حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد. يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

- Advertisement -

- Advertisement -

كيف تبني وتحافظ على الثقة في العلاقات الشخصية

- Advertisement -

بناء الثقة في العلاقات

ما هي الثقة ولماذا هي مهمة؟ الثقة هي شعور بالأمان والراحة والاطمئنان بأن شخصا ما أو شيئا ما يمكن الاعتماد عليه والوثوق به. الثقة هي أساس العلاقات الشخصية، سواء كانت عائلية أو زوجية أو مهنية أو علاقة صداقة. الثقة تساعد على بناء الصلات القوية والمتينة بين الناس، وتزيد من الانسجام والتفاهم والتعاون.

الثقة تمنحنا القدرة على التعبير عن أنفسنا ومشاعرنا وآرائنا بحرية وصراحة، دون خوف من الرفض أو الانتقاد أو الخسارة. الثقة تحمينا من الشك والقلق. الثقة ترفع من علافتنا بأنفسنا وبالآخرين، وتزيد من ثقتهم بنا.

ما هي علامات الثقة في العلاقات الشخصية؟

الثقة ليست شيئا يمكن قياسه بسهولة أو دقة، ولكن هناك بعض العلامات التي تدل على وجود الثقة أو غيابها في العلاقات الشخصية. وإليك بعض العلامات  التي تدل على وجودها:

  • الثقة تتطلب الصدق بين الأطراف المعنية، والكشف عن الحقائق والمعلومات بشكل كامل وواضح، دون تضليل أو تحفظ.، الصدق يبني الثقة، والكذب يهدمها.
  • الثقة تتطلب الاحترام بين الأطراف المعنية، والتقدير للقيم والمبادئ والمشاعر والحقوق والاختلافات بينهم. الاحترام يزيد من الثقة، والازدراء ينقصها.
  • الثقة تتطلب الاتصال الفعال والمستمر بين الأطراف، والتبادل والتفاعل والاستماع والتفهم والتواصل. الاتصال يعزز الثقة، والصمت يضعفها.
  •  الثقة تتطلب الثقة بالنفس لكل طرف، والشعور بالرضا والقبول والكفاءة والقيمة بنفسه، دون الحاجة إلى المقارنة أو التنافس أو التأكيد من الآخرين. الثقة بالنفس تساعد على الثقة بالآخرين، والنقصان يعرقلها.
  •  الثقة تتطلب الثقة بالآخرين، والشعور بالأمان والراحة والاطمئنان بأن الآخرين يمكن الاعتماد عليهم والوثوق بهم، وأنهم يحبونه ويدعمونه ويحترمونه. الثقة بالآخرين تساعد على الثقة بنفسه، والشك يمنعها.

ما هي العوامل التي تؤثر على الثقة في العلاقات الشخصية؟

الثقة في العلاقات الشخصية ليست ثابتة أو مستقرة، بل هي متغيرة ومتأثرة بالعديد من العوامل الداخلية والخارجية. بعض هذه العوامل هي:

التاريخ: الثقة تتأثر بتاريخ الأفراد المعنية في التعامل والخبرة والذاكرة لكل طرف فيها، والتي تشكل توقعاته ومعتقداته ومواقفه تجاه الآخرين مما سبق له من مواقف. التاريخ الإيجابي يسهل الثقة، والتاريخ السلبي يصعبها.

السلوك: الثقة تتأثر بالسلوك والأفعال والتصرفات لكل طرف فيها، والتي تظهر مدى التزامه ومصداقيته ومسؤوليته تجاه الآخرين. السلوك المتسق يدعم الثقة، والسلوك المتناقض يهزها.

الظروف: الثقة تتأثر بالظروف والمواقف والأحداث التي تحدث لكل طرف متعلق، والتي تؤثر على مشاعره وحالته وحاجاته ورغباته وقراراته. الظروف السهلة تزيد من الثقة، والظروف الصعبة تختبرها.

البيئة: الثقة تتأثر بالبيئة والمجتمع والثقافة التي يعيش فيها كل طرف متعلق، والتي تحدد قيمه ومعاييره وتوجهاته وسلوكياته وتفاعلاته مع الآخرين. البيئة الداعمة تشجع الثقة، والبيئة العدائية تقمعها.

 الثقة في العلاقات الشخصية

كيف تبني الثقة بنفسك وبالآخرين؟

الثقة ليست شيئا يولد مع الإنسان، بل هي شيئا يتعلمه ويكتسبه ويطوره من خلال تجاربه وعلاقاته في الحياة.
الثقة بالنفس هي شعور بالقدرة والكفاءة والقيمة بنفسك، ولا تعني أبداً الغطرسة أو الغرور، وهي شيء يمكن تتعلمه وتكتسبه وتطوره من خلال تجاربك وعلاقاتك في الحياة.

لبناء الثقة بنفسك وبالآخرين، يمكنك اتباع بعض الخطوات والنصائح التالية:

تقبل نفسك: تقبل نفسك كما أنت، بما في ذلك مزاياك وعيوبك {مع محاولة اصلاح العيوب } وإمكاناتك وحدودك، ولا تقارن نفسك بالآخرين أو تسعى للحصول على موافقتهم أو تقليد توجهاتهم. اعتن بنفسك واهتم بصحتك وراحتك وسعادتك.

