حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

طرق أكيده لتعديل سلوك الطفل العصبي

العصبية عند الأطفال

تعديل سلوك الطفل العصبي، هو تحدي يواجه العديد من الآباء ومقدمي الرعاية. فتغيرات المزاج المفاجئة، نوبات الغضب، والصعوبة في التكيف مع المواقف الجديدة كلها سمات شائعة للأطفال الذين يعانون من العصبية.
يُعد تعديل سلوك الطفل العصبي عملية تتطلب الصبر والتفهم. فالأطفال العصبيون ليسوا “سيئين” أو “مشاغبين” عمداً، بل إنهم يواجهون صعوبة في التحكم في عواطفهم وتصرفاتهم.

تعديل سلوك الطفل العصبي.
طرق أكيده لتعديل سلوك الطفل العصبي.

هذا المقال مصمم لتقديم الدعم والمعلومات للآباء ومقدمي الرعاية الذين يسعون لتعزيز السلوك الإيجابي وتقليل السلوكيات العصبية لدى أطفالهم. سنتناول أسباب العصبية لدى الأطفال، ونقدم استراتيجيات عملية للتدخل، ونناقش أهمية خلق بيئة داعمة ومحفزة.

فهم أسباب العصبية لدى الأطفال

أسباب العصبية متعددة وقد تشمل: 

عوامل بيولوجية: بعض الأطفال قد يكونون أكثر عرضة للعصبية بسبب عوامل وراثية أو اختلافات في كيمياء الدماغ. 
عوامل بيئية: التوتر في المنزل، الصراعات الأسرية، أو التغيرات الكبيرة في حياة الطفل (مثل الانتقال إلى منزل جديد أو ولادة أخ جديد) يمكن أن تزيد من العصبية. 
صعوبات في المهارات الاجتماعية والعاطفية: قد يواجه الأطفال العصبيون صعوبة في فهم وتنظيم عواطفهم، مما يؤدي إلى نوبات الغضب أو السلوكيات العدوانية. 
مشاكل في التواصل: قد يعاني بعض الأطفال من صعوبات في التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم بشكل فعال، مما يؤدي إلى الإحباط والعصبية
الحساسية المفرطة: قد يكون الأطفال العصبيون أكثر حساسية للمثيرات الحسية مثل الضوضاء والأضواء والروائح، مما يزيد من شعورهم بالتوتر والقلق.

استراتيجيات لتعديل سلوك الطفل العصبي

التعامل مع الطفل العصبي يتطلب الكثير من الصبر والحكمة. إليك بعض النصائح والطرق التي قد تساعدك في تعديل سلوكه. تذكر التدخل المبكر والاتساق هما مفتاح النجاح:
تحديد مسببات العصبية: حاول فهم أسباب العصبية عنده، قد يكون هناك أسباب نفسية أو جسدية وراء سلوكه العصبي، مثل القلق، أو التوتر، أو نقص النوم، أو المشاكل العائلية، فحاول التعرف عليها ومعالجتها.
توفير بيئة هادئة ومحفزة: قم بتنظيم البيئة المحيطة بطفلك لتقليل الفوضى والضوضاء. وفر مساحة هادئة حيث يمكن لطفلك الاسترخاء والتهدئة.
تحديد توقعات واضحة: ضع قواعد واضحة وبسيطة للسلوك، وتأكد من أن طفلك يفهمها. كافئ السلوك الإيجابي وتجاهل السلوكيات غير المرغوبة قدر الإمكان.
تعليم مهارات التنظيم العاطفي: ساعد طفلك على تسمية مشاعره وتعلم كيفية التعامل معها بطرق صحية، مثل التنفس العميق أو التأمل، أو ممارسة رياضة خفيفة، لتساعده على التحكم في انفعالاته.
تعزيز مهارات التواصل: شجع طفلك على التعبير عن احتياجاته ورغباته بشكل فعال، واستمع إليه باهتمام وتفهم، اسمح له بالتحدث عما يزعجه بدلاً من كبت مشاعره.
توفير الدعم والتشجيع: امدح طفلك على جهوده وتقدمه، واجعله يشعر بالحب والقبول بغض النظر عن سلوكه.
كافئه على السلوك الجيد: عندما يتصرف بهدوء واحترام، لا تنسَ مدحه وتعزيز سلوكه الإيجابي.
التعاطي معه بهدوء: يجب عدم تحدي الطفل وهو غاضب لأنه لا يمتلك قرة السيطرة على غضبه كالكبار، ينصح بالهدوء وعدم التوتر.

عدم استسلام الوالدين

عدم الاستسلام يعتبر طريقة فعالة للوالدين للتعامل مع طلبات الطفل ورغباته، حتى لو كان الطفل يعبر عنها بشكل عصبي.
فقد يفضل الوالدين التفاوض مع الطفل الغاضب حتى لو كان مخطئا، نتيجة لعدم قدرتهم على التعامل مع مشاعره العاطفية.
إذا ما تم الاستسلام أمام الطفل، فإنه سيعتمد على العصبية للحصول على ما يريد، مما يمكن أن يجعله يصبح فظا ويزيد اصراراً وعناداً.
لذا، من الأفضل عدم الاستسلام أمام نوبات غضب الطفل، والتعامل معها بصفة هادئة ومن دون جدال، والتأكيد على السلوك الصحيح.

أهمية خلق بيئة داعمة للطفل العصبي 

تجنب العقاب القاسي:يزيد العقاب من عصبية الطفل ويؤدي إلى تصرفات أكثر عنفًا، حاول تهدئته بلطف وهدوء. العقاب القاسي يمكن أن يزيد من العصبية ويضر بالعلاقة بينك وبين طفلك. ركز على تعزيز السلوك الإيجابي بدلاً من معاقبة السلوك السلبي. 
التواصل مع المدرسة: إذا كان طفلك يعاني من العصبية في المدرسة، تواصل مع المعلمين لتطوير خطة دعم مشتركة.
كن قدوة حسنة: إذا كنت هادئًا ومتحكمًا في انفعالاتك، سيتعلم الطفل منك كيف يسيطر على العصبية.

كن صبورًا: تعديل السلوك يحتاج إلى وقت ومثابرة. لا تستسلم إذا لم تر نتائج سريعة.

الاهتمام بصحتك النفسية: قد يكون التعامل مع طفل عصبي مرهقاً، لذا من المهم أن تعتني بصحتك النفسية وتسعى للحصول على الدعم إذا لزم الأمر.

المهم هو أن تظهر للطفل حبك وتفهمك له، وأن تجعله يشعر بالأمان والاطمئنان. هذا سيساعده على التحكم في انفعالاته وتعديل سلوكه تدريجيًا. صبرك ولطفك هما المفتاح لمساعدته.

الختام: تعديل سلوك الطفل العصبي يتطلب الصبر والتفهم والاتساق. من خلال تطبيق الاستراتيجيات المذكورة أعلاه وخلق بيئة داعمة، يمكنك مساعدة طفلك على التحكم في عواطفه وتحسين سلوكه. تذكر أن كل طفل فريد من نوعه، لذا قد تحتاج إلى تجربة استراتيجيات مختلفة للعثور على ما يناسب طفلك. لا تتردد في طلب المساعدة من متخصصين إذا لزم الأمر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.