حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد. يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

- Advertisement -

- Advertisement -

فوائد التمر للرضع والأطفال | دليل كامل حسب العمر

- Advertisement -

 أهمية التمر في التغذية للأطفال

التمر ليس مجرد فاكهة لذيذة، بل هو كنز غذائي متكامل يحتوي على العديد من العناصر الضرورية لنمو الأطفال وتطورهم. ومنذ قديم الزمان، احتل التمر مكانة خاصة في الثقافة العربية والإسلامية، حيث ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مما يدل على أهميته الكبيرة.

ولعل من أشهر الأحاديث النبوية في هذا السياق حديث تحنيك المولود بالتمر، وهي سنة نبوية يتم فيها مضغ قطعة صغيرة من التمر ووضعها في فم المولود الجديد. وهل تساءلت يوماً عن سر اهتمام أجدادنا بإدخال التمر في غذاء الأطفال منذ الصغر؟ وهل فكرت في الفوائد العديدة التي يمكن أن يقدمها هذا الكنز الطبيعي لنمو طفلك وصحته؟

في هذا المقال الشامل، سنستكشف معاً فوائد التمر للرضع والأطفال حسب مراحلهم العمرية المختلفة، وسنتعرف على الوقت المناسب لتقديمه، والكميات الموصي بها، والطرق المبتكرة لإدخاله في النظام الغذائي لأطفالنا. وسنتناول أيضاً بعض المحاذير الهامة التي يجب الانتباه إليها عند تقديم التمر للصغار.

فوائد التمر للرضع والأطفال

تركيبة التمر الغذائية

العناصر الغذائية في التمر

التمر ثروة غذائية حقيقية تحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الضرورية لنمو الأطفال وتطورهم. وفي كل 100 غرام من التمر، يمكن أن نجد:

الكربوهيدرات: يحتوي التمر على نسبة عالية من السكريات الطبيعية (70-80%) التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة.

الألياف الغذائية: حوالي 7-8 غرامات، وهي مهمة لصحة الجهاز الهضمي.

البروتينات: 2-3 غرامات، وهي ضرورية لبناء العضلات والأنسجة.

الفيتامينات: يحتوي على فيتامينات A وB1 وB2 وB3 وB5 وB6 وB9 (حمض الفوليك) وC.

المعادن: غني بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد والفوسفور والزنك والنحاس والمنغنيز.

مضادات الأكسدة: تحمي خلايا الجسم من الضرر.

هذه المكونات الغذائية تجعل التمر خياراً ممتازاً لتغذية الأطفال، خاصة في مراحل النمو المختلفة التي يحتاجون فيها إلى عناصر غذائية متنوعة.

القيمة الغذائية للتمر مقارنة بالفواكه الأخرى

عند مقارنة التمر بالفواكه الأخرى، نجد أنه يتفوق في العديد من النواحي:

  • التمر أغنى بالسعرات الحرارية من معظم الفواكه، مما يجعله مصدراً مثالياً للطاقة.
  • يحتوي على نسبة أعلى من البوتاسيوم مقارنة بالموز.
  • غني بالألياف أكثر من التفاح والبرتقال.
  • يحتوي على نسبة أعلى من الحديد مقارنة بمعظم الفواكه، مما يجعله مفيداً للوقاية من فقر الدم.
  • غني بمضادات الأكسدة أكثر من العنب والتوت.

هذه المقارنة توضح لنا لماذا يعتبر التمر خياراً مثالياً للأطفال، خاصة في مراحل النمو الحرجة التي يحتاجون فيها إلى تغذية متكاملة.

متى يمكن تقديم التمر للرضع؟

المرحلة المناسبة لإدخال التمر

تعتبر مسألة توقيت إدخال التمر في غذاء الرضع من المسائل المهمة التي تشغل بال الكثير من الأمهات. وفقاً لتوصيات خبراء التغذية وأطباء الأطفال، يمكن البدء بتقديم التمر للرضع بعد إتمامهم الشهر السادس من العمر، وذلك لعدة أسباب:

1- في هذه المرحلة يكون الجهاز الهضمي للطفل قد نضج بما يكفي لهضم الأطعمة الصلبة.

2- يكون الطفل قد بدأ مرحلة الأطعمة التكميلية بجانب الرضاعة.

3- تقل احتمالية الإصابة بالحساسية من الأطعمة الجديدة.