اعرف نفسك: اعرف نفسك بشكل جيد وواضح، واكتشف اهتماماتك وأهدافك وقيمك، وحدد نقاط قوتك وضعفك. احترم نفسك وثق بقدراتك {ومن قبل ثقتك بالله } وامنح نفسك الفرصة للتعلم والتطور والتحسين.

اثبت نفسك: اثبت لنفسك وللآخرين أنك شخص موثوق ومسؤول وملتزم، وأنك تفي بوعودك وتحترم اتفاقاتك وتنفذ مهامك. كن متسقا ومنطقيا في سلوكك، وتجنب التناقض والتغيير المفاجئ. اعترف بأخطائك واعتذر عنها {عند حتمية الاعتذار } واصلحها.

تحد نفسك: تحد نفسك بتجربة أشياء جديدة ومختلفة، وبالخروج من منطقة راحتك والتغلب على مخاوفك والتغلب على عقباتك. كن مبدعا ومبتكرا، ولا تخف من المجهول أو المستحيل. احتفل بنجاحاتك وتعلم من تجاربك.

اعرف الآخرين: تعرف على الناس الذي تريد أن تثق بهم، واستمع إليهم وتفهمهم، احترم اختلافاتهم وحدودهم وحقوقهم. اختر الناس الذين يستحقون ثقتك، وتجنب الناس الذين يستغلونك أو يؤذونك.

اتصل بالآخرين: تواصل مع الناس الذين تثق بهم، وشاركهم أفكارك ومشاعرك ومشاكلك، واطلب منهم نصيحتهم ومساعدتهم إذا احتجت إليها، واعطهم رأيك ونصيحتك ومساعدتك. كن صادقا وواضحا ومباشرا في اتصالك، وتجنب الكذب والتضليل والتلميح.

ثق بالآخرين: أعط الناس الذين تثق بهم الثقة التي يستحقونها، ولا تشك فيهم أو تراقبهم أو تتحكم فيهم. اسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم واتخاذ قراراتهم وممارسة حريتهم. ادعمهم وشجعهم. سامحهم إذا أخطأوا واطلب منهم السماح إذا أخطأت.
احترم الآخرين: احترم الآخرين وتقبلهم وتعاون معهم، ولا تحاول التفوق عليهم أو التنافس معهم أو الاستهزاء بهم. كن متفتحا ومتعاطفا مع الآخرين، واستمع إليهم وتفهمهم وتواصل معهم. 

كيف تحافظ على الثقة في العلاقات الشخصية؟

الثقة في العلاقات الشخصية ليست شيئا يمكن تحقيقه مرة واحدة والاستمتاع به إلى الأبد، بل هي شيئا يجب العناية به والمحافظة عليه وتطويره باستمرار. 
للحفاظ على الثقة في العلاقات الشخصية، يمكنك اتباع بعض الخطوات والنصائح التالية:
  • احترم الثقة وقدرها، ولا تأخذها كأمر مسلم به أو مضمون. تذكر أن الثقة هي هدية ثمينة ونادرة، وأنها تحتاج إلى الرعاية والاهتمام.
  • احم الثقة واحفظها، ولا تخاطر بها أو تهدرها أو تخسرها لاي سبب كان سواء مشكلة أو غيرها. تجنب الأشياء والأفعال والأقوال التي تضر بالثقة أو تهدمها.
  • نم الثقة بينك وبين الأخرين وزد منها بالبحث عن الأشياء والأفعال والأقوال التي تفيد الثقة أو تزيد منها أو تعززها.

الفوائد والأضرار الناجمة عن الثقة في العلاقات الشخصية

الثقة في العلاقات الشخصية لها العديد من الفوائد والأضرار، حسب مدى وجودها أو غيابها أو جودتها. الثقة تجلب العديد من الفوائد للأشخاص المتعلقين بها، وبعض هذه الفوائد هي:

  • الثقة تمنح الشعور بالرضا والفرح والهناء في الحياة والعلاقات، وتقلل من الشعور بالحزن والألم والمعاناة.
  • الثقة تمنح القدرة بإذن الله على تحقيق الأهداف والطموحات والإنجازات في الحياة والعلاقات، وتقلل من القدرة على الفشل والإخفاق والتخلف.
  • الثقة تعزز من الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية، وتقلل من الإصابة بالأمراض والاضطرابات بإذن الله.
  • الثقة تمنح السلام الداخلي والخارجي، وتقلل من النزاعات والعنف.

