حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

الطفل العصبي كثير البكاء| ما الذي عليك فعله وما الذي يجب أن تتجنبه؟

الطفل العصبي كثير البكاء

البكاء هو وسيلة التواصل الأولى للطفل مع العالم من حوله، وهو يعبر عن حاجاته ومشاعره ورغباته من خلاله. لكن في بعض الأحيان، قد يبدو بكاء طفلك مفرطاً أو مستمراً أو غير مبرر، وهذا قد يسبب الإزعاج والقلق للآباء والأمهات، ويجعلهم يشعرون بالعجز والإحباط. فكيف يمكن التعامل مع الطفل العصبي كثير البكاء؟ وما هي الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى هذا السلوك؟ وكيف يمكن تهدئة الطفل وتحسين حالته المزاجية؟ في هذه المقالة، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة، ونقدم لكم بعض النصائح والحلول العملية التي تساعدكم على التعامل مع الطفل العصبي كثير البكاء.

الطفل العصبي كثير البكاء
 الطفل العصبي كثير البكاء: ما الذي يجب أن تفعله وما الذي يجب أن تتجنبه؟

أسباب البكاء الزائد عند الأطفال؟

قبل أن نتعرف على كيفية التعامل مع الطفل العصبي كثير البكاء، لابد من معرفة ما هي الأسباب التي تجعل الطفل يبكي بشكل مفرط أو مستمر. وهناك عدة أسباب محتملة، منها:

الجوع: وهو أحد أكثر الأسباب شيوعاً للبكاء عند الأطفال، خاصة الرضع، ويمكن التعرف عليه من خلال بعض العلامات مثل: تحريك الرأس بحثاً عن الثدي أو الزجاجة، أو وضع اليد أو الإصبع في الفم، أو الرضاعة بشراهة عند رضاعته.

العطش: وهو أيضاً سبب شائع للبكاء عند الأطفال، خاصة في الأجواء الحارة أو الجافة، أو عند الإصابة بالإسهال أو القيء، ويمكن التعرف عليه من خلال بعض العلامات مثل: الشفاه الجافة أو اللسان الأبيض، أو البول القليل أو الغامق، أو الجلد الجاف.

الحفاض: وهو سبب آخر للبكاء، خاصة إذا كان الحفاض متسخاً أو مبللاً أو ضيقاً، ويمكن التعرف عليه من خلال بعض العلامات مثل: الاضطراب أو الاستياء عند لمس الحفاض، أو الاحمرار أو الطفح الجلدي في منطقة الحفاض، أو الرائحة الكريهة.

النوم: وهو سبب مهم للبكاء عند الأطفال، خاصة إذا كانوا متعبين أو مرهقين أو لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم، ويمكن التعرف عليه من خلال بعض العلامات مثل: العيون الحمراء أو المائلة، أو الفم المفتوح، أو الإطالة أو الشهقة، أو الاحتكاك بالعينين.

البرد أو الحرارة: وهو سبب آخر للبكاء عند الأطفال، خاصة إذا كانوا يشعرون بالبرد أو الحرارة الزائدة، ويمكن التعرف عليه من خلال بعض العلامات مثل: القشعريرة أو الارتعاش، أو التعرق أو الاحمرار، أو الجسم البارد أو الساخن للمس.

الألم: وهو سبب جدي للبكاء عند الأطفال، خاصة إذا كانوا يعانون من ألم ما في أي جزء من أجزاء جسمهم، ويمكن التعرف عليه من خلال بعض العلامات مثل: الصراخ العالي أو المتقطع، أو الوجه المتجهم أو المتألم.

الغازات: وهي سبب شائع للبكاء عند الأطفال، خاصة الرضع، ويمكن التعرف عليها من خلال بعض العلامات مثل: البطن المنتفخ أو الصلب، أو الضغط على البطن أو الساقين، أو الفراغات الصوتية أو الرائحة.