قبل الشهر السادس، يوصى بالاكتفاء بالرضاعة الطبيعية أو الصناعية حصراً، دون إدخال أي أطعمة أخرى بما فيها التمر، حيث أن الجهاز الهضمي للطفل لا يكون جاهزاً بعد لتناول الأطعمة الصلبة.

طرق تقديم التمر للرضع بعمر 6 أشهر

عند البدء بتقديم التمر للرضع بعد إتمامهم الشهر السادس، من المهم اتباع طرق آمنة ومناسبة لعمرهم:

1- هريس التمر المخفف: يمكن نقع حبة أو نصف حبة من التمر منزوع النوى في الماء لبضع ساعات ثم هرسها جيداً وتخفيفها بحليب الأم أو الحليب الصناعي.

2- خلطات التمر مع الحبوب: يمكن إضافة كمية صغيرة من هريس التمر إلى الحبوب المطبوخة مثل الأرز أو الشوفان لتحليتها بشكل طبيعي.

3- ماء التمر: نقع حبة تمر في كوب ماء دافئ لعدة ساعات، ثم تصفيته وإعطاء الطفل كميات صغيرة من هذا الماء.

4- تمر مهروس مع الفواكه: مزج كمية صغيرة من التمر المهروس مع هريس التفاح أو الموز يمكن أن يكون خياراً لذيذاً ومغذياً.

من المهم البدء بكميات صغيرة جداً (نصف ملعقة صغيرة) ثم زيادة الكمية تدريجياً مع مراقبة استجابة الطفل. ويجب أيضاً الانتظار 3-5 أيام بين إدخال كل طعام جديد لمراقبة أي علامات للحساسية.

فوائد التمر للرضع والأطفال

فوائد التمر للأطفال الرضع من عمر 6-12 شهر

تعزيز نمو الدماغ

يعتبر التمر من الأطعمة المميزة التي يمكن أن تساهم بشكل كبير في تعزيز نمو دماغ الرضيع في هذه المرحلة المبكرة والحرجة من حياته. ويحتوي التمر على:

  • حمض الفوليك ضروري لنمو الجهاز العصبي وتطور خلايا الدماغ.
  • فيتامينات B المركبة تلعب دوراً حيوياً في تطوير وظائف المخ.
  • السكريات الطبيعية تعد الجلوكوز والفركتوز في التمر مصدراً أساسياً للطاقة التي يحتاجها دماغ الطفل للنمو والتطور.

دراسات حديثة أشارت إلى أن الأطفال الذين يتناولون الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والعناصر الغذائية المتوفرة في التمر قد يظهرون تطوراً أفضل في المهارات الإدراكية واللغوية.

تقوية جهاز المناعة

في الفترة من 6-12 شهراً، يمر الطفل بمرحلة حساسة حيث يبدأ جهاز المناعة بالتطور بشكل مستقل عن المناعة المكتسبة من الأم. وهنا يأتي دور التمر في تعزيز مناعة الطفل من خلال:

  • فيتامين C يساعد في تقوية جهاز المناعة ومقاومة العدوى.
  • المعادن مثل الزنك والسيلينيوم لها دور أساسي في تعزيز وظائف الخلايا المناعية.
  • مضادات الأكسدة تحمي خلايا الجسم من التلف وتقوي قدرته على محاربة الالتهابات.

قد لاحظت العديد من الأمهات أن أطفالهن الذين يتناولون التمر بانتظام يتمتعون بمقاومة أفضل للأمراض الشائعة مثل نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي.

تحسين عملية الهضم

يعاني الكثير من الرضع من مشاكل في الهضم والإمساك، خاصة عند بدء إدخال الأطعمة الصلبة. ويأتي التمر كحل طبيعي فعال لهذه المشكلة، حيث:

  • يحتوي على ألياف قابلة للذوبان وغير قابلة للذوبان تساعد في تليين البراز وتنظيم حركة الأمعاء.
  • يحتوي على إنزيمات طبيعية تساهم في تحسين الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
  • البوتاسيوم والمغنيسيوم يساهمان في تحسين وظائف الجهاز الهضمي.

يمكن للأمهات تقديم ماء التمر أو هريس التمر المخفف للأطفال الذين يعانون من الإمساك، حيث أثبتت التجارب فعاليته كملين طبيعي لطيف مناسب للرضع.

