- Advertisement -
- Advertisement -
الرضاعة الطبيعية للأطفال الرضع
تمثل الرضاعة الطبيعية أحد أهم الممارسات الصحية التي تؤثر بشكل كبير على نمو الطفل وصحته في المراحل الأولى من حياته.
ولكن ماذا عندما تواجه الأم مشكلة قلة الرضاعة عند طفلها الرضيع؟
هذه المشكلة شائعة أكثر مما نعتقد، وقد تؤدي إلى قلق كبير للأم وعدم حصول الطفل على التغذية الكافية. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل نصائح هامة للتعامل مع قلة الرضاعة عند الرضع الجدد، وكيفية التغلب على هذه المشكلة لضمان تغذية سليمة وصحية لطفلك.
ما هي قلة الرضاعة؟
قلة الرضاعة أو ما يعرف أيضاً بنقص التغذية الطبيعية تشير إلى عدم حصول الطفل الرضيع على الكمية الكافية من حليب الأم خلال فترات الرضاعة.
وهذا يمكن أن يحدث حتى لو كان الطفل يرضع لفترات طويلة، إذ أن المشكلة ليست في مدة الرضاعة بل في كمية الحليب التي يتلقاها الطفل فعلياً. والرضاعة الطبيعية هي عملية طبيعية، ولكنها تحتاج إلى تعلم وممارسة من قبل الأم والطفل.
وعندما نتحدث عن قلة الرضاعة، فإننا نشير إلى حالة يكون فيها إنتاج الحليب أقل من احتياجات الطفل، أو وجود مشكلة في وصول الحليب إلى الطفل بالرغم من وفرته. وهذه المشكلة قد تنتج عن عدة عوامل مختلفة، وتظهر على شكل علامات واضحة يمكن للأم ملاحظتها.
دلالات نقص التغذية عند الأطفال الرضع
من المهم جداً أن تتعرف الأم على علامات قلة الرضاعة حتى تتمكن من التعامل معها في وقت مبكر. وهذه العلامات تنقسم إلى علامات جسدية وأخرى سلوكية.
علامات جسدية
1- نقص الوزن أو عدم زيادته: يفترض أن يزيد وزن الطفل الرضيع بمعدل طبيعي، فإذا لاحظت أن طفلك لا يكتسب الوزن المتوقع، فقد يكون ذلك مؤشراً على قلة الرضاعة.
2- قلة عدد الحفاضات المبللة: يجب أن يبلل الطفل الرضيع 6-8 حفاضات على الأقل يومياً بعد اليوم الرابع من الولادة.
3- لون البول الداكن: يشير البول ذو اللون الأصفر الداكن إلى عدم حصول الطفل على كمية كافية من السوائل.
4- جفاف الفم والعينين: قد تلاحظين جفافاً في فم الطفل وقلة الدموع عند البكاء.
5- تغير لون البراز وقوامه: يكون براز الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية أصفر ولين، أما في حالة قلة الرضاعة فقد يتغير لونه إلى الأخضر أو البني الداكن ويصبح قوامه صلباً.
علامات سلوكية
- كثرة البكاء، يعتبر البكاء المستمر مع صعوبة تهدئة الطفل من العلامات التي تشير إلى جوعه وعدم حصوله على كمية كافية من الحليب.
- النعاس الشديد، قد يظهر الطفل نعاساً شديداً وعدم رغبة في الرضاعة، وهذا قد يكون مؤشراً على إرهاقه بسبب عدم حصوله على تغذية كافية.
- قصر مدة الرضاعة، إذا كان الطفل يترك الثدي بسرعة ثم يعود للبكاء بعد فترة قصيرة، فقد يكون ذلك بسبب قلة تدفق الحليب.
- فرط الرضاعة، في بعض الحالات، يحاول الطفل الرضاعة بشكل متكرر ولفترات طويلة محاولاً الحصول على المزيد من الحليب.
أسباب قلة الرضاعة عند الرضع الجدد
لفهم كيفية التعامل مع قلة الرضاعة، من المهم معرفة الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى هذه المشكلة.
أسباب متعلقة بالأم
♠ قلة إنتاج الحليب فقد تعاني بعض الأمهات من قلة إنتاج الحليب لأسباب هرمونية أو بسبب الإجهاد والتوتر.
♠ مشاكل في الثدي مثل تشقق الحلمات، احتقان الثدي، أو وجود التهابات.
