سلوك الطفل
في عالم مليء بالتحديات والتغيرات، تُعدّ تربية الأطفال من أهمّ المهامّ التي تُواجه الآباء وِالأُمّهات. يواجه الآباء مهمة ليست بالسهلة؛ إنها مهمة توجيه سلوكيات أطفالهم نحو الأفضل. يعتبر فهم الأسباب وراء سلوكيات الأطفال وكيفية التعامل معها من أهم الخطوات نحو تربية جيل واعٍ ومتوازن. مع نموّ الأطفال تُصبح سلوكياتهم أكثر تعقيدًا وِتحتاج إلى مهارات خاصّة في التعامل معها. في هذا المقال سنسلط الضوء على السلوكيات الشائعة عند الأطفال وأسبابها وكيفية التعامل بشكل سليم.
السلوكيات الشائعة وأسبابها
الغضب، غالبًا ما ينشأ من عدم القدرة على التعبير عن المشاعر بطريقة مناسبة.
الخجل، يمكن أن يكون نتيجة للخوف من التقييم السلبي من الآخرين.
أهمية التعامل مع سلوكيات الأطفال بِشكلٍ سليم
كيفية التعامل مع سلوكيات الأطفال |
استراتيجيات التعامل مع سلوكيات الأطفال
على الآباء وِالأُمّهات فهم أسباب السلوكيات السلبيّة للطفل وِالتعاطف معه وِالتعرف على مشاعره، بعد معرفة الأسباب على الوالدين:-
التواصل الفعّال:- يُساعد التواصل الفعّال مع الطفل على فهم احتياجاته وِتوجيهه بِشكلٍ مُناسب. استمع لطفلك وتحدث معه بطريقة تشجعه على مشاركة مشاعره. وِاشرح له أسباب التصرفات السليمة وِالسلبيّة.
الهدوء وِالصبر:- على الوالدين التعامل مع الطفل بِهدوء وِصبر وِتجنّب التصعيد وِالشعور بِالغضب. ويساعد في ذلك استخدام لغة إيجابية: بدلاً من: “لا تركض!” قل: “امشِ ببطء من فضلك” يُساعد التعامل مع السلوكيات السلبيّة بِهدوء على تجنّب التوتر وِالتصعيد.
وضع الحدود:- يُساعد وضع الحدود الواضحة للطفل على فهم ما هو مُسموح به وِما هو مُمنوع وِتُعطي إحساسًا بالأمان وِالاستقرار، كما أن وضع قواعد واضحة وثابتة يساعد الأطفال على فهم التوقعات والأهم هو الثبات في تطبيق القواعد.
التشجيع وِالدعم:- يُساعد التشجيع وِالدعم للطفل على تنمية ثقته بِنفسه وِقدرته على التعامل مع التحدّيات. تجنب المقارنة مع الآخرين
التجاهل وِالتعزيز الإيجابي:- يُمكن تجاهل السلوكيات السلبيّة التي لا تُهدّد سلامة الطفل أو غيره، وِالتعزيز الإيجابي لِلسلوكيات الإيجابية لِتشجيع الطفل على تكرارها والاحتفال بالتحسن مهما كان بسيطاً مما قد يُزيد من ثقة الطفل بِنفسه.
الثناء والتشجيع، عزز السلوكيات الإيجابية بالثناء والتقدير على الطفل.
المكافآت الصغيرة، يمكن للوالدين استخدام نظام المكافآت لتشجيع السلوك الجيد، مثل استخدام ملصقات أو نجوم يتم جمعها للحصول على مكافأة أكبر في نهاية الأسبوع.
القصص التعليمية، قراءة القصص التي تحتوي على دروس أخلاقية يمكن أن تساعد الأطفال على فهم السلوكيات الإيجابية وتطبيقها في حياتهم اليومية.
تقديم البدائل:- يُمكن تقديم بدائل لِلسلوكيات السلبيّة لِتوجيه الطفل إلى التصرفات الإيجابية. وإليكم الشرح بالتفصيل:
١. سلوك العناد، البديل الإيجابي له:
منح الطفل حق الاختيار بين خيارين مقبولين.
إشراكه في اتخاذ القرارات البسيطة.
تقدير استقلاليته بشكل إيجابي.
٢. نوبات الغضب،البديل الإيجابي:
تعليمه “ركن الهدوء” للتنفس والاسترخاء.
ويكون باختيار ركن هادئ في المنزل وتجهيزه بوسائد مريحة وألوان هادئة وإضافة أدوات مهدئة مثل: كرات ضغط ناعمة، ألعاب حسية هادئة، كتب مصورة مهدئة،ساعة رملية صغيرة مثلاً. ومن ثم تعريف الطفل أن هذا مكان للهدوء وليس للعقاب مع تعليمه تمارين التنفس البسيطة.
استخدام “كرسي المشاعر” للتحدث عن مشاعره.
ويكون بتخصيص كرسي مريح ومميز ووضع لوحة مصورة للمشاعر بجانبه وتعليم الطفل خطوات استخدامه وهي الجلوس بهدوء ثم اختيار الصورة المعبرة عن شعوره، والتحدث عن سبب هذا الشعور ثم اقتراح حلول مع الوالدين. مثال عملي لذلك: “أنا غاضب لأن أخي أخذ لعبتي” “أشعر بالحزن لأنني لم ألعب مع أصدقائي”.
