حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

كيف اعلم ابني الاستقلالية| أخطاء يجب تجنبها

الاستقلالية والثقة بالنفس

الاستقلالية والثقة بالنفس هما من أهم الصفات التي يجب تنميتها في الطفل منذ الصغر، فهما تساعدانه على النمو والتطور بشكل سليم ومتوازن، وتمكنانه من مواجهة التحديات والصعوبات في حياته، وتجعلانه قادراً على اتخاذ القرارات الصحيحة والمسؤولة، وتزيدان من ثقته بنفسه وبقدراته.

ولكن كيف يمكن للأبوين تعليم ابنهما الاستقلالية ؟ وما هي الطرق والأساليب التي يجب اتباعها لتحقيق هذا الهدف؟ وما هي الأخطاء التي يجب تجنبها لعدم إضعاف شخصية الطفل أو إلحاق الضرر به؟ في هذه المقالة، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة، وسنقدم لك بعض النصائح والإرشادات التي تساعدك على تربية طفل مستقل وواثق بنفسه.

أهمية الاستقلالية والثقة بالنفس للطفل

 الاستقلالية هي القدرة على القيام بالأنشطة والمهام بشكل مستقل دون الحاجة إلى المساعدة أو التوجيه المستمر من الآخرين، خصوصاً من الوالدين أو الرعاة. الاستقلالية تعتمد على مجموعة من المهارات والقدرات التي يجب تطويرها في الطفل منذ السنوات الأولى من عمره، مثل:
  • القدرة على العناية بالذات، مثل تناول الطعام وارتداء الملابس والاعتناء بالنظافة الشخصية والصحة.
  • القدرة على اتخاذ القرارات البسيطة، مثل اختيار نوع الطعام أو اللعبة أو الملابس أو النشاط.
  • القدرة على التواصل، مثل التعبير عن الرأي أو الشعور أو الحاجة أو الطلب بوضوح وصدق.
  • تطوير المهارات الاجتماعية، مثل التعاون والمشاركة والاحترام والتفاهم والتسامح مع الآخرين.

تعليم الطفل الاستقلالية يساعده على تنمية شخصيته وهويته، ويزيد من ثقته بنفسه وبقدراته، ويجعله أكثر استعداداً للتعلم والابتكار والإبداع، ويمنحه الشعور بالرضا والسعادة والانتماء.

كيفية تعليم الطفل الاستقلالية

ولكن كيف يمكن للأبوين تعليم ابنهما الاستقلالية؟ هنا بعض النصائح التي يمكن اتباعها:

