حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

كيف تساعد ابنك على الاندماج مع أقرانه وأصحابه؟

الاندماج مع الأقران

هل تشعر بالقلق على ابنك الذي يجد صعوبة في الاندماج مع أقرانه في المدرسة أو الحي أو الأنشطة الاجتماعية؟ هل تلاحظ أنه يعزل نفسه عن الآخرين ويفضل اللعب وحده أو مع أشخاص محددين فقط؟ هل تخشى أن يتأثر نموه النفسي والعاطفي والاجتماعي بسبب هذه الصعوبة؟ إذا كانت إجابتك نعم، فأنت بحاجة إلى معرفة أسباب عدم اندماج ابنك مع أصدقائه وكيفية التعامل معه بطريقة فعالة ومساندة. في هذا المقال، سنقدم لك بعض النصائح والإرشادات التي تساعدك على فهم ومساعدة ابنك الذي يعاني من صعوبة الاندماج.

ما هو الاندماج الاجتماعي

الاندماج الاجتماعي هو القدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين بطريقة سليمة ومقبولة، وهو مهارة مهمة لتنمية الشخصية والثقة بالنفس والتكيف مع المجتمع. بعض الأطفال يواجهون صعوبات في الاندماج مع أقرانهم، سواء في المدرسة أو في الأنشطة الخارجية أو في البيت، وهذا قد يؤثر سلباً على نموهم النفسي والعاطفي والاجتماعي. فما هي أسباب عدم الاندماج الاجتماعي عند الأطفال؟ وكيف يمكن للأهل مساعدة أبنائهم على تجاوز هذه الصعوبات وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية؟ 

أسباب عدم الاندماج عند الأطفال

 هناك عدة عوامل قد تساهم في عدم قدرة الطفل على الاندماج مع أصحابه، وهي:
– الفروق الفردية وسمات الشخصية: قد يكون ابنك من الأطفال الخجولين أو الانطوائيين أو الحساسين أو العنيدين أو العصبيين، وهذه السمات قد تجعله يشعر بالرهبة أو الغضب عند التعامل مع الآخرين، ويفضل الابتعاد عنهم أو الاختلاف معهم. 
بعض الأطفال يميلون للانطوائية والخجل والحياء، ويفضلون اللعب وحدهم أو مع شخص واحد فقط، ويجدون صعوبة في الانخراط في مجموعات كبيرة أو متنوعة، وقد يحتاجون وقتًا أطول للشعور بالألفة مع الآخرين. كما أن بعض الأطفال يكونون أكثر حساسية وعصبية وعناداً، ويصعب عليهم التعامل مع النقد أو الخسارة أو التغيير.  
– الحرمان الاجتماعي: قد يكون ابنك قد عانى من نقص في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين في مراحل عمرية مبكرة، مثل عدم وجود أخوة أو أصدقاء أو جيران أو أقارب، أو عدم تشجيعه على اللعب والمشاركة معهم، وهذا قد يؤدي إلى تأخره في تطوير مهارات اجتماعية مثل التواصل والتعاون والتفاهم والتعبير عن الرأي والمشاعر.   
بعض الأطفال قد يعانون من نقص في الفرص الاجتماعية، سواء بسبب ظروف العائلة أو المنطقة أو الثقافة، وهذا يحرمهم من تعلم وممارسة مهارات الاندماج مع الآخرين، ويجعلهم أكثر عزلة وانسحاباً.
– التأخر المعرفي والنمائي البسيط: قد يكون ابنك يعاني من بعض الصعوبات في التعلم أو اللغة أو الانتباه و الذاكرة، وهذا قد يجعله يشعر بالنقص أو الإحباط أو الخوف من الفشل أو السخرية عند مقارنة نفسه بالآخرين، ويفضل الابتعاد عنهم أو حتى الاستسلام لهم.
بعض الأطفال قد يكونون أقل نضجاً أو ذكاءً من أقرانهم، وهذا يصعب عليهم متابعة المحادثات أو الألعاب أو الأنشطة التي يقوم بها الآخرون، ويجعلهم يشعرون بالملل.
– وجود اضطرابات عصبية وعقلية: قد يكون ابنك يعاني من اضطرابات عصبية وعقلية تؤثر على قدرته على الاندماج مع الآخرين، مثل التوحد أو فرط الحركة ونقص الانتباه أو الاكتئاب أو القلق أو الوسواس القهري وغيرها فهؤلاء  قد يجدون صعوبة في التفاعل واللعب مع الآخرين، وهذه الاضطرابات تحتاج إلى تشخيص وعلاج متخصص. 
 إليك بعض الأسباب الأخرى الشائعة لعدم الاندماج عند الأطفال: 
– المشاكل السلوكية أو العاطفية: بعض السلوكيات مثل العدوانية أو انعدام الثقة بالنفس قد تؤدي إلى صعوبة الاندماج. 
– عدم وجود نموذج للمهارات الاجتماعية: بعض الأطفال قد لا يعرفون كيفية التفاعل مع الآخرين إذا كانوا يفتقدون لنموذج يحتذون به.
– الخبرات السابقة السلبية: تجارب مؤلمة سابقة مع الأصدقاء كالتنمر مثلاً قد تؤدي لعزلة الطفل. 
– مشاكل أسرية: مشاكل في الأسرة كالطلاق أو الإهمال قد تسبب صعوبات في التواصل الاجتماعي. الحل هو مساعدة الطفل على تنمية مهاراته الاجتماعية وبناء الثقة والتشجيع على المشاركة في الأنشطة.
 – الملل: بعض الأطفال سريعي الملل ولا يجدون متعة في الألعاب والأنشطة الجماعية لفترة طويلة. 
– صعوبات اللغة: الأطفال الذين يعانون من تأخر النطق أو ضعف المهارات اللغوية قد يواجهون صعوبة في التواصل. 
– القلق الاجتماعي: الخوف والتوتر عند التفاعل مع الآخرين قد يدفع الطفل للانعزال. 
– الاكتئاب: الشعور بالحزن الدائم وفقدان الاهتمام بالأنشطة يؤثر على قدرة الطفل على الاندماج. 
– الذكاء المرتفع: بعض الأطفال ذوي الذكاء المرتفع يفضلون الانشغال بأنفسهم وأفكارهم. 
– صعوبات حسية: مشاكل في السمع أو البصر أو اللمس قد تعيق قدرة الطفل على التفاعل الاجتماعي. 
هذه بعض الأسباب المحتملة التي قد تفسر سلوك الانعزال عند بعض الأطفال.

