حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة وأثرها على النمو المعرفي

 أهمية القراءة في الطفولة المبكرة 

القراءة هي أحد الأنشطة الأساسية التي تلعب دوراً كبيراً في تطور الأطفال منذ الصغر. تساهم القراءة في بناء الأساس المعرفي وتنمية المهارات اللغوية والفكرية للطفل. الطفولة المبكرة هي المرحلة العمرية التي تمتد من الولادة حتى سن الثامنة. في هذه المرحلة، يكون الأطفال في أشد الحاجة إلى الرعاية والتحفيز الذهني. الأساس العلمي لأهمية القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة، الأبحاث العلمية التي تشير إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للقراءة في سن مبكرة يتمتعون بمهارات لغوية أفضل وقدرة على التفكير النقدي بشكل أكثر فعالية.

كيف تؤثر القراءة على النمو المعرفي للطفل؟ 

تُعدّ القراءة من أهم المهارات الأساسية التي يحتاج إلى اكتسابها الأطفال في مراحل حياتهم المبكرة، نظراً لما لها من أثر كبير على نموهم المعرفي والعقلي واللغوي. وتلعب القراءة دوراً مهماً في تطوير الدماغ وتعزيز القدرات العقلية للأطفال. وتبرز أهمية تشجيع القراءة لدى الأطفال منذ الصغر في النقاط التالية:
  •  تحسين مهارات اللغة والمفردات، من خلال القراءة، يتعرض الأطفال لمفردات جديدة وتراكيب لغوية معقدة، مما يساعد على تحسين مهاراتهم اللغوية. و يزيد من مخزونهم اللغوي وتعريفهم بالمفردات والتراكيب النحوية الجديدة. كما تساعدهم على النطق السليم والطلاقة في التعبير.
  •  تعزيز مهارات التفكير النقدي، القصص والكتب تحتوي على الكثير من المواقف التي تتطلب التفكير والتحليل، مما يساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم في التفكير النقدي.
  •  تحسين التركيز والانتباه، القراءة تتطلب تركيزاً وانتباهاً، إذ تتطلب القراءة تركيزاً ذهنياً مكثفاً لفترات طويلة نسبياً. وبالتالي تساعد في تحسين هذه المهارات لدى الأطفال في سن مبكرة.
  •  تطوير قدرات الطفل الإدراكية المعرفية، إذ تتيح له القراءة فرصة التعرّف على المفاهيم والأفكار المجردة التي يصعب شرحها بطرق أخرى.
  • إثراء خيال الطفل وتنمية مهاراته الإبداعية، فالقصص تنقله إلى عوالم خيالية جديدة، وتحفز قدرته على الابتكار والإبداع.
  • تعزيز ثروة الطفل المعرفية والثقافية، إذ تفتح له القراءة آفاقاً واسعة من المعلومات في مختلف المجالات.
  • بناء شخصية الطفل، وتكوين اتجاهات إيجابية لديه نحو المطالعة والاستزادة من العلم والمعرفة.
  • تنمية الجانب الانفعالي والوجداني عند الطفل، من خلال تعاطفه مع الشخصيات والأحداث التي تصورها القصص.
  • إكساب الطفل قيماً ومبادئ أخلاقية واجتماعية سليمة من خلال الدروس المستفادة من القصص.
  • تشجيع الطفل على قضاء وقت الفراغ في نشاط مفيد بعيداً عن وسائل التسلية السلبية.
  • الاستعداد لمرحلة الدراسة النظامية، إذ تيسر القراءة على الطفل عملية التعلم في المدرسة.

 فوائد القراءة في تعزيز العلاقة بين الوالدين والطفل 

القراءة معاً تبني جسور التواصل وتعزز العلاقة بين الوالدين وأطفالهم.
بناء الثقة، الوقت الذي يقضيه الوالدان في القراءة مع أطفالهم يساهم في بناء الثقة بينهم. الطفل يشعر بالأمان والحب، وهذا يعزز من ثقته بنفسه وبالآخرين.
تعزيز الروابط العاطفية، القراءة تساعد على تعزيز الروابط العاطفية بين الأطفال ووالديهم. اللحظات التي يقضونها معاً تخلق ذكريات إيجابية وتعزز من الشعور بالانتماء والحب.

