حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد. يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

- Advertisement -

- Advertisement -

أسباب بكاء الطفل بعد الرضاعة وكيفية التعامل معها بفعالية

- Advertisement -

هل تجدين نفسك حائرة ومتعبة عندما يبدأ طفلك بالبكاء بعد الرضاعة مباشرة؟ هل تتساءلين ما الذي يجعله غير مرتاح رغم حصوله على الغذاء الكافي؟
إن بكاء الطفل بعد الرضاعة من الظواهر الشائعة التي تواجهها الكثير من الأمهات، خاصة مع الأطفال حديثي الولادة والرضع في الأشهر الأولى من العمر.
فالبكاء هو وسيلة التواصل الوحيدة المتاحة للطفل للتعبير عن احتياجاته ومشاعره، سواء كان ذلك بسبب عدم الراحة أو الألم أو الجوع أو التعب.
في هذا المقال سنستعرض استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه الظاهرة وتخفيف معاناة طفلك ومساعدتك على اجتياز هذه المرحلة بأقل قدر من التوتر والإرهاق. وسنقدم لك نصائح عملية وخطوات بسيطة يمكنك تطبيقها للتعرف على سبب بكاء طفلك والتدخل المناسب لتهدئته.

الأسباب الفسيولوجية لبكاء الطفل بعد الرضاعة

توجد العديد من الأسباب الفسيولوجية التي قد تجعل الطفل يبكي بعد الرضاعة، وهذه الأسباب ترتبط بشكل مباشر بعملية الهضم والجهاز الهضمي للطفل الذي لا يزال في مرحلة النمو والتطور.
المغص والانتفاخ
المغص من أكثر الأسباب شيوعاً لبكاء الطفل بعد الرضاعة، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من العمر. ويحدث المغص نتيجة دخول الهواء إلى معدة الطفل أثناء الرضاعة أو بسبب عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي. ويمكنك التعرف على أن طفلك يعاني من المغص من خلال بعض العلامات مثل:
  • بكاء شديد ومستمر لفترات طويلة.
  • سحب الساقين نحو البطن.
  • تصلب البطن.
  • احمرار الوجه أثناء البكاء.
يميل المغص للظهور في أوقات محددة من اليوم، غالباً في المساء، ويمكن أن يستمر من بضع دقائق إلى عدة ساعات. وعادة ما يبدأ المغص في الأسبوع الثاني أو الثالث من عمر الطفل ويخف تدريجياً بعد بلوغه الشهر الثالث أو الرابع.
ارتجاع المريء
يعاني الكثير من الأطفال الرضع من ارتجاع المريء، وهو عبارة عن عودة جزء من الحليب من المعدة إلى المريء، ثم إلى الفم.
يحدث هذا بسبب عدم نضج العضلة العاصرة السفلية للمريء التي تفصل بين المعدة والمريء. ويتسبب ارتجاع المريء في شعور الطفل بعدم الراحة والحرقة، مما يدفعه للبكاء بعد الرضاعة مباشرة أو أثناءها. ومن علامات ارتجاع المريء:
  • التقيؤ المتكرر بعد الرضاعة.
  • الكحة أو الغصة عند تناول الحليب.
  • البكاء أثناء أو بعد الرضاعة.
  • رفض الرضاعة أو صعوبة في الرضاعة.
عادة ما يتحسن ارتجاع المريء تلقائياً مع نمو الطفل ونضج جهازه الهضمي، لكن فيبعض الحالات قد يحتاج الطفل لتدخل طبي إذا كان الارتجاع شديداً ويؤثر على نموه.
عدم الشبع أو الإفراط في التغذية
قد يبكي الطفل بعد الرضاعة بسبب عدم حصوله على كمية كافية من الحليب، خاصة إذا كانت الرضاعة طبيعية وكانت الأم تعاني من نقص في إدرار الحليب. وفي هذه الحالة، يظهر على الطفل علامات الجوع مثل مص الأصابع أو البحث عن الثدي بعد وقت قصير من الرضاعة.
من ناحية أخرى، قد يكون السبب هو الإفراط في التغذية، خاصة مع الرضاعة الصناعية، حيث يمكن أن يتناول الطفل كمية أكبر من الحليب مما تحتمله معدته الصغيرة، مما يسبب له الانتفاخ والألم.
أسباب بكاء الطفل بعد الرضاعة

