حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

مساوئ الصوت العالي والصراخ للأم في تربية الأطفال| كيف تتجنبيها؟

صوت الأم العالي والصراخ

الصراخ هو وسيلة من وسائل التواصل اللفظي التي يستخدمها البعض للتعبير عن مشاعرهم أو رأيهم أو طلبهم أو أمرهم بصوت عالٍ ومرتفع. قد يلجأ البعض إلى الصراخ في بعض المواقف التي يشعرون فيها بالغضب أو القلق أو الاستياء. فهل تصرخين على أطفالك كثيراً؟ هل تعتقدين أن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعبير عن غضبك أو إحباطك أو همك أو تواصلك مع أطفالك؟ إذا كانت إجابتك نعم، فعليك أن تعلمي أن الصوت العالي للأم في تربية الأطفال ليس حلاً أو وسيلة أو أسلوباً أو مهارة، 

الأم هي معلمة الطفل الأولى، والمرشدة له في حياته. فيجب عليها  أن تكون حكيمة وصبورة ومتفهمة في تعاملها مع أطفالها، وأن تستخدم أساليب تربوية فعالة ومناسبة لعمرهم وشخصيتهم. 
ومن أهم هذه الأساليب هو التواصل الإيجابي بين الأم والطفل، الذي يعتمد على الحوار الهادئ والمحب والمشجع، والابتعاد عن الصراخ والعنف والتهديد والإهانة.

فالصراخ هو أحد أسوأ الأساليب التربوية التي تستخدمها بعض الأمهات في محاولة لفرض سلطتهن على أطفالهن، أو للتعبير عن غضبهن وإحباطهن من بعض التصرفات السلبية التي يقوم بها الأطفال.

ولكن هل تدرك هذه الأمهات مساوئ الصوت العالي للأم في تربية الأطفال، وكيف يؤثر على نفسيتهم وسلوكهم ومستقبلهم؟ وهل تعرف كيف تتجنب الصراخ على أطفالها، وتحل محله بأساليب أفضل وأكثر فاعلية؟

في هذه المقالة، سنتعرف على مساوئ الصوت العالي للأم في تربية الأبناء، وسنقدم بعض النصائح والحلول للتخلص من هذه العادة السيئة، ولبناء علاقة سليمة ومتوازنة بين الأم والطفل.

مساوئ الصوت العالي والصراخ للأم 

الصراخ على الأطفال له آثار سلبية عديدة على مستويات مختلفة، منها ما هو جسدي ومنها ما هو نفسي ومنها ما هو اجتماعي وتربوي. ومن أبرز هذه المساوئ ما يلي:

تضر بصحة الطفل: فالصراخ يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول في جسم الطفل، وهو هرمون التوتر والقلق، والذي يؤثر سلبا على جهاز المناعة وأجهزة الجسم الأخرى للطفل. كما ان الصراخ يرفع من ضغط الدم ونبضات القلب للطفل.

تضعف شخصية الطفل: فالصراخ ينقص من ثقة الطفل بنفسه وبقدراته، ويجعله يشعر بالذنب والخجل والنقص، كما ان الصراخ يثير مشاعر الخوف والقلق والعدوانية والانطواء وغيرها من المشاعر السلبية لدى الطفل.

يؤثر على تطور الدماغ: فالصراخ يغير الطريقة التي ينمو بها دماغ الطفل، ويؤثر على أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة الأصوات واللغة والذاكرة والتعلم والتفكير والإبداع.

 وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأطفال الذين تعرضوا للصراخ أو أي نوع من الإساءة في مرحلة الطفولة لديهم اختلافات ملحوظة في حجم وشكل ووظيفة الدماغ مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا لذلك .

يضر بالعلاقة بين الأم والطفل: فالصراخ يخلق جوا من العداء والتوتر والصراع بين الأم والطفل، ويقلل من الحب والاحترام والتقدير والتفاهم بينهما. كما أن الصراخ يجعل الطفل يبتعد عن الأم ويتجنب الحديث معها أو الاستماع إليها أو الطاعة لها، ويبحث عن بدائل أخرى للحصول على الدعم والمواساة والتقبل .

 من المساوئ الأخرى للصوت العالي في تربية الأبناء:

– يخلق جواً من التوتر وعدم الاستقرار داخل الأسرة، مما يؤثر سلباً على نفسية الطفل.

– يجعل الطفل يشعر بالخوف وعدم الأمان، وهو ما يؤثر على تكوين شخصيته.
– قد يدفع الطفل للعناد والتمرد كردة فعل على الصراخ المستمر.
– يشتت تركيز الطفل ويصعب عليه فهم ما تقوله الأم أثناء الصراخ.
– يعطي انطباعاً سلبياً للطفل عن التواصل داخل الأسرة.
– يسبب الإحباط وفقدان الثقة بالنفس عند الطفل عندما يُوبخ باستمرار.

– قد يؤدي إلى مشاكل صحية كالصداع وارتفاع ضغط الدم وغيرها.

