حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

حق الطفل في اللعب | أساس للنمو السليم والتطور الشامل

اللعب للأطفال

اللعب ليس مجرد نشاط ترفيهي للأطفال فحسب، بل حق اللعب للأطفال أساسي أقرت به البشرية منذ قديم الأذل، لما له من اسهامات  في تطور الأطفال الجسدي، العقلي، والاجتماعي. يُعد اللعب جزءًا لا يتجزأ من حياة الطفل، فهو يُعلمهم كيفية التفاعل مع العالم المحيط بهم ويُنمي مهاراتهم الحياتية. في هذا المقال، سنستكشف أهمية اللعب في حياة الأطفال وكيف يُمكن للمجتمعات دعم هذا الحق الضروري.

أهمية اللعب

 اللعب يُعزز النمو العقلي والجسدي للطفل، ويُساعد في تطوير القدرات الإدراكية والمهارات الحركية. كما يُعلم الأطفال كيفية حل المشكلات، ويُنمي الخيال والإبداع.
اللعب والتطور الاجتماعي: من خلال اللعب، يتعلم الأطفال العمل ضمن فريق، ويُطورون مهارات التواصل والتفاهم مع الآخرين. اللعب يُساعد أيضًا في تعلم القواعد الاجتماعية واحترام الآخرين.
اللعب والصحة النفسية: اللعب يُقدم للأطفال وسيلة للتعبير عن مشاعرهم والتخلص من التوتر. يُساعد في بناء الثقة بالنفس ويُقوي الشعور بالانتماء.
حقوق الطفل في اللعب: يُعتبر اللعب حقًا من حقوق الطفل التي يجب أن تُحترم وتُصان وهومن الحقوق المشروعة للطفل في الدين الإسلامي. يجب على الأهل والمجتمعات توفير الفرص والمساحات الآمنة للأطفال للعب والاستكشاف سواء في المنزل أو خارج المنزل.
التحديات والحلول: يواجه الأطفال في العديد من المجتمعات تحديات تحول دون ممارسة حقهم في اللعب، مثل الفقر، النزاعات والحروب، أو نقص المرافق.
حق الطفل في اللعب
 اللعب أساس للنمو السليم والتطور الشامل

تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة واللعب

يمكن للوالدين تشجيع أطفالهم على ممارسة الرياضة واللعب باتباع عدة استراتيجيات:

القدوة الحسنة، ممارسة الرياضة بأنفسهم، فالأطفال يميلون لتقليد سلوكيات والديهم.

الأنشطة العائلية، تخصيص أوقات للأنشطة الرياضية العائلية مثل ركوب الدراجات أو السباحة.

التنويع في الأنشطة، تقديم مجموعة متنوعة من الألعاب والرياضات للطفل لاكتشاف ما يستمتع به أكثر.
التشجيع والثناء، تقديم الدعم المعنوي والإشادة بجهود الطفل، مما يزيد من حماسهم.
تحديد أهداف قابلة للتحقيق، وضع أهداف صغيرة ومحفزة يمكن للطفل تحقيقها ليشعر بالإنجاز.
التركيز على المتعة، التأكيد على أن الرياضة ليست فقط عن المنافسة بل عن المتعة واللعب.
تجنب الضغط الزائد،
 الحرص على ألا يصبح اللعب مصدر ضغط بل يجب أن يظل نشاطًا ممتعًا.بهذه الطرق، يُمكن للوالدين تعزيز حب الأطفال للحركة والنشاط البدني وجعل الرياضة جزءًا من نمط حياتهم اليومي.

ما هي الألعاب التي يحبها الأطفال

ينجذب الصغار عادةً نحو الألعاب التي تُثري مخيلتهم وتُساعد في صقل مهاراتهم المتنوعة. ها هي قائمة ببعض الألعاب المحببة لدى الأطفال:

جهاز اللب باد يُشبه الجهاز اللوحي ومُصمم خصيصًا للصغار، مُزود بتطبيقات وألعاب تعليمية. الدمى تُتيح العرائس للأطفال الانغماس في أدوار العناية والمسؤولية، وكإنهم في تجربة الاعتناء بطفل حقيقي. كذلك دمى الأميرات والعرائس والدمى الناطقة. مجموعات تلوين أكواب الشاي تُقدم تجربة مُمتعة للأطفال لتزيين أكواب الشاي والاستمتاع بتقليد حفلات الشاي. الليجو والمكعبات تُشجع على الإبداع والتخطيط، وتُمكن الأطفال من إنشاء إبداعاتهم الخاصة. ألعاب الفنون والإبداع مثل الرسم والتلوين والعجين والطين. لوحة الرسم المائي تُوفر للأطفال إمكانية الرسم بالماء، مما يُسهل عملية التنظيف بعد الانتهاء. ألعاب الحركة والنشاط مثل لعبة الصيد والكرات وألعاب الجري والقفز. ألعاب التخيل والتمثيل مثل لعب دور الأم أو المعلمة أو لعب البيت أو المطعم. ألعاب الذكاء مثل ألغاز وألعاب التركيز والتفكير. الألعاب الخارجية مثل لعب الكرة واللعب في الحدائق والرحلات.

