حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

ستة نصائح للتعامل مع ابنك المراهق الذي يطمح للحرية والعيش بمفرده

المراهق والحرية

 المراهقة هي مرحلة حرجة في حياة الإنسان، لما لها من تغيرات كبيرة. في هذه المرحلة، يبدأ الشاب في البحث عن هويته وشخصيته وقيمه وأهدافه. ويظهر لديه رغبة قوية في الحرية والاستقلال والتجربة والمغامرة. 
وهذا قد يؤدي إلى توتر العلاقة بينه وبين والديه، الذين يخافون عليه من المخاطر والمشاكل والانحرافات. في هذا المقال، سنتعرف على بعض النصائح والإرشادات التي تساعد الوالدين على التعامل مع ابنهم المراهق الذي يريد الاستقلال والعيش بمفرده.

نصائح للتعامل مع المراهق الذي يريد الاستقلال والعيش بمفرده

النصيحة الأولى: تفهم مشاعر ابنك واحترم رأيه
أحد الأسباب التي تجعل ابنك يريد الاستقلال والعيش بمفرده هو أنه يشعر بأنك لا تفهمه أو تقدره أو تحترمه. فهو يريد أن يكون له صوت وقرار في حياته وأن يعبر عن آرائه ومواقفه بحريه. لذلك، فعليك أن تستمع إلى ما يقوله بانتباه وصبر وتحاوره بأسلوب هادئ ومتفهم. ولا تحاول أن تفرض عليه رأيك أو تنتقده أو تهينه أو حتى تهدده. بل حاول أن تجد نقاط التقارب والاتفاق بينكما وأن تقدم له نصائح وإرشادات بطريقة لطيفة ومشجعة.

النصيحة الثانية: ضع حدودا واضحة ومنطقية لسلوكه
ليس كل ما يريده ابنك المراهق هو جيد أو مقبول. فقد يقع في بعض الأخطاء أو المخالفات التي تضر به أو بالآخرين. لذلك، يجب عليك أن تضع له حدودا واضحة ومنطقية لسلوكه وأن توضح له العواقب التي سيتحملها إذا تجاوزها. واشرح له مخاوفك والقواعد التي وضعتها. واشرح له أن القواعد لحمايته، وليس لمجرد تقييده. 
ولا تكن متساهلا أو متشددا أو متناقضا في تطبيق هذه الحدود. بل كن عادلا ومتسقا. وأشركه في وضع هذه الحدود والاتفاق عليها والالتزام بها. واعطه مساحة من الحرية والمرونة ضمن هذه الحدود. واعلم ان القواعد والحدود مبنية على السلامة، وليس مجرد السيطرة.
النصيحة الثالثة: دعمه في تحقيق طموحاته وأحلامه
ابنك المراهق يملك طاقة وإمكانات ومواهب كبيرة. وهو يحلم بأن يكون شخصا ناجحا ومؤثرا في المجتمع. وهو يحتاج إلى دعمك وتشجيعك وتوجيهك لتحقيق طموحاته وأحلامه. 
لذلك، يجب عليك أن تكون له صديقا ومرشدا وقدوة حسنة. وأن تساعده في اكتشاف ميوله واهتماماته وقدراته. وأن توفر له الفرص والموارد التي تساعده على تطوير مهاراته. وأن تحتفل معه بإنجازاته.
النصيحة الرابعة: تواصل معه بانتظام وبصدق

لا تدع البعد الجسدي يؤدي إلى البعد العاطفي بينك وبين ابنك. حاول أن تبقى على اتصال معه بانتظام وبصدق من خلال حوار مفتوح وصادق. اسأله عن حياته ومشاكله وإنجازاته وخططه، اسعَى إلى التفاهم المتبادل. 

شاركه أفكارك ومشاعرك وتجاربك، خصص وقتاً لأنشطة ممتعة ومحادثات معه. العلاقة القوية تخفف التوترات. 
احترم خصوصيته وسريته ولا تتدخل في شؤونه دون إذنه إلا لحاجة ملحة. أظهر له أنك تهتم به وتفخر به وتثق به.
 النصيحة الخامسة: احترم قراراته واقبل اختياراته
لا تحاول أن تفرض على ابنك ما تريده أنت منه. بل احترم قراراته واقبل اختياراته، ما دامت لا تضره أو تضر الآخرين. دعه يخطئ ويتعلم من أخطائه. دعه يكتشف ذاته ويحقق ذاته. وكن له مسانداً ومشجعا.
 النصيحة السادسة: احتفظ بروح الدعابة والمرح

لا تجعل التعامل مع ابنك المراهق أمرا جديا ومملا ومتوترا. بل احتفظ بروح الدعابة والمرح. اضحك معه واستمتع معه واخرج معه. ابتعد عن النقد والشكوى والتذمر. ابحث عن الجوانب الإيجابية والمضحكة في المواقف. اجعل علاقتك معه مليئة بالسعادة والمحبة والراحة.

 للتعامل مع المراهق:

– امنحه المزيد من الحريات المناسبة لعمره تدريجياً. هذا يظهر له أنك تثق به أكثر كلما كبر عمره. ولكن ضع حدوداً واضحة وتوقعات محددة.

– دع العواقب الطبيعية تكون بمثابة دروس أحياناً. إذا خالف القواعد، تجنّب معاقبته بشدة. اترك الأخطاء الصغيرة تعلّمه.

– أشركه في وضع القواعد والحدود. سيلتزم بحدود معقولة ساهم هو في تحديدها.

– اشرح قراراتك الأبوية. سيقبلها أكثر إذا فهم المنطق والحكمة وراء هذه القواعد.

– كن مرناً متى أمكن. إذا بدا أن قاعدة ما غير ضرورية، ناقش تغييرها. اسمح بتنازلات متفاوض عليها.

– امدح التزامه ومسؤوليته. التعزيز الإيجابي يشجع على التعاون.

المفتاح هو منح المزيد من الاستقلال تدريجياً، مع المحافظة على التواصل المفتوح، والحدود الواضحة، والعلاقة القوية. كما أن الصبر والتعاطف مع حاجته للاستقلال مهمان أيضاً.

الخاتمة: في هذا المقال، تحدثنا عن كيفية التعامل مع ابنك المراهق الذي يطمح للحرية والاستقلال والعيش لوحده. أشرنا إلى بعض النصائح هي: تفهم مشاعر ابنك واحترم رأيه، وضع حدودا واضحة ومنطقية لسلوكه، ودعمه في تحقيق طموحاته وأحلامه. وبعض النصائح الأخرى، وأوضحنا كيف تساعد هذه النصائح على تحسين العلاقة بينك وبين ابنك وعلى تنمية شخصيته وقدراته. نأمل أن يكون هذا المقال مفيدا لك ولكل الوالدين الذين يواجهون تحديات في التعامل مع أبنائهم المراهقين. ندعوكم إلى تطبيق هذه النصائح في حياتكم اليومية وأن ترى النتائج الإيجابية. ونذكركم بأن ابنكم يحتاج إلى حبكم واحترامكم وتفهمكم في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى. فكونوا له عونا وسندا، ولا تغفلوا عن أهمية الدعاء للأبناء دائماً بصلاح الحال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.