حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

طفلي متمرد وعنيد كيف اتعامل معه

التمرد والعناد

التمرد والعناد هما من السلوكيات الشائعة عند الأطفال، خاصة في مرحلة ما قبل المراهقة. يعبر الطفل المتمرد والعنيد عن رفضه للقواعد والتعليمات والمطالب التي يفرضها عليه الآخرون، سواء كانوا والديه أو معلميه.

فيظهر الطفل المتمرد والعنيد سلوكيات مثل العصيان والتحدي والاعتراض والتذمر والصراخ والضرب والكذب وغيرها من السلوكيات السلبية والخطرة.

 بعض الأسباب الشائعة لعناد الأطفال وتمردهم

 الأسباب التي تؤدي إلى ظهور التمرد والعناد عند الأطفال متعددة ومتنوعة، ومنها:
– الوراثة: قد يكون الطفل المتمرد والعنيد يرث صفات شخصية مثل القوة والإصرار والاستقلالية من أحد والديه أو أجداده، وهذه الصفات إذا لم توجه بشكل صحيح قد تتحول إلى تمرد وعناد.
– البيئة: قد يتأثر الطفل المتمرد والعنيد بالبيئة التي يعيش فيها، سواء كانت أسرية أو مدرسية أو اجتماعية. فإذا كان الطفل يتعرض للإهمال أو الإساءة أو العقاب الجسدي والعنف أو الانتقاد الزائد أو المقارنة أو كان في منطقة فيها حروب أو كوارث طبيعية أو غيرها من العوامل السلبية، فقد ينمو فيه شعور بالغضب والحقد والانتقام أو القلق والاكتئاب والنقص، ويحاول الطفل التخلص من هذه المشاعر بالتمرد والعناد. 
– النمو: قد يكون التمرد والعناد عند الأطفال مرحلة طبيعية من مراحل النمو النفسي والاجتماعي والعقلي والجسدي، حيث يحاول الطفل استكشاف ذاته وقدراته وحدوده وحقوقه، ويتعلم كيف يتعامل مع الآخرين والعالم من حوله. وفي هذه المرحلة، قد يواجه الطفل بعض التحديات والصعوبات والتناقضات التي تثير فيه الفضول والاستفهام والتجريب والمقاومة. 
 – الشعور بعدم الأمان وعدم الاستقرار: قد يشعر الطفل بعدم الاستقرار في المنزل بسبب تغيرات في الحياة مثل ولادة طفل جديد أو انفصال الوالدين. هذا يجعله يتمرد كطريقة للتعبير عن مشاعره.
– الرغبة في الاستقلالية: مع نمو الطفل يزداد شعوره بالاستقلالية والرغبة في اتخاذ قراراته الخاصة. قد يتمرد كوسيلة لإظهار استقلاله.
– الملل: قد يشعر الطفل بالملل وعدم وجود أنشطة ممتعة. فيتمرد من أجل جذب الانتباه والشعور بالإثارة.
– ضعف التواصل: عندما لا يستطيع الطفل التعبير عن مشاعره واحتياجاته بطرق سليمة قد يلجأ للتمرد كوسيلة للتعبير عن نفسه.
– الرغبة في الانتباه: قد يتمرد الطفل لجذب انتباه والديه خاصة إذا كان يشعر بإهمالهم.
– عدم وضوح القواعد والحدود: عندما لا تكون قواعد السلوك واضحة للطفل فقد يتمرد نتيجة للارتباك أو اختبار حدود والديه.
 من المهم معرفة سبب تمرد الطفل ومحاولة تلبية احتياجاته العاطفية بطرق إيجابية لتجنب مثل هذا السلوك.

 كيف نتعامل مع الطفل المتمرد والعنيد؟ 

 التعامل مع الطفل المتمرد والعنيد يحتاج إلى صبر وحكمة ومهارة وتفهم وحب من قبل الوالدين والمعلمين والمربين، ويمكن اتباع بعض النصائح والإرشادات التالية: 
  •  تحديد الأسباب التي تؤدي إلى التمرد والعناد عند الطفل، ومحاولة علاجها أو تخفيفها أو تجنبها.
  • تقبل الطفل بما هو عليه، والاعتراف بصفاته الإيجابية والسلبية، والتقدير له والثناء عليه والتشجيع له على تطوير نفسه وتحسين سلوكه. 
  • إقامة علاقة قوية وصادقة وودية ومتوازنة ومتفاهمة بين الطفل والوالدين والمعلمين والأصدقاء، وتعزيز الثقة والاحترام والحوار والاستماع . 
  • وضع قواعد واضحة ومنطقية ومناسبة لعمر وقدرات وظروف الطفل، وشرحها له بلغة بسيطة ومفهومة، والتأكيد على المتطلبات والحقوق والواجبات والمكافآت والعقوبات المترتبة على الالتزام أو الانحراف عنها.
  • إشراك الطفل في صنع القرارات والخيارات المتعلقة بحياته وسلوكه، والاستفادة من آرائه واقتراحاته ومواهبه ومهاراته، وتنمية شعوره بالمسؤولية والاستقلالية والثقة بالنفس وتنمية الإبداع والابتكار لديه.
  • توفير بيئة محفزة ومشجعة ومرنة وممتعة وآمنة للطفل، تحترم خصوصيته وتلبي احتياجاته وتحقق تطلعاته وتحميه من المخاطر والمشاكل والصدمات والإحباطات.
  • تقديم النصح والتوجيه والمساعدة والدعم للطفل، بطريقة هادئة ورحيمة ومحبة ومتفهمة ومتقبلة عنده.
  • تقديم النماذج والقدوات والقصص والأنشطة والمكافآت والرحلات وغيرها، التي تساعد الطفل على تعلم السلوكيات الإيجابية والتخلص من السلوكيات السلبية.
إليك بعض النصائح للتعامل مع عناد الطفل وتمرده: 
 – حافظ على هدوئك وتجنب الصراخ أو العنف فهذا يزيد الوضع سوءًا. تحدث بهدوء وثبات. 
– حدد قواعد وحدود واضحة وثابتة لسلوك الطفل. وكافئه عند اتباع القواعد. 
– تجنب العقاب البدني أو اللفظي القاسي. فهو يدمر علاقتك مع طفلك. 
– شجع الطفل على التعبير عن مشاعره بطرق إيجابية. 
– أعطه الانتباه الإيجابي عند حسن سلوكه واثني علية. 
– راقب سلوكك أنت أيضًا فقد يتأثر بتصرفاتك فأنت القدوة له. 
– حاول معرفة السبب وراء السلوك العنيد وتحدث معه بهدوء. 
– لا تستسلم لمطالبه غير المنطقية عند تمرده وتجاهل تلك المطالب دون تعنيف الطفل. 
– قدم له خيارات مناسبة لعمره ليشعر باستقلالية. 

– خصص وقتًا للعب معه وممارسة الأنشطة المفضلة لديه.

الختام: نود أن نؤكد على أهمية التعامل مع الطفل المتمرد والعنيد بحكمة وصبر ومهارة وحب، وتوفير بيئة تربوية تحترم شخصيته وتنمي قدراته وتصحح سلوكه بطرق إيجابية وبناءة ومرنة، والبعد عن الضرب والصراخ والإهانة واستبدالهم بالعقوبات المناسبة اذا لزم الأمر. وننصح الوالدين والمعلمين بالاستفادة من النصائح والإرشادات والمصادر المتاحة لمساعدتهم في هذه المهمة النبيلة والمسؤولية العظيمة. ونتمنى لجميع الأطفال والأسر حياة سعيدة وموفقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.