 طرق يمكن للآباء والمربين اتباعها لتنمية حب القراءة لدى الأطفال

– توفير مكتبة مناسبة للطفل غنية بالكتب المصورة وقصص الأطفال الشيقة.
– تخصيص وقت يومي لقراءة القصص للأطفال قبل النوم، وتشجيعه على إعادة سردها.
– مكافأة الطفل عند إتمامه قراءة كتاب بهدية أو نزهة أو غير ذلك.
– تمثيل بعض مشاهد وشخصيات القصة أمام الطفل.
– ربط القراءة بنشاطات محببة لدى الطفل كالرسم واللعب.
– عقد مسابقات دورية في القراءة على مستوى الأسرة أو الحضانة أو الحي.
– القدوة الحسنة بالقراءة أمام الطفل باستمرار لإكسابه العادة.
– اصطحاب الطفل للمكتبات ومعارض الكتاب لتعريفه بثروتها، وإشراكه في اختيار الكتب من المكتبة أو المتجر.

– اختيار الكتب التي تناسب عمر الطفل واهتماماته يساعد في جذب انتباهه وتحفيزه على القراءة.
-خلق بيئة محفزة للقراءة توفير بيئة هادئة ومريحة تشجع الطفل على القراءة، مع توفير مجموعة متنوعة من الكتب التي يمكنه اختيارها.
 التحدي الشائع للوالدين:- بعض الأطفال قد يجدون القراءة مملة أو صعبة، وقد يفضلون الأنشطة الأخرى مثل اللعب أو مشاهدة التلفزيون.
 يمكن للآباء استخدام استراتيجيات مثل قراءة القصص بطريقة درامية، أو اختيار كتب تحتوي على صور ورسومات جذابة لجذب انتباه الطفل.

 ختام : في المحصلة، تُسهم تنمية ثقافة القراءة في سن مبكرة في بناء جيل واعٍ مثقف قادر على التفكير الناقد والإبداعي، وهو ما ينعكس إيجاباً على تقدم المجتمع بأسره. وتكمن أهمية استمرارية القراءة في مراحل النمو اللاحقة، إن بذل الجهود منذ الصغر لبث حب القراءة في نفس الطفل سيجني ثماره في مستقبله، فالقارئ الصغير هو قارئ كبير في الغد ، والأمة القارئة هي أمة متحضرة واعية ومزدهرة. لذا وجب على الآباء والمربين بذل كل الجهود لحثّ الأطفال على حب القراءة والاطلاع. فمن المهم أن يستمر الأطفال في القراءة حتى بعد مرحلة الطفولة المبكرة، حيث أن فوائد القراءة تمتد لتشمل جميع مراحل النمو.

 الأسئلة الشائعة

1.كيف يمكنني تحفيز طفلي على القراءة؟ يمكن تحفيز الطفل على القراءة من خلال اختيار كتب تناسب اهتماماته وعمره، وكذلك تشجيعه ومشاركته في القراءة.

2.هل هناك سن معين يجب أن يبدأ فيه الطفل بالقراءة؟ لا يوجد سن معين لبدء القراءة، ولكن كلما بدأ الطفل مبكراً، كان ذلك أفضل لتطوير مهاراته اللغوية والمعرفية.

3.ما هي أنواع الكتب التي يجب أن أقدمها لطفلي؟ يجب تقديم كتب تحتوي على قصص مشوقة، صور جذابة، ونصوص بسيطة تناسب مستوى فهم الطفل.

4.هل القراءة الإلكترونية لها نفس فوائد القراءة من الكتب الورقية؟ القراءة الإلكترونية يمكن أن تكون مفيدة، ولكن يفضل أن تتم بالتوازي مع القراءة من الكتب الورقية لتعزيز تجربة القراءة.

5.كيف يمكنني قياس تقدم طفلي في القراءة؟ يمكن قياس تقدم الطفل من خلال ملاحظة اهتمامه بالقراءة، زيادة فهمه للنصوص، وقدرته على سرد القصص بعد قراءتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.