كيفية التعامل مع الابن الذي يواجه صعوبات في الاندماج

هناك طرق للتعامل مع ابنك الذي يواجه صعوبات في الاندماج.  إذا كنت تريد مساعدة ابنك الذي يواجه صعوبات في الاندماج مع أقرانه، فعليك اتباع بعض الخطوات والطرق التالية: 
– استشر الأخصائيين: إذا كنت تشك في وجود أي مشكلة أو اضطراب عند ابنك، فلا تتردد في استشارة الأخصائيين المختصين، مثل الطبيب أو النفسي أو النطقي أو التربوي، واطلب منهم تقييم حالة ابنك وتشخيصها بدقة، واتباع الخطة العلاجية المناسبة له، والتعاون معهم بشكل دائم ومنتظم. 
– أظهر موقفاً إيجابياً تجاه ابنك: عليك أن تقبل ابنك بحب وتفهم وتقدير، وأن تدرك أنه فريد ومميز بطريقته الخاصة، وأن تعزز من ثقته بنفسه وقدراته، وأن تشجعه على الإبداع والتعلم والتطور، وأن تحميه من الانتقادات السلبية والمقارنات الجارحة والعقوبات القاسية. 
– اختر طرق التعليم المناسبة له: عليك أن تتعرف على أسلوب التعليم الذي يناسب ابنك ويسهل عليه الفهم والحفظ والتطبيق، وأن تستخدم الوسائل والأدوات والأنشطة التعليمية المتنوعة والممتعة والمحفزة، وأن تراعي مستواه واحتياجاته وميوله، وأن تمنحه الوقت والفرصة للتعلم بمعدله الخاص. 
– ساعده على تطوير مهاراته الاجتماعية: المهارات الاجتماعية هي المهارات التي تمكن الشخص من التواصل والتفاعل مع الآخرين بطريقة فعالة ومقبولة. تشمل المهارات الاجتماعية القدرة على الاستماع والتحدث والتعاون والتعبير عن الرأي والمشاعر والاحترام والتكيف وحل المشكلات. 
تعتبر المهارات الاجتماعية مهمة للنجاح في الحياة الشخصية والمهنية والأكاديمية والصحية. لكن كيف يمكن للشخص اكتساب المهارات الاجتماعية؟ فيما يلي بعض الطرق التي تساعد على تنمية المهارات الاجتماعية: 
  •  تحديد الأفكار السلبية واستبدالها: قد يكون للأفكار السلبية تأثير كبير على السلوك الاجتماعي، فإذا كان الشخص يعتقد أنه لا يستحق الاهتمام أو الحب أو القبول، أو أنه سيفشل أو يُرفض أو يُسخر منه، فقد يتجنب المواقف الاجتماعية أو يتصرف بطريقة سلبية أو عدائية. لذلك، يجب على الشخص تحديد الأفكار السلبية التي تقف عائق، وتحليلها بموضوعية، واستبدالها بأفكار إيجابية وواقعية تدعمه وتحفزه، وعلى الوالدين مساعدته في ذلك.
  • استخدام آداب السلوك المناسبة: يجب على الشخص اتباع آداب السلوك المناسبة عند التعامل مع الآخرين، مثل التحية والابتسامة والشكر والاعتذار والانتظار والمشاركة والمساعدة والاحترام. هذه الآداب تساعد على إظهار الاهتمام والتقدير والود والثقة، وتجذب الآخرين وتعزز العلاقات الاجتماعية. 
  • الانتباه إلى لغة الجسد: يجب على الشخص الانتباه إلى لغة الجسد التي يستخدمها ويستقبلها، فالتواصل غير اللفظي يحمل معاني كثيرة ويؤثر على الانطباع الأول. يجب على الشخص أن يتأكد من أن لغة جسده تعكس مشاعره ونواياه بشكل صحيح، وأن تكون متناسقة مع كلامه. كما يجب على الشخص أن يتعلم كيف يفسر لغة جسد الآخرين، ويستجيب لها بشكل مناسب. بعض الأمثلة على لغة الجسد هي النظر في العينين، والابتسامة، والإيماءات، والمسافة الشخصية، والملامح الوجهية.