على الجانب الآخر، فالثقة تجلب العديد من الأضرار للأشخاص المتعلقين بها، اذا وضعت في غير مكانها الصحيح. بعض هذه الأضرار هي:

  • الثقة تجلب الخيبة، عندما تخيب ثقتنا بشخص ما أو شيء ما ونفشل في تحقيق توقعاتنا أو رغباتنا أو آمالنا نشعر بالخيبة.
  • الثقة تجلب الخسارة، عندما نفقد شخصا ما أو شيئا ما نثق به بسبب الوفاة أو الانفصال أو الابتعاد أو أي سبب آخر.
  • الثقة في غير محلها قد تجلب الخيانة، عندما يخون شخص ما ثقتنا به، ويفعل شيئا يضر بنا أو يخالف توقعاتنا أو اتفاقاتنا، حينها نشعر بالخيانة.
  • الثقة تجلب الاستغلال، عندما يستغل شخص ما ثقتنا به ويستفيد منا أو يسيء إلينا أو يضر بنا.
  • الثقة قد تجلب الغرور، عندما نثق بأنفسنا أو بالآخرين أكثر من اللازم، فنصبح متعالين أو متجاهلين أو حتى متهورين.

كيف تتعامل مع الخيانة والخسارة والخيبة في العلاقات الشخصية؟

الثقة في العلاقات الشخصية ليست مضمونة أو محمية، بل هي معرضة للخطر والتهديد من قبل الخيانة والخسارة والخيبة. وهذه هي بعض الطرق والنصائح للتعامل معها:

الخيانة: هي عندما يخون شخص ما ثقتك بطريقة متعمدة أو غير متعمدة، ويفعل شيئا يضر بك أو يخالف توقعاتك أو اتفاقاتك.
للتعامل مع الخيانة، يمكنك فعل ما يلي:

  • حدد مصدر الخيانة ودرجتها وتأثيرها عليك وعلى العلاقة. عبر عن مشاعرك وردة فعلك بشكل صحي ومناسب، دون اللجوء إلى العنف أو الانتقام أو الانسحاب.
  • استمع إلى تفسير واعتذار الشخص الخائن، وحاول فهم دوافعه وظروفه ونواياه.
  • قرر ما إذا كنت تريد أن تسامح الشخص الخائن وتستمر في العلاقة معه أو تنهيها.
  • إذا قررت السماح والاستمرار، فعليك أن تعيد بناء الثقة بينكما بالتدريج والصبر والجهد والتزام.
  • إذا قررت الانفصال والانتهاء، فعليك أن تقطع الاتصال بالشخص الخائن وتتخلص من ذكرياته وتتجاوز حزنك وتنفتح على حياة جديدة.

الخسارة: هي عندما تفقد شخصا ما تثق به بسبب الوفاة أو الانفصال أو الابتعاد أو أي سبب آخر. وللتعامل مع الخسارة، يمكنك فعل ما يلي:

  • اعترف بالخسارة واقبلها كحقيقة واقعية، ولا تنكرها أو تهرب منها أو تلوم نفسك أو الآخرين عليها.
  • عبر عن مشاعرك وحزنك بشكل صحي ومناسب، ولا تخفها أو تكبتها أو تسيء إظهارها. 
  • ابحث عن الدعم والمواساة من الله سبحانه وتعالى ثم من الناس الذين تثق بهم وتحبهم.
  • افتح قلبك وعقلك للحياة والأمل والتغيير، ولا تعلق نفسك بالماضي أو تغلق نفسك عن المستقبل. 
  • ابحث عن الفرص والأهداف والمصالح التي تملأ حياتك بالمعنى والسعادة.

الخيبة: هي عندما تخيب ثقتك بشخص ما أو شيء ما بسبب عدم تحقق توقعاتك أو رغباتك أو آمالك. للتعامل مع الخيبة، يمكنك فعل ما يلي:

  • حدد سبب الخيبة ودرجتها وتأثيرها عليك وعلى العلاقة.
  • عبر عن مشاعرك وإحباطك بشكل صحي ومناسب، ولا تنفعل أو تعصب أو تستسلم. 
  • اطلب من الشخص الذي خيب ثقتك تفسيرا وتوضيحا وتبريرا لما حدث.
  • قرر ما إذا كنت تريد أن تعطي الشخص أو الشيء الذي خيب ثقتك فرصة أخرى أو تتخلى عنه.
  •  إذا قررت الإعطاء، فعليك أن تكون واقعيا ومرنا ومتفهما في توقعاتك ورغباتك وآمالك، وقد يكون إعطاء فرص أخرى مناسب حتى تصل الى قناعة تامة بضرورة التخلي.
  •  وإذا ما قررت التخلي، فعليك أن تكون حازما وحكيما ومتفائلا في قراراتك وخياراتك ومواقفك.

احترم نفسك وثق بنفسك واعتن بنفسك، ولا تسمح للخيانة أو الخسارة أو الخيبة أن تهز ثقتك. تذكر أن الثقة هي شيء يمكن إصلاحه وتجديده وتعزيزه، إذا كان هناك رغبة وجهد وصبر وتفاؤل.
خاتمة: في هذه المقالة، تحدثنا عن الثقة في العلاقات الشخصية، وما هي ولماذا هي مهمة، وما هي علاماتها وعواملها، وكيف نبنيها ونحافظ عليها ونتعامل معها، وما هي فوائدها وأضرارها. كما تحدثنا عن الثقة بالنفس، وكيف نبنيها ونطورها ونثبتها وبينا ان الثقة بالله هي الباعث الحقيقي على الثقة بالنفس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.