حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

متي يأكل الطفل وماذا يأكل| تطور مرحلة الطعام والتغذية

  الطعام والتغذية للطفل

الطفل متى يأكل، وماذا يأكل، عندما يتعلق الأمر بتغذية الطفل، تصبح كل لحظة في رحلة الأمومة والأبوة مليئة بالقرارات والاستكشافات. من لحظة الولادة وحتى الشهور الأولى من الحياة، يحتاج الأطفال إلى التغذية الصحيحة لدعم نموهم السريع وتطورهم البدني والعقلي. من أهم المراحل الحرجة في حياة الطفل هي مرحلة بدء الطعام والتغذية، حيث ينتقل الطفل تدريجيًا من الرضاعة إلى تناول الأطعمة الصلبة. وتعتبر هذه المرحلة حساسة وتحتاج إلى متابعة دقيقة من الأهل لضمان نمو الطفل وتغذيته بشكل سليم. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كل ما يخص الطعام والأكل للطفل من بداية مرحلة الإطعام والنوعية وغيرها من التفصيلات الهامة.

تطور مرحلة الطعام والتغذية

في الشهور الأولى حليب الأم أساس التغذية:  يعتبر حليب الأم أو البديل المناسب له هو الغذاء الأساسي والأمثل للطفل في الشهور الأولى. يحتوي حليب الأم على جميع العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها الرضيع  في الشهور الستة الأولى من حياته. يُنصح الأمهات بالرضاعة الطبيعية حصرياً خلال هذه الفترة إذا أمكن ذلك، لما له من فوائد صحية للطفل والأم على حد سواء. بعدها يمكن البدء تدريجيًا بإدخال الأطعمة التكميلية مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى سن السنتين على الأقل.

بداية مرحلة الأطعمة الصلبة: عادة ما يُوصى ببدء إدخال الأطعمة الصلبة عندما يبلغ الطفل الشهر السادس. يجب أن يكون الطفل قادراً على الجلوس  بمساندة وأن يكون لديه القدرة على السيطرة على رأسه ورقبته. 
 تبدأ هذه المرحلة بأطعمة مهروسة أو معجونة كالحبوب المُدعمة بالحديد والخضار والفواكه المهروسة. من المناسب إدخال الحبوب والخضروات المهروسة جيدًا مثل الجزر والبطاطا والقرع وفول الصويا. 
كما يمكن إضافة اللحوم المفرومة ناعمًا مثل لحم الدجاج أو البقر أو الأسماك. ومن المفيد أيضًا إدخال الفواكه الطرية مثل الموز والتفاح المهروس. 
 من المهم مراعاة قوام الطعام في البداية حيث يفضل أن يكون لينًا وسهل البلع. كما يجب عدم إضافة التوابل والملح إلى طعام الرضيع. ويفضل تقديم كميات قليلة في البداية ثم زيادتها تدريجيًا مع مراقبة استجابة الطفل.
التنوع في الأطعمة وتجنب الحساسية: ومن الضروري مراعاة حساسية الطفل لبعض الأطعمة وعدم إدخال أي طعام قبل عمر 4 أشهر لتجنب الحساسية. مع تقدم الطفل في العمر، يُمكن تقديم مجموعة أوسع من الأطعمة.
 ينصح بإدخال نوع جديد من الطعام كل بضعة أيام لمراقبة أي ردود فعل تحسسية. تشمل الأطعمة الأولى البطاطا الحلوة، الموز، التفاح، والكمثرى، بالإضافة إلى الخضار.

                                                                        

القواعد الهامة أثناء إطعام الطفل: يجب على الأبوين مراعاة النظافة الشخصية ونظافة الأطعمة المُقدمة للطفل. كما يجب التأكد من أن الأطعمة ليست ساخنة جداً أو باردة جداً. ينبغي تجنب الأطعمة الصغيرة الصلبة جداً التي قد تسبب الاختناق ،مثل الحبوب الكاملة أو الفواكه غير المهروسة جيداً.

تنويع النكهات والقوام: مع نمو الطفل، يصبح من الضروري تنويع النكهات والقوام لتعزيز تطور حاسة التذوق والمضغ. الأطعمة مثل البطاطس المسلوقة والمهروسة، الأفوكادو، واللحوم الناعمة يمكن أن تقدم تدريجياً.

في سن 8-10 أشهر: يكون الطفل قادرًا على تناول أطعمة لينة مهروسة قليلاً مع قطع صغيرة يستطيع مضغها. في هذه المرحلة:

