- Advertisement -
- Advertisement -
عندما يتعلق الأمر بصحة الرضيع، يبحث الوالدان دائماً عن أفضل الطرق لتخفيف الألم والانزعاج الذي قد يشعر به طفلهما الصغير.
من بين الوسائل التقليدية التي تستخدم منذ زمن بعيد لتهدئة الرضع وعلاج بعض المشكلات الصحية البسيطة هو سكر النبات.
لكن ما مدى فعالية استخدام سكر النبات للرضع؟ وما هي النصائح الصحيحة لاستخدامه بشكل آمن؟
في هذا المقال، سنتناول كافة المعلومات المتعلقة باستخدام سكر النبات للرضع وأفضل النصائح لتطبيقه بشكل صحيح.
ما هو سكر النبات وتركيبته
سكر النبات هو نوع من أنواع السكر المبلور الذي يتم استخراجه من قصب السكر أو الشمندر السكري، ويتميز بشكله البلوري الشفاف الكبير مقارنة بالسكر العادي.
يطلق عليه في بعض الثقافات العربية اسم “قند” أو “سكر الصخر” أو “سكر فضي”، ويستخدم في العديد من المشروبات التقليدية مثل الشاي والقهوة العربية.
الاختلاف بين سكر النبات والسكر الأبيض
يختلف سكر النبات عن السكر العادي في عدة جوانب:
- الشكل والحجم يتميز سكر النبات ببلورات كبيرة وشفافة، بينما السكر العادي يأتي على شكل حبيبات صغيرة.
- عملية التكرير يمر سكر النبات بعملية تكرير أقل من السكر الأبيض العادي، مما قد يحتفظ ببعض المعادن الطبيعية.
- الذوبان يذوب سكر النبات ببطء أكثر من السكر العادي، مما يجعله مفضلاً في بعض الاستخدامات.
- الطعم يعتقد البعض أن سكر النبات له نكهة ألطف وأقل حلاوة من السكر العادي، على الرغم من أنهما يحتويان على نفس المادة الأساسية (السكروز).
القيمة الغذائية لسكر النبات
من الناحية الغذائية، يتشابه سكر النبات مع السكر العادي إلى حد كبير، فكلاهما يتكون أساساً من السكروز. ومع ذلك، يعتقد البعض أن سكر النبات قد يحتوي على نسب أعلى قليلاً من بعض المعادن مثل الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم، وذلك لأنه أقل تكريراً.
لكن هذه الفروقات تظل طفيفة جداً ولا تؤثر بشكل كبير على القيمة الغذائية الكلية.
يجدر الإشارة إلى أن سكر النبات، مثل الأنواع الأخرى من السكر، يحتوي على سعرات حرارية فارغة ولا يقدم فوائد غذائية كبيرة للرضيع، لذا ينبغي تناوله بعناية واعتدال.
فوائد سكر النبات للرضع
تم استخدام سكر النبات تقليدياً لعدة أجيال كعلاج منزلي لمشاكل الرضع، خاصة في المجتمعات العربية. وبين الفوائد المحتملة التي يذكرها كثير من الأمهات:
تخفيف مغص الرضع باستخدام سكر النبات
يعتبر مغص الرضع (المغص المعوي) من المشكلات الشائعة التي تواجه الأطفال حديثي الولادة، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من العمر. وفقاً للممارسات التقليدية، يمكن لمحلول سكر النبات المخفف أن يساعد في تخفيف المغص من خلال:
- تهدئة الجهاز الهضمي للطفل.
- تقليل الانتفاخ والغازات.
- المساعدة في تليين البراز وتسهيل حركة الأمعاء.
دور سكر النبات في تهدئة الرضيع
يُستخدم سكر النبات أيضاً كمهدئ طبيعي للرضع، خاصة عند البكاء المستمر. ويرجع تأثيره المهدئ إلى:
- الطعم الحلو الذي يحفز إفراز الإندورفين، وهو هرمون يساعد على الشعور بالراحة.
- إبعاد تفكير الطفل عن سبب البكاء.
- خفض الإحساس بالجوع لوقت قصير.
