حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

كيف تُعززي مهارات التواصل لدى طفلك | بناء شخصية واثقة

تقوية مهارات التواصل لطفلك 

تعتبر مهارات التواصل من أهم المهارات التي يجب تعلمها الأطفال في مراحلهم الأولى من الحياة. فهي من المهارات التي يُمكن لطفلك أن يُتقنها من صغره. تعلم هذه المهارات يساعد الأطفال على التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل، وفهم الآخرين، وبناء علاقات قوية. في هذا المقال، سنستعرض بعض الاستراتيجيات و النصائح الفعالة لتُساعدك على تعزيز مهارات التواصل لدى طفلك، مع مراعاة عمره ومرحلته التطورية.

1. الاستماع الفعال

الاستماع الفعال لطفلك هو أساس لتحسين مهاراته التواصلية.
خصصي وقتًا للتحدث مع طفلك و الاستماع إليه بشكل كامل ، دون مقاطعته أو إصدار أحكام عليه.
أظهري له أنك تُقدري ما يقوله، و أظهري اهتمامك بمشاعره و أفكاره. واعلمي أن الاستماع الفعال يعني أن تكون متواجدًا بالكامل وتعطي الطفل كل اهتمامك عندما يتحدث. فيُمكنك أن تُعيدي صياغة ما يقوله طفلك لتُثبتِ له أنك تُستمعي إليه، و أنكِ تفهمي ما يريد أن يُعبر عنه.

2. التحدث بوضوح مع الطفل

تحدثي مع طفلك بوضوح و بصوت مُناسب، واستخدمي كلمات بسيطة ومُفهومة له. لا تُستخدمي كلمات معقدة أو مصطلحات قد لا يفهمها. شجعيه على التحدث معك، لا تُقلّلي من أهمية ما يقوله ، حتى لو كان أمرًا بسيطًا، واستمعي إليه بصبر .

3. التفاعل الإيجابي

أظهري لطفلك اهتمامك بما يقوله، و أثني على جهوده في التواصل معك. شجعيه على التعبير عن مشاعره، سواء كانت إيجابية أو سلبية، و علميه كيف يتعامل مع مشاعره بشكل صحي.
يُمكنك أن تُشركِ طفلك في أنشطة تُعزز مهاراته التواصلية ، مثل اللعب الجماعي، قراءة القصص معًا، و غناء الأغاني.

كيف تُعززين مهارات التواصل لدى طفلك 4. مهارات التواصل غير اللفظي

يُعد التواصل غير اللفظي هامًا في التفاعل مع الآخرين، مثل لغة الجسم و التعبير عن الوجه. قومي بشرح معنى التعابير الوجهية مثل الابتسام، العبوس، التذمر، و ربطها بمشاعر مُحددة. كما يمكنك تعليم طفلك عملياً كيف يُعبّر عن مشاعره من خلال التعابير الوجهية، مثل الابتسام عند الفرح، و العبوس عند الحزن. شجعيه على التواصل بالعين عند التحدث مع الآخرين ، و تجنّب التحديق أو التجنّب للنظر في عيون الآخرين. يمكنك القيام بمُحاكاة حركات طفلك، و تشجيعه على مُحاكاة حركاتك، فذلك قد يُساعد على فهم لغة الجسم و التواصل غير اللفظي.

5. التشجيع على قراءة الكتب

تُعد قراءة الكتب من أفضل الطرق لتحسين مهارات التواصل لدى طفلك. اختاري كتبًا مُناسبة لعمره وشجعيه على الاستماع إلى القصص، و تخيل الأحداث و الشخصيات، و الرد على الأسئلة عن القصص التي قرأتها له. القراءة المشتركة أيضاً هي طريقة فعالة لتعزيز مهارات التواصل، عند القراءة مع الطفل، حاول أن تجعل القراءة تفاعلية بقدر الإمكان، بطرح الأسئلة وتشجيع الطفل على التعبير عن أفكاره ومشاعره. كما يمكنك مشاركته في قراءة القصص و مناقشة الشخصيات و الأحداث. 

