نوم الطفل اثناء الرضاعه
هل تعاني من نوم طفلك أثناء الرضاعة؟
يعتبر نوم الطفل أثناء الرضاعة من المشاهد الدافئة التي تسرُّ قلب الأم، إلا أنه يثير في الوقت نفسه بعض التساؤلات حول تأثيره على نمو الطفل وتغذيته. في هذا المقال، سنتناول هذا الموضوع بشكل مفصل، مستعرضين أبرز الجوانب المتعلقة بنوم الطفل.
أسباب نوم الطفل أثناء الرضاعة
1. العوامل البيولوجية:
– إفراز هرمون الكوليسيستوكينين (CCK) الذي يسبب النعاس بعد الرضاعة.
– حليب الأم يحتوي على هرمون الميلاتونين المساعد على النوم.
– الشعور بالشبع يؤدي للاسترخاء. تضمن الرضاعة لفترات طويلة حصول الطفل على احتياجاته من الحليب.
2. العوامل الفيزيائية:
– دفء جسم الأم.
– الإحساس بالأمان. يرتبط مص الثدي بشعور الطفل بالأمان والاسترخاء، مما يدفعه إلى النوم.
– إيقاع المص المهدئ.
– وضعية الرضاعة المريحة.
– التعب والإرهاق، قد ينام الطفل أثناء الرضاعة ببساطة لأنه يشعر بالتعب والإرهاق.
فوائد الرضاعة الطبيعية لنوم الطفل
تعتبر الرضاعة الطبيعية وسيلة تهدئة طبيعية للأطفال، حيث يُساهم دفء جسد الأم ورائحتها ونبضات قلبها في توفير بيئة مريحة تُساعد الأطفال على الهدوء والنوم.
كما يساهم حليب الأم في تلبية احتياجات الطفل الغذائية، ويقدم التوازن المثالي بين الدهون والبروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات، مما يضمن تغذية جيدة للطفل وشعوره بالشبع قبل النوم.
كذلك هضم حليب الأم قد يكون أكثر سهولة مقارنةً بالحليب الصناعي، مما يساعد في تقليل فرص عسر الهضم الذي قد يؤثر على النوم.
الهرمونات المعززة للنوم
التربتوفان
يتضمن حليب الأم التربتوفان، وهو حمض أميني يعمل كمادة أولية للميلاتونين، الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم.
قد يساهم ارتفاع التربتوفان في حليب الأم ليلاً في تحسين دورة النوم والاستيقاظ الصحية.
الميلاتونين
يساهم الميلاتونين الموجود في حليب الأم في توجيه إشارة للطفل بأن وقت النوم قد حان، مما يدعم الإيقاع الطبيعي للساعة البيولوجية.
مستويات أقل من التوتر
إفراز الأوكسيتوسين
تؤدي الرضاعة الطبيعية إلى إنتاج الأوكسيتوسين (هرمون الحب)، مما يعزز من شعور الأم والطفل بالهدوء والسعادة.
تعزيز القدرة على النهوض من النوم
عادةً ما يمتلك الأطفال الذين يحصلون على الرضاعة الطبيعية قدرة أفضل على الاستيقاظ من النوم، مما يُعتقد أنه يوفر لهم حماية ضد متلازمة الموت المفاجئ لدى الرضع (SIDS).
كما أن الاستيقاظ المتكرر ودورات النوم الأخف نتيجة الرضاعة الطبيعية قد يساهمان في تقليل خطر متلازمة موت الرضيع المفاجئ.
هل نوم الطفل أثناء الرضاعة مفيد
النوم أثناء الرضاعة له جوانب إيجابية وسلبية تختلف حسب عمر الطفل:
للأطفال حديثي الولادة (0-2 شهر):
– طبيعي وصحي جداً في هذه المرحلة.
– يساعد على نمو الدماغ.
– يعزز الترابط مع الأم.
– يساهم في تطور الجهاز العصبي.
للرضع الأكبر سناً (بعد الشهر الثاني):
إيجابيات: يساعد على الاسترخاء والشعور بالأمان. كما أنه يساهم في تنظيم درجة حرارة جسم الطفل.
سلبيات: قد لا يحصل على كمية كافية من الحليب، وفي بعض الحالات يصبح عادة يصعب تغييرها لاحقاً. كما أنه يؤثر على نمط النوم الليلي. كذلك من الممكن أن يعتمد الطفل على الرضاعة كوسيلة وحيدة للنوم.
توقيت الرضاعة المناسب
يُفضل الرضاعة عندما يكون الطفل مستيقظًا وقبل أن يشعر بالنعاس قليلاً.
استخدام روتين منتظم للرضاعة يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية للطفل، ويدعم نومًا لفترات أطول ليلاً. كما يساهم في تخفيف التوتر وتحسين الراحة للوالدين.
كيفية إدارة نوم الطفل خلال الرضاعة
1. للرضيع حديث الولادة (0-2 شهر):
– السماح له بالنوم أثناء الرضاعة طبيعي في هذه المرحلة.
– إيقاظه برفق لإكمال الرضعة.
– التأكد من استهلاكه كمية كافية من الحليب.