لكن يجب التنبيه إلى أن الاعتماد على سكر النبات كمهدئ يمكن أن يؤدي إلى تعود الطفل على الطعم الحلو، مما قد يؤثر على عاداته الغذائية في المستقبل. ولذلك، يفضل استخدامه كحل مؤقت وليس بشكل مستمر.
المخاوف الصحية المتعلقة باستخدام سكر النبات للرضع
رغم الاستخدام التقليدي لسكر النبات، إلا أن هناك بعض المخاوف الصحية التي يجب أن يكون الآباء على دراية بها:
مخاطر الإفراط في استخدام سكر النبات
الإفراط في استخدام سكر النبات للرضع يمكن أن يسبب عدة مشاكل صحية:
1- تسوس الأسنان المبكر: حتى قبل ظهور أسنان الطفل، يمكن أن يؤثر السكر على صحة اللثة والأسنان التي ستظهر لاحقاً.
2- زيادة الوزن: التعرض المبكر للسكر قد يساهم في زيادة خطر السمنة عند الأطفال.
3- تطوير تفضيل للأطعمة الحلوة: التعود المبكر على الطعم الحلو قد يجعل الطفل يفضل الأطعمة السكرية لاحقاً.
4- اضطرابات في مستويات السكر بالدم: إعطاء السكر بكميات كبيرة يمكن أن يؤثر على مستويات السكر في دم الرضيع.
5- تأخر في اكتشاف مشاكل صحية: قد يؤدي استخدام سكر النبات لتهدئة الطفل إلى تأخير اكتشاف أسباب حقيقية وراء بكاء الطفل، مثل التهابات الأذن أو الحساسية الغذائية.
رأي خبراء التغذية في إعطاء سكر النبات للرضع
يتفق معظم أخصائيي التغذية وأطباء الأطفال على النقاط التالية:
- يفضل تجنب إعطاء أي نوع من السكر للأطفال دون سن 6 أشهر، بما في ذلك سكر النبات.
- حليب الأم يحتوي على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل في الأشهر الستة الأولى، دون الحاجة لإضافات.
- عند استخدام سكر النبات للأغراض العلاجية، يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي وبكميات محددة.
- المنظمة العالمية للصحة توصي بتأجيل تقديم السكريات للأطفال حتى بعد عمر السنتين إن أمكن.
وفقاً للدكتورة سماح حسين، استشارية طب الأطفال: على الرغم من أن سكر النبات قد يوفر راحة مؤقتة للرضيع، إلا أننا ننصح الأمهات بالبحث عن بدائل أخرى لتهدئة الطفل، مثل الرضاعة الطبيعية أو تدليك البطن أو استخدام الكمادات الدافئة.
نصائح هامة عند استخدام سكر النبات للرضع
إذا قررت استخدام سكر النبات لطفلك بعد استشارة الطبيب، إليك بعض النصائح الهامة:
العمر المناسب لبدء إعطاء سكر النبات
تحت عمر 4 أشهر: لا ينصح بإعطاء سكر النبات للأطفال تحت عمر 4 أشهر إلا في حالات معينة وبإشراف طبي.
من 4-6 أشهر: يمكن استخدام سكر النبات بتركيزات منخفضة جداً وبشكل متقطع، فقط عند الضرورة.
أكبر من 6 أشهر: يمكن استخدام سكر النبات باعتدال شديد، مع مراقبة أي ردود فعل للطفل.
من المهم جداً التأكيد على أن الرضاعة الطبيعية تظل الخيار الأفضل والأكثر فعالية لتغذية الطفل وتهدئته خلال الأشهر الستة الأولى من عمره.
الكميات المناسبة من سكر النبات حسب عمر الطفل
للأطفال من سن شهر حتى ثلاثة أشهر.
- كمية لا تزيد عن نصف ملعقة صغيرة من سكر النبات المذاب في 30 مل من الماء المغلي والمبرد.
- مرة واحدة في اليوم كحد أقصى.
- لفترة لا تتجاوز ثلاثة أيام متتالية.
للأطفال في سن أربعة حتى ستة أشهر.
