- Advertisement -
- Advertisement -
النشا وأهميته الغذائية
هل تعاني من الإسهال وتبحث عن علاج طبيعي وفعال؟ وهل سمعت عن استخدام النشا لعلاج هذه المشكلة الصحية المزعجة؟
في هذا المقال سنستكشف معًا الفوائد الصحية للنشا في علاج الإسهال، بالإضافة إلى طرق استخدامه الصحيحة والعلمية التي تدعم فعاليته.
الإسهال من المشكلات الصحية الشائعة التي قد تصيب الإنسان في أي مرحلة عمرية، وعلى الرغم من توفر العديد من الأدوية الكيميائية لعلاجه، إلا أن كثيرين يفضلون اللجوء إلى العلاجات الطبيعية والمنزلية، ومن بينها النشا الذي أثبت فعالية كبيرة في هذا المجال.
ما هو النشا وأنواعه المختلفة
النشا هو نوع من الكربوهيدرات المعقدة التي تتواجد بشكل طبيعي في العديد من النباتات. ويتم استخراج النشا من مصادر متنوعة مثل الذرة، البطاطس، القمح، الأرز، والتابيوكا. ويعتبر النشا مخزنًا للطاقة في النباتات، ويستخدم على نطاق واسع في الصناعات الغذائية كمكثف ومثبت للأطعمة. وتختلف أنواع النشا باختلاف مصدرها النباتي، ولكل نوع خصائصه الفريدة وفوائده الصحية المختلفة.
من أشهر أنواع النشا:
- نشا الذرة الأكثر شيوعًا واستخدامًا في العالم.
- نشا البطاطس يتميز بقدرته العالية على امتصاص السوائل.
- نشا القمح غني بالألياف ويستخدم غالبًا في المخبوزات.
- نشا الأرز لطيف على المعدة ويستخدم كثيرًا في الأطعمة اليابانية والآسيوية.
- نشا التابيوكا مستخرج من جذور نبات الكاسافا ويتميز بسهولة الهضم.
القيمة الغذائية للنشا
النشا يعتبر مصدرًا غنيًا بالطاقة، حيث يحتوي على حوالي 4 سعرات حرارية لكل جرام. ويتكون النشا من سلاسل طويلة من جزيئات الجلوكوز المترابطة معًا، مما يجعله مصدرًا بطيء التحلل للسكريات في الجسم. وعلى الرغم من أن النشا لا يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن، إلا أن قيمته الغذائية تكمن في:
- توفير طاقة مستدامة للجسم.
- احتوائه على ألياف غذائية (خاصة النشا المقاوم).
- قدرته على تحسين وظائف الجهاز الهضمي.
- مساعدته في تنظيم مستويات السكر في الدم.
النشا المقاوم، وهو نوع خاص من النشا لا يتم هضمه بالكامل في الأمعاء الدقيقة، يعمل كبريبايوتك (طعام للبكتيريا النافعة)، مما يعزز صحة الأمعاء ويحسن من التوازن البكتيري فيها.
كيف يساعد النشا في علاج الإسهال
الآلية العلمية لعمل النشا في الجهاز الهضمي
يعمل النشا على علاج الإسهال من خلال عدة آليات علمية مثبتة، والتي تجعله خيارًا فعالًا وآمنًا لمواجهة هذه المشكلة الصحية.
تتمثل هذه الآليات في:
1- عند وصول النشا إلى الأمعاء، يتفاعل مع السوائل فيها لتكوين مادة هلامية، تسهم في إبطاء حركة الأمعاء، وهذا يساعد في خفض عدد مرات التبرز.
2- تعزيز نمو البكتيريا النافعة، يعمل النشا وخاصة النشا المقاوم كغذاء للبكتيريا النافعة في الأمعاء(البروبيوتيك)، مما يساعد في استعادة التوازن البكتيري الذي غالبًا ما يختل أثناء الإصابة بالإسهال.
3- تثبيط نمو البكتيريا الضارة، أظهرت بعض الدراسات أن النشا قد يكون له تأثير مثبط على نمو بعض أنواع البكتيريا المسببة للإسهال.
4- تعديل درجة الحموضة، يساهم النشا في تعديل درجة حموضة الأمعاء، مما يخلق بيئة أقل ملاءمة لنمو البكتيريا المسببة للإسهال.
