الطعام والتغذية للطفل
الطفل متى يأكل، وماذا يأكل، عندما يتعلق الأمر بتغذية الطفل، تصبح كل لحظة في رحلة الأمومة والأبوة مليئة بالقرارات والاستكشافات. من لحظة الولادة وحتى الشهور الأولى من الحياة، يحتاج الأطفال إلى التغذية الصحيحة لدعم نموهم السريع وتطورهم البدني والعقلي. من أهم المراحل الحرجة في حياة الطفل هي مرحلة بدء الطعام والتغذية، حيث ينتقل الطفل تدريجيًا من الرضاعة إلى تناول الأطعمة الصلبة. وتعتبر هذه المرحلة حساسة وتحتاج إلى متابعة دقيقة من الأهل لضمان نمو الطفل وتغذيته بشكل سليم. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كل ما يخص الطعام والأكل للطفل من بداية مرحلة الإطعام والنوعية وغيرها من التفصيلات الهامة.
تطور مرحلة الطعام والتغذية
في الشهور الأولى حليب الأم أساس التغذية: يعتبر حليب الأم أو البديل المناسب له هو الغذاء الأساسي والأمثل للطفل في الشهور الأولى. يحتوي حليب الأم على جميع العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها الرضيع في الشهور الستة الأولى من حياته. يُنصح الأمهات بالرضاعة الطبيعية حصرياً خلال هذه الفترة إذا أمكن ذلك، لما له من فوائد صحية للطفل والأم على حد سواء. بعدها يمكن البدء تدريجيًا بإدخال الأطعمة التكميلية مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى سن السنتين على الأقل.
القواعد الهامة أثناء إطعام الطفل: يجب على الأبوين مراعاة النظافة الشخصية ونظافة الأطعمة المُقدمة للطفل. كما يجب التأكد من أن الأطعمة ليست ساخنة جداً أو باردة جداً. ينبغي تجنب الأطعمة الصغيرة الصلبة جداً التي قد تسبب الاختناق ،مثل الحبوب الكاملة أو الفواكه غير المهروسة جيداً.
تنويع النكهات والقوام: مع نمو الطفل، يصبح من الضروري تنويع النكهات والقوام لتعزيز تطور حاسة التذوق والمضغ. الأطعمة مثل البطاطس المسلوقة والمهروسة، الأفوكادو، واللحوم الناعمة يمكن أن تقدم تدريجياً.
في سن 8-10 أشهر: يكون الطفل قادرًا على تناول أطعمة لينة مهروسة قليلاً مع قطع صغيرة يستطيع مضغها. في هذه المرحلة:
نصائح للأبويين في مرحلة إطعام وتغذية الطفل
الرضاعة الطبيعية والأطعمة الصلبة: حتى مع بداية تناول الطفل للأطعمة الصلبة، يجب أن يستمر في الحصول على الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي حتى عمر السنة على الأقل. يُوصى بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية طالما كان ذلك ممكناً لكل من الأم والطفل.
إنشاء روتين للوجبات: إنشاء روتين لوجبات الطفل يُمكن أن يساعد في تنظيم العادات الغذائية وتعزيز الشعور بالأمان لدى الطفل. توقيت الوجبات ومكان تناولها يجب أن يكون متسقاً قدر الإمكان.
مراقبة الإشارات: من المهم أن يتعلم الأبوين مراقبة إشارات الطفل التي تدل على الجوع أو الشبع. الإفراط في الأكل والإطعام يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية، كما أن التقليل من الطعام يمكن أن يعيق نمو الطفل.
المكملات الغذائية: في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بمكملات غذائية مثل فيتامين د أو الحديد، خصوصاً إذا كان الطفل يتغذى حصرياً على الحليب الصناعي.
التشجيع على الأكل الذاتي: بمجرد أن يصبح الطفل قادراً على الإمساك بالأشياء، يمكن تشجيعه على الأكل بنفسه باستخدام الأطعمة التي يمكن إمساكها باليد، كقطع الفواكه الكبيرة المسلوقة والخضار.
الصبر والمرونة: قد لا يتقبل الطفل نوعاً معيناً من الأطعمة بسرعة، وهنا يأتي دور الصبر والمرونة ينبغي للأبويين ان يقدموا الأطعمة الجديدة عدة مرات، لأن الطفل قد يحتاج إلى تجربة نكهة معينة عدة مرات قبل أن يبدأ بتقبلها.
التواصل مع الطبيب: يجب على الأبوين التواصل مع الطبيب باستمرار اذا احتاج الأمر ذلك لمتابعة نمو الطفل وتطوره، وللتأكد من أنه يتلقى العناصر الغذائية اللازمة.
الاستمتاع بالوقت معاً: يجب أن تكون وجبات الطعام وقتاً للتواصل والاستمتاع مع الطفل، وليس مجرد إطعامه. تشارك الطفل في الوجبات العائلية، حتى لو لم يأكل الطفل الكثير، يساعده على تعلم عادات الأكل الصحية ويشجعه على تجربة أطعمة جديدة.
الختام: تغذية الطفل مسؤولية كبيرة تتطلب وعياً ومعرفة بأفضل الممارسات. توفير تغذية متوازنة وآمنة منذ البداية يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية طويلة المدى على صحة ورفاهية الطفل. ومع مرور الوقت، سيتعلم الأبوين كيفية التكيف مع احتياجات الطفل المتغيرة وتقديم الدعم اللازم له خلال رحلة النمو هذه. وبشكل عام، من المهم احترام شهية الطفل وعدم الإكراه على أكل كميات كبيرة من الطعام. فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل في العلاقة مع الطعام لاحقًا. كما يجب تجنب استخدام الطعام كوسيلة للمكافأة أو العقاب. وبالتالي، إن بدء الطفل على تناول الطعام بشكل صحيح ومتوازن ومتنوع يعتبر أمرًا حيويًا لضمان نموه السليم وتجنب المشكلات الصحية اللاحقة. لذا ينبغي أخذ هذه المرحلة بجدية واهتمام واستشارة الطبيب عند الحاجة.