♠ جراحة سابقة في الثدي، بعض العمليات الجراحية قد تؤثر على قنوات الحليب وبالتالي على كمية الحليب المنتجة.
♠ سوء ونقص التغذية المناسبة للأم يمكن أن يؤثر على كمية ونوعية الحليب.
♠ الإرهاق والتوتر والضغط النفسي يمكن أن يقلل من إنتاج الحليب بشكل ملحوظ.
أسباب متعلقة بالطفل
تتضمن المشاكل التي قد تؤثر على الرضاعة الطبيعية مشكلة التقام الثدي حيث قد لا يتمكن الطفل من التقام الثدي بشكل صحيح مما يؤدي إلى عدم حصوله على كمية كافية من الحليب. كما قد يعاني بعض الأطفال من الخمول حيث يكونون أكثر كسلاً ولا يبذلون جهداً كافياً أثناء الرضاعة. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر بعض المشاكل الصحية على الرضاعة مثل مشاكل في الفم أو اللسان (مثل ربط اللسان)، أو وجود مشاكل في القلب أو الجهاز التنفسي.
أسباب أخرى
يمكن أن يؤدي استخدام الحلمات الصناعية (مثل المصاصات وزجاجات الإرضاع) في وقت مبكر إلى “ارتباك الحلمة” عند الطفل. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم الالتزام بجدول رضاعة منتظم يمكن أن يؤثر على إنتاج الحليب.
إرشادات تساعد في التغلب على مشكلة قلة الرضاعة
بعد التعرف على أسباب وعلامات قلة الرضاعة، دعونا نستعرض بعض النصائح الهامة للتعامل مع هذه المشكلة:
تحسين وضعية الرضاعة
الوضعية الصحيحة للرضاعة تلعب دوراً محورياً في تمكين الطفل من الحصول على الكمية المناسبة من الحليب.
الوضعيات المثالية للرضاعة
1- وضعية المهد: هي الوضعية التقليدية حيث تحمل الأم طفلها بذراعها، بحيث يكون رأس الطفل في منحنى الكوع ويكون جسمه مواجهاً لجسم الأم.
2- وضعية الكرة الأرضية: تكون يد الأم تحت رأس الطفل وجسمه تحت ذراعها وباتجاه ظهرها. وهذه الوضعية مفيدة للأمهات اللواتي خضعن لعملية قيصرية.
3- وضعية الاستلقاء الجانبي: تستلقي الأم على جانبها والطفل مستلقٍ بجانبها مواجهاً لها. وهذه الوضعية مريحة للرضاعة الليلية.
كيفية التأكد من التقام الطفل للثدي بشكل صحيح:
- تأكدي من أن فم الطفل مفتوح بشكل واسع قبل التقام الثدي.
- يجب أن تكون شفة الطفل السفلية مقلوبة للخارج.
- الذقن يجب أن يلامس الثدي.
- يجب أن تسمعي صوت البلع أثناء الرضاعة.
- الرضاعة يجب أن تكون غير مؤلمة.
زيادة إنتاج الحليب
زيادة إنتاج الحليب عامل أساسي في التغلب على مشكلة قلة الرضاعة.
الأطعمة المفيدة لزيادة إنتاج الحليب
تناول أطعمة معينة يمكن أن يساعد في زيادة إنتاج الحليب، مثل:
√ الشوفان: غني بالألياف والحديد ويساعد في زيادة إنتاج الحليب.
√ الحلبة: من الأعشاب المعروفة بتأثيرها الإيجابي على إنتاج الحليب.
√ البقوليات: مثل العدس والحمص، غنية بالبروتين والحديد.
√ الخضروات الورقية الداكنة: مثل السبانخ والكرنب، غنية بالحديد والكالسيوم.
√ المكسرات والبذور: مثل اللوز وبذور الكتان، غنية بالأحماض الدهنية الأساسية.
√ الماء: شرب كميات كافية من الماء أمر ضروري لإنتاج الحليب.
تقنيات تحفيز إنتاج الحليب
تتضمن طرق زيادة إنتاج حليب الأم زيادة تكرار الرضاعة حيث أن الرضاعة المتكررة تحفز إنتاج المزيد من الحليب. كما يمكن تدليك الثدي قبل وأثناء الرضاعة مما يساعد في تحسين تدفق الحليب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد استخدام مضخة الثدي بعد الرضاعة مباشرة في زيادة إنتاج الحليب من خلال الضغط بعد الرضاعة. وأخيراً، من المهم الاهتمام بالراحة والاسترخاء لأن التوتر والإجهاد يمكن أن يقللا من إنتاج الحليب، لذا ينبغي على الأم محاولة أخذ قسط كافٍ من الراحة.