- كمية لا تزيد عن ملعقة صغيرة من سكر النبات المذاب في 60 مل من الماء المغلي والمبرد.
- مرتين في اليوم كحد أقصى.
- يتعين متابعة ردود فعل الطفل بدقة.
تذكر دائماً أن هذه الكميات هي إرشادية فقط، ويجب استشارة طبيب الأطفال لتحديد الكمية المناسبة حسب حالة الطفل ووزنه وصحته العامة.
طرق تحضير محلول سكر النبات للرضع
لضمان سلامة طفلك، من المهم تحضير محلول سكر النبات بطريقة صحية وآمنة:
وصفة محلول سكر النبات الآمن للرضع
المكونات:
- قطعة صغيرة من سكر النبات (وفقاً للكميات المذكورة أعلاه).
- ماء مغلي ومبرد.
طريقة التحضير:
اغسلي يديك جيداً بالماء والصابون. واستخدمي أواني وأدوات نظيفة ومعقمة. واغلي الماء لمدة لا تقل عن 10 دقائق، ثم اتركيه ليبرد إلى درجة حرارة الغرفة. وضعي كمية محددة من سكر النبات في كمية محددة من الماء المبرد. وحركي المزيج حتى يذوب سكر النبات تماماً. وتأكدي من أن المحلول بدرجة حرارة الغرفة قبل إعطائه للطفل.
من المهم جداً عدم إضافة أي مكونات أخرى مثل الأعشاب أو العسل أو اليانسون لمحلول سكر النبات المخصص للرضع، خاصةً من هم دون السنة، حيث يمكن أن تسبب بعضها مشاكل صحية خطيرة.
كيفية تخزين محلول سكر النبات
- يُفضل تحضير كمية طازجة في كل مرة تحتاجين فيها لمحلول سكر النبات.
- إذا اضطررت للتخزين، احفظي المحلول في وعاء معقم محكم الإغلاق في الثلاجة لمدة لا تزيد عن 24 ساعة.
- قبل الاستخدام، تأكدي من أن المحلول لا يزال صافياً وليس به أي عكارة أو تغير في اللون أو الرائحة.
- لا تُعيدي استخدام المحلول المتبقي الذي شرب منه الطفل بالفعل.
بدائل سكر النبات للرضع
مع ظهور المزيد من الدراسات العلمية حول تغذية الرضع، أصبح هناك العديد من البدائل الآمنة لتخفيف مشاكل الرضع دون اللجوء إلى سكر النبات:
بدائل طبيعية آمنة للتخفيف من مغص الرضع
1- الرضاعة الطبيعية المتكررة: حليب الأم يحتوي على عناصر مهدئة طبيعية ويساعد على تقوية الرابط بين الأم والطفل.
2- تدليك بطن الطفل: استخدمي حركات دائرية لطيفة في اتجاه عقارب الساعة لتخفيف الغازات والمغص.
3- وضعية الاستلقاء على البطن: ضعي الطفل على بطنه فوق ساقك أثناء جلوسك، مع دعم رأسه، فهذه الوضعية تساعد على تخفيف الضغط على البطن.
4- الكمادات الدافئة: يمكن استخدام كمادات دافئة (وليست ساخنة) على بطن الطفل لتخفيف المغص.
5- شاي البابونج المخفف جداً: للأطفال فوق 6 أشهر، يمكن تقديم كميات صغيرة جداً من شاي البابونج المخفف (بعد استشارة الطبيب).
6- الحركة والهدهدة: حمل الطفل والتمشي به أو هزه برفق يمكن أن يساعد في تهدئته.
7- الحمام الدافئ: يمكن أن يساعد الحمام الدافئ على استرخاء عضلات الطفل وتخفيف الألم.
متى يجب استشارة الطبيب بدلاً من استخدام سكر النبات
يجب عليك استشارة طبيب الأطفال فوراً في الحالات التالية:
- استمرار بكاء الطفل لفترات طويلة رغم محاولات التهدئة.
- ظهور أعراض مثل القيء المتكرر أو الإسهال.
- ارتفاع درجة حرارة الطفل.