حلول لتجنب الصوت العالي للأم في تربية الأطفال

بعد أن عرفنا مساوئ الصوت العالي للأم في تربية الأطفال، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: كيف تتجنب الأم الصراخ على أطفالها، هذه هي بعض النصائح والحلول التي تساعد الأم على التخلص من عادة الصراخ، وتحسين علاقتها مع أطفالها:

تعرفي على أسباب الصراخ: قبل أن تحاولي تغيير سلوكك، عليك أن تفهمي ما الذي يدفعك إلى الصراخ على أطفالك، هل هو الضغط النفسي أو المهني أو الاجتماعي الذي تعانين منه؟ هل هو الإرهاق أو النوم القليل أو الصحة السيئة التي تؤثر على مزاجك؟ 

هل هو الخوف أو القلق أو الحساسية التي تسيطر على عقلك؟ هل هو الجهل أو سوء الفهم أو التوقعات العالية التي تعرقل تواصلك مع أطفالك؟ عندما تعرفي الأسباب، ستكون أكثر قدرة على مواجهتها وحلها .

ابحثي عن بدائل أخرى للصراخ: بدلا من أن تصرخي على أطفالك كلما فعلوا شيئا لا يعجبك، حاولي أن تجدي طرقا أخرى للتعبير عن مشاعرك وموقفك. مثلا، يمكنك أن تتنفسي بعمق وتهدئي نفسك، ثم تتحدثي معهم بلغة الجسد والعين والصوت التي تعكس الحزم والهدوء والوضوح والاحترام.

 أو يمكنك أن تستخدمي الكلمات والجمل التي تعبر عن مشاعرك ورأيك، دون أن تهيني أو تهددي أو تلومي أطفالك. 
أو يمكنك أن تضعي قواعد وعقوبات ومكافآت واضحة ومنطقية وعادلة لسلوك أطفالك، وتطبقيها بانتظام وثبات.

تعلمي مهارات التواصل الإيجابي: لكي تتجنبي الصراخ على أطفالك، عليك أن تتعلمي كيف تتواصلي معهم بطريقة إيجابية وفعالة. ومن أهم هذه المهارات ما يلي: 

– الإنصات الفعال – على الأم إعطاء كامل انتباهها لطفلها أثناء حديثه معها، والتوقف عن أي نشاط آخر للتركيز عليه.

– تقبل مشاعر الطفل – يجب عدم انتقاد مشاعر الطفل أو سخريتها بل تقبلها والتعامل معها بهدوء.
– التشجيع – من خلال الابتسام والإشادة والثناء عندما يعبر الطفل عن نفسه.
– ضبط النفس – عدم الانفعال أو رفع الصوت مهما بدر من الطفل من سلوكيات.
– التواصل البصري – الحفاظ على الاتصال البصري مع الطفل أثناء الحديث.
– احترام خصوصية الطفل – عدم الضغط عليه للتحدث واحترام رغبته في الصمت أحياناً.
– طرح الأسئلة – لمعرفة وجهة نظر الطفل وتشجيعه على التحدث.
– تخصيص الوقت – تخصيص وقت كافٍ للجلوس مع الطفل بانتظام للتحدث معه.

– ضبط نبرة الصوت – استخدام نبرة هادئة ودافئة توحي بالحب والقبول.
إليك بعض النصائح الإضافية لتجنب الصراخ مع الأبناء:

– حاولي التحكم في انفعالاتك وعدم الرد بصورة متسرعة، خذي نفساً عميقاً وعدّي إلى 10 قبل الرد.

– ناقشي الأمور بهدوء واشرحي للطفل وجهة نظرك. استمعي لوجهة نظره أيضاً.

– حددي قوانين وحدود واضحة وثابتة للسلوك المقبول وغير المقبول.
– كافئي السلوك الإيجابي بدلاً من مجرد انتقاد السلبي.
– كافئي طفلك عندما يبدي تواصلاً إيجابياً معكِ.
– إذا فقدتِ أعصابك، خذي استراحة قصيرة حتى تهدئي.
– اطلبي مساعدة الأب أو أحد الأقارب عند الضرورة.
– لا تنتظري حدوث المشكلة، بل قومي بالوقاية من خلال الحوار الدائم مع أبنائك.
– قومي بتنظيم وقتك والتزاماتك لتقليل الضغط والتوتر. خصصي وقتاً للراحة والاستجمام.
– مارسي أنشطة تساعد على تهدئة الأعصاب مثل التأمل أو الخروج في الهواء الطلق أو تلاوة القرآن وهو أهمها.
– حافظي على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام للمساعدة على ضبط الانفعالات.
– شاركي مشاعرك وضغوطاتك مع شريك حياتك أو صديقة مقربة للتنفيس عنها.
– احرصي على الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً.
– لا تترددي في طلب المساعدة عند الحاجة سواء من الأسرة أو استشارة أخصائي اذا لزم الأمر.
– تذكري دائماً أنك القدوة والمثل الأعلى لأبنائك.
الخاتمة
في هذا المقال، تحدثنا عن موضوع ” الصوت العالي والصراخ للأم في تربية الأطفال“. وأوضحنا لماذا يجب أن نتوقف عن الصراخ، وكيف نحسن علاقتنا مع ابناءنا. وقدمنا بعض النصائح كالتواصل الهادئ وتوجيه الطفل بحكمة ومناقشته بعقلانية وغيرها من النصائح لتجنب سلبيات الصراخ، وتساعدنا على فهم الموضوع بشكل أفضل.
أتمنى أن تفيدك هذه النصائح، وأنا متأكد أنك ستتمكن من استعادة العلاقة الإيجابية مع ابنك بالصبر والمحبة. وفي الختام، نأمل أن يكون هذا المقال مفيداً، وندعو الله أن يجعلنا آباء وأمهات صالحين وأطفالاً بارين.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.