جدول الرضاعة
تنظيم أوقات الرضاعة ومراقبة رضاعة الطفل أمران أساسيان للتغلب على مشكلة قلة الرضاعة.
تنظيم أوقات الرضاعة
- الرضاعة حسب الطلب اسمحي لطفلك بالرضاعة كلما أظهر علامات الجوع.
- تجنبي الجدول الصارم خاصة في الأسابيع الأولى، دعي طفلك يحدد وتيرة الرضاعة.
- الرضاعة الليلية، لا تتخطي الرضاعات الليلية فهي مهمة لزيادة إنتاج الحليب.
مراقبة رضاعة الطفل
- تأكدي من أن الطفل يرضع من كلا الثديين هذا يضمن إفراغ الثديين وبالتالي تحفيز إنتاج المزيد من الحليب.
- لاحظي علامات الشبع مثل إبطاء الرضاعة، ترك الثدي، أو النوم.
- استخدمي تطبيقات تتبع الرضاعة هناك العديد من التطبيقات التي يمكن أن تساعدك في تتبع أوقات ومدة الرضاعة.
الحلول العملية لمشكلة قلة الرضاعة
إلى جانب النصائح السابقة، هناك بعض الحلول العملية التي يمكن اللجوء إليها:
استخدام مضخة الثدي
تحفيز إنتاج الحليب من خلال إفراغ الثدي بشكل كامل.
تخزين الحليب، يمكنك تخزين الحليب المستخرج لاستخدامه لاحقاً.
تخفيف احتقان الثدي إذا كان هناك احتقان في الثدي يمنع الطفل من الرضاعة بشكل صحيح.
الرضاعة التكميلية
في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة للرضاعة التكميلية:
استخدام وسائل الرضاعة التكميلية مثل أنبوب التغذية الذي يوضع بجانب الثدي أثناء الرضاعة.
حليب الأم المعصور، يمكن إعطاء الطفل حليب الأم المعصور مسبقاً بواسطة كوب أو ملعقة.
حليب الأم الواهب في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى الحليب البشري من مرضعات أُخريات.

الدعم النفسي للأم التي تواجه مشكلة قلة الرضاعة
الاهتمام بالجانب النفسي مهم جداً للأم التي تواجه مشكلة قلة الرضاعة، حيث يمكن أن تشعر بالقلق والإحباط. وذلك يتم من خلال:
التعامل مع ضغوط الرضاعة
تقبلي الوضع وتذكري أن الكثير من الأمهات يواجهن مشاكل في الرضاعة، وأن هذا لا يقلل من قيمتك كأم. لا تترددي في البحث عن المساعدة من استشاري الرضاعة أو مجموعات دعم الأمهات. وحاولي أخذ وقتاً لنفسك لفترات راحة قصيرة للاستجمام والاسترخاء
أهمية الدعم العائلي
يعد دعم الشريك والعائلة عاملاً مهماً يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في حياة الأم، خاصة خلال الفترات الصعبة. فمشاركة المسؤوليات بين الزوجين تخفف من الأعباء، حيث يمكن للشريك المساعدة في مهام مثل تغيير الحفاضات أو تهدئة الطفل، مما يتيح للأم بعض الراحة. كما أن الدعم العاطفي من العائلة، من خلال التشجيع والتفهم، يلعب دوراً كبيراً في تعزيز شعور الأم بالراحة والثقة، مما يساعدها على التغلب على التحديات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المساعدة العملية، مثل تحضير الوجبات أو القيام بالأعمال المنزلية، تتيح للأم التركيز على رعاية طفلها دون الشعور بالإرهاق.
انتشار مفاهيم غير صحيحة حول الرضاعة الطبيعية
هناك العديد من الخرافات والمفاهيم الخاطئة حول الرضاعة الطبيعية التي قد تزيد من قلق الأم:
تصحيح المفاهيم الخاطئة
هناك بعض المعتقدات الخاطئة حول الرضاعة الطبيعية التي يجب تصحيحها. من الخرافات الشائعة:
- أن حجم الثدي الصغير يعني إنتاج كمية قليلة من الحليب، لكن الحقيقة أن حجم الثدي لا علاقة له بكمية الحليب المنتجة، فالإنتاج يعتمد على نشاط الغدد الثديية وليس حجم الثدي.