ابدئي في سن مبكرة: يمكن تعويد الطفل على الاستقلالية منذ الشهور الأولى من عمره، بتركه يكتشف بيئته وجسمه وحواسه بحرية وأمان، وبتشجيعه على القيام ببعض الأنشطة البسيطة بنفسه، مثل إمساك الأشياء أو تناول الطعام أو اللعب أو الزحف أو الوقوف أو المشي. 
علّمه الاعتماد على نفسه في أداء المهام اليومية منذ الصغر مثل ارتداء الملابس وتناول الطعام واستخدام المرحاض. ساعده عند الحاجة لكن لا تفعل كل شيء عنه.
اجعليه يختار بين خيارات مقبولة: لا ترهقي الطفل بخيارات مفتوحة أو معقدة، ولكن اعطيه خيارات محدودة ومناسبة لعمره واحتياجاته، مثل نوع الشطائر التي تعدينها للمدرسة، أو شكل اللعبة التي يرغب في شرائها، أو لون الملابس التي يرتديها، أو النشاط الذي يحب ممارسته. هذا يساعد الطفل على تنمية مهارة اتخاذ القرارات والشعور بالثقة والرضا بالنفس.
احترمي رأيه وشعوره: عندما يعبر الطفل عن رأيه أو شعوره بشأن شيء ما، فلا تتجاهليه أو تسخري منه أو تنتقديه، ولكن استمعي إليه بانتباه واحترام، واعطيه الفرصة للتحدث والتفسير، واظهري تقديرك وتفهمك لما يقوله، وإذا كان رأيه خاطئاً أو غير منطقياً، فلا توبخيه أو تعاتبيه، ولكن حاولي توجيهه بلطف وحكمة إلى الصواب، واشرحي له الأسباب والحجج بطريقة تناسب عقله وفهمه. 
هذا يساعد الطفل على تطوير مهارة التواصل والتفكير النقدي والاحترام المتبادل.
دعميه وشجعيه: عندما يقوم الطفل بأي نشاط أو مهمة بنفسه، فلا تتدخلي فيه أو تقيديه بتعليمات أو نصائح زائدة، ولكن دعيه يكمل ما بدأه بحرية وإبداع، وإذا احتاج إلى مساعدة أو توجيه، فكوني متاحة ومستعدة لتقديمها بحسب الحاجة، وعندما ينتهي من عمله، فلا تنسي أن تمدحيه وتثني على جهده ونجاحه، وتشجعيه على تحسين أدائه وتجربة أشياء جديدة. وشجعيه على اتخاذ القرارات الصغيرة مثل اختيار ملابسه وألعابه وأنشطته.
اسمحي له بارتكاب الأخطاء أحيانًا دون ضيق أو تأفف حتى يتعلم.
عند طلب المساعدة: أرشديه بدلاً من مجرد إعطائه الحلول. علّميه التفكير المنطقي ليتدرب على حل المشكلات.
التشجيع: شجعيه على اتخاذ مسؤوليات بسيطة مثل تنظيف غرفته والاعتناء بحيوانه الأليف إن وجد. ذلك يبني الثقة بالنفس.
 دعيه يتحمل نتائج أفعاله سواء إيجابية أو سلبية. لا تعاقبيه بشدة على الأخطاء بل اجعله يتعلم منها.
الاستقلالية: احترم استقلاليته الشخصية وخصوصيته كإنسان. لا تفرض سيطرتك كوالد أو والدة عليه بشكل كامل.
المكافئات: كافئيه عندما يبدي مبادرة واستقلالية في تصرفاته. ذلك يشجعه على المزيد.
القدوة: كن قدوة حسنة له باستقلاليتك وثقتك بنفسك. المثال أبلغ من التوجيه والنصيحة.
الهوايات: شجعيه على ممارسة الهوايات والأنشطة التي يحبها لتعزيز ثقته بنفسه واكتشاف مواهبه.
السفر: عند السفر، دعيه يخطط لرحلته بنفسه من حيث تنسيق المواعيد وتجهيز الحقائب.
المصروف: اجعليه يدبر مصروفه الخاص حتى يتعلم إدارة المال منذ الصغر.
الخطأ: إذا أخطأ، لا تنتقديه بقسوة بل ناقشي معه البدائل الأفضل للمرة القادمة.
النقاش: عالجيه كفرد له كيانه وآراؤه، وناقشيه بمنطق عند الاختلاف.
القراءة: شجعيه على القراءة لاكتساب المعرفة والخبرات الجديدة. قدمي له النصح عند الحاجة.
الفرص: أعطيه الفرصة لاتخاذ قرارات أكبر مع التقدم في السن.
المساعدة: قللي تدريجيًا من مساعدتك له في المهام لكن أكدي أنك موجود عند الحاجة.
القواعد والحدود: كن واضحًا في تحديد القواعد والحدود، واطلب منه احترامها.
تعليم طفلك اللعب بمفرده: هو أمر مفيد لتنمية شخصيته وقدراته واستقلاليته ولكن ليس دائماً فالأصل أن يلعب الطفل مع أقرانة لتنمية مهاراتة الاجتماعية. ولكن كيف تفعل ذلك بطريقة صحيحة وسلسة؟
هذه بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لتعويد طفلك على اللعب بمفرده:
  • ابتدئ بتدريج الأمور: أثناء قضاء وقتك مع طفلك، قد تجدين مناسبًا وضعه على كرسي لقراءة قصه، أو وضعه بجوارك أثناء لعبه بألعابه الصغيرة. هذه الأمور كلها تساعد في تشجيعه على استكشاف العالم من حوله بمفرده.
  • جعله يختار من بين خيارات محددة: لا ترهقي طفلك بخيارات كثيرة، بل قدمي له خيارات قليلة وسهلة تتناسب مع عمره واحتياجاته. مثل اختيار نوع الطعام، أو اللعبة، أو الملابس، أو النشاط.
  • تأكدي من راحته: تأكدي من أن جميع احتياجاته الأساسية قد قمت بتلبيتها، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالطعام، الشراب، أو تغيير الحفاضات. هذا يضمن أن يكون في أفضل حال للاستمتاع باللعب والتعلم.
  • تجنبي شعوره بالملل: حاولي تجنب شعور طفلك بالملل من خلال توفير أماكن متنوعة للعب وتبديل الألعاب بشكل منتظم.
  • جربي اللعبة أمامه: شغّلي اللعبة أمام طفلك، فقد يشعر بالفضول لتقليدك والمشاركة في اللعبة بنفسه.
  • احرصي على الاختباء أحيانًا: قدمي لطفلك فرصة للعب بمفرده من خلال الاختباء بين الحين والآخر. يمكنك بدايةً بالبقاء بجواره لفترات قصيرة وزيادة هذه المدة تدريجيًا، حتى يتعود على اللعب بدون الحاجة الدائمة لوجودك. 

