حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

المراهقة واختيار الأصدقاء المناسبين

 الصداقة في فترة المراهقة

تعد المراهقة من أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان فهي مرحلة مهمة وحساسة ، حيث يمر خلالها المراهق بالعديد من التغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية، مما يتطلب منه التكيف مع هذه التغيرات وتطوير ذاته. في هذه المرحلة، يحتاج المراهق إلى دعم وتوجيه من أسرته ومجتمعه، وخاصة من أصدقائه. فالأصدقاء هم من يشاركون المراهق همومه وأفراحه، ويؤثرون على شخصيته وقراراته. لذلك، يجب على المراهق اختيار أصدقائه بحكمة وعناية، فليس كل من يدعي الصداقة يستحقها.

أهمية الأصدقاء في مرحلة المراهقة

 في حياة المراهق للأصدقاء دورًا مهمًا، حيث أنهم يقدمون له الدعم والحب والمساندة، ويساعدونه على التأقلم مع التغييرات التي تحدث له، كما أنهم يساهمون في تطوير شخصيته ومهاراته الاجتماعية. فالصداقة تعتبر من أهم العلاقات الاجتماعية للمراهق، لما توفره له من دعم وقبول، وتساعده على التغلب على الشعور بالوحدة والعزلة. فالمراهق يمر بالعديد من التحديات والضغوطات في هذه المرحلة، لذلك فإن وجود أصدقاء يدعمونه ويقدمون له الحب والمساندة أمر ضروري لنموه وتطوره.

تأثير الأصدقاء على الهوية والشخصية

الأصدقاء هم من يشاركوننا الفرح والحزن، ويؤثرون على حياتنا بطرق عديدة. فهل تساءلت يوما كيف يؤثر الأصدقاء على هويتك وشخصيتك؟ يلعب الأصدقاء دورًا مهمًا في تشكيل الهوية والشخصية للمراهق، حيث يساعدونه على اكتشاف نفسه وتطوير أفكاره وآرائه. فالمراهق يميل إلى التقليد والاقتداء بأصدقائه، لذلك فإن اختيار الأصدقاء الذين لديهم شخصيات إيجابية وقيم أخلاقية سليمة سيساعد المراهق على بناء شخصية قوية وصحية.

كيف يمكن للمراهق اختيار الأصدقاء المناسبين؟ هنا بعض النصائح التي قد تساعده: –

  •  اختر الأصدقاء الذين يحترمونك ويقدرونك كما أنت، ولا يحاولون تغييرك أو الضغط عليك لفعل ما لا ترغب فيه.
  •   اختر الأصدقاء الذين يشجعونك على التفوق في دراستك وهواياتك، ويساندونك في أوقات الشدة والضعف. 
  • اختر الأصدقاء الذين يشاركونك قيمك ومبادئك، ولا يتعارضون مع معتقداتك وثقافتك. 
  • اختر الأصدقاء الذين يثرون حياتك بالمعرفة والخبرة، ويفتحون لك آفاقا جديدة للتعلم والابتكار. 
  •  اختر الأصدقاء الذين يملؤون حياتك بالبهجة والسعادة، ويضحكون معك ويمزحون معك بود وحب.

معايير اختيار الأصدقاء المناسبين

بالإضافة إلى المعايير المذكورة سابقًا، هناك بعض المعايير الأخرى التي يجب على المراهق مراعاتها عند

اختيار الأصدقاء المناسبين، ومنها:
  • المشاركة في الأنشطة والاهتمامات المشتركة: من المهم أن يجد المراهق أصدقاء يشاركهم اهتماماته والأنشطة التي يحبها، حتى يتمكنوا من قضاء وقت ممتع معًا.
  • القدرة على التواصل والتفاهم: يجب أن يكون الأصدقاء قادرين على التواصل مع بعضهم البعض وفهم بعضهم البعض، حتى يتمكنوا من بناء علاقة قوية وصحية.
  • الاستعداد لمساعدة بعضهم البعض: يجب أن يكون الأصدقاء مستعدين لمساعدة بعضهم البعض في الأوقات الصعبة، حتى يكونوا مصدرًا للدعم والسند.

