حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

كيف اتعامل مع زوجي السلبي والمتشائم؟

الزوج السلبي والمتشائم

السلبية والتشاؤم هما صفتان تؤثران على نظرة الشخص للحياة والمستقبل. الشخص السلبي يركز على الجوانب السيئة والمشاكل في كل موقف، بينما الشخص المتشائم يتوقع الأسوأ ويفقد الأمل في التغيير أو التحسن. هذه الصفات قد تكون ناتجة عن عوامل مختلفة، مثل التجارب السابقة، الشخصية، الوراثة، البيئة، أو حالات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق.
عندما يكون الزوج سلبيا أو متشائما، فإن ذلك يمكن أن يؤثر سلبا على العلاقة الزوجية، ويسبب الاحتقان، الخلافات، الانفصال العاطفي، أو حتى الانفصال الجسدي، لأنه
قد يشعر بالضيق، الغضب، الحزن، أو العجز، فينعكس ذلك على سلوكه مع زوجته. فيمكن أن يكون عنيدا، ناقدا، متذمرا، متجاهلاً. ويرفض الاستماع إلى وجهة نظر زوجته، أو التعاون معها، أو التفاعل معها بشكل إيجابي.

 قد يعتبر كل محاولة للمساعدة أو التشجيع أو الدعم كهجوم أو تدخل أو انتقاد. يمكن أن يسحب نفسه من الحياة الاجتماعية والعائلية والمهنية، ويعيش في عالمه الخاص.
كيف يمكن للزوجة التعامل مع هذا الوضع؟ هل يمكنها أن تغير زوجها؟ هل يمكنها أن تحافظ على سعادتها وصحتها؟ هل يمكنها أن تنقذ زواجها؟

كيف يمكن للزوجة التعامل مع الزوج السلبي والمتشائم

الإجابة على هذه الأسئلة ليست سهلة، وتعتمد على حالة كل زوجين ودرجة السلبية والتشاؤم. لكن بشكل عام، هناك بعض الخطوات والنصائح التي يمكن أن تساعد الزوجة في التعامل مع الزوج السلبي والمتشائم بشكل أفضل، وهي:

1. تفهمي سبب سلبية وتشاؤم زوجك:
قد تشعرين بالغضب أو الإحباط أو الاستياء من سلبية وتشاؤم زوجك، وقد تحاولين إقناعه بأن يتغير أو يتفاءل أو ينظر للجانب المشرق.
لكن هذا قد يزيد من مقاومته أو دفاعه أو انسحابه. لذلك، من المهم أن تفهمي سبب سلبية وتشاؤم زوجك، وأن تتعاطفي معه، ربما يكون زوجك يعاني من مشاكل نفسية أو صحية أو مالية أو عملية أو عائلية أو اجتماعية تؤثر على مزاجه وتفكيره.
ربما يكون زوجك قد مر بتجارب صعبة أو مؤلمة في الماضي تركت أثرا عميقا على نفسيته وثقته بالنفس. ربما يكون زوجك يعاني من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق أو الوسواس القهري أو اضطرابات أخرى. 
ربما يكون زوجك يعاني من ضغوط أو توتر أو قلق بسبب الظروف الحالية أو المستقبلية. أو يعاني من نقص في الفيتامينات أو الهرمونات أو النوم أو التغذية أو الرياضة. ربما يكون زوجك يتأثر بالبيئة أو الأشخاص أو الأخبار أو الإعلام السلبي.

عندما تفهمي سبب سلبية وتشاؤم زوجك، ستتمكنِ من التعامل معه بشكل أكثر صبرا وتفهما وحنانا. ستتمكنِ أيضا من تحديد الخطوات اللازم عليك فعلها. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع الزوج السلبي والمتشائم بعد أن عرفت أسباب سلبيته وتشاؤمه:

2. تقبلي زوجك كما هو: 
قد تشعرين بالرغبة في تغيير زوجك أو تحسينه أو إصلاحه، لكن هذا قد يكون مستحيلا أو مضرا. فزوجك هو شخص مستقل وله حرية الاختيار والمسؤولية عن حياته. لا يمكنك أن تجبريه على التغيير إلا إذا أراد ذلك بنفسه. وقد يشعر زوجك بالضغط أو الانزعاج أو الاستهانة إذا حاولت أن تغيريه أو تنتقديه أو تعلميه وقد يعتبره تسلط عليه وسيطرة، فيزيد من عناده وسلبيته. 
لذلك، من المهم أن تقبلي زوجك كما هو، وأن تحترمي شخصيته ورأيه ومشاعره وقراراته. هذا لا يعني أن توافقي على كل ما يقوله أو يفعله، بل أن تتفهمي منظوره وأن تتقبلي حقيقة أنه مختلف عنك. هذا سيساعد في خلق جو من الثقة والاحترام والتقدير بينكما.
3. تواصلي مع زوجك بشكل إيجابي
التواصل هو عنصر أساسي في أي علاقة زوجية، وخاصة عندما يكون الزوج سلبيا أو متشائما. فالتواصل الإيجابي يمكن أن يساعد في تقوية الصلة العاطفية بين الزوجين، وتبادل الأفكار والمشاعر والاحتياجات والتوقعات، وحل المشاكل والنزاعات بشكل بناء. 
لكن كيف تتواصلين مع زوجك بشكل إيجابي؟ هناك بعض النقاط التي يمكن أن تساعدك في ذلك، مثل: 
  • استمعي إلى زوجك بانتباه وصبر واهتمام. حاولي أن تفهمي ما يقوله ويشعر به، بدون مقاطعة أو تقييم أو نصيحة. أظهري له أنك تحترمي رأيه وتقدري مشاركته.
  • عبري عن مشاعرك وآرائك واحتياجاتك بشكل واضح وصريح ومهذب. استخدمي الكلام الذي يعكس مسؤوليتك عن نفسك، مثل “أنا أشعر” أو “أنا أريد” أو “أنا أحتاج”، بدلا من الكلام الذي يلوم أو ينتقد أو يتهم زوجك، مثل “أنت تجعلني” أو “أنت لا تهتم” أو “أنت دائما”. كما يمكنك استخدام الكلام الذي يعبر عن رغبتك في التعاون والتفاهم، مثل “هل يمكننا” أو “ما رأيك” أو “كيف يمكننا”.

