تحتوي على حوالي 100-150 ملليغرام من الكالسيوم لكل وجبة.
⇐ الخبز المدعم بالكالسيوم أصبح أيضاً متوفراً في العديد من الأسواق. و شريحتان من هذا الخبز يمكن أن تحتويا على حوالي 200 ملليغرام من الكالسيوم. وهذا يجعل وجبة الإفطار البسيطة المكونة من الخبز المحمص والجبن مصدراً ممتازاً للكالسيوم.
⇐ عصائر الفواكه المدعمة بالكالسيوم تُعتبر أيضاً خياراً شائعاً، خاصة عصير البرتقال المدعم الذي يحتوي على حوالي 300 ملليغرام من الكالسيوم لكل كوب. وهذه العصائر تجمع بين المذاق الحلو الذي يحبه الأطفال والفائدة الغذائية العالية.

علامات نقص الكالسيوم لدى الأطفال

نقص الكالسيوم عند الأطفال مشكلة خطيرة قد لا تظهر أعراضها بوضوح في البداية، مما يجعل الكشف المبكر عنها أمراً صعباً.
فهم هذه الأعراض والعلامات التحذيرية يساعد الوالدين على اتخاذ إجراءات سريعة لحماية صحة أطفالهم.
العلامات المبكرة لنقص الكالسيوم

العلامات الأولى لنقص الكالسيوم للأطفال قد تكون خفية وغير واضحة، مما يجعل الكثير من الوالدين يتجاهلونها. ومن أهم هذه العلامات:

  • التململ والقلق غير المبرر، صعوبة في النوم، وزيادة البكاء عند الرضع.
  • الأطفال الأكبر سناً قد يشكون من تقلصات عضلية، خاصة في الساقين والقدمين.
  • تأخر ظهور الأسنان أو مشاكل في الأسنان الموجودة مثل التسوس المبكر أو ضعف المينا قد تكون إشارات على نقص الكالسيوم.
  • كما أن تأخر المشي أو صعوبة في تعلم المهارات الحركية قد يكون مرتبطاً بنقص هذا المعدن الحيوي.

الأطفال الذين يعانون من نقص الكالسيوم قد يظهرون أيضاً علامات التعب والخمول أكثر من المعتاد، بالإضافة إلى ضعف في التركيز والذاكرة. وهذه الأعراض تحدث لأن الكالسيوم يلعب دوراً مهماً في وظائف الجهاز العصبي.
المضاعفات طويلة المدى
إذا لم يتم علاج نقص الكالسيوم في الوقت المناسب، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على صحة الطفل مدى الحياة. وأخطر هذه المضاعفات هو:

  • الكساح، وهو مرض يؤثر على نمو وتطور العظام، مما يؤدي إلى تشوهات في الهيكل العظمي.
  • هشاشة العظام المبكرة هي مضاعفة أخرى خطيرة، حيث تصبح العظام هشة وسهلة الكسر. والأطفال الذين لا يحصلون على كمية كافية من الكالسيوم في سنوات نموهم الأولى أكثر عرضة للإصابة بكسور العظام، حتى من الإصابات البسيطة.
  • مشاكل الأسنان تُعتبر أيضاً من المضاعفات الشائعة، حيث يمكن أن يؤدي نقص الكالسيوم إلى ضعف في بنية الأسنان، مما يجعلها أكثر عرضة للتسوس والتلف.
    في الحالات الشديدة، قد يحتاج الطفل إلى علاجات أسنان مكثفة ومكلفة.
  • اضطرابات في النمو الطبيعي للطفل قد تحدث أيضاً، حيث يمكن أن يؤثر نقص الكالسيوم على الطول النهائي للطفل.
  • كما أن ضعف الجهاز المناعي والعرضة المتزايدة للأمراض من المضاعفات المحتملة لنقص الكالسيوم طويل المدى.

