حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

أسئلة الأطفال المحرجة| كيف يمكننا التعامل معها والاجابة عليها

أسئلة الأطفال المحرجة

إن كنت أبًا أو أمًا، فبالتأكيد واجهت مواقف محرجة عندما سألك طفلك عن موضوعات حساسة أو معقدة، مثل الجنس أو الموت أو الدين. قد تشعر بالحيرة أو الخجل أو الغضب عندما تسمع هذه الأسئلة، وقد ترغب في تجاهلها أو تغيير الموضوع أو إعطاء إجابات غير صادقة أو مبهمة. لكن هل تعلم أن هذه الطرق لا تفيد طفلك ولا تحل المشكلة؟

الأطفال لديهم فضول كبير عن العالم من حولهم، ويسألون الكثير من الأسئلة التي تبدو بسيطة وبريئة لهم، ولكنها قد تكون محرجة للوالدين أو الكبار. مثل: من أين يأتي الأطفال؟ ما هو الفرق بين البنات والأولاد؟ لماذا مات جدي؟ ما هو الحب؟ وغيرها من الأسئلة التي تتعلق بالحياة والموت والجسد والدين وغيرها. فكيف يمكننا الإجابة عن هذه الأسئلة بطريقة ترضي فضول الأطفال وتحترم عقولهم وتحميهم من المعلومات الخاطئة أو المضللة؟ وكيف نتجنب الإحراج أو الانزعاج أو الغضب عند مواجهة هذه الأسئلة؟ في هذه المقالة، سنعرف لماذا يسأل الأطفال أسئلة محرجة؟ وسنتعرف على أهمية الإجابة وكيفية الإجابة عنها بطريقة سليمة ومناسبة لعمرهم ومستواهم الفكري. وسنقدم لك بعض النصائح والإرشادات التي تساعدك على التعامل مع أسئلة الأطفال المحرجة بشكل أفضل وأسهل.

لماذا يسأل الأطفال أسئلة محرجة؟

 الأطفال فضوليون بطبيعتهم، ويريدون فهم العالم من حولهم ومعرفة كل شيء عنه. عندما يرى الطفل شيئًا جديدًا أو غريبًا أو مختلفًا، فإنه يتساءل عنه ويسأل عنه. هذه الأسئلة تعكس مدى ذكاء الطفل وتفكيره النقدي وخياله الواسع. كما تعكس اهتمامه بالتعلم والاستكشاف والتطور. 
فلا يجب أن ننظر إلى أسئلة الأطفال المحرجة على أنها مشكلة أو عيب أو خطأ، بل على أنها فرصة لتعزيز العلاقة بين الوالدين والطفل، ولتثقيف الطفل وتنمية مهاراته وقيمه. فعندما نجيب عن أسئلة الأطفال بصدق وصبر واحترام، فإننا نعطيهم الثقة والأمان والمحبة التي يحتاجونها لنموهم السليم.