3. احترمي اختلافاتكما وتنوعاتكما:

 لا تحاولي أن تغيري زوجك أو تفرضي عليه رأيك أو توقعاتك. بل تقبلي أن كل منكما له شخصية وخلفية وتجارب ومعتقدات وقيم مختلفة. وحاولي أن تجدي النقاط المشتركة والمصالحات بينكما.
4. تجنبي اللغة السلبية أو العدائية أو الساخرة أو الجارحة: 
لا تستخدمي الكلمات أو العبارات أو الأصوات أو الإيماءات التي تسيء أو تسخر من زوجك. بل استخدمي اللغة اللطيفة والمحترمة.
5.اعطي زوجك المساحة والوقت الذي يحتاجه:
لا تحاولي أن تكوني معه دائما أو تتدخلي في كل شأنه. بل احترمي خصوصيته وحريته واختياراته. ودعيه يشعر بأنه لديه مساحته الخاصة ووقته الخاص، حيث يمكنه أن يفعل ما يحب أو يريح نفسه أو يفكر في ما يشغله.

 بعض النصائح للتعامل مع الزوج السلبي أو المتشائم

– حاولي فهم أسباب تشاؤمه أو سلبيته، فقد يكون يمر بظروف صعبة أو يعاني من مشكلة ما. تحدثي معه بهدوء واستمعي له. ذكّريه بإيجابيات الحياة وما يمتلكه من نعم. ركّزي على الجوانب الإيجابية بدلاً من السلبيات.

– حافظي على روح الدعابة والمرح في علاقتكما. اجعليه يضحك ويستمتع بوقته معك.
– شجعيه على ممارسة الرياضة والأنشطة التي يحبها لتحسين مزاجه.
– لا تتأثري بسلبيته، وكوني قدوة له بتفاؤلك. سيشعر بالفرق وقد يتأثر بك.
– استعيني بالله والدعاء لتغيير حاله ووضعه. فالله قادر على تغيير القلوب.
– خذيه في نزهات ورحلات قصيرة لتغيير جو وروتين الحياة، فالتغيير يجلب البهجة والسرور.
– اجعلا بعض الأهداف والخطط المستقبلية معاً، فالتطلع للمستقبل يزيد التفاؤل.
– لا تنتقديه باستمرار أو تلوميه على سلبيته، بل شجعيه بلطف على تغيير وجهة نظره واعتناق التفاؤل.
– عامليه بالحنان والرقة واسأليه عن شعوره ومزاجه باستمرار.
– غيّري الجو حوله بجلب أصدقاء مرحين أو عائلة متفائلة لزيارتكما.
– احرصي على وجبات صحية ونوم كافٍ لتحسين مزاجه العام.
– شاركا هوايات ممتعة معاً كالرسم أو رياضة المشي و غيرها.
– زوديه بكتب ومقالات عن تنمية التفكير الإيجابي والسعادة.

– إذا كنتِ أنتِ السبب في سلبيته، غيّري طريقة تعاملك وكوني أكثر إيجابية.

قد تحاولين أن تساعدي زوجك بنفسك، وتقديم النصائح أو الحلول أو الدعم له. لكن هذا قد لا يكون كافيا أو فعالا، خاصة إذا كان زوجك يعاني من مشاكل نفسية أو صحية أو مالية خطيرة أو مزمنة. في هذه الحالة، قد يحتاج زوجك إلى المساعدة المناسبة من مصادر أخرى، مثل الطبيب النفسي. اعرضي عليه المساعدة بشكل لطيف ومحب ومتعاون. ولا تجبريه بل  شجعيه على البحث عن المساعدة المناسبة، فقد يحتاج لمساعدة مهنية للتغلب على سلبيته المفرطة.

الخاتمة: فهم كيفية التعامل مع الزوج السلبي والمتشائم، يظل الحب والتفاهم أساسًا لنجاح أي علاقة. إن تقدير الأوقات الصعبة والسعي لفهم جوانب الشريك السلبية يمكن أن يفتح أبواب الاتصال الفعّال. لا تنسى أن تعتني بنفسك أيضًا وتحافظي على توازنك العاطفي. قد يكون الطريق صعبًا في بعض الأحيان، ولكن بالتأكيد ستكون الجهود المبذولة لتحسين العلاقة جديرة بالعناء. في نهاية المطاف، الحياة الزوجية تعتمد على الروح البناءة والإرادة المشتركة وبعضاً من التضحية لبناء جسر من الفهم والسعادة المتبادلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.