دور النشا في امتصاص السوائل الزائدة
من أهم خصائص النشا التي تجعله علاجًا فعالًا للإسهال قدرته الهائلة على امتصاص السوائل الزائدة في الأمعاء. ويعمل النشا كإسفنجة طبيعية داخل الجهاز الهضمي، حيث:
- يمتص النشا كميات كبيرة من الماء تصل إلى عدة أضعاف وزنه.
- يساعد في تكثيف البراز وتماسكه.
- يقلل من فقدان السوائل والإلكتروليتات من الجسم.
- يساعد في تخفيف الضغط على جدار الأمعاء.
هذه الخاصية الامتصاصية تجعل النشا مفيدًا بشكل خاص في حالات الإسهال المائي، حيث يساعد في تحويل البراز السائل إلى براز أكثر تماسكًا، مما يقلل من عدد مرات التبرز ويخفف من أعراض الإسهال.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة النشا على امتصاص السوائل تساعد في تقليل تهيج الأمعاء، مما يساهم في تخفيف الألم والتشنجات المصاحبة للإسهال.
أنواع النشا الأكثر فعالية في علاج الإسهال
نشا الذرة وفوائده العلاجية
يعتبر نشا الذرة من أكثر أنواع النشا شيوعًا واستخدامًا في علاج الإسهال، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب:
1- قوة امتصاصية عالية: يمتاز نشا الذرة بقدرته العالية على امتصاص السوائل، مما يجعله فعالًا في تكثيف البراز وتقليل سيولته.
2- سهولة الحصول عليه: يتوفر نشا الذرة في معظم المتاجر والصيدليات، وبأسعار معقولة، مما يجعله متاحًا للجميع.
3- سهولة الاستخدام: يمكن تحضير محلول نشا الذرة بسهولة في المنزل، عن طريق إذابته في الماء البارد ثم إضافة الماء الساخن.
4- نسبة عالية من النشا المقاوم: يحتوي نشا الذرة على نسبة جيدة من النشا المقاوم، الذي يعمل كغذاء للبكتيريا النافعة في الأمعاء.
5- تأثير معتدل على المعدة: يتميز نشا الذرة بأنه لطيف على المعدة، ولا يسبب تهيجًا إضافيًا للجهاز الهضمي.
العديد من الدراسات أكدت فعالية نشا الذرة في علاج الإسهال، خاصة عند الأطفال، حيث وجدت أنه يساعد في تقليل مدة الإسهال وشدته.
نشا البطاطس وتأثيره على الجهاز الهضمي
نشا البطاطس هو خيار آخر فعال لعلاج الإسهال، ويتميز بخصائص فريدة تجعله مناسبًا لهذا الغرض:
القدرة الامتصاصية الفائقة: يتفوق نشا البطاطس على معظم أنواع النشا الأخرى في قدرته على امتصاص السوائل، حيث يمكنه امتصاص كمية تعادل 100 ضعف وزنه من الماء.
تأثير مهدئ للأمعاء: يعمل نشا البطاطس كمهدئ طبيعي لجدار الأمعاء، مما يساعد في تخفيف التهيج والالتهاب المصاحب للإسهال.
غني بالنشا المقاوم: يحتوي نشا البطاطس على نسبة عالية من النشا المقاوم، مما يعزز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء.
خالٍ من الغلوتين: يعتبر نشا البطاطس خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين.
الفرق بين نشا البطاطس والأنواع الأخرى
يختلف نشا البطاطس عن الأنواع الأخرى من النشا في عدة جوانب:
- حجم الحبيبات، حبيبات نشا البطاطس أكبر حجمًا من معظم أنواع النشا الأخرى، مما يؤثر على قوامه وطريقة عمله في الجهاز الهضمي.
- درجة اللزوجة، عند تسخينه يشكل نشا البطاطس هلامًا أكثر لزوجة مقارنة بنشا الذرة، مما يجعله أكثر فعالية في تكثيف البراز.
- درجة الشفافية، يعطي نشا البطاطس محلولًا أكثر شفافية مقارنة بأنواع النشا الأخرى، مما قد يجعله أكثر قبولًا عند الاستخدام.
- درجة حرارة التهلم، يبدأ نشا البطاطس في تكوين الهلام عند درجة حرارة أقل من نشا الذرة، مما يجعل تحضيره أسهل.
- المحتوى المعدني، يحتوي نشا البطاطس على نسبة أعلى من الفوسفور، وهو معدن مهم لصحة الأمعاء.