– مراقبة عدد الحفاضات المبللة يومياً للاطمئنان على كفاية التغذية.
2. للرضيع من (2-4 أشهر):
– محاولة إبقائه مستيقظاً أثناء الرضاعة.
– تنويع وضعيات الرضاعة بين وقت وآخر.
– التحدث إليه أثناء قيامها بالرضاعة.
– تدليك قدميه أو يديه برفق.
– إزالة بعض ملابسه إذا كان الجو دافئاً.
3. للرضيع من (4-6 أشهر):
– تجنب الرضاعة كوسيلة للنوم.
– تأسيس روتين للنوم منفصل عن الرضاعة.
– إرضاعه قبل النعاس وليس بعده.
– البدء بفصل الرضاعة عن النوم تدريجياً.
نصائح عملية للتعامل مع النوم أثناء الرضاعة
1. توقيت الرضعات:
– إطعام الطفل بعد استيقاظه.
– تجنب الرضاعة عندما يكون شديد النعاس.
– تنظيم أوقات الرضعات قدر الإمكان.
2. تقنيات لإبقاء الطفل مستيقظاً:
استبدال الحفاض قبل تناول الرضيع للطعام.
– الإضاءة المعتدلة أثناء الرضاعة.
– مسح وجهه برفق بقطعة قماش مبللة.
– التكلم معه أو الترنم له.
– تحريك ذراعيه برفق.
إذا نام طفلك، يمكنك إيقاظه عندما يكون في مرحلة النوم الخفيف وليس العميق جداً، ويمكنك معرفة ذلك من خلال حركة يديه وقدميه، مص الشفاه، أو أية تعابير وجهية تتبدل.
كذلك، تأملي عينيه عندما تكون مغمضتين. ستلاحظين حركة الننى بسرعة تحت الجفن وهي ما تسمى بحركة العين السريعة. مما يدل على أنه في مرحلة النوم الخفيف وليس العميق.
لزيادة استثارته وإيقاظه:
- دلّكي ظهره أو اربتي عليه.
- امشي بأصابعك على عموده الفقري.
- دلكي كف يده وقدمه بلطف. أو فرك ذراعه وساقه.
- ضعيه داخل ملابسك بحيث يلامس جلدك مع الحرص على التغطية الجيدة والدفء في الغرفة.
- نظفي وجهه بقماش مبلل.
- داعبيه بإصابعك بحركة دائرية حول شفتيه.
- عصري من اللبن داخل فمّه.
3. وضعيات الرضاعة:
– تجنب الوضعيات شديدة الراحة التي تشجع على النوم. كما يمكنك تغيير الوضعية عند ملاحظة بداية النعاس. بالإضافة الى ارضاع الطفل الأكبر سناً في وضع الجلوس.
4. متى تقلق:
– إذا كان الطفل ينام دائماً قبل إكمال الرضَعة.
– إذا لم يكن يزيد وزنه بشكل طبيعي.
– إذا كان عدد الحفاضات المبللة أقل من المعدل الطبيعي.
– إذا كان يبدو خاملاً أو متعباً بشكل غير طبيعي.
إذا كان الطفل ينمو بشكل طبيعي ويبدو سعيداً وصحياً، فلا داعي للقلق من نومه أثناء الرضاعة في الأشهر الأولى. ولكن يمكنك استشارة طبيب الأطفال عند وجود أي مخاوف مقلقة. فربما يكون السبب هو مرض اليرقان {الصفراء} وفى هذه الحالة يجب عرض الطفل على طبيب الأطفال، أو يكون السبب هو مرض آخر عند الطفل.
الأخطاء الشائعة لنوم الطفل
من الأخطاء الشائعة السماح للطفل بالنوم خلال الرضاعة دون إيقاظه، في حالة أن يؤدي ذلك الى فقدان الطفل التغذية الكاملة والنمو الصحي.
إهمال التغذية الصحية للرضع بشكل عام
إهمال التغذية الصحية قد يؤدي إلى آثار سلبية على صحة الطفل ونموه.
فعَدم الاهتمام بتوفير وجبات متوازنة مليئة بالعناصر الغذائية الضرورية يتسبب في نقص الفيتامينات والمعادن، مما يؤثر على قدرات الطفل العقلية والجسدية، ويؤدي إلى ظهور مشاكل النوم.
يجب على الأهل التأكد من تناول أطفالهم الفواكه والخضروات الطازجة، والبروتينات بكميات كافية، لضمان صحتهم ورفاهيتهم على المدى الطويل.
الخاتمة
نوم الطفل أثناء الرضاعة ظاهرة طبيعية، ولا داعي للقلق بشأنها ما دام الطفل يتمتع بصحة جيدة ويحصل على التغذية الكافية. كذلك ضبط نوم الطفل أثناء الرضاعة تحديًا يمكن تحويله إلى تجربة إيجابية بتطبيق الطرق الفعّالة المذكورة.
الفهم العميق لحاجات الطفل الطبيعية يمنح العائلة فرصة للاسترخاء. الابتسامة والسكون هما مفتاح النجاح للأمومة والأبوة السعيدة.