حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

كيف تساعد ابنك على المذاكرة الذاتية وتنمية ثقته بنفسه؟

المذاكرة الذاتية للطفل

المذاكرة الذاتية هي عملية يقوم فيها الطالب بدراسة مواده الدراسية بمفرده دون الاعتماد على مساعدة الآخرين. هذه العملية تساعد الطالب على تحسين مهاراته العقلية واللغوية والإبداعية. كما أنها تزيد من ثقته بنفسه وتجعله أكثر استقلالية ومسؤولية. ولكن كيف يمكن للوالدين أن يساعدوا أبنائهم على تطوير هذه العادة الجيدة وتحقيق أفضل النتائج؟ في هذا المقال سنقدم لك بعض النصائح والطرق التي تساعدك على تحقيق هذا الهدف.

كيف اجعل ابني يعتمد على نفسة ويذاكر لوحده

ابدأ بتشجيع ابنك على المذاكرة الذاتية منذ سن مبكرة: اجعله يشعر بأن المذاكرة هي نشاط ممتع ومفيد وليس عبئاً أو واجباً. امدحه على جهوده وإنجازاته واحتفل معه بنجاحه. اجعله يرى أنك تثق به وتحترم قدراته ورغباته.
ابتعد عن الضغط أو الانتقاد أو المقارنة: هذه الأمور تؤثر سلباً على معنويات ابنك وتقلل من حماسه وتركيزه. 
لا تجبره على المذاكرة بطريقة معينة أو لوقت محدد أو لمادة محددة. اسمح له بأن يختار ما يناسبه ويناسب طريقة تعلمه. لا تقارنه بالآخرين أو تنتقد أخطائه بشدة. بل عالجها بصبر وتفهم وحاول تصحيحها بطريقة بناءة.
قدم له الحوافز والمكافآت: الحوافز والمكافآت هي وسائل فعالة لتحفيز ابنك على المذاكرة الذاتية. يمكنك أن تقدم له هدايا صغيرة أو مادية أو معنوية عندما يحقق هدفاً أو ينجح في اختبار. يمكنك أيضاً أن تسمح له بممارسة هوايته المفضلة أو مشاهدة برنامجه المفضل أو الخروج مع أصدقائه بعد المذاكرة. 
ولكن تجنب المبالغة في هذه الأمور أو جعلها شرطاً للمذاكرة.
حدد وقتاً للراحة والاسترخاء: الراحة والاسترخاء هي عناصر مهمة لصحة وسعادة ابنك. لا تجعله يمضي وقتاً طويلاً في المذاكرة دون انقطاع. فالعقل البشري لا يستطيع التركيز لأكثر من 45 دقيقة متواصلة. لذلك اجعله يأخذ استراحات قصيرة كل نصف ساعة أو ساعة. 
خلال هذه الاستراحات يمكنه أن يشرب الماء أو يأكل وجبة خفيفة أو يمارس بعض التمارين البدنية أو يلعب بعض الألعاب الذهنية. هذه الأمور تساعده على تجديد طاقته وتحسين مزاجه وذاكرته.
اختر مكاناً مناسباً للمذاكرة: المكان الذي يمارس فيه ابنك المذاكرة الذاتية يلعب دوراً كبيراً في نجاحه أو فشله. يجب أن يكون هذا المكان هادئاً ومريحاً ومنظماً وذا تهوية واضاءة جيدة. يجب أن يحتوي على كل الأدوات والمواد التي يحتاجها ابنك للمذاكرة مثل الكتب والدفاتر والأقلام والمسطرة والآلة الحاسبة وغيرها.
يجب أن يكون بعيداً عن مصادر التشتيت والإزعاج مثل التلفاز والراديو والهاتف والكمبيوتر والألعاب والأخوة الصغار وكل ما يشتت ذهنه.
تابع مستوى ابنك وساعده على التحسين: لا تترك ابنك يذاكر لوحده دون متابعة أو تقييم. اهتم بما يدرسه وما يجد صعوبة فيه. واسأله فيهما. ساعده على حل المشكلات والأسئلة التي تواجهه. ارشده إلى المصادر والمراجع التي تساعده على فهم المواد بشكل أفضل.
 اختبره بشكل دوري ومنوع لتقييم مستواه ومعرفته. اعطه الإفادة الإيجابية والسلبية بطريقة مشجعة ومحفزة. اشرح له نقاط القوة والضعف في أدائه وكيف يمكنه تحسينها.
اشركه في أنشطة تعليمية ممتعة ومفيدة: المذاكرة الذاتية لا تعني الاقتصار على الكتب والدفاتر فقط. بل يمكنك أن تجعلها أكثر تنوعاً وإثارة بإشراك ابنك في أنشطة تعليمية ممتعة ومفيدة. 
 يمكنك أن تستخدم الألعاب والمتاحف والمكتبات والإنترنت وغيرها من الوسائل التي تزيد من اهتمامه ومعرفته بالمواضيع المختلفة.
التعلم بالاختبار: استخدام الاختبارات كوسيلة للتعلم وليس فقط للتقييم. الاختبارات تساعد على تعزيز الذاكرة والفهم والتحصيل، خاصة إذا تم تكرارها بشكل دائم.

