حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

متى يرى الرضيع | تطور حاسة البصر عند الطفل

 حاسة البصر عند الطفل

متي يرى الطفل، عند الحديث عن حاسة البصر لدي الأطفال . تجد انها تعتبر من أكثر الحواس تطوراً. خلال السنة الأولي من الحياة، تتطور رؤية الطفل تدريجياً وتمر بمراحل عدة قبل أن تصل إلى مستوى الرؤية الذي يتمتع به البالغون. تعتبر حاسة البصر من أهم الحواس التي يعتمد عليها الطفل الرضيع في التعلم والاستكشاف. ولكن رؤية الرضيع تكون محدودة في البداية وتنمو بشكل تدريجي خلال الأشهر الأولى. في البداية، يولد الