حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

الآثار السلبية للطلاق على الأبناء من منظور نفسي واجتماعي

أثار الطلاق

الطلاق هو قرار صعب ومؤلم، ولكنه قد يكون حلاً أخيراً لبعض الحالات، ولكن ما يحزن ويؤلم ان بعض الشباب والفتيات يجعلوه الحل الأسهل دون التفكير بحكمه في عواقب الامر. فالطلاق يؤثر ليس فقط على الزوجين المتطلقين، بل أيضاً على الأبناء الذين يعانون من تغيرات جذرية في حياتهم ومشاعرهم. في هذا المقال، سأتحدث عن:

الآثار السلبية للطلاق على الأبناء من منظور نفسي واجتماعي

 التأثير النفسي:
 الطلاق يمكن أن يسبب للأبناء صدمة نفسية وعاطفية، خاصة إذا كان غير متوقع أو ناتج عن نزاعات وخلافات شديدة بين الوالدين. بعض التأثيرات النفسية التي قد يشعر بها الأبناء هي: –
 الشعور بالذنب: 
قد يظن الأبناء أنهم هم سبب الطلاق، وأنهم فشلوا في إسعاد والديهم أو إصلاح علاقتهم. هذا الشعور يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس وانعدام الرضا عن الذات. 
 -الشعور بالخسارة: 
قد يشعر الأبناء بفقدان أحد والديهم أو كلاهما، إذا اضطروا إلى الانتقال مع أحدهما والابتعاد عن الآخر. كما قد يفقدون بعض الروابط العائلية والصداقات التي كانت مرتبطة بحياتهم قبل الطلاق.
  -الشعور بالخوف:
 قد يشعر الأبناء بالخوف من المستقبل، ومن التغيرات التي قد تحدث في حياتهم. كما قد يخشون من أن يتعرضوا للتجاهل أو الإهمال أو الإساءة من قبل أحد الوالدين أو شريكه الجديد.
  -الشعور بالغضب:
 قد يشعر الأبناء بالغضب تجاه الوالدين المتطلقين، ويحملونهم مسؤولية تدمير حياتهم وسعادتهم. كما قد يشعرون بالغضب تجاه أنفسهم أو تجاه الآخرين، ويصبحون عدائيين وعصبيين. التأثير الاجتماعي الطلاق يمكن أن يؤثر على العلاقات الاجتماعية للأبناء، سواء مع أفراد الأسرة أو مع الأقران أو مع المجتمع.

 بعض التأثيرات الاجتماعية التي قد يتعرض لها الأبناء 

 -ضعف التواصل:
 قد يصبح الأبناء أقل قدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين، بسبب انسحابهم النفسي والعاطفي. كما قد يفقدون بعض المهارات الاجتماعية التي كانوا يتعلمونها من والديهم، مثل التفاهم والتعاطف والتعبير عن المشاعر. 
 -ضعف الأداء: 
قد يتأثر أداء الأبناء في المدرسة أو في العمل، بسبب انخفاض التركيز والحافز والانضباط. كما قد يصابون بالإحباط والملل والانزعاج من مسؤولياتهم وأهدافهم. 
 -صعوبة في تكوين العلاقات:

 قد يجد الأبناء صعوبة في تكوين علاقات جديدة، خاصة علاقات عاطفية، بسبب نقص الثقة والأمان في الآخرين. كما قد يخافون من التعرض للخيانة أو الانفصال مرة أخرى، ويصبحون حذرين ومتحفظين.

لذلك، يجب على الزوجين أن يحافظوا على استقرار زواجهم وأن يتحلوا بالصبر والتفاهم والاحترام والمودة. إذا كان هناك خلافات بينهما، فيمكنهما استشارة أهل الخبرة أو الحكمة لإيجاد حلول مناسبة. وإذا كان الطلاق حتمياً، فيجب عليهما أن يتعاملا بحسن نية وأن يضعا مصلحة أطفالهما نصب أعينهم.

تقليل التأثيرات السلبية للطلاق على الأطفال

الحفاظ على موقف إيجابي
غالبًا ما يأخذ الأطفال إشارات من سلوكيات والديهم. فحفاظ الوالدين على موقف إيجابي، حتى في وجه التحديات، يمكن أن يساعد الأطفال في التكيف بشكل أفضل في هذه الفترة الصعبة. تجنب التحدث بشكل سلبي عن الشريك السابق أمام الأطفال، حيث يمكن أن يخلق ذلك الالتباس والاستياء.

تشجيع على التواصل المفتوح
حث أطفالك على التعبير بحرية عن مشاعرهم بخصوص الطلاق دعهم يعلمون أنه من السليم أن يشعروا بالحزن أو الارتباك. من خلال تأكيد مشاعرهم، تساعدهم على التأقلم بفعالية مع التغييرات.
ضمان الاستقرار والاتساق
أثناء الطلاق، تمتلئ حياة الأطفال بالتغييرات. من المهم توفير قدر كبير من الاستقرار والاتساق. الحفاظ على الروتين، مثل أوقات الوجبات والنوم، وجدول المدرسة، يمكن أن يوفر إحساسًا بالأمان في وسط هذه الفوضى.
توفير الطمأنينة والراحة
أكد لأطفالك أن الوالدين لا يزالون يحبونهم وسيظلون هنا لدعمهم. توفير هذه الطمأنينة يمكن أن يخفف من أي مخاوف قد يكونون يعانون منها بشأن الوحدة أو عدم احتوائهم بالحب.
تشجيع على التعبير عن المشاعر
حث أطفالك على التعبير عن مشاعرهم حول الطلاق، سواء كان ذلك من خلال الحديث أو الكتابة أو الرسم. التعبير عن العواطف يمكن أن يكون علاجيًا ويساعدهم في معالجة ما يمرون به ويقدمون رؤية حول كيفية دعمهم بشكل أفضل.

توفير دعم الاستشارة إذا كان ذلك ضروريًا
إذا كان طفلك يواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع الطلاق، فكن مستعدًا للبحث عن مساعدة مهنية. يمكن لمستشار أو أخصائي نفسي تقديم استراتيجيات للتعامل مع التغييرات ومساعدة طفلك على اجتياز المرحلة.

دور التربية المشتركة في مساعدة الأطفال على التعامل مع الطلاق

تعريف التربية المشتركة
تشير التربية المشتركة إلى حالة تربية الأطفال، حيث يعمل الوالدين المطلقين أو المنفصلين سويًا على تربية أطفالهم. بتركيزهم علي مصلحة أطفالهم والحفاظ على بيئة مستقرة ومغذية لهم.

فوائد التربية المشتركة
التربية المشتركة يمكن أن تعود بفوائد كبيرة على الأطفال. إنها توفر لهم الاستمرارية، الاستقرار، والمشاركة المستمرة من قبل كل من الوالدين. كما تعزز فكرة أن الوالدين، على الرغم من انفصالهم، لا يزالون عائلة واحدة.

استراتيجيات للتربية المشتركة الفعّالة
تتطلب التربية المشتركة من كلا الوالدين فتح الاتصال، الاحترام المتبادل، واستعداد للتنازل. تحديد الحدود، والثبات في تطبيق القوانين والروتين في كل منازل الوالدين، وعدم استخدام الطفل كوسيط أو وسيطه، هذه استراتيجيات رئيسية لضمان نجاح هذا النهج.

الخلاصة 

إذن، يمكننا أن نستنتج أن الطلاق له آثار سلبية كثيرة على الأبناء، سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي. لذلك، يجب على الزوجين المتطلقين أو المقبلين على الطلاق أن يولوا اهتماماً خاصاً للأبناء، وأن يحافظوا على رابطة قوية معهم،  وفتح خطوط الاتصال، والحفاظ على موقف إيجابي، وتبني استراتيجيات فعّالة للتربية المشتركة، وأن يساندوهم ويشجعوهم ويحترموهم. كما يجب على المجتمع أن يقدم دعمه وتفهمه للأسر المتفككة، ولا يحكم عليها بسلبية أو تحامل.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.