– الخضروات الورقية اللينة مثل السبانخ والبقدونس. 
– الدجاج المفروم بشكل ناعم. 
– لحم البقر أو الضأن المفروم. 
– الأسماك مثل السلمون والتونة. 
– البيض المسلوق ناعمًا. 
– العدس والحمص والفول المهروس. 
– الأرز والمعكرونة الناعمة جدًا. 
– الفواكه الطرية مثل الموز والتفاح والكمثرى.
 وحوالي عمر السنة: يكون الطفل قادرًا على المضغ وتناول قطع صلبة قليلاً. لذا يمكن إدخال الخبز والكراكر والبسكويت غير المالح. كما يستطيع تناول الخضروات والفواكه المقطعة قطعًا صغيرة. 
 السنة الثانية: تزيد الحاجة للبروتينات خلال السنة الثانية، لذا من المهم إدخال اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان كالجبن واللبن.
 وبحلول عمر السنتين: تكون القدرة على المضغ والبلع قد اكتملت ويستطيع الطفل تناول معظم الأطعمة العائلية مع بعض الاحتياطات مثل تجنب المكسرات لتفادي الاختناق، وطحن اللحوم جيدًا، وتقطيع الخضروات إلى قطع صغيرة. 
 ومن المهم جدًا مراعاة تنوع الأطعمة التي يتناولها الطفل لضمان حصوله على التغذية الكاملة اللازمة لنموه السليم. 
فالتغذية غير المتوازنة قد تؤدي إلى نقص بعض العناصر الغذائية أو الفيتامينات. 
لذا ينصح بتقديم وجبات متنوعة تشمل الحبوب والبروتينات والخضروات والفواكه بالإضافة لمنتجات الألبان.
الأطعمة الممنوعة: هناك بعض الأطعمة التي يجب تجنبها في السنة الأولى، مثل العسل، الذي يمكن أن يحتوي على جراثيم قد تكون خطرة للطفل. كما يُنصح بتجنب الحليب البقري كمشروب رئيسي قبل الشهر الثاني عشر.
 كما ينبغي الانتباه إلى عدم تناول الطفل لكميات كبيرة من الحلويات والمشروبات الغازية والوجبات السريعة لتفادي السمنة والإصابة بأمراض القلب والسكري. بل يفضل تشجيعه على تناول الفواكه بدلاً من الحلوى.

نصائح للأبويين في مرحلة إطعام وتغذية الطفل

الرضاعة الطبيعية والأطعمة الصلبة: حتى مع بداية تناول الطفل للأطعمة الصلبة، يجب أن يستمر في الحصول على الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي حتى عمر السنة على الأقل. يُوصى بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية طالما كان ذلك ممكناً لكل من الأم والطفل.

إنشاء روتين للوجبات: إنشاء روتين لوجبات الطفل يُمكن أن يساعد في تنظيم العادات الغذائية وتعزيز الشعور بالأمان لدى الطفل. توقيت الوجبات ومكان تناولها يجب أن يكون متسقاً قدر الإمكان.
مراقبة الإشارات: من المهم أن يتعلم الأبوين مراقبة إشارات الطفل التي تدل على الجوع أو الشبع. الإفراط في الأكل والإطعام يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية، كما أن التقليل من الطعام يمكن أن يعيق نمو الطفل.

المكملات الغذائية: في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بمكملات غذائية مثل فيتامين د أو الحديد، خصوصاً إذا كان الطفل يتغذى حصرياً على الحليب الصناعي.

التشجيع على الأكل الذاتي: بمجرد أن يصبح الطفل قادراً على الإمساك بالأشياء، يمكن تشجيعه على الأكل بنفسه باستخدام الأطعمة التي يمكن إمساكها باليد، كقطع الفواكه الكبيرة المسلوقة والخضار.
الصبر والمرونة: قد لا يتقبل الطفل نوعاً معيناً من الأطعمة بسرعة، وهنا يأتي دور الصبر والمرونة ينبغي للأبويين ان يقدموا الأطعمة الجديدة عدة مرات، لأن الطفل قد يحتاج إلى تجربة نكهة معينة عدة مرات قبل أن يبدأ بتقبلها.
التواصل مع الطبيب: يجب على الأبوين التواصل مع الطبيب باستمرار اذا احتاج الأمر ذلك لمتابعة نمو الطفل وتطوره، وللتأكد من أنه يتلقى العناصر الغذائية اللازمة.

الاستمتاع بالوقت معاً: يجب أن تكون وجبات الطعام وقتاً للتواصل والاستمتاع مع الطفل، وليس مجرد إطعامه. تشارك الطفل في الوجبات العائلية، حتى لو لم يأكل الطفل الكثير، يساعده على تعلم عادات الأكل الصحية ويشجعه على تجربة أطعمة جديدة.

الختام:  تغذية الطفل مسؤولية كبيرة تتطلب وعياً ومعرفة بأفضل الممارسات. توفير تغذية متوازنة وآمنة منذ البداية يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية طويلة المدى على صحة ورفاهية الطفل. ومع مرور الوقت، سيتعلم الأبوين كيفية التكيف مع احتياجات الطفل المتغيرة وتقديم الدعم اللازم له خلال رحلة النمو هذه. وبشكل عام، من المهم احترام شهية الطفل وعدم الإكراه على أكل كميات كبيرة من الطعام. فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل في العلاقة مع الطعام لاحقًا. كما يجب تجنب استخدام الطعام كوسيلة للمكافأة أو العقاب. وبالتالي، إن بدء الطفل على تناول الطعام بشكل صحيح ومتوازن ومتنوع يعتبر أمرًا حيويًا لضمان نموه السليم وتجنب المشكلات الصحية اللاحقة. لذا ينبغي أخذ هذه المرحلة بجدية واهتمام واستشارة الطبيب عند الحاجة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.