- رفض الطفل للرضاعة.
- ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية في لون البراز أو البول.
- ظهور طفح جلدي أو احمرار غير معتاد.
- تغير ملحوظ في سلوك الطفل، مثل الخمول الشديد أو الخمول المفرط.
تذكري دائماً أن التشخيص الطبي السليم هو أفضل من العلاجات المنزلية، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة الرضع.
الخاتمة
سكر النبات هو علاج تقليدي استخدمته الأمهات لأجيال في تخفيف بعض مشاكل الرضع، خاصة المغص والبكاء المستمر. ومع ذلك، فإن التوجهات الطبية الحديثة تميل إلى الحذر في استخدام أي نوع من السكر للرضع، خاصة في الأشهر الستة الأولى من العمر.
إذا قررت استخدام سكر النبات لطفلك، فاحرصي على اتباع النصائح. استشيري طبيب الأطفال أولاً واستخدمي كميات قليلة جداً وبتركيزات منخفضة وحضّري المحلول بطريقة آمنة وصحية ولا تعتمدي على سكر النبات كحل دائم أو بديل عن الرعاية الطبية.
تذكري أن صحة طفلك هي الأولوية، وأن التوجهات الحديثة في تغذية الرضع تشجع على الاعتماد على الرضاعة الطبيعية الخالصة في الأشهر الستة الأولى، ثم إدخال الأطعمة الصلبة تدريجياً بعد ذلك، مع تأخير تقديم السكريات قدر الإمكان.
الأسئلة الشائعة
1- هل سكر النبات آمن للرضع حديثي الولادة؟
لا ينصح بإعطاء سكر النبات أو أي نوع آخر من السكر للرضع حديثي الولادة (أقل من شهر). وخلال هذه الفترة، يجب أن يعتمد الطفل فقط على حليب الأم أو بديل حليب الأم المخصص لحديثي الولادة. وفي حالة وجود مشاكل مثل المغص الشديد، يجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.
2- ما هي الكمية المناسبة من سكر النبات للطفل عمره 4 أشهر؟
فالكمية المناسبة لطفل عمره 4 أشهر لا يجب أن تتجاوز نصف ملعقة صغيرة مذابة في 50 مل من الماء المغلي المبرد في حال سمح الطبيب باستخدام سكر النبات،، ولا يقدم أكثر من مرة واحدة يومياً. ولكن يفضل دائماً استشارة طبيب الأطفال لتحديد الكمية المناسبة حسب وزن الطفل وحالته الصحية.
3- كيف أعرف أن طفلي يعاني من حساسية تجاه سكر النبات؟
قد تظهر علامات الحساسية تجاه سكر النبات على شكل احمرار أو طفح جلدي وتغير في نمط البراز (إسهال أو إمساك) وانتفاخ في البطن أو زيادة في الغازات وقيء أو إرجاع غير طبيعي وتهيج واضح بعد تناول المحلول إذا لاحظت أياً من هذه الأعراض، توقفي فوراً عن استخدام سكر النبات واستشيري الطبيب.
4- هل يمكن استبدال سكر النبات بالعسل لتهدئة الرضيع؟
لا ينصح نهائياً بإعطاء العسل للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة، حيث يمكن أن يحتوي العسل على بكتيريا تسبب التسمم الغذائي (بوتيوليزم الرضع)، وهي حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية شديدة. وكما لا ينصح أيضاً باستخدام أنواع أخرى من السكر كبديل دون استشارة الطبيب.
5- هل يساعد سكر النبات على نوم الرضيع بشكل أفضل؟
قد يؤدي إعطاء محلول سكر النبات إلى تهدئة مؤقتة للطفل، مما قد يساعده على النوم في بعض الحالات. ومع ذلك، لا ينصح بالاعتماد على سكر النبات كوسيلة لتحسين نوم الطفل، حيث أن هناك وسائل أكثر صحة لمساعدة الطفل على النوم، مثل تنظيم روتين النوم، وتهيئة بيئة مناسبة، والتأكد من أن الطفل ليس جائعاً أو متعباً.
