أضرار أكل الملح للكبار والصغار | ماذا يجب عليك معرفته

تأثير أكل الملح

هل سبق لك وتساءلت عن تأثير أكل الملح على صحتك وصحة عائلتك؟ اكل الملح يولد تساؤلات بين الكبار والصغار، فهو يضيف نكهة للطعام ولكنه قد يحمل معه مشكلات صحية خفية.

تناول الملح مهم للصحة ولكن بكميات معتدلة، يحتاج الجسم للملح للقيام بوظائفه الحيوية. في هذا المقال، سوف نستكشف الأضرار المحتملة لاستهلاك الملح بشكل مفرط، ونقدم نصائح قيّمة لحمايتك وعائلتك من المخاطر الصحية المرتبطة بهذا العادة الغذائية الشائعة.

مفهوم أكل الملح

يعتبر تناول الملح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية فهو جزءًا من نظامنا الغذائي اليومي، حيث يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز النكهة في الطعام.

بينما يوفر الملح المعادن الضرورية للجسم وأهمها الصوديوم، إلا أن تناوله بكميات زائدة يزيد من خطر الإصابة بالأمراض. التوازن هو المفتاح، والاعتماد على كميات معتدلة يحافظ على الصحة العامة.

مصادر الملح اليومية

يوجد الملح في مجموعة متنوعة من المصادر مثل الأطعمة المصنعة كَالأجبان والنقانق. أيضًا، نجده في الخبز والوجبات الجاهزة، الأطعمة المعلبة كَالشوربات وحتى الحلويات تحتوي على الملح بكمية كبيرة. كذلك الاستخدام اليومي في الطبخ يضيف مزيدًا من اكل الملح إلى غذائنا دون أن ندرك.

أضرار الإفراط في تناول الملح للكبار

تناول الملح بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية الخطيرة للكبار:

1. ارتفاع ضغط الدم من الأضرار الشائعة، التي تعمل على زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
2. أمراض القلب والأوعية الدموية. 
3. احتباس السوائل.
4. هشاشة العظام.
5. مشاكل الكلى.
6. زيادة خطر السكتة الدماغية.
7. السمنة.
8. التهاب المعدة.

للحد من هذه المخاطر، يجب علينا مراعاة كمية الملح المضاف إلى الأطعمة اليومية والبحث عن بدائل صحية.  

أضرار أكل الملح على الأَطفال

تتشكل عادات الذوق لدى الأطفال في سن مبكر وفقاً لِتوصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، وزيادة تناول الملح يومياً قد تسبب أضراراً صحية:

التأثير على وظائف الكلى: لا تستطيع كليتا الطفل معالجة الملح الزائد في الدم مما يؤدي إلى إجهاد الكلى.

السوائل: الأطفال معرضون لِاضطرابات في توازن السوائل داخل الجسم.

تكون الحصوات: تناول كميات زائدة من الملح يؤدي إلى زيادة إفراز الجسم للكالسيوم في البول، مما يساهم في تكون حصوات الكلى.

هشاشة العظام: الإفراط في تناول الملح يؤدي لارتفاع مستويات الصوديوم في الدم، مما يجعل الجسم يفرز كمية أكبر من الكالسيوم الذي يفقده دون فائدة.

أمراض القلب: أظهرت إحدى الدراسات أن استهلاك الملح بكميات كبيرة منذ سن مبكرة يمكن أن يسبب آثارًا صحية ضارة كارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.

الجفاف: لن يستطيع الأطفال التعبير عن شعورهم بالعطش إلّا بعد ظهور علامات الجفاف الحادة التي قد تؤدي إلى تكوين حصوات في الكلى وتلف في المفاصل والعضلات.

يميل الطفل إلى استهلاك الأطعمة المالحة، مما يؤثر سلبًا على جودة نظامه الغذائي ويزيد من جاذبية الأطعمة المصنعة التي تسهم بنسبة 80% في استهلاك الملح.

زيادة الوزن: نشرت المكتبة الوطنية الطبية الأميركية بحثًا علميًا يسلط الضوء على وجود علاقة بين استهلاك الصوديوم وزيادة الوزن لدى الأطفال والمراهقين. يوضح البحث أن الأطعمة المالحة تحفز إنتاج الدوبامين في الدماغ مما يزيد الشهية، ويساهم أيضًا في احتباس السوائل بالجسم.

ضعف الجهاز المناعي: أظهر بحث علمي نُشر في مجلة علوم الطب الانتقالي عام 2020 أن تناول كميات كبيرة من الملح يمكن أن يُضعف خلايا العدلات التي تُساهم في محاربة العدوى بأنواع معينة من البكتيريا مثل الإشريكية القولونية وَالليستريا المستوحدة، مما يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي لدى الأطفال.

حالة فرط صوديوم الدم: أحيانًا، إذا استهلك الطفل كمية كبيرة من الملح في غذائه، قد يعاني من فرط صوديوم الدم، مما يسبب له تهيجًا وتعبًا ونعاسًا، ويلزم تقديم رعاية طبية فورية. في الحالات الخطيرة، قد تصل الحالة إلى الغيبوبة والموت.

يحتاج الأطفال إلى كميات أقل من البالغين، لذا من الضروري مراقبة مستويات أكل الملح في وجباتهم الغذائية، فإن إضافة الملح للطعام مجرد عادة ويُنصح بتجنب زيادة الكميات عن الموصى بها. العادات الغذائية الصحيحة تبدأ من الصغر.

جرعات الملح المُوصي بها للأطفال حسب العمر

تختلف الجرعات الموصى بها من الملح للأطفال حسب العمر لأهميتها في النمو دون مخاطر:

يمنع إضافة الملح إلى طعام الأطفال الصلب قبل عامهم الأول. يستفيد الأطفال بكمية كافية من الملح من حليب الأم أو الحليب الصناعي. لأن إضافة الملح في وجباتهم يمكن أن يزيد من كمية الملح الموصى بها من قبل الهيئات الصحية. كما توصي هذه الهيئات بالجرعات التالية للأطفال في عمر:

• 1-3 سنوات: أقل من 2 غرام يومياً
• 4-6 سنوات: حوالي 3 غرامات يومياً
• 7-10 سنوات: 4 غرامات يومياً
• 11-14 سنة: 5-6 غرامات يومياً

المحافظة على هذه الكميات يساعد في تجنب المشاكل الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم في المستقبل.

الاستخدام الآمن للملح

عند تناول الملح، من المهم مراقبة الكمية المستهلكة لتجنب المخاطر الصحية. يجب على البالغين تقليل تناول أكل الملح إلى أقل من 5 غرامات يوميًا وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

اختيار الأطعمة الطازجة وغير المصنعة يساعد في التحكم في استهلاك الملح. كما أن استخدام التوابل الطبيعية كبديل يمكن أن يحسن الطعم دون زيادة الملح. كذلك تناول الوجبات المنزلية يُمكِّن من تحكم أفضل في مكونات الطعام.

نصائح لتقليل الملح

لِتقليل أكل الملح في نظامك الغذائي، جرب استبدال التوابل الطبيعية مثل الثوم والليمون لزيادة النكهة بدون زيادة الصوديوم.

بالنسبة للأطفال يقدم خبراء التغذية عدة استراتيجيات لِتخفيض كميات الملح في وجبات الأطفال على النحو التالي:

ابتعدي عن وضع الملح في غذاء طفلك خلال السنة الأولى، وبدلاً من ذلك استخدمي بعض المنكهات مثل الأعشاب والتوابل كالقرفة والكمون والكزبرة والهيل.

يُستحسن شطف الأطعمة المعلبة كالفول والعدس والحمص والبازلاء بالماء قبل تقديمها بهدف خفض محتوى الصوديوم. حاولي عدم إضافة صلصة الصويا لوجبة طفلك ويمكن استبدالها بأحماض جوز الهند.

تجنبي استعمال صودا الخبز أو بيكربونات الصوديوم كعلاج لمغص الأطفال، لاحتوائها على كميات مرتفعة من الصوديوم، استخدامها بشكل غير صحيح قد يسبب ارتفاع مستوى الصوديوم في الدم أو التسمم.

يفضل تجنب المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من الملح مثل البسكويت والمخبوزات الجاهزة ورقائق البطاطس واللحوم المصنعة والكاتشب، وعليك فحص الملصقات على عبوات الطعام لتحسين اختيارات الأطعمة بِالملح القليل وتجنب الأطعمة المملحة.

تقليل أكل الملح يعني تجنب الأطعمة المصنعة والابتعاد عن الأطعمة المُعالجة والجاهزة الغنية بالملح واستبدالها بخيارات صحية كالفواكه والخضروات الطازجة.

يفضل الطبخ المنزلي للتحكم بالملح ومراقبة الكميات في الوجبات. فالطبخ في المنزل يسمح لك بالتحكم الكامل بمكونات أطباقك، مما يقلل من الملح.   

بالتركيز على الأطعمة الطبيعية واستخدام الأعشاب والتوابل لإضفاء نكهة على الأطعمة، نستطيع الحفاظ على خفض تناول الملح، وتحسين توازن الجسم وجودة الحياة.

بدائل صحية للملح

الاستخدام المفرط للملح قد يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة، لذا يعد البحث عن بدائل صحية أمرًا مهمًا.

 بدائل طبيعية:

• عصير الليمون.
• الخل.
• الثوم والبصل المجفف.
• الزنجبيل.

٣. أملاح صحية:

• ملح البحر.
• ملح الهيمالايا.
• الملح المدعم باليود.

٤. نكهات صحية:

• مرق الخضار.
• صلصة الصويا قليلة الصوديوم.
• معجون الطماطم.

الأعشاب أيضاً مثل إكليل الجبل والزعتر توفر مذاقًا غنيًا دون الحاجة إلى اكل الملح بكثرة. استخدام هذه البدائل سَيساعد في التمتع بطعام شهي وصحي في الوقت نفسه.

فائدة الحد من الملح

تقليل الملح يحمل فوائد صحيّة مهمّة. فهو يساعد في خفض ضغط الدم، مما يحمي القلب والأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، يقلل من خطر الإصابة بأمراض الكلى وهشاشة العظام. كما أنّ تقليل اكل الملح يساهم في تقوية المناعة وتحسين وظائف الجهاز الهضمي. لاستفادة أكبر، يُفضَّل اتباع نظام غذائي متوازن يشمل كميات معقولة ومناسبة من الصوديوم.

الخاتمة

إنّ تناول كميات مفرطة من الملح يشكل تهديدًا حقيقيًا لصحّتنا وصحّة أسرنا، كبارًا وصغارًا. الفهم العميق لِأضرار الملح يمكن أن يوجهنا نحو اتخاذ خيارات غذائية أفضل وأكثر توازنًا.

بتقليل استهلاكنا للملح، نفتح الباب لحياة صحية نشطة، حيث ندعم قلبنا، كليتنا، ونمتع أنفسنا بنمط حياة أكثر جودة وسعادة.

الأسئلة الشائعة

1. كم كمية الملح الموصى بها يومياً؟

توصي منظمة الصحة العالمية بتناول أقل من 5 جرامات يومياً.

2. هل يؤثر أكل الملح على ضغط الدم؟

نعم، قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

3. هل يمكن للأطفال تناول الملح بحرية؟

لا، ولكن بالكمية الموصي بها حسب العمر.

4. هل توجد بدائل طبيعية للملح؟

نعم، مثل الأعشاب والتوابل الطبيعية.

5. ما هي علامات تناول الملح بكثرة؟

تشمل العطش الزائد والانتفاخ.