العناد في فترة المراهقة
تعد مرحلة المراهقة من المراحل الحرجة التي يمر بها الاهل والابن أظهرت الدراسات ان المراهقين يعانون مستويات عالية من التوتِّر في معظم الوقت، وذلك لأنّ سنوات المراهقة تتميّز بتغيّرات عاطفيّة وجسديّة وهرمونيّة تؤثِّر في سلوكيّات المراهق. إنّ فهم هذه التغيّرات يمكن الأهل من التعامل بشكل فعّال وداعم خلال هذه الفترة الحسّاسة. وفهم أن العناد هو جزء طبيعي من رحلة المراهقة يساعد الأهل على بناء جسور قوية مع أبنائهم. ويُشجع على تبني نهج مفتوح وداعم، حيث يمكن للأهل أن يكونوا شركاء في التأقلم مع تحديات هذه المرحلة الحرجة. يُفضل التجاوب بطريقة ايجابيه مع عناد المراهقين، والتركيز على فهم الأسباب والتحفيز للبحث عن حلول مناسبة. يساعد هذا الفهم في بناء علاقة صحية وفعالة مع المراهق، ويحد من التوترات في الأسرة. يمكن أن يكون التواصل الفعّال والصداقة مع المراهق أساسًا لفهم أعمق وتقديم الدعم في اللحظات الصعبة. تذكر عناد المراهق يعتبر جزءًا من السلوكيّات المتوقعة البارزة في هذه المرحلة، وهو أمر طبيعيّ. يجب علينا أن نقبله كمرحلةٍ عابرةٍ في حياة أبنائنا، إذ يساعد تقبّله على إيجاد حلولٍ منطقيّة.
كيفية التعامل مع المراهق العنيد
كن متوازنًا في ردود أفعالك: لا تنفعل أو تفقد أعصابك، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الموقف. في الوقت نفسه، لا تسمح للمراهق بالسيطرة على الموقف.
- احترم خصوصيته: في هذه المرحلة من حياته، يبدأ المراهق في السعي لمزيد من الاستقلالية. دعه يختار ملابسه وأصدقائه والأنشطة التي يشارك فيها. ومع ذلك، من المهم أيضًا أن تضع حدودًا واضحة حول ما هو مقبول وما لا يُقبل.
- التأثير الاجتماعي: تلعب الضغوط الاجتماعية دورًا كبيرًا في تشكيل سلوك المراهق، يجب على الأهل فهم هذه الضغوط وتقديم الدعم الملائم.
- حسن سبل التواصل: خصص وقتًا للتحدث مع المراهق دون الحكم عليه. يجب أن يكون الحوار مفتوحًا وصادقًا دون اللجوء إلى الانتقاد. استمع إلى مخاوفه واهتماماته. ساعده على تطوير مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار.
- أشعره بقيمته: أخبر المراهق أنك تحبه وتدعمه. ساعده على تطوير تقديره لذاته.
- تجنّب الحكم عليه: عندما يتصرف المراهق بشكل عنيد، ركز على السلوك وليس على الشخص. على سبيل المثال، بدلاً من القول “أنت عنيد”، يمكنك القول “أشعر بالضيق عندما تفعل ذلك”.
- كن متاحًا دائمًا من أجله: دع المراهق يعرف أنك هناك من أجله، سواء كان يحتاج إلى التحدث أو مجرد وجودك.
- لا تنسحب: عندما يتصرف المراهق بشكل عنيد، قد يكون من المغري الانسحاب منه. ومع ذلك، من المهم أن تستمر في التواصل معه.
- تحفيز الإيجابية: تحفيز السلوكيات الإيجابية يعزز تطور المراهق نحو اتخاذ قرارات صحيحة.
- تعزيز الثقة بناء الثقة أمر أساسي: يجب على الأهل أن يظهروا الصدق والاستقامة لكسب ثقة المراهق.
- حافظ على حسّ الفكاهة: يمكن أن يساعد بعض الضحك والفكاهة في تخفيف التوتر وتحسين التواصل.
-
التواصل الفعّال مع المراهق: يجب أن تكون حواراتك مع ابنك المراهق مفتوحة وصادقة ومحترمة، وأن تستمع إلى وجهة نظره وتفهم مشاعره واهتماماته، وأن تعبر له عن حبك وثقتك فيه، وأن تشاركه في اتخاذ القرارات التي تخص حياته.