عند اختيار نوع النشا لعلاج الإسهال، يمكن الاعتماد على التفضيل الشخصي ومدى توفر النوع المحدد، حيث أن كلا من نشا الذرة ونشا البطاطس فعال في تخفيف أعراض الإسهال.
طرق استخدام النشا لعلاج الإسهال
وصفات منزلية باستخدام النشا
هناك العديد من الطرق والوصفات المنزلية التي يمكن من خلالها استخدام النشا لعلاج الإسهال. وإليك بعض الوصفات الفعالة والسهلة التحضير.
محلول النشا البسيط:
المكونات:
- ملعقتان كبيرتان من نشاء الذرة أو البطاطا.
- كوب من الماء البارد.
- كوب من الماء المغلي.
- رشة ملح (اختياري).
طريقة التحضير:
اخلط النشا جيدًا مع الماء البارد حتى يذوب تمامًا وأضف الماء المغلي تدريجيًا مع التحريك المستمر ودع المزيج يبرد قليلاً قبل تناوله.
يمكن إضافة رشة من الملح لتعويض الإلكتروليتات المفقودة.
حساء النشا والجزر:
المكونات:
- ملعقتان كبيرتان من النشا.
- جزرة مسلوقة ومهروسة.
- كوب ونصف من الماء.
- رشة ملح.
طريقة التحضير:
اهرس الجزر المسلوق جيدًا وامزج النشا مع كمية صغيرة من الماء البارد وأضف باقي الماء والجزر المهروس وسخن المزيج على نار هادئة مع التحريك حتى يتماسك قليلًا وأضف رشة ملح واتركه يبرد قبل تناوله.
مشروب النشا والتفاح:
المكونات:
- ملعقة كبيرة من النشا.
- نصف كوب من عصير التفاح (خالي من السكر).
- نصف كوب من الماء.
طريقة التحضير:
اخلط النشا مع الماء البارد وأضف عصير التفاح واخلط جيدًا وسخن المزيج قليلًا إذا رغبت في ذلك.
النشا مع الزبادي:
المكونات:
- ملعقة كبيرة من النشا.
- كوب من الزبادي الطبيعي (خالي من السكر).
طريقة التحضير:
اخلط النشا مع الزبادي جيدًا ويفضل تناوله بارداً.
الجرعات المناسبة للبالغين والأطفال
تختلف الجرعة المناسبة من النشا لعلاج الإسهال باختلاف العمر والوزن وشدة الحالة. وإليك إرشادات عامة للجرعات:
للبالغين:
- 1-2 ملعقة كبيرة من النشا مذابة في كوب ماء، 3-4 مرات يوميًا.
- يمكن زيادة الكمية إلى 3 ملاعق كبيرة في الحالات الشديدة.
- لا ينصح بتجاوز 8 ملاعق كبيرة من النشا يوميًا.
للأطفال (3-12 سنة):
- نصف إلى ملعقة كبيرة من النشا مذابة في نصف كوب ماء، 2-3 مرات يوميًا.
- تعديل الكمية حسب عمر الطفل ووزنه.
- استشارة الطبيب قبل إعطاء النشا للأطفال دون سن الثالثة.
- للرضع (أقل من سنة):
- لا ينصح بإعطاء النشا للرضع إلا بعد استشارة الطبيب.
- قد يوصي الطبيب بكميات صغيرة جدًا (ربع ملعقة صغيرة) مذابة في ماء أو حليب الأم.
- من المهم البدء بكميات صغيرة والزيادة تدريجيًا حسب الاستجابة، مع شرب كميات كافية من الماء أو السوائل الأخرى لتجنب الجفاف.
احتياطات لاستخدام النشا للفئات الخاصة
على الرغم من أن النشا يعتبر آمنًا بشكل عام، إلا أن هناك بعض الفئات التي يجب أن تتوخى الحذر عند استخدامه:
مرضى السكري:
يجب على مرضى السكري مراقبة مستويات السكر في الدم عند استخدام النشا ويفضل استخدام كميات أقل من النشا وتوزيعها على فترات متباعدة واستشارة الطبيب قبل البدء في استخدام النشا.
الحوامل والمرضعات:
يعتبر النشا آمنًا بشكل عام للحوامل والمرضعات، لكن يفضل استشارة الطبيب والبدء بكميات صغيرة ومراقبة أي تأثيرات جانبية.