نصائح لزيادة امتصاص الكالسيوم

الحصول على الكالسيوم للطفل من الطعام ليس كافياً وحده، بل يجب أن يكون الجسم قادراً على امتصاصه واستخدامه بفعالية. وهناك عوامل عديدة تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم، ومعرفة هذه العوامل يساعد في تحقيق أقصى استفادة من الكالسيوم الموجود في الطعام.
أهمية فيتامين د في استيعاب الكالسيوم.
فيتامين د يُعتبر الشريك الأساسي للكالسيوم في الجسم، حيث أنه بدون كمية كافية من فيتامين د، لا يستطيع الجسم امتصاص أكثر من 10-15% من الكالسيوم المتناول. وهذا يعني أن طفلاً يتناول كمية كافية من الكالسيوم قد يعاني من أعراض نقص الكالسيوم إذا كان يعاني من نقص فيتامين د.
التعرض لأشعة الشمس الصباحية لمدة 15-20 دقيقة يومياً يساعد الجسم على إنتاج فيتامين د بشكل طبيعي. وكما يمكن الحصول على فيتامين د من الأطعمة مثل الأسماك الدهنية، صفار البيض، والأطعمة المدعمة بهذا الفيتامين. والأطفال الذين يقضون معظم أوقاتهم في الداخل أو يعيشون في مناطق قليلة الشمس قد يحتاجون إلى مكملات فيتامين د، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل إعطاء أي مكملات غذائية للأطفال.

الأطعمة التي تعرقل امتصاص الكالسيوم

بعض الأطعمة والمشروبات يمكن أن تقلل من امتصاص الكالسيوم، مما يجعل من المهم معرفتها وتجنب تناولها مع الوجبات الغنية بالكالسيوم:

  • المشروبات الغازية تحتوي على الفوسفوريك أسيد الذي يمكن أن يتداخل مع امتصاص الكالسيوم.
  • الأطعمة الغنية بالأوكسالات مثل السبانخ، الشوكولاتة، والشاي قد تقلل من امتصاص الكالسيوم عند تناولها بكميات كبيرة.
  • كما أن الأطعمة الغنية بالفايتات مثل الحبوب الكاملة والبقوليات قد تؤثر على امتصاص الكالسيوم إذا تم تناولها بكميات مفرطة.
  • الكافيين الموجود في القهوة والشاي يمكن أن يزيد من إفراز الكالسيوم في البول، لذا يُنصح بتجنب إعطاء الأطفال مشروبات تحتوي على الكافيين.
  • الملح الزائد في الطعام قد يؤدي أيضاً إلى فقدان الكالسيوم من الجسم.

وصفات صحية غنية بالكالسيوم للأطفال

تقديم الكالسيوم للأطفال بطرق شهية ومبتكرة يساعد في ضمان حصولهم على احتياجاتهم اليومية من هذا المعدن الحيوي.
إليكم بعض الوصفات السهلة والمحببة للأطفال:
العصير الأخضر اللذيذ: امزجوا كوباً من الحليب مع حفنة من السبانخ الطازجة، موزة واحدة، وملعقة من العسل. هذا العصير يحتوي على حوالي 350 ملليغرام من الكالسيوم ومذاقه حلو لا يشعر الطفل بطعم السبانخ.
بان كيك الجبن: قوموا بخلط كوب من الدقيق مع كوب من الحليب، بيضة، وربع كوب من الجبن المبشور. وهذه الوصفة توفر حوالي 400 ملليغرام من الكالسيوم وتُقدم كوجبة إفطار شهية.
كرات اللوز والتمر: اطحنوا كوباً من اللوز مع نصف كوب من التمر منزوع النوى، وشكلوا الخليط على شكل كرات صغيرة. وهذه الوجبة الخفيفة الصحية تحتوي على الكالسيوم والحديد والألياف.
حساء البروكلي بالجبن: اسلقوا كوبين من البروكلي واهرسوهما مع كوب من الحليب ونصف كوب من الجبن المذاب. وهذا الحساء اللذيذ يحتوي على أكثر من 500 ملليغرام من الكالسيوم.

متى يجب استشارة الطبيب؟

هناك حالات معينة تستدعي استشارة طبيب الأطفال فيما يتعلق بالكالسيوم للأطفال وصحة العظام بشكل عام.