  • الانضمام إلى مجموعات تعزيز المهارات الاجتماعية: يمكن للشخص الانضمام إلى مجموعات تعزيز المهارات الاجتماعية التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في الاندماج أو القلق الاجتماعي. في هذه المجموعات، يتعلم الشخص مهارات اجتماعية جديدة، ويمارسها في بيئة آمنة وداعمة، ويتلقى نصائح من المشرفين والأعضاء.
كما يتيح الانضمام إلى تلك المجموعات فرصة لتكوين صداقات جديدة مع أشخاص يتفهمون التحديات التي يواجها الشخص.
إليك بعض النصائح العملية الأخرى للتعامل مع الابن الذي يواجه صعوبات في الاندماج: 
– توفير بيئة آمنة وداعمة في المنزل خالية من الضغوطات لبناء ثقته. 
 – تشجيعه على المشاركة في الأنشطة التي يحبها كالرياضة أو الفنون لتنمية مواهبه. 
– تعزيز ثقته بنفسه من خلال الثناء على إنجازاته وجهوده. 
 – تمثيل الأدوار معه لتعليمه كيفية بدء المحادثات والتعامل مع المواقف الاجتماعية. 
 – تشجيعه على الاختلاط بأقران داعمين وتوجيهه في اختيار الأصدقاء. 
 – تعليمه مهارات الاتصال غير اللفظية مثل الابتسام ولغة الجسد. 
 – الاستعانة بالمختصين مثل أخصائي النطق أو الطبيب النفسي عند الحاجة. 
 – عدم مقارنته بالآخرين بل التركيز على تطوره الشخصي. 
 – إشراكه في اتخاذ القرارات المتعلقة بحياته لتعزيز ثقته بنفسه. 
 – أهم شيء إظهار الحب والدعم المستمرين له.
– تقديم نموذج إيجابي في التفاعل الاجتماعي من خلال الحوار المستمر معه وإشراكه. 
– تشجيعه على المبادرة في التحدث مع الآخرين ولو بجمل بسيطة. مثال: شكرًا، صباح الخير، مرحبًا.
 – مساعدته على تحديد اهتماماته وهواياته، ثم البحث عن أندية أو أنشطة جماعية تتناسب معها. 
 – تنظيم لقاءات اجتماعية صغيرة في المنزل مع أقرانه المقربين لبناء الثقة. 
 – تجنب الضغط عليه للاندماج واحترام رغبته في الاستقلالية أحيانًا. 
– الاهتمام بمظهره وملبسه لتعزيز ثقته في نفسه. 
 – إظهار المرونة في تعاملك معه وعدم إرغامه على ما لا يرتاح له.
خاتمة
في هذا المقال، تحدثنا عن كيفية التعامل مع ابن يواجه صعوبات في الاندماج الاجتماعي. شرحنا ما هو الاندماج الاجتماعي وما هي أسباب صعوباتها على بعض الأبناء وما هي تأثيراتها. ثم قدمنا بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الآباء والأبناء في التغلب على هذه الصعوبات وتحقيق النجاح والاندماج والسعادة.  مع الصبر والتشجيع والدعم وغيرها مما ذكر في المقال، سيتحسن تفاعل ابنك تدريجياً بإذن الله. ولا ننسى أهمية الدعاء للأبناء بالتوفيق والنجاح وسعادة الدارين.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.