 بعض النصائح العملية لمساعدة ابنك على الاعتماد على نفسه والمذاكرة بمفرده

– شجعه على وضع جدول زمني للمذاكرة واجعله يلتزم به. حدد له أوقاتاً معينة في اليوم للمذاكرة وراجع معه الجدول بانتظام.
– وفر له بيئة مناسبة للتركيز خالية من الضوضاء والتشتيت.
– علمه أساليب المذاكرة الفعالة مثل عمل ملخصات وخرائط ذهنية.
– حفزه على طرح الأسئلة أثناء المذاكرة والبحث عن إجاباتها بنفسه أولاً.
– شجعه على طرح الأسئلة إذا واجه صعوبة في فهم شيء ما.
– لا تقم بحل الواجبات مكانه بل دعه يبذل المجهود بنفسه.
– زرع ثقته بنفسه وأظهر له أنك تثق بقدرته على الاعتماد على نفسه.
– أجعله يضع أهدافاً واقعية قصيرة وطويلة المدى لتحفيزه على بذل المزيد من الجهد.
– علمه طرق إدارة الوقت بفاعلية مثل تحديد الأولويات وعدم الإفراط في المهام الترفيهية.
– كافئه عندما ينجز المهام المطلوبة منه في الوقت المحدد.
– شاركه قصص نجاح أشخاص اعتمدوا على أنفسهم للتحفيز.
– أظهر اهتمامك الدائم بتطوره الدراسي واسأله عن تقدمه بانتظام.
– عامله باحترام وثقة وأعطه الفرصة ليتحمل مسؤولية تعلمه.
– كافئه على السلوكيات الإيجابية بغض النظر عن النتائج.
كن قدوة حسنة له: كن قدوة حسنة بتحملك للمسؤولية واحترام الالتزامات. واجعله يراك تقرأ وتتعلم بشغف وحب. اجعله يشاركك في بعض الأنشطة التي تحبها وتجيدها. اجعله يشعر بأن التعلم هو رحلة مستمرة وممتعة وليس محطة نهائية. اجعله يرى أن المذاكرة الذاتية هي عادة تستمر معه طوال حياته وتفتح له أبواب النجاح والتميز.
خاتمة

في هذا المقال تحدثنا عن كيفية جعل الطفل يذاكر لوحده ويعتمد على نفسه. أوضحنا ما هي المذاكرة الذاتية وما هي فوائدها للطالب وللوالدين. ذكرنا بعض النصائح والطرق التي تساعد الوالدين على تشجيع وتعزيز هذه العادة الجيدة لدى أبنائهم. وأخيراً، أكدنا على أهمية كون الوالدين قدوة حسنة لأبنائهم. 

مع الصبر والتشجيع المستمر، سيتعلم ابنك الاعتماد على نفسه تدريجياً في المذاكرة وغيرها من المهام. نأمل أن تساعدك هذه النصائح في تشجيع ابنك على الاعتماد على نفسه وبناء عادات إيجابية.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.