الأفراد المصابون بالحساسية:
تجنب استخدام نشا القمح للأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين واختبار حساسية النشا قبل الاستخدام للأشخاص الذين لديهم تاريخ من الحساسية.
الأفراد الذين لديهم صعوبات في الكلى:
يجب على الأشخاص الذين يعانون من قصور كلوي استشارة الطبيب قبل استخدام النشا وقد يحتاجون إلى تعديل الجرعات حسب حالتهم.
الأطفال الرضع:
عدم إعطاء النشا للرضع دون استشارة طبيب الأطفال ومراقبة الرضيع عن كثب بعد إعطائه النشا للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات.
متى يجب استشارة الطبيب عند استخدام النشا للإسهال
إشارات يجب مراجعة الطبيب عند ظهورها
على الرغم من فعالية النشا في علاج الإسهال، إلا أنه ليس حلاً لجميع الحالات. وهناك بعض العلامات التحذيرية التي تستدعي استشارة الطبيب فورًا:
- استمرار الإسهال لأكثر من 48 ساعة رغم استخدام النشا وعلاجات الإسهال الأخرى.
- وجود دم في البراز، سواء كان ظاهرًا أو مخفيًا (براز أسود).
- ازدياد في درجة الحرارة يصل إلى 38 درجة.
- درجة الحرارة 5 مئوية فما فوق.
علامات الجفاف مثل:
- جفاف الفم والشفتين.
- قلة التبول أو تبول داكن اللون.
- تعب وإرهاق شديد.
- دوار وتشوش.
- تسارع ضربات القلب.
- ألم شديد في البطن لا يتحسن أو يزداد سوءًا.
- قيء مستمر يمنع من تناول السوائل والأطعمة.
- فقدان للوزن بشكل ملحوظ وسريع.
علامات المرض الشديد عند الأطفال مثل:
- خمول غير طبيعي.
- بكاء بدون دموع.
- الامتناع عن الأكل أو الشرب.
- انخفاض عدد الحفاضات المبللة (أقل من 6 حفاضات يوميًا).
- تجويف اليافوخ (المنطقة اللينة في رأس الطفل).
حالات لا ينصح فيها باستخدام النشا
هناك بعض الحالات التي لا ينصح فيها باستخدام النشا كعلاج للإسهال:
الإسهال الناتج عن تسمم غذائي حاد:
في هذه الحالة، يعمل الإسهال على تخليص الجسم من البكتيريا والسموم واستخدام النشا قد يبطئ هذه العملية ويطيل فترة المرض.
الإسهال المصاحب لبعض الأمراض المعدية:
أنواع معينة من البكتيريا تشمل السالمونيلا والشيغيلا والإصابات الفيروسية الحادة.
متلازمة القولون العصبي مع الإسهال المزمن:
قد يؤدي النشا إلى تفاقم أعراض الانتفاخ لدى بعض المرضى.
حساسية معروفة تجاه النشا أو مصدره:
مثل حساسية القمح أو الذرة.
الإسهال الناتج عن سوء امتصاص السكريات:
كعدم تحمل اللاكتوز أو الفركتوز.
حالات الانسداد المعوي الجزئي:
قد يؤدي استخدام النشا إلى تفاقم المشكلة.
في هذه الحالات، يجب استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب بدلاً من الاعتماد على النشا كعلاج ذاتي.
دراسات علمية حول فعالية النشا في علاج الإسهال
تزايد الاهتمام العلمي في السنوات الأخيرة بدراسة تأثير النشا وخاصة النشا المقاوم على صحة الجهاز الهضمي. وقد أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث الحديثة نتائج إيجابية حول فعالية النشا في علاج الإسهال:
- دراسة نُشرت في مجلة Journal of Pediatric Gastroenterology and Nutrition أظهرت أن إضافة النشا المقاوم إلى محاليل معالجة الجفاف الفموية قلل من مدة الإسهال عند الأطفال بنسبة تصل إلى 30.
- بحث أجري في جامعة كورنيل وجد أن النشا المقاوم يعزز نمو البكتيريا المفيدة من نوع بيفيدوباكتيريوم وهي مهمة في استعادة التوازن البكتيري للأمعاء بعد نوبات الإسهال.
- دراسة أجريت في مستشفى الأطفال في بوسطن أظهرت أن المرضى الذين تناولوا النشا المقاوم كجزء من نظامهم الغذائي شهدوا تحسناً أسرع في حالات الإسهال المرتبطة بالمضادات الحيوية مقارنة بالمجموعة الضابطة.
- بحث منشور في مجلة Gastroenterology أوضح أن نشا الذرة يعمل على تحسين وظيفة الحاجز المعوي وتقليل النفاذية المعوية، مما يساعد في تخفيف أعراض الإسهال وتسريع الشفاء.
- دراسة أجريت في تايلاند على 200 طفل مصاب بالإسهال الحاد أثبتت أن إضافة النشا المعدل (نشا الذرة الذي تم معالجته) إلى محلول معالجة الجفاف الفموي قلل بشكل كبير من مدة الإسهال وحجم البراز.
- بحث نُشر في مجلة American Journal of Clinical Nutrition أظهر أنتناول النشا المقاوم يزيد من إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة في الأمعاء، وهي مواد تساعد في تغذية خلايا الأمعاء وتعزيز صحتها ومقاومتها للالتهابات.
هذه الدراسات تقدم دليلاً علمياً على فعالية النشا في علاج الإسهال، وتفسر الآليات التي يعمل من خلالها، مما يجعله خياراً علمياً موثوقاً وليس مجرد علاج تقليدي.
ولكن هو علاج تقليدي قديم أثبتت الدراسات الحديثة فعاليته، ويمكن استخدامه بجانب العلاجات الطبية الأخرى.“
مع ذلك، يتفق معظم الخبراء على ضرورة عدم الاعتماد على النشا وحده في حالات الإسهال الشديدة أو المصحوبة بأعراض خطيرة، وأهمية استشارة الطبيب في الحالات التي لا تتحسن خلال 48 ساعة.
النشا مقارنة بالعلاجات التقليدية الأخرى للإسهال
مميزات استخدام النشا عن الأدوية الكيميائية
عند مقارنة النشا بالعلاجات الدوائية التقليدية للإسهال، نجد أن للنشا عدة مميزات تجعله خياراً مفضلاً في بعض الحالات:
الأمان وقلة الآثار الجانبية:
النشا طبيعي تماماً ولا يحتوي على مواد كيميائية.
الآثار الجانبية للنشا نادرة ومحدودة مقارنة بالأدوية.
مناسب للاستخدام المتكرر دون مخاوف من الإدمان أو التعود.
توفر وسهولة الحصول عليه:
متوفر في معظم المنازل والمتاجر بتكلفة زهيدة.
لا يحتاج إلى وصفة طبية أو زيارة طبيب.
الفعالية متعددة الآليات:
يعمل من خلال آليات متعددة (امتصاص السوائل، تعزيز البكتيريا النافعة).
لا يكبت وظيفة الأمعاء بالطريقة التي تفعلها بعض الأدوية.
ملائم للفئات الحساسة:
مناسب للأطفال والحوامل (مع استشارة الطبيب).
خيار جيد للمسنين الذين قد يعانون من آثار جانبية للأدوية.
مكمل للعلاج الطبي:
يمكن استخدامه بالتوازي مع العلاجات الطبية الأخرى.
يعزز فعالية محاليل معالجة الجفاف الفموية.
مع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن الأدوية الكيميائية قد تكون ضرورية في حالات معينة، خاصة:
- الإسهال الحاد الذي يؤدي إلى فقدان السوائل في الجسم.
- الإسهال الناتج عن عدوى بكتيرية تحتاج للمضادات الحيوية.
- الحالات المزمنة التي تحتاج إلى علاج متخصص.
علاجات طبيعية أخرى يمكن دمجها مع النشا
لتحقيق أفضل النتائج في علاج الإسهال، يمكن دمج النشا مع علاجات طبيعية أخرى ذات فعالية مثبتة:
البروبيوتيك (البكتيريا النافعة):
تعمل بشكل تكاملي مع النشا المقاوم وتسهم في إعادة التوازن البكتيري داخل الأمعاء وتوجد في الزبادي والأطعمة المخمرة أو كمكملات غذائية.
الزنجبيل:
يمتلك خصائص مضادة للالتهابات ويساهم في تهدئة المعدة والتخفيف من التشنجات ويمكن إضافته بكميات صغيرة إلى محلول النشا.
النعناع:
يقلل من تقلصات الأمعاء ويحسن الهضم ويخفف الانتفاخ، وشاي النعناع الخفيف يمكن تناوله مع محلول النشا.
تفاح مبشور أو عصير التفاح:
غني بالبكتين، وهو نوع من الألياف يساعد في تكثيف البراز ويمكن إضافة التفاح المبشور إلى النشا ويضيف طعماً مقبولاً خاصة للأطفال.
الكركم:
خصائص مضادة للالتهابات ويسهم في إصلاح بطانة الأمعاء وكمية صغيرة جداً يمكن إضافتها إلى محلول النشا للبالغين.
محلول الإماهة الفموي (ORS):
ضروري لتعويض السوائل والأملاح المفقودة ويمكن تناوله بالتناوب مع محلول النشا ومتوفر في الصيدليات أو يمكن تحضيره منزلياً.
الشاي الأسود الخفيف:
يتضمن مكونات قابضة تساعد في الحد من الإسهال. ويمكن استخدامه كسائل لتحضير محلول النشا بدلاً من الماء وعند دمج هذه العلاجات الطبيعية مع النشا، يفضل إضافتها بكميات معتدلة وتجريب واحدة فقط في المرة الواحدة لتحديد ما يناسب الجسم بشكل أفضل.
الخاتمة
بعد استعراضنا الشامل للفوائد الصحية للنشا في علاج الإسهال، يمكننا الخلوص إلى أن النشا يمثل علاجاً طبيعياً فعالاً وآمناً لتخفيف أعراض الإسهال في كثير من الحالات. ومن خلال قدرته الفائقة على امتصاص السوائل وتكوين قوام هلامي في الأمعاء، يساعد النشا في تكثيف البراز وتقليل عدد مرات التبرز، كما يعزز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء.
للحصول على أفضل النتائج عند استخدام النشا لعلاج الإسهال، نوصي بالبدء باستخدامه في المراحل المبكرة من الإسهال قبل أن تتفاقم الأعراض، واستخدام نشا الذرة أو البطاطس النقي دون إضافات. من الضروري أيضاً الالتزام بالجرعات الموصى بها وعدم الإفراط في استخدام النشا، مع مراعاة شرب كميات كافية من السوائل لمنع الجفاف، خاصةً محاليل الإماهة الفموية. يمكن أيضاً دمج النشا مع علاجات طبيعية أخرى لتعزيز الفعالية، مع أهمية استشارة الطبيب في الحالات الشديدة أو المستمرة لأكثر من 48 ساعة. ينبغي عدم الاعتماد على النشا وحده في حالات وجود أعراض تحذيرية مثل الحمى الشديدة أو وجود دم في البراز.
في الختام، يمثل النشا خياراً علاجياً بسيطاً وفعالاً يمكن أن يكون في متناول الجميع، ويساعد في تخفيف الإسهال بطريقة طبيعية وآمنة، خاصة في الحالات البسيطة والمتوسطة. مع ذلك، يبقى الوعي الصحي والمعرفة بمتى يجب طلب المساعدة الطبية أمراً ضرورياً للتعامل مع حالات الإسهال بشكل صحيح وآمن.
الأسئلة الشائعة
1- هل يمكن استخدام النشا لعلاج الإسهال عند الرضع؟
النشا ليس العلاج الأول الموصى به للرضع المصابين بالإسهال، خاصة الأطفال دون سن الستة أشهر. والرضع معرضون بشكل كبير لخطر الجفاف، لذلك يجب التركيز على تعويض السوائل والإلكتروليتات باستخدام محاليل الإماهة الفموية المخصصة للرضع. وإذا كنت ترغب في استخدام النشا لرضيعك، فمن الضروري استشارة طبيب الأطفال أولاً للحصول على الجرعة المناسبة والطريقة الصحيحة للاستخدام.
2- كم من الوقت يستغرق النشا ليظهر مفعوله في علاج الإسهال؟
عادة ما يبدأ النشا في إظهار تأثيره خلال 6-12 ساعة من بدء الاستعمال. وقد يلاحظ بعض الأشخاص تحسناً في قوام البراز بعد الجرعة الأولى أو الثانية، بينما قد يحتاج آخرون إلى 24 ساعة لملاحظة التحسن. وإذا لم تظهر أي علامات تحسن بعد 48 ساعة من استخدام النشا، فمن المستحسن استشارة الطبيب حيث قد يكون الإسهال ناتجاً عن سبب يحتاج إلى علاج طبي مختلف.