الأسباب النفسية والعاطفية لبكاء الطفل بعد الرضاعة

لا تقتصر أسباب بكاء الطفل بعد الرضاعة على الجوانب الفسيولوجية فقط، بل هناك أيضاً أسباب نفسية وعاطفية يجب أخذها بعين الاعتبار.
الحاجة للتجشؤ
كثيراً ما يبتلع الأطفال الرضع كمية من الهواء أثناء الرضاعة، سواء كانت طبيعية أو صناعية. ويسبب هذا الهواء شعوراً بعدم الراحة ويجعل الطفل يبكي حتى يتخلص منه من خلال التجشؤ. ولذلك، من المهم جداً مساعدة الطفل على التجشؤ بعد كل رضعة للتخلص من الهواء الزائد في معدته ومنع حدوث المغص.
الحاجة للاحتضان والأمان
قد يبكي الطفل بعد الرضاعة لمجرد رغبته في البقاء محمولاً ومحتضناً لفترة أطول. فالرضاعة ليست مجرد عملية تغذية للطفل، بل هي أيضاً فرصة للتواصل العاطفي مع الأم والشعور بالأمان والدفء. وبعض الأطفال يستمتعون بهذا التواصل ويرغبون في استمراره حتى بعد انتهاء الرضاعة.
التعب والإرهاق
قد يبكي الطفل بعد الرضاعة بسبب التعب والإرهاق، خاصة إذا كان قد استيقظ من النوم خصيصاً للرضاعة. وفي هذه الحالة، يكون البكاء نوعاً من التعبير عن الرغبة في العودة للنوم، وقد يكون مصحوباً بفرك العينين أو التثاؤب.

الأوضاع الصحية التي تتطلب استشارة الطبيب

في بعض الحالات، قد يكون بكاء الطفل بعد الرضاعة ناتجاً عن مشكلة صحية تحتاج إلى تدخل طبي مثل:
الحساسية من حليب الأم أو الحليب الصناعي
قد يعاني بعض الأطفال من حساسية تجاه بروتين حليب البقر الموجود في الحليب الصناعي أو في نظام غذاء الأم المرضعة.
تتجلى أعراض هذه الحساسية في صورة:
  • طفح جلدي.
  • إسهال أو براز مخاطي أو دموي.
  • تقيؤ متكرر.
  • انتفاخ البطن.
  • بكاء شديد ومستمر بعد الرضاعة.
إذا لاحظت هذه الأعراض على طفلك، فمن الضروري استشارة الطبيب لتشخيص الحالة وتحديد نوع الحساسية والعلاج المناسب.
التهاب الأذن الوسطى
يعد التهاب الأذن الوسطى من الأسباب الشائعة لبكاء الطفل، خاصة أثناء الرضاعة وبعدها. ويزداد الألم سوءاً عندما يستلقي الطفل أو يمص الحليب، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على الأذن المصابة. وقد تلاحظين أن طفلك يسحب أذنه أو يفرك فيها أثناء البكاء.
الإمساك والمشاكل الهضمية
قد يعاني الطفل من الإمساك أو صعوبة في التبرز، مما يسبب له ألماً وانزعاجاً بعد الرضاعة. ويمكن رؤية ذلك عبر:
  • براز صلب أو جاف.
  • تقلصات وانتفاخ في البطن.
  • مدد زمنية طويلة بين عمليات التبرز.

متى يجب استشارة الطبيب؟

مع أن بكاء الطفل بعد الرضاعة أمر شائع ولا يدعو للقلق في معظم الحالات، إلا أن هناك بعض العلامات التي تستدعي استشارة الطبيب:
  • إذا كان البكاء شديداً ومستمراً لأكثر من 3 ساعات يومياً.
  • إذا كان البكاء مصحوباً بارتفاع في درجة الحرارة.
  • إذا لاحظت تغيراً في لون براز الطفل (مثل وجود دم أو مخاط).
  • إذا رفض الطفل الرضاعة أو انخفضت شهيته بشكل ملحوظ.
  • إذا لم ينمو وزن الطفل بصفة طبيعية.
  • إذا ظهرت أعراض الجفاف مثل جفاف الفم أو قلة التبول.
  • إذا كان هناك تقيؤ شديد أو متكرر.
في هذه الحالات، من الأفضل استشارة طبيب الأطفال للتأكد من عدم وجود مشكلة صحية تحتاج إلى علاج.