هذا يساعد الطفل على تنمية الاستقلالية والثقة بالنفس والمبادرة والحماس والمرونة. تذكر أن الاستقلالية تأتي تدريجيًا مع النضج والخبرة. كن صبورًا وداعماً دومًا.

الأخطاء التي يجب تجنبها لعدم إضعاف شخصية الطفل أو إلحاق الضرر به؟

في بعض الأحيان، قد يقع الأبوين في بعض الأخطاء التربوية، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، والتي تؤثر سلباً على شخصية الطفل وتضعفها أو تلحق الضرر بها. وهذه الأخطاء قد تكون نتيجة لجهل أو تقصير أو تساهل أو تسلط أو تدليل أو غير ذلك من الأسباب. وهذه الأخطاء قد تترك آثاراً عميقة على نفسية الطفل وسلوكه ومستقبله.

فما هي هذه الأخطاء التي يجب تجنبها لعدم إضعاف شخصية الطفل أو إلحاق الضرر به؟

السيطرة: فرض السيطرة الكاملة على الطفل، واجباره على فعل ما لا يرغب فيه ولا يطيقه من الأمور التي تضعف من شخصيته، ولذلك ولتجنب إضعاف شخصية الطفل، يجب عدم إجبار الطفل على ما لا يطيق، ومنحه فرصة للاختيار والتعبير عن رأيه.
السخرية: السخرية تضعف شخصية الطفل ، وتقتلها تماماً، لأنها تحول دون شعوره بثقته في نفسه وقدراته، وينزل من قيمته، ويجعله يشعر بالنقص والعجز.
الصراخ: الصراخ على الطفل يخلق حالة من التوتر والخوف، ويعوق استقراره النفسي والعاطفي، ويؤثر سلباً على شخصيته وثقته بنفسه. كما أن العنف، سواء كان جسدياً أو لفظياً، يلحق أشد الضرر بالطفل ويضعف شخصيته، ويجرح مشاعرة في السنوات الأولي خاصةً.
الخاتمة
في هذا  المقال بينا أهمية الاستقلالية في تعزيز الثقة بالنفس وتكوين الشخصية لدى الطفل، إن توفير الفرص للأطفال لتطوير مهاراتهم الشخصية واتخاذ قراراتهم الصغيرة يسهم في بناء شخصيات قوية ومتوازنة. من خلال تحفيزهم وتشجيعهم على تجربة الأمور بأنفسهم وبعض الأمور الأخرى، وبعض الأمور التي يجب تجنبها، نمنحهم القدرة على التكيف مع التحديات والنجاح في مواجهة الصعاب. عندما يكون الطفل مستقلاً ومؤمناً بنفسه، يمكنه النمو بشكل أفضل في مختلف جوانب حياته. تعزيز هذه القيم يسهم في بناء جيل قادر على تحمل المسؤولية وتحقيق النجاح في المستقبل. 
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.