دور الوالدين في اختيار الأصدقاء المناسبين

يلعب الآباء والأمهات دورًا مهمًا في مساعدة المراهق على اختيار الأصدقاء المناسبين، وذلك من خلال:

  • التقرب من المراهق وبناء علاقة قوية معه، حتى يتمكنوا من التعرف على أصدقائه بشكل أفضل.
  • التحدث مع المراهق عن أهمية اختيار الأصدقاء المناسبين، وتقديم النصائح له في هذا الشأن.
  • مراقبة أصدقاء المراهق، والتحدث معه عنهم إذا لاحظوا أي سلوكيات خاطئة.

نصائح للمراهقين في اختيار الأصدقاء المناسبين

فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد المراهقين في اختيار الأصدقاء المناسبين:

ثق بحدسك، إذا شعرت أن صديقك يؤثر عليك بشكل سلبي، فحاول الابتعاد عنه. لا تحاول أن تكون شخصًا آخر من أجل إرضاء أصدقائك. ابحث عن أصدقاء لديهم نفس القيم والأخلاق التي تؤمن بها.

التأثير السلبي للأصدقاء غير المناسبين

الأصدقاء غير المناسبين هم أولئك الذين لا يحترمون رأيك أو شخصيتك أو قيمك، أو الذين يضغطون عليك للقيام بأشياء لا ترغب فيها أو تعارض مبادئك، أو الذين يستغلونك أو يخدعونك أو يسيئون إليك. هؤلاء الأصدقاء قد يسببون لك الضرر بطرق عديدة، منها: –
 تقليل ثقتك بنفسك وإحساسك بالقيمة: إذا كان الأصدقاء يستهزئون بك أو ينتقدونك باستمرار أو يجعلونك تشعر بالذنب أو الخجل، فقد تفقد احترامك لذاتك وتشعر بالعجز أو الاكتئاب. 
 تشويه صورتك عن نفسك وعن الآخرين: إذا كان الأصدقاء يروجون لمعايير جمالية غير واقعية أو يمجدون سلوكيات خطيرة أو غير أخلاقية، فقد تتأثر بهم وتحاول تقليدهم، مما يؤدي إلى اضطرابات في الأكل أو التدخين أو تعاطي المخدرات أو المشاركة في علاقات جنسية غير آمنة، وهو ما يسمى بالانحراف السلوكي. 
 تضييع وقتك وجهدك وفرصك:  الأصدقاء غير المناسبين يؤثرون على التحصيل الدراسي للمراهق، حيث قد يدفعونه إلى الغياب عن المدرسة أو عدم الاهتمام بالدراسة.
 إذا كان الأصدقاء يشغلونك عن دراستك أو هواياتك أو أهدافك، أو يجبرونك على التورط في مشاكل أو نزاعات لا دخل لك بها، فقد تفشل في تحقيق إمكاناتك وتضيع فرص التعلم والتطور. 
 تعريض صحتك وسلامتك للخطر: إذا كان الأصدقاء يدفعونك للمخاطرة بحياتك أو صحتك من خلال قيادة السيارات بسرعة عالية أو التسلق على الأسطح أو التجول في الأماكن الخطيرة، فقد تصاب بإصابات جسدية أو نفسية خطيرة.
مشاكل نفسية: قد يعاني المراهق من مشاكل نفسية إذا كان لديه أصدقاء غير مناسبين، مثل الاكتئاب والقلق.

خاتمة: إن اختيار الأصدقاء المناسبين هو من أهم قرارات المراهق، فهو يؤثر على مستقبله وسعادته. حيث أن هؤلاء الأصدقاء سيكونون لهم تأثير كبير على حياته ومستقبله. لذلك، يجب على المراهق أن يكون حذرًا في اختيار أصدقائه، وأن يختار الأصدقاء الذين يتمتعون بالصفات والقيم التي يؤمن بها فالصديق الحق هو من يرى فيك الخير، ويريد لك الخير، ويفعل لك الخير. كما يجب على الآباء والأمهات أن يساعدوا المراهقين في اختيار الأصدقاء المناسبين، وذلك من خلال النصح والتوجيه والمراقبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.