6. الأنشطة التي تُعزز التواصل

الأنشطة اليومية مثل تناول الطعام، والاستحمام، واللعب، يمكن أن توفر فرصًا رائعة لتعزيز مهارات التواصل. حاول استخدام هذه الأوقات لتشجيع الطفل على التحدث والاستماع مع أقرانه و العائلة، و الرد على الأسئلة و طرح الأسئلة الجديدة. كما يُمكنك أن تُشرك طفلك في أنشطة تُساعد على تعزيز مهاراته التواصلية، مثل اللعب الجماعي، التحدث عن أفكاره و مشاعره، و مشاركة أفكاره مع الآخرين.

 ألعاب و أنشطة مسلية:
اللعب التفاعلي: اللعب التفاعلي هو واحد من أفضل الطرق لتعزيز مهارات التواصل لدى الطفل. يمكن للألعاب التفاعلية مثل الألعاب الدورية أو الألعاب التعليمية أن تساعد الأطفال على تعلم كيفية التعبير عن أنفسهم وفهم الآخرين.
العاب التمثيل: شجع طفلك على تقليد الأصوات أو الشخصيات، أو إعداد مسرحية صغيرة مع دمى أو ألعاب.
العاب اللوح: تُشجع ألعاب اللوح على اتخاذ القرارات، التفكير الاستراتيجي، و التفاعل مع الآخرين.
قصص مصورة: اقرا مع طفلك القصص المصورة، واطلب منه أن يُعيد سرد القصة بأسلوبه، أو أن يخترع قصة جديدة.
اللعب الإبداعي: وفر لطفلك مواد إبداعية مثل الطين، الورق، الألوان، و شجعه على التعبير عن نفسه من خلال الفن.

7. التعامل مع التحديات

لا تُحبطي طفلك من التحدث معك، و لا تُقلّلي من أهمية ما يقوله، حتى لو كان أمرًا بسيطًا.
شجعيه على مُشاركة مشاعره و أفكاره، و علميه كيف يُعبّر عن نفسه بشكل صحي.
شجعي طفلك على التعلم و التطور في مهاراته التواصلية، و لا تُتوقفي عن التحدث معه و الاستماع إليه.

بعض النصائح لتعزيز مهارات التواصل لدى طفلك

تجنّب المقاطعة: انتظر حتى ينهي طفلك ما يريد قوله قبل مقاطعته، و لا تُحاول إنهاء جُمله بدلاً منه.
التشجيع: شجع الطفل على التعبير عن أفكاره ومشاعره. هذا يمكن أن يساعد الطفل على تطوير ثقته في قدراته على التواصل.
الصبر: تعلم مهارات التواصل يستغرق وقتًا. كن صبورًا وداعمًا وتذكر أن كل طفل يتعلم بوتيرته الخاصة.
الممارسة: الطفل يحتاج إلى الكثير من الممارسة لتطوير مهارات التواصل. حاول توفير العديد من الفرص للطفل للتحدث والاستماع في الحياة اليومية.
النموذج الجيد: كن نموذجًا جيدًا للطفل. استخدم اللغة الواضحة والمناسبة للعمر، وأظهر كيفية الاستماع الجيد والتعبير عن الأفكار بشكل واضح.
تقديم الدعم: شجع طفلك على محاولة التواصل، حتى لو كان خائفًا من الخطأ، و أظهر له أنك فخور بجهوده.
التعلم من الأخطاء: لا تنتقد طفلك عندما يُرتكب أخطاء في التواصل، بل أُرشده بشكل هادئ و مُحفز .

ملاحظة: التواصل عملية تستمر طوال الحياة، فاستمر في التحدث مع طفلك و الاستماع إليه، و أعطه الفرصة للتعبير عن نفسه بشكل حر.

تذكر أن كل طفل فريد من نوعه، و قد تحتاج إلى تُجربة بعض الطرق و الاستراتيجيات للحصول على النتائج الأفضل .

ختامًا: إن تعزيز مهارات التواصل لدى طفلك من أهم الأمور التي تُساهم في بناء شخصيته و قدرته على التفاعل مع العالم من حوله و بناء علاقات اجتماعية صحية و مُرضية. ولكنه  يتطلب الكثير من الصبر والممارسة. مع الاستخدام الفعال للنصائح و الاستراتيجيات المذكورة، يمكنك أن تُساعدي طفلك على تطوير مهارات التواصل القوية التي سيستفيد منها في جميع جوانب حياته. تذكري، الأهم من كل ذلك هو أن تكون العملية ممتعة للطفل. فالأطفال يتعلمون أفضل عندما يستمتعون بالعملية. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.