فوائد التمر للأطفال من عمر 1-3 سنوات

مصدر طاقة طبيعي

تعتبر فترة ما بين 1-3 سنوات من العمر فترة نشاط وحركة مكثفة للأطفال، حيث يبدأون بالمشي والجري واستكشاف العالم من حولهم. وفي هذه المرحلة، يحتاج الطفل إلى مصادر طاقة موثوقة ومستدامة، وهنا يبرز دور التمر:

  • السكريات الطبيعية سريعة الامتصاص توفر طاقة فورية للطفل النشط.
  • الألياف تساعد في إطلاق السكر في الدم ببطء، مما يوفر طاقة مستدامة لفترات أطول.
  • الفيتامينات والمعادن تساعد في تحويل الغذاء إلى طاقة قابلة للاستخدام.

يمكن تقديم حبة تمر كوجبة خفيفة للطفل قبل أو بعد اللعب النشط، مما يساعده على الحفاظ على مستويات الطاقة دون اللجوء للحلويات المصنعة والسكريات المكررة.

تعزيز صحة العظام والأسنان

في هذه المرحلة العمرية، تنمو عظام وأسنان الطفل بسرعة كبيرة، وتحتاج إلى تغذية مناسبة. والتمر يقدم دعماً ممتازاً لصحة العظام والأسنان من خلال:

  • الكالسيوم والفوسفور عنصران أساسيان لبناء العظام والأسنان القوية.
  • المغنيسيوم يساهم في امتصاص الكالسيوم وتثبيته داخل العظام.
  • فيتامين D يلعب دوراً حيوياً في استقلاب الكالسيوم.

بالرغم من أن التمر حلو المذاق، إلا أنه لا يسبب تسوس الأسنان مثل الحلويات المصنعة، بل قد وجدت بعض الدراسات أن المركبات الموجودة في التمر قد تساعد في مقاومة البكتيريا المسببة للتسوس.

تحسين وظائف الجهاز العصبي

يشهد دماغ الطفل في هذه المرحلة تطوراً هائلاً، حيث تتشكل ملايين الروابط العصبية يومياً. ويساهم التمر في دعم هذا التطور من خلال:

  • البوتاسيوم ضروري لنقل الإشارات العصبية بين الخلايا.
  • فيتامينات B تدعم صحة الجهاز العصبي وتساعد في إنتاج الناقلات العصبية.
  • مضادات الأكسدة تحمي خلايا الدماغ من التلف التأكسدي.

الأطفال الذين يتناولون التمر بانتظام قد يظهرون تحسناً في التركيز والذاكرة والقدرات الإدراكية مقارنة بأقرانهم، وفقاً لبعض الدراسات الحديثة.

فوائد التمر للرضع والأطفال

فوائد التمر للأطفال من عمر 3-6 سنوات

تحسين التركيز والذاكرة

في مرحلة ما قبل المدرسة (3-6 سنوات)، يحتاج الأطفال إلى تعزيز قدراتهم العقلية استعداداً للتعليم الرسمي. ويلعب التمر دوراً مهماً في دعم هذه القدرات:

  • الجلوكوز المصدر الرئيسي للطاقة للدماغ، يساعد في تحسين الانتباه والتركيز.
  • الحديد نقصه يؤدي إلى ضعف التركيز والإدراك، والتمر غني بهذا المعدن الحيوي.

يمكن للأمهات تقديم التمر كوجبة خفيفة للأطفال قبل أوقات الدراسة أو الأنشطة التعليمية، مما قد يساعد في تحسين قدرتهم على التركيز والاستيعاب.

تقوية العضلات

في هذه المرحلة، تتطور المهارات الحركية الدقيقة والكبيرة بشكل سريع. والتمر يدعم هذا التطور من خلال:

  • البروتينات على الرغم من أن كميتها ليست كبيرة، إلا أنها تساهم في بناء الأنسجة العضلية.
  • البوتاسيوم ضروري لوظيفة العضلات والتقلص العضلي الطبيعي.
  • المغنيسيوم يساهم في ارتخاء العضلات ويمنع التقلصات.

الأطفال النشطون في هذه المرحلة يستفيدون بشكل خاص من تناول التمر قبل أو بعد النشاط البدني، حيث يساعد في تعويض المعادن المفقودة وبناء الأنسجة العضلية.

وقاية من فقر الدم

يعد فقر الدم من المشاكل الشائعة في مرحلة الطفولة، خاصة في الفئة العمرية 3-6 سنوات، نظراً لزيادة احتياجات النمو. والتمر يوفر حماية طبيعية من هذه المشكلة من خلال:

  • الحديد يحتوي التمر على نسبة جيدة من الحديد سهل الامتصاص.
  • فيتامين C يساعد في زيادة امتصاص الحديد.
  • النحاس يساعد في تكوين الهيموجلوبين وإنتاج خلايا الدم الحمراء.