- وضع القواعد الأساسية للسلوك: يجب أن تحدد للمراهق ما هي التوقعات والمسؤوليات التي عليه الالتزام بها، وما هي الحدود والعواقب التي ستطبق في حالة خرقها، و تشرح له سبب وجود هذه القواعد، وأن تكون مطبقاً لها، إذا لم تطبق القواعد، فلن يأخذها المراهق على محمل الجد. وتأكد من أن القواعد عادلة وقابلة للتطبيق.
-
تحديد الحدود برفق: تحديد الحدود الواضحة برفق يضع إطارًا للسلوك دون فرض قيود، واشرح له ما تتوقعه منه من حيث السلوك والأداء، وبعد تحديد الحدود يجب علي المراهق الالتزام بها.
- قدم خيارات للمراهق: عند تحديد الحدود قدم للمراهق خيارات. سيساعده ذلك على الشعور بالاستقلالية والمسؤولية.
- الاستماع بدون الحكم: الاستماع بفتح القلب ودون الحكم يسهم في بناء فهم أعمق لمشاكل المراهق وتقديم الدعم المناسب.
- تقديم الدعم العاطفي: يحتاج المراهق إلى دعم عاطفي قوي. يجب على الأهل توفير الأمان العاطفي والتفاهم في اللحظات الصعبة.
- تحفيز المشاركة في الأنشطة الإيجابية: تشجيع المراهق على المشاركة في الأنشطة الإيجابية يخلق توازنًا صحيًا في حياتهم.
- تأديب المراهق بالطريقة الصحيحة: يجب أن تكون عقوباتك للمراهق مناسبة لخطأه، وألا تكون عنيفة أو مهينة أو مفرطة، وأن تستخدم الإشادة والتشجيع عندما يظهر سلوكًا إيجابيًا، وألا تستخدم الانتقاد أو السخرية أو الإساءة.
- طلب المساعدة: إذا شعرت بأنك لا تستطيع التعامل مع المراهق العنيد بمفردك، فلا تتردد في طلب المساعدة من شخص آخر، سواء كان زوجًا أو صديقًا أو قريبًا أو مستشارًا نفسياً
كن متفهماً: تذكر أن المراهق يمر بمرحلة صعبة من النمو. كن متفهماً لمشاعره واحتياجاته.
بعض الأمثلة على كيفية تطبيق النصائح المذكورة أعلاه
إذا كان المراهق يتحدث بوقاحة، فيمكنك التوقف عن التحدث معه حتى يتعلم أن يكون أكثر احترامًا.
في ختام هذا المقال، يظهر التعامل مع المراهق العنيد كتحدي يتطلب فهمًا عميقًا واستراتيجيات فعّالة. يجب أن يكون التواصل الفعّال وتقديم الدعم الشامل جزءًا من رحلة الأهل. بمجرد تبني هذه الأساليب، سيكون بإمكان الأهل بناء علاقة قوية وصحية مع المراهق، تساهم في نموه الشخصي والاجتماعي، ولا نغفل جانب الدعاء لهم بصلاح الحال.
الأسئلة الشائعة
1. كم من الوقت يحتاج الأهل لرؤية تحسن في سلوك المراهق؟ عندما يتبنى الأهل استراتيجيات فعّالة، يمكن رؤية تحسن تدريجي في سلوك المراهق. الاستمرارية في التواصل وتقديم الدعم هي المفتاح.
2. هل يمكن أن يكون السلوك العنيد ناتجًا عن مشاكل صحية؟ نعم، قد يكون السلوك العنيد ناتجًا عن مشاكل صحية نفسية. يجب على الأهل الانتباه إلى التغيرات الملحوظة والتفاعل بحساسية.
3. هل يؤثر التوتر الأسري على سلوك المراهق؟ نعم، التوتر الأسري يمكن أن يكون له تأثير كبير على سلوك المراهق. إدارة التوتر بشكل إيجابي يسهم في تحسين العلاقة.
4. هل يمكن أن يكون البحث عن المساعدة مفيدًا حتى إذا كان السلوك ليس متطرفًا؟ نعم، البحث عن المساعدة الاحترافية يمكن أن يكون مفيدًا حتى إذا كان السلوك غير متطرف. يساعد في فهم أعماق القضايا وتقديم الدعم المناسب.
5. كيف يمكنني تعزيز الثقة مع مراهقي؟ تعزيز الثقة يتطلب الصدق والاستقامة. كن متاحًا للحديث وكن حاضرًا لاحتياجاتهم دون النيل من خصوصيتهم.