  • إذا لاحظ الوالدان أن طفلهم يعاني من كسور متكررة أو كسور تحدث من إصابات بسيطة، فهذا قد يكون مؤشراً على ضعف في العظام يحتاج إلى تقييم طبي.
  • تأخر النمو أو قصر القامة الملحوظ مقارنة بالأطفال في نفس العمر قد يكون مرتبطاً بنقص الكالسيوم أو مشاكل في امتصاصه.
  • مشاكل الأسنان المتكررة مثل التسوس المبكر أو ضعف مينا الأسنان تستدعي استشارة طبية.
  • الأطفال الذين يعانون من حساسية الحليب أو عدم تحمل اللاكتوز يحتاجون إلى متابعة طبية خاصة لضمان حصولهم على كمية كافية من الكالسيوم من مصادر بديلة. وكما أن الأطفال الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية صارمة قد يحتاجون إلى مراقبة دقيقة لمستويات الكالسيوم لديهم.
  • الأعراض مثل التقلصات العضلية المتكررة، التململ الزائد، أو مشاكل النوم المستمرة قد تكون علامات على نقص الكالسيوم وتحتاج إلى تقييم طبي. والطبيب قد يطلب فحوصات دم لقياس مستوى الكالسيوم وفيتامين د في الجسم.

الخاتمة
الكالسيوم للأطفال ليس مجرد معدن غذائي، بل هو حجر الأساس لبناء مستقبل صحي لأطفالنا. ومن خلال فهم أهمية الكالسيوم، ومعرفة مصادره المتنوعة، والحرص على تقديمه بطرق شهية ومبتكرة، يمكن للوالدين ضمان نمو أطفالهم بطريقة صحية وسليمة.
تذكروا أن بناء عظام قوية في الطفولة استثمار طويل المدى في صحة الطفل مدى الحياة. فالأطفال الذين يحصلون على كمية كافية من الكالسيوم في سنوات نموهم لن يتمتعوا فقط بعظام وأسنان قوية، بل سيكونون أقل عرضة للإصابة بهشاشة العظام والكسور في المستقبل. والتنويع في مصادر الكالسيوم، والحرص على توفير فيتامين د، وتجنب الأطعمة التي تعيق الامتصاص، كلها عوامل تساهم في تحقيق أقصى استفادة من الكالسيوم المتناول. والأهم من ذلك كله هو جعل تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم عادة محببة ومستمرة في حياة الطفل.

الأسئلة الشائعة

1- ما هي الكمية اليومية اللازمة من الكالسيوم للأطفال؟
تختلف احتياجات الكالسيوم للأطفال حسب العمر: الرضع (0-6 أشهر) يحتاجون 200 ملليغرام،والأطفال (1-3 سنوات) يحتاجون 700 ملليغرام، والأطفال (4-8 سنوات) يحتاجون 1000 ملليغرام، بينما المراهقون (9-18 سنة) يحتاجون 1300 ملليغرام يومياً.
2- ما هي أفضل مصادر الكالسيوم للأطفال الذين لا يتناولون الحليب؟
يمكن الحصول على الكالسيوم من الخضروات الورقية الخضراء مثل البروكلي والسبانخ، والأسماك مثل السردين والسلمون، والمكسرات مثل اللوز، والحليب النباتي المدعم مثل حليب الصويا واللوز، بالإضافة إلى الحبوب والعصائر المدعمة بالكالسيوم.
3- هل يمكن أن يحصل الطفل على كمية زائدة من الكالسيوم؟
الإفراط في تناول الكالسيوم قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل تكوين حصوات الكلى وتداخل مع امتصاص معادن أخرى مهمة مثل الحديد والزنك. ولذا، من الضروري الالتزام بالكمية المقترحة يوميا والتنوع في مصادر الكالسيوم.
4- كيف أعرف أن طفلي يعاني من نقص الكالسيوم؟
علامات نقص الكالسيوم للأطفال تشمل تأخر ظهور الأسنان، التقلصات العضلية، القلق والتململ، صعوبة النوم، تأخر المشي، وضعف في الأسنان أو تسوسها المبكر. وإذا لاحظت هذه الأعراض، يُنصح بالتواصل مع طبيب الأطفال.
5- هل فيتامين د ضروري مع الكالسيوم؟
نعم، فيتامين د ضروري جداً لامتصاص الكالسيوم بشكل فعال. وبدون كمية كافية من فيتامين د، لا يستطيع الجسم امتصاص أكثر من 10-15% من الكالسيوم المتناول. ويمكن الحصول على فيتامين د من التعرض لأشعة الشمس، والأسماك الدهنية، وصفار البيض، والأطعمة المدعمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.