- يُعتقد خطأً أن الرضاعة المتكررة تشير إلى عدم كفاية الحليب، بينما الحقيقة هي أن الرضاعة المتكررة طبيعية جداً، خاصة في الأسابيع الأولى، وهي تساعد على زيادة إنتاج الحليب.
- هناك اعتقاد خاطئ بأن الرضاعة يجب أن تكون مؤلمة في البداية، لكن الواقع أن الرضاعة الصحيحة لا تسبب ألماً، وإذا كانت مؤلمة فهذا يشير إلى وجود مشكلة في وضعية الرضاعة.
الحقائق العلمية
تعتمد الرضاعة على مبدأ العرض والطلب، فكلما زاد طلب الطفل على الحليب من خلال الرضاعة المتكررة، زاد إنتاج الجسم للحليب. ومن الحقائق المهمة أن معظم الأمهات يمكنهن إنتاج كمية كافية من الحليب، حيث إن حالات قلة إنتاج الحليب الحقيقية نادرة، ومعظم المشاكل تتعلق بتقنية الرضاعة وليس بكمية الحليب.
كما أن الرضاعة هي عملية تعلم تحتاج فيها كل من الأم والطفل إلى وقت للتعلم والتكيف مع هذه العملية.
- إذا لم يزد وزن الطفل بشكل كافٍ.
- إذا كان عدد الحفاضات المبللة أقل من 6 يومياً بعد اليوم الرابع.
- إذا كان الطفل شديد النعاس أو قليل النشاط.
- إذا كانت هناك مشكلة صحية تؤثر على الرضاعة.
الخاتمة
تعتبر قلة الرضاعة عند الرضع الجدد مشكلة شائعة تواجه العديد من الأمهات، ولكن مع الصبر والدعم المناسب، يمكن التغلب عليها.
من المهم أن تتذكري أن كل أم وكل طفل فريدان، وما ينجح مع أحدهم قد لا ينجح مع الآخر. المفتاح هو الاستمرار في المحاولة واللجوء إلى المساعدة المتخصصة عند الحاجة.
لا تترددي في استشارة طبيب الأطفال أو استشاري الرضاعة إذا كنت قلقة بشأن رضاعة طفلك. وتذكري أن هدفك النهائي هو حصول طفلك على التغذية المناسبة، سواء كان ذلك من خلال الرضاعة الطبيعية الكاملة، أو مع بعض الدعم الإضافي.
الرضاعة الطبيعية هي رحلة، وكل رحلة لها تحدياتها الخاصة، ولكن مع الدعم المناسب والمعلومات الصحيحة، يمكنك أن تجعلي هذه الرحلة ناجحة ومجزية.
الأسئلة الشائعة
1- كيف أتأكد من أن طفلي يتلقى كمية كافية من الحليب؟
يمكنك معرفة ذلك من خلال مراقبة عدد الحفاضات المبللة (6-8 يومياً بعد اليوم الرابع)، زيادة الوزن بشكل طبيعي، وملاحظة علامات الشبع بعد الرضاعة مثل ترك الثدي بشكل تلقائي والنوم بعد الرضاعة.
2- متى يبدأ إنتاج الحليب بعد الولادة؟
عادة ما يبدأ إنتاج اللبأ (السرسوب) من اليوم الأول بعد الولادة، أما الحليب الناضج فيبدأ بالظهور بين اليوم الثالث والخامس بعد الولادة.
3- هل تؤثر حالتي النفسية على إنتاج الحليب؟
نعم، الحالة النفسية للأم لها تأثير كبير على إنتاج الحليب. الإجهاد والتوتر والقلق يمكن أن تقلل من إفراز هرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن خروج الحليب.
4- هل يمكن زيادة إنتاج الحليب بعد تناقصه؟
نعم، يمكن زيادة إنتاج الحليب حتى بعد تناقصه من خلال زيادة عدد مرات الرضاعة، استخدام مضخة الثدي، تحسين تقنية الرضاعة، والتأكد من إفراغ الثدي بشكل كامل أثناء كل رضعة. والتغذية المناسبة للأم.
5- هل بالإمكان دمج الرضاعة الطبيعية مع الصناعية؟
نعم، يمكن الجمع بين الرضاعة الطبيعية والصناعية إذا كانت هناك حاجة لذلك، ولكن من المهم استشارة الطبيب أو استشاري الرضاعة لتحديد الطريقة المثلى للقيام بذلك دون التأثير سلباً على إنتاج الحليب الطبيعي.