كيف نجيب عن أسئلة الأطفال المحرجة؟

 أولاً، استمع للسؤال بعناية ولا تستعجل في الرد. أعط نفسك وقتا للتفكير في أفضل طريقة للإجابة. ثم اتبع بعض الخطوات والمبادئ الأساسية الأتية:
1. استمع بانتباه واحترام: عندما يسألك طفلك سؤالًا محرجًا، لا تتجاهله أو تعاتبه أو تضحك عليه. ولا ترفض السؤال أو تتجاهله أو تعاقب الطفل عليه. فهذا قد يجعل الطفل يشعر بالذنب أو الخوف أو الحرج، وقد يؤثر على ثقته بنفسه وبك. كما قد يدفعه إلى البحث عن الإجابة من مصادر أخرى غير موثوقة أو غير مناسبة. 
 بل استمع إليه بانتباه واحترام، وحاول فهم ما يريد الطفل معرفته بالضبط، واعرف أنه يثق بك ويحترمك ويريد أن يتعلم منك.
اسأله ما الذي دفعه إلى طرح هذا السؤال، وما الذي يريد أن يعرفه بالضبط،  وما الذي يعرفه عن الموضوع وما هي المصادر التي سمع منها عن هذا الموضوع. وما الذي يفكر فيه، لتقيم مستواه الفكري ومصدر معلوماته. 
قد يكون الطفل قد سمع شيئًا من أصدقائه أو من التلفاز أو من الإنترنت، وقد يكون لديه فهم خاطئ أو ناقص عن الموضوع. 
هذا سيساعدك على فهم دوافعه ومستواه واحتياجاته، وسيساعده على الشعور بالثقة والأمان والانتماء.
2. أجب بصدق وبساطة: عندما تجيب على سؤال طفلك المحرج، لا تكذب أو تختلق قصصًا وأساطير. بل:
  •  أجب بصدق وبساطة،  تتناسب مع عمره ومستواه الفكري وما يريد معرفته. لا تدخل في تفاصيل غير ضرورية أو معقدة أو محرجة، ولا تستخدم كلمات أو مصطلحات غير مفهومة. 
  • احرص على أن تكون إجابتك موضوعية ومحايدة، واستخدم كلمات ومصطلحات واضحة ومناسبة لعمره وثقافته ومعرفته. 
  • لا تعطه معلومات زائدة أو ناقصة، بل اكتفي بالإجابة عن سؤاله بشكل مباشر ومختصر فأجب بدون الدخول في تفاصيل معقدة وركز على الجوهر.
  • إذا كان السؤال معقدًا أو حساسًا، فقد تحتاج إلى تقسيمه إلى أجزاء أو تأجيله إلى وقت آخر أو توفير مصادر أخرى تساعده على الفهم أكثر. المهم ان تكن صادقاً قدر الإمكان دون الكذب أو تضليل الطفل. لكن بشكل مناسب لعمره.
 3. شجع الحوار والتفكير: عندما تجيب على سؤال طفلك المحرج، لا تنهي الموضوع بعد الإجابة، بل شجعه على الحوار والتفكير وعلى طرح المزيد من الأسئلة إذا كان لديه استفسارات أو شكوك أو مخاوف. واسأله ما رأيه، وهل لديه أسئلة أخرى، وما الذي تعلمه من هذا الموضوع، فتشجيعك له على مواصلة الحوار معك وطرح المزيد من الأسئلة يشبع فضوله ويشعره بالطمأنينة، ويزيد القرب بينكما. 
أجب عليه بصبر واحترام، ولا تضحك أو تستهزئ أو تنفعل على أسئلته. أظهر له أنك مهتم بما يقول وما يشعر، وأنك مستعد لمساعدته في توسيع معرفته وتنمية شخصيته.
4. الإجابة الواضحة: استخدم أمثلة أو رسومات أو قصص أو ألعاب تعليمية لتوضيح إجابتك وتسهيل فهمها. حاول أن تجعل الإجابة ممتعة ومشوقة وملائمة للطفل، ولا تجعلها مملة أو مخيفة أو محرجة. 
كما يمكنك الاستعانة بمصادر موثوقة ومناسبة للطفل، مثل الكتب أو المواقع الإلكترونية أو البرامج التلفزيونية التي تتناول الموضوع بطريقة علمية ومهنية ومحترمة.
بعض التوجيهات والارشادات الهامة
– أشر إلى الطفل أن هناك آراء مختلفة عن الموضوع، وأن الناس يحترمون بعضهم البعض رغم اختلافهم. علم الطفل أن يكون متسامحًا ومتفهمًا ومتعاونً 
– أخبره أن هناك أشياء يفضل الانتظار حتى يكبر قليلاً لفهمها بشكل أفضل.
– إذا شعرت أن السؤال يتعدى مستوى نضج الطفل اطلب منه الانتظار لحين أن يصبح أكبر سناً لمناقشة هذا الموضوع.
– قدم نفسك كمصدر للمعلومات الصحيحة، وشجعه على الرجوع إليك عند الحاجة.

– استشر الوالدين إذا كنت غير متأكد من كيفية الإجابة على سؤال ما.

الخاتمة: في هذه المقالة، تعرفنا على أهمية الإجابة عن أسئلة الأطفال المحرجة، وكيفية الإجابة عنها بطريقة سليمة ومناسبة لعمرهم ومستواهم الفكري. تبين لنا أن الأطفال يسألون هذه الأسئلة لأنهم فضوليون ويريدون فهم العالم من حولهم، وأنهم يحتاجون إلى إجابات صادقة وواضحة ومحترمة تساعدهم على التعلم والتطور والنمو. كما تعلمنا بعض الخطوات والمبادئ الأساسية للإجابة عن أسئلة الأطفال، مثل الاستماع والسؤال والتوضيح والتشجيع والتوسيع والاحترام. نأمل أن تكون هذه المقالة مفيدة لك، وأن تساعدك على تحسين علاقتك مع طفلك وتثقيفه وتنميته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.