يمكن دمج التمر مع الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال أو الفراولة لتعزيز امتصاص الحديد وزيادة فعاليته في الوقاية من فقر الدم.

طرق إبداعية لتقديم التمر للأطفال

وصفات صحية بالتمر للأطفال

هناك العديد من الطرق الإبداعية لتقديم التمر للأطفال، خاصة أولئك الذين قد لا يحبون تناوله بشكله الطبيعي:

1- كرات الطاقة بالتمر: مزيج من التمر المهروس مع الشوفان واللوز المطحون وقليل من العسل، تشكل على هيئة كرات صغيرة.

2- بسكويت التمر محلي الصنع: يمكن استبدال السكر في وصفات البسكويت بهريس التمر للحصول على بسكويت صحي.

3- صلصة التمر: يمكن هرس التمر مع قليل من الماء للحصول على صلصة طبيعية يمكن إضافتها للبانكيك أو الفطائر.

4- بودنج الشيا بالتمر: نقع بذور الشيا في حليب اللوز مع إضافة هريس التمر للتحلية، ثم تبريدها للحصول على بودنج لذيذ ومغذي.

أفكار لوجبات خفيفة بالتمر

إليك بعض الأفكار للوجبات الخفيفة التي يمكن تحضيرها باستخدام التمر:

سندويشات التمر والزبدة: شريحة رقيقة من زبدة اللوز أو الفول السوداني بين نصفي حبة تمر منزوعة النوى.

أصابع الموز بالتمر: قطع من الموز مغموسة في هريس التمر ثم مرشوشة بجوز الهند أو الشوفان.

لفائف التمر والخبز: شرائح رقيقة من الخبز مدهونة بهريس التمر وملفوفة على شكل أسطواني.

مكعبات الجبن مع التمر: قطع صغيرة من الجبن مع قطع من التمر، وهي وجبة غنية بالكالسيوم والمعادن.

مشروبات صحية بالتمر

التمر يمكن أن يكون مكوناً رائعاً في المشروبات الصحية للأطفال:

سموذي التمر والموز: مزيج من الموز والتمر والحليب، يمكن إضافة القليل من الكاكاو الخام للنكهة.

عصير التمر بالحليب: نقع التمر في الحليب لبضع ساعات ثم خلطه للحصول على مشروب غني بالكالسيوم.

شاي التمر الدافئ: غلي بعض حبات التمر في الماء مع القرفة للحصول على مشروب دافئ ومنعش.

ليمونادة التمر: عصير الليمون الطازج المحلى بشراب التمر بدلاً من السكر.

فوائد التمر للرضع والأطفال

محاذير تقديم التمر للأطفال

الكميات المناسبة حسب العمر 

رغم فوائد التمر العديدة، إلا أنه من المهم مراعاة الكميات المناسبة حسب عمر الطفل:

  • 6-12 شهراً، نصف حبة تمر مهروسة يومياً أو يوم بعد يوم، مخلوطة مع الأطعمة الأخرى.
  • 1-2 سنة، حبة تمر واحدة يومياً، مقطعة إلى قطع صغيرة لتفادي خطر الاختناق.
  • 2-3 سنوات، 1-2 حبة تمر يومياً، مقطعة إلى قطع صغيرة.
  • 4-6 سنوات، 2-3 حبات تمر يومياً.

من المهم عدم الإفراط في تقديم التمر للأطفال لعدة أسباب:

1- محتواه العالي من السكر، بالرغم من أنه سكر طبيعي، إلا أن الإفراط فيه قد يؤثر على صحة الأسنان ويسبب زيادة الوزن.

2- احتمالية التأثير على الشهية، الإفراط في تناول التمر قد يملأ معدة الطفل ويقلل من إقباله على الوجبات الرئيسية.

3- تأثيره الملين، الإكثار من التمر قد يسبب الإسهال لدى بعض الأطفال.

حالات يمنع فيها تقديم التمر للأطفال

هناك بعض الحالات التي يجب فيها الامتناع عن تقديم التمر للأطفال أو استشارة الطبيب قبل ذلك:

1- الأطفال المصابون بداء السكري: يحتوي التمر على نسبة عالية من السكريات، مما قد يؤثر على مستويات السكر في الدم.

2- الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة: يجب تقديم التمر بكميات محدودة جداً.

3- الأطفال الذين لديهم حساسية من الفواكه: يجب اختبار حساسية التمر قبل تقديمه بشكل منتظم.

4- الأطفال الذين يعانون من مشاكل في البلع: يمكن أن يشكل التمر خطر اختناق، خاصة إذا لم يتم تقطيعه أو هرسه بشكل مناسب.

من المهم أيضاً الانتباه إلى نوعية التمر المقدم للأطفال، فيفضل اختيار التمر العضوي غير المعالج بالمواد الكيميائية، وغسله جيداً قبل التقديم.

التمر وحساسية الطعام عند الأطفال

علامات الحساسية من التمر

بالرغم من أن حساسية التمر ليست شائعة بين الأطفال، إلا أنها ممكنة الحدوث. فمن المهم أن تكون الأمهات على دراية بعلامات حساسية الطعام التي قد تظهر بعد تناول الطفل للتمر:

أعراض جلدية: طفح جلدي، احمرار، تورم في الوجه أو الشفاه.

أعراض هضمية: غثيان، قيء، مغص، إسهال.

أعراض تنفسية: سعال، صفير في التنفس، صعوبة في التنفس.

أعراض عامة: تهيج، بكاء مستمر، صعوبة في النوم.

في حالة ظهور أي من هذه الأعراض بعد تناول الطفل للتمر، يجب التوقف فوراً عن تقديمه واستشارة طبيب الأطفال.

كيفية اختبار حساسية التمر

عند تقديم التمر للطفل للمرة الأولى، من المفضل اتباع خطوات منهجية لاختبار الحساسية:

اختيار التوقيت المناسب: يفضل تقديم التمر في الصباح أو في وقت مبكر من اليوم، وليس قبل النوم مباشرة، حتى يمكن ملاحظة أي ردود فعل خلال اليوم.

البدء بكميات صغيرة جداً: البدء بكمية لا تتجاوز نصف ملعقة صغيرة من التمر المهروس.

المراقبة الدقيقة: مراقبة الطفل لمدة 24-48 ساعة بعد تناول التمر للمرة الأولى.

تسجيل الملاحظات: تدوين أي تغييرات في سلوك الطفل أو جسده.

الزيادة التدريجية: إذا لم تظهر أي أعراض حساسية، يمكن زيادة الكمية تدريجياً في المرات اللاحقة.

تجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي للحساسية أو الذين يعانون من حساسية تجاه أطعمة أخرى قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بحساسية التمر، لذا يجب توخي المزيد من الحذر معهم.

فوائد التمر للرضع والأطفال

أنواع التمر الأفضل للأطفال

أنواع التمر الأكثر فائدة للأطفال

تتعدد أنواع التمر، ولكن بعضها يعتبر أكثر فائدة للأطفال من غيرها:

⇐ التمر البرحي: يتميز بنعومته وسهولة مضغه، مما يجعله مناسباً للأطفال الصغار. كما أنه غني بالمعادن والفيتامينات.

⇐ تمر عجوة: يعرف بقيمته الغذائية العالية وغناه بمضادات الأكسدة. يمتاز بمذاقه الحلو المعتدل.

⇐ تمر سكري: لين القوام وخفيف الحلاوة، مما يجعله محبباً للأطفال.

⇐ تمر خلاص: غني بالألياف والمعادن، ويتميز بقوامه المتوسط بين اللين والصلب.

⇐ تمر مجدول: غني بالحديد والكالسيوم، وهو مفيد للأطفال الأكبر سناً نظراً لقوامه القاسي نسبياً.

عند اختيار التمر للأطفال، يفضل البحث عن التمر العضوي غير المعالج بالمبيدات أو المواد الحافظة، والتأكد من خلوه من الإضافات السكرية التي قد توجد في بعض أنواع التمر المعبأ تجارياً.

الفرق بين التمر الطازج والمجفف للأطفال

يتوفر التمر بشكلين رئيسيين: الطازج (الرطب) والمجفف، ولكل منهما ميزاته ومناسباته للأطفال:

التمر الطازج (الرطب):

أكثر عصارة وأسهل في المضغ، مما يجعله مناسباً للأطفال الصغار. ويحتوي على نسبة أعلى من الماء، مما يساعد في الترطيب.