الحاجة إلى التغيير: وهي سبب آخر للبكاء عند الأطفال، خاصة إذا كانوا يشعرون بالملل أو الروتين أو الانزعاج من شيء ما في بيئتهم، ويمكن التعرف عليها من خلال بعض العلامات مثل: الاضطراب أو الاستياء عند البقاء في مكان واحد أو وضعية واحدة، أو الاهتمام بأي شيء جديد أو مختلف، أو الرغبة في اللعب أو التنزه أو التواصل مع الآخرين.

الحاجة إلى الانتباه: وهي سبب آخر، خاصة إذا كانوا يشعرون بالوحدة أو الإهمال أو الغيرة من الأشقاء أو الأصدقاء، ويمكن التعرف عليها من خلال بعض العلامات مثل: البكاء عند مغادرة الأم أو الأب أو الجليسة، أو البكاء عند رؤية شخص آخر يحصل على الاهتمام أو الحنان، أو البكاء عند عدم الحصول على ما يريد.

كيف يمكن التعامل مع الطفل العصبي كثير البكاء؟

بعد أن عرفنا الأسباب التي تجعل الطفل يبكي بشكل مفرط أو مستمر، يجب أن نتعلم كيف نتعامل معه بطريقة هادئة وحكيمة وفعالة. وهناك بعض النصائح والحلول العملية التي يمكن اتباعها، منها:

تحديد سبب البكاء: وهو الخطوة الأولى والأهم في التعامل مع الطفل العصبي كثير البكاء، وذلك بمحاولة معرفة ما الذي يزعجه أو يؤلمه أو يحتاجه من خلال ملاحظة علاماته وسلوكه وردود فعله، والتحدث معه بلغة بسيطة وواضحة، والاستماع إليه بصبر.

تلبية حاجاته: وهي الخطوة الثانية والضرورية في التعامل مع الطفل، وذلك بتوفير ما يحتاجه من طعام أو شراب أو نوم أو تغيير أو ترفيه أو انتباه، وذلك بحسب سبب البكاء، وبشكل سريع ومناسب، وبدون إفراط أو تقصير.

تهدئة مشاعره: وهي الخطوة الثالثة والمهمة في التعامل مع الطفل العصبي كثير البكاء، وذلك بمحاولة تهدئة مشاعره السلبية مثل الغضب أو الخوف أو الحزن أو القلق، وذلك بحمله ومداعبته ومسح دموعه وتقبيله ومنحه الأمان والحنان، والتحدث معه بصوت هادئ ولطيف، وسماعه للأصوات الطبيعية، وتقديم له الألعاب أو الدمى أو الأغراض التي يحبها أو يطمئن إليها.

تفهم وجهة نظره: وهي الخطوة الرابعة والمفيدة، وذلك بمحاولة فهم وجهة نظره ودوافعه وأسبابه، وعدم الاستهانة بمشاعره أو تجاهلها أو تقليلها، وعدم المقارنة بينه وبين الأطفال الآخرين أو الانتقاد أو السخرية منه، وعدم الاستسلام للغضب أو الصراخ أو الضرب، أو العكس عدم الإفراط في التدليل أو التنازل، فلا استجابة لطلبه ان كان هذا الطلب غير مبرر.

تقديم الحلول والبدائل: وهي الخطوة الخامسة والنهائية في التعامل مع الطفل العصبي كثير البكاء، اذا تجاوز الطفل مرحلة الرضاع فقم بمحاولة تقديم الحلول والبدائل العملية والإيجابية لمشكلته أو طلبه، وذلك بالتفاوض معه والاتفاق معه على شروط واضحة ومقبولة، وتحديد الحدود والعواقب، وتقديم الحوافز والمكافآت له عند الالتزام.

الخاتمة: في هذه المقالة، تعلمتي خمس خطوات عملية وفعالة للتعامل مع الطفل العصبي كثير البكاء، وهي: تحديد سبب البكاء، وتلبية حاجاته، وتهدئة مشاعره، وتفهم وجهة نظره، وتقديم الحلول والبدائل. كما تعلمت بعض الأسباب المحتملة التي تجعل الطفل يبكي بشكل مفرط أو مستمر، وبعض العلامات التي تساعدك على التعرف عليها. نأمل أن تكون هذه المقالة مفيدة لك، وأن تساهم في تحسين علاقتك مع طفلك وتعزيز سعادته ورضاه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.