تشجيعه على التعبير اللفظي عن احتياجاته.
ويكون بتعليمه العبارات المناسبة مثلاً: “أحتاج إلى مساعدة في…” “أريد أن ألعب بـ…” “أشعر بالتعب وأحتاج للراحة”. وعليك تعليمه وتدريبه على ذلك في الأوقات الهادئة وعدم فرض الأسلوب أثناء نوبة الغضب الشديدة والانتظار حتى يهدأ الطفل قليلاً، ويمكنكم تعديل الأساليب حسب استجابة الطفل. والثناء عليه عند استخدام الكلمات بدل الغضب مع تلبية الطلب المعبر عنه بشكل مناسب وتشجيع المحاولات حتى لو لم تكن مثالية.
٣. العدوانية، البديل الإيجابي:
توجيه طاقته نحو الرياضة.
تعليمه مهارات حل النزاعات سلمياً.
ممارسة ألعاب تعاونية مع الأقران.
٤. عدم الطاعة،البديل الإيجابي:
وضع جدول روتيني مصور.
منح مسؤوليات بسيطة تناسب عمره.
استخدام نظام المكافآت الفوري.
٥. التشتت وقلة التركيز،البديل الإيجابي:
تقسيم المهام إلى خطوات صغيرة.
استخدام ساعة لتحديد وقت النشاط.
إزالة المشتتات من محيط العمل.
٦. الكذب، البديل الإيجابي:
تعزيز قول الصدق ويكون بالمدح على الصدق والصادقين.
تجنب العقاب القاسي عند الاعتراف بالخطأ.
مناقشة أهمية الصدق من خلال القصص.
٧. السلوك الفوضوي، البديل الإيجابي:
تخصيص مكان منظم لكل شيء.
تحويل الترتيب إلى لعبة ممتعة.
وضع قواعد واضحة للنظام.
8. الأنانية، البديل الإيجابي:
تشجيع المشاركة من خلال اللعب الجماعي.
تعليمه فوائد التعاون.
مدحه عند مشاركة ألعابه.
من الهام تقديم هذه البدائل مباشرة، فمثلاً: بدلاً من قول: “توقف عن الصراخ!” قل: “تحدث بصوت هادئ مثل هذا.
التعامل مع الأخطاء:- يجب على الآباء وِالأُمّهات التعامل مع أخطاء الطفل بِشكلٍ مُناسب وِتعليمه من أخطائه بِشكلٍ مُشجّع وتجنب مقارنته بالآخرين.
اللعب وِالتسلية:- يُساعد اللعب وِالتسلية مع الطفل على تقوية العلاقة بينه وِبين أسرته وِتُشجّعه على التعبير عن مشاعره.
النموذج الإيجابي والقدوة الحسنة:- يُعدّ سلوك الآباء وِالأُمّهات نموذجًا للطفل في التعامل مع المُشكلات وِالتصرفات السليمة، فكن مثالًا يحتذى به في السلوك والتعامل مع المواقف.
نصائح لِلتعامل مع السلوكيات السلبيّة للأطفال
الاستماع إلى الطفل:- يُساعد الاستماع إلى الطفل بِشكلٍ حقيقي على فهم أسباب سلوكه وِتوجيهه بِشكلٍ مُناسب.
العقاب المُناسب:- يُمكن استخدام العقاب المناسب لِتَصْحِيح السلوكيات السلبيّة للطفل لكن يُجب أن يكون العقاب مُناسبًا لِعمر الطفل وِطبيعة السلوك السلبي ولا يكون بالصراخ أو الضرب. يمكن ان يكون العقاب بحرمانة من مصروفه أو حرمانه من اللعب بعض الوقت أو اضافة عمل اضافي عليه من أعمال البيت وغيرها من العقوبات التي لا تترك أثراً سلبياً عليه.
التركيز على السلوك السلبي:- يُجب على الآباء وِالأُمّهات التركيز على السلوك السلبي للطفل وِتَصْحِيحه دون التّعليق على شخصيته.
التعامل مع النوبات العصبية:- عندما يصاب الطفل بنوبة غضب، من المهم أن يبقى الوالدان هادئين وأن يقدما له الدعم العاطفي بدلاً من العقاب. يمكن استخدام تقنيات التهدئة مثل التنفس العميق أو العد حتى عشرة بالاضافة الى ما بيناه سابقاً.
فعلى الآباء أن يتعاملوا مع سلوكيات أطفالهم بحب وصبر وتفهم، ليس فقط لتحسين سلوك الطفل الحالي، بل لضمان نموهم كأفراد متوازنين قادرين على إحداث تأثير إيجابي.
تُعدّ تربية الأطفال من أهمّ المهامّ في حياتنا. التعامل مع سلوكيات الأطفال يتطلب صبرًا وفهمًا. وِمع تطبيق هذه النصائح المذكورة والتزام الآباء بدورهم كمرشدين ومعلمين يُصبح التعامل مع سلوكيات الأطفال أكثر سهولةً وِفاعليةً وِتُصبح رحلة تربيتهم إيجابية وِمُشجعةً للجميع.