غني بفيتامين C أكثر من التمر المجفف. ومتوفر موسمياً فقط في معظم المناطق. ويفسد بسرعة ويحتاج إلى تبريد.

التمر المجفف:

أكثر تركيزاً في العناصر الغذائية لكل وحدة وزن. وأطول عمراً وأسهل في التخزين والنقل. وأعلى في السعرات الحرارية والسكريات، لذا يجب تناوله بكميات أقل. ومتوفر على مدار العام. وقوامه قد يكون صعباً على الأطفال الصغار، لذا قد يحتاج إلى نقعه أو هرسه.

بشكل عام، يفضل تقديم التمر الطازج للأطفال دون سن الثالثة نظراً لسهولة هضمه، بينما يمكن تقديم التمر المجفف للأطفال الأكبر سناً بعد التأكد من قدرتهم على مضغه جيداً أو نقعه لجعله أكثر ليونة.

خاتمة

التمر ليس مجرد حلوى طبيعية، بل هو كنز غذائي متكامل يمكن أن يقدم  التمر فوائد لصحة الرضع والأطفال في مختلف مراحل نموهم. من تعزيز نمو الدماغ وتقوية جهاز المناعة عند الرضع، إلى توفير الطاقة المستدامة وتحسين التركيز عند أطفال المدارس، يثبت التمر قيمته كإضافة مثالية للنظام الغذائي للأطفال.

ومع ذلك، يظل الاعتدال هو المفتاح عند تقديم التمر للأطفال. فعلى الرغم من فوائده العديدة، إلا أن محتواه العالي من السكر يتطلب التحكم في الكميات المقدمة حسب عمر الطفل واحتياجاته. وكما أن مراعاة طرق التقديم المناسبة للعمر وإجراء اختبار الحساسية عند تقديمه لأول مرة أمور ضرورية لضمان سلامة الطفل.

في النهاية، يبقى التمر خياراً غذائياً ممتازاً يمكن للأمهات الاعتماد عليه كبديل صحي للحلويات المصنعة، وكمصدر غني بالعناصر الغذائية الضرورية لنمو أطفالهن وتطورهم. وإن إدخال التمر في غذاء الطفل منذ الصغر لا يساهم فقط في بناء جسم صحي، بل يغرس أيضاً عادات غذائية سليمة قد تستمر معه مدى الحياة.

الأسئلة الشائعة

1- هل يمكن تقديم التمر للرضيع قبل عمر 6 أشهر؟

لا، لا ينصح بتقديم التمر أو أي أطعمة صلبة للرضيع قبل إتمامه الشهر السادس من العمر. وفي الأشهر الستة الأولى، يجب الاكتفاء بالرضاعة الطبيعية أو الصناعية حصراً. وبعد الشهر السادس، يمكن البدء بتقديم كميات صغيرة جداً من التمر المهروس المخفف بحليب الأم أو الماء.

2- كيف يمكنني معرفة ما إذا كان طفلي يعاني من حساسية من التمر؟

بعد تقديم التمر للطفل للمرة الأولى، راقبي ظهور أي من هذه الأعراض مثل  طفح جلدي، احمرار في الوجه، تورم في الشفاه أو اللسان، قيء، إسهال، مغص شديد، صعوبة في التنفس. وإذا ظهر أي من هذه الأعراض، توقفي فوراً عن تقديم التمر واستشيري طبيب الأطفال.

3- ما هي الكمية المناسبة من التمر للطفل في عمر سنتين؟

للطفل في عمر سنتين، يمكن تقديم 1-2 حبة تمر يومياً كحد أقصى، مقطعة إلى قطع صغيرة لتفادي خطر الاختناق. ومن الأفضل توزيع هذه الكمية على مدار اليوم وليس دفعة واحدة، وعدم تقديمها قبل الوجبات الرئيسية حتى لا تؤثر على شهية الطفل.

4- هل التمر يسبب تسوس الأسنان للأطفال؟

التمر يحتوي على نسبة عالية من السكر الطبيعي، لذا فهناك احتمال أن يسبب تسوس الأسنان إذا لم يتم اتباع نظافة فموية جيدة. من المهم تنظيف أسنان الطفل بعد تناول التمر، أو على الأقل إعطاؤه ماء للشرب لتنظيف الفم من بقايا التمر. ومع ذلك، بعض الدراسات تشير إلى أن التمر أقل ضرراً على الأسنان من الحلويات المصنعة نظراً لاحتوائه على مواد مضادة للبكتيريا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.