تتنوع أذواق الأطفال وميولهم للألعاب حسب أعمارهم وشخصياتهم، لكن معظمهم يحب اللعب بشكل عام لأنه وسيلة للتسلية والتعلم. من الضروري اختيار الألعاب التي تتوافق مع ميول وذوق الطفل وتُسهم في تطوره الشخصي بشكل متكامل. هذه الألعاب ليست فقط مصدرًا للتسلية، بل هي أيضًا وسيلة لتنمية القدرات الجسدية والذهنية للأطفال.

الرياضات التي ينصح بها للأطفال

يوصى بمجموعة من الأنشطة الرياضية للصغار لدعم تطورهم الجسدي والذهني، وتشمل:

الأنشطة القلبية الوعائية: كالجري، السباحة، القفز بالحبل، وقيادة الدراجات، التي تساهم في تعزيز صحة القلب والرئتين.

الرياضات المعززة للعظام: كالمشي السريع، الجري، القفز، والرقص، التي تساعد على تقوية العظام وزيادة كثافتها.
التمارين العضلية: كتسلق الجدران، الجمباز، والأنشطة الرياضية في الماء، التي تعمل على تقوية العضلات.

تساعد هذه الأنشطة الأطفال على تحسين مستوى لياقتهم البدنية، زيادة المرونة والتحمل، وتعزيز الثقة بالنفس والقدرة على الاستجابة السريعة. من الضروري اختيار النشاط الرياضي الذي يتوافق مع اهتمامات الطفل وقدراته لضمان تمتعه بالنشاط واستفادته منه.

نصائح للآباء والأمهات لتجنب حرمان الطفل من اللعب والترفيه

أولاً، من المهم السماح للطفل باللعب بحرية. دع طفلك يلعب بالطريقة التي يريدها دون تدخل إلا في حال وجود خطر محتمل. توفير بيئة آمنة للعب هو أمر أساسي، تأكد من أن بيئة لعب طفلك خالية من أي مخاطر محتملة. بالإضافة إلى ذلك، مشاركة الطفل في اللعب يمكن أن تكون تجربة ممتعة ومفيدة، انضم إلى طفلك وساعده على الاستمتاع باللعب.

يجب منح الطفل وقتًا كافيًا للعب كل يوم لتجنب الشعور بالملل أو الإحباط. تشجيع الطفل على اللعب بألعاب مختلفة، سواء كانت ألعاب الحركة أو الألعاب الفكرية أو الألعاب الاجتماعية، سيساعد في تنمية مهاراته المتنوعة. دع طفلك يلعب مع الآخرين لتعلم مهارات اجتماعية جديدة.

كونك قدوة لطفلك في اللعب يمكن أن يشجعه على ممارسة الرياضة واللعب بحب واستمتاع. كما أن توفير غرفة خاصة للطفل ليضع فيها أدواته وأغراضه، وتزيين جدرانها بلوحات جميلة للطبيعة، وإضافة كراسٍ صغيرة ومنضدة، وبعض العلب الفارغة، والرمل، والصلصال، وأدوات التلوين والطباشير، والمكعبات الخشبية، كل ذلك سيوفر له بيئة مشجعة للإبداع واللعب.

السماح للطفل بالجري أو القفز في المكان الملائم يعزز من حريته في الحركة. تجنب السخرية أو الانتقاد من سلوك الطفل أثناء اللعب، فذلك يؤثر سلبًا على ثقته بنفسه. امنحه فرصة للاختيار بين ألعابه وأنشطته، وكن مرنًا مع توقعاتك منه في اللعب.

الإيجابية والتفاؤل في التعامل مع اللعب يجعل التجربة ممتعة ومثيرة للاهتمام. تحدث إلى الطفل عن أهمية اللعب وكيف يساعده على النمو والتطور والتفكير الإيجابي. تجنب مقارنة الطفل بآخرين لأن كل طفل ينمو ويتطور بوتيرة مختلفة.

مراعاة التوسط والاعتدال في اللعب هو أمر ضروري، فهو وسيلة للتعلم وليس غاية بحد ذاتها. شجع اللعب الجماعي من حين لآخر لإبعاد الطفل عن الانطواء، وقم بمتابعة الطفل دون إشعاره بذلك لوقايته من الحوادث وتوجيهه عند الضرورة. تعليم الطفل قيمة الوقت من خلال إخباره مثلاً: “لديك خمس دقائق لتنتقل إلى لعبة كذا”، يساعده على تنظيم وقته.

وأخيرًا، حذر طفلك من الألعاب الخطرة ونبهه إلى أخطار الكهرباء، وأبعد عنه الأدوات الحادة مثل السكاكين والمقصات، وارشده إلى مخاطر الطريق، وأبعد عنه المواد السامة مثل المبيدات الحشرية والأدوية بوضعها في مكان آمن.

خاتمة: اللعب هو جوهر الطفولة وأساس لتطور الطفل السليم. يجب علينا كأسرة ومجتمع أن نُقدر أهمية اللعب للطفل ونعمل على توفير كل السبل التي تُمكن الأطفال من ممارسة هذا الحق. فباللعب، نُعد جيلًا قادرًا على التفكير والإبداع والمساهمة في بناء مستقبل أفضل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.