استراتيجيات فعالة للتعامل مع بكاء الطفل بعد الرضاعة

بعد التعرف على الأسباب المحتملة لبكاء الطفل بعد الرضاعة، إليك بعض الاستراتيجيات الفعالة للتعامل مع هذه المشكلة وتهدئة طفلك:
تقنيات التجشؤ الصحيحة
التجشؤ من الخطوات الأساسية التي يجب القيام بها بعد كل رضعة لمساعدة الطفل على التخلص من الهواء الذي ابتلعه أثناء الرضاعة. وإليك بعض التقنيات الفعالة للتجشؤ:
♣ وضعية الكتف: ضعي طفلك على كتفك بحيث يكون ذقنه مستريحاً على كتفك، ثم افركي ظهره برفق من الأسفل إلى الأعلى.
♣ وضعية الجلوس: أجلسي طفلك على حجرك بحيث يكون مواجهاً لك، وادعمي رأسه وعنقه بيد واحدة، واستخدمي اليد الأخرى لفرك أو الربت على ظهره.
♣ وضعية البطن: ضعي طفلك على بطنه فوق ساقيك بحيث يكون رأسه أعلى من باقي جسمه، ثم اربتي على ظهره برفق.
استمري في محاولة التجشؤ لمدة 5-10 دقائق بعد كل رضعة. وحتى إذا لم يتجشأ الطفل، فإن هذه الوضعيات تساعد في تهدئته.
تمارين تخفيف المغص
إذا كان سبب بكاء طفلك هو المغص، فهناك بعض التمارين البسيطة التي يمكن أن تساعد في تخفيف حدته:
تمرين الدراجة الهوائية
هذا التمرين يساعد على تحريك الغازات في أمعاء الطفل وتخفيف الضغط على بطنه:
1- ضعي طفلك على ظهره على سطح مستوٍ ومريح.
2- أمسكي بساقيه واثنيهما وافرديهما بالتناوب، كما لو كان يركب دراجة هوائية.
3- استمري في هذا التمرين لمدة 2-3 دقائق.
تدليك البطن اللطيف
التدليك اللطيف لبطن الطفل يمكن أن يساعد في تخفيف المغص:
1- ضعي طفلك على ظهره واستخدمي زيت للأطفال أو زيت جوز الهند على يديك.
2- قومي بتدليك بطن الطفل بحركات دائرية لطيفة باتجاه عقارب الساعة (لأن هذا هو اتجاه حركة الأمعاء).
3- يمكنك أيضاً تدليك منطقة أسفل القدمين، فهناك نقاط ضغط ترتبط بالجهاز الهضمي.
أسباب بكاء الطفل بعد الرضاعة

تهيئة الظروف المناسبة أثناء وبعد الرضاعة

إن تهيئة الظروف المناسبة أثناء وبعد الرضاعة يمكن أن تساهم بشكل كبير في تقليل فرص بكاء الطفل:
وضعيات الرضاعة الصحيحة
تلعب وضعية الرضاعة دوراً مهماً في منع ابتلاع الهواء وتقليل فرص الإصابة بالمغص. وإليك بعض النصائح حول وضعيات الرضاعة الصحيحة:
في حالة الرضاعة الطبيعية:
  • تأكدي من أن فم الطفل يغطي معظم الهالة السوداء حول الحلمة.
  • اجعلي جسم الطفل مواجهاً لجسمك، بحيث يكون بطنه ملاصقاً لبطنك.
  • تأكدي من أن رأس الطفل وعنقه في وضع مستقيم أثناء الرضاعة.
في حالة الرضاعة الصناعية:
  • احرصي على إمالة زجاجة الرضاعة بشكل كافٍ بحيث تكون الحلمة ممتلئة دائماً بالحليب لمنع ابتلاع الهواء.
  • اختاري حلمات مناسبة لعمر طفلك وقدرته على المص.
  • لا تدعي طفلك يشرب الحليب وهو مستلقٍ تماماً، بل ارفعي رأسه قليلاً.
تنظيم بيئة هادئة ومريحة

البيئة المحيطة بالطفل أثناء وبعد الرضاعة يمكن أن تؤثر على مزاجه وسلوكه. من المهم الحفاظ على درجة حرارة مناسبة في الغرفة، بحيث لا تكون حارة جداً ولا باردة جداً. كما ينبغي خفض الإضاءة والضوضاء، خاصة عند الرضاعة الليلية، لتوفير جو هادئ للطفل. يمكن استخدام الموسيقى الهادئة أو الضوضاء البيضاء كوسيلة لتهدئة الطفل. ومن المهم أيضاً ارتداء ملابس مريحة لكل من الأم والطفل أثناء فترة الرضاعة لضمان تجربة مريحة وهادئة.

خلاصة
بكاء الطفل بعد الرضاعة تحدٍ يواجه الكثير من الأمهات، لكن مع فهم الأسباب المحتملة وتطبيق الاستراتيجيات المناسبة، يمكن التعامل مع هذه المشكلة بفعالية. وتذكري دائماً أن كل طفل فريد من نوعه، وما ينجح مع طفل قد لا ينجح مع آخر، لذا كن صبورة وجربي طرقاً مختلفة حتى تجدي ما يناسب طفلك.
حاولي الاسترخاء والحفاظ على هدوئك عند التعامل مع بكاء طفلك، فالأطفال حساسون جداً لمشاعر أمهاتهم، وقد ينتقل التوتر إليهم.
استعيني بشريك حياتك أو أحد أفراد العائلة للمساعدة في حمل الطفل أو تهدئته عندما تشعرين بالإرهاق.
مع مرور الوقت، ستتمكنين من فهم لغة طفلك وإشاراته بشكل أفضل، وستصبحين أكثر قدرة على تمييز أنواع بكائه والاستجابة لها بالطريقة المناسبة.

الأسئلة الشائعة 

1- هل المغص يصيب جميع الأطفال الرضع؟
ليس بالضرورة أن يصاب جميع الأطفال بالمغص، لكنه شائع جداً ويقدر أن حوالي 20-25% من الأطفال الرضع يعانون من المغص في الأشهر الأولى من العمر. ويختلف الأطفال في شدة المغص ومدته، وبعضهم قد لا يعاني منه إطلاقاً.
2- هل يوجد علاقة بين نوع الرضاعة (طبيعية أو صناعية) وبكاء الطفل بعدها؟
بالتأكيد، من الممكن وجود ارتباط. والأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي قد يكونون أكثر عرضة للمغص والانتفاخ بسبب احتمالية ابتلاع المزيد من الهواء أثناء الرضاعة من الزجاجة. وكما أن بعض الأطفال قد يعانون من حساسية تجاه بروتينات حليب البقر الموجودة في الحليب الصناعي. ولكن هذا لا يعني أن الأطفال الذين يرضعون طبيعياً لا يعانون من البكاء بعد الرضاعة، فقد يتأثرون بما تتناوله الأم من طعام أو شراب.
3- ما هي المدة الطبيعية لاستمرار المغص عند الأطفال؟
عادة ما يبدأ المغص في الأسبوع الثاني أو الثالث من عمر الطفل ويبلغ ذروته عند عمر 6-8 أسابيع، ثم يبدأ في التحسن تدريجياً ويختفي عادة بحلول نهاية الشهر الثالث أو الرابع. وإذا استمر المغص بعد ذلك، فقد يكون هناك سبب آخر للبكاء يستدعي استشارة الطبيب.
4- هل يمكن أن تساعد الأدوية في تخفيف بكاء الطفل بعد الرضاعة؟
هناك بعض الأدوية المتاحة التي تدعي أنها تساعد في تخفيف المغص، مثل قطرات السيميثيكون التي تعمل على تفتيت فقاعات الغاز في معدة الطفل. ولكن الدراسات العلمية لم تثبت فعاليتها بشكل قاطع. ويفضل دائماً استشارة الطبيب قبل إعطاء أي دواء للطفل الرضيع، حتى لو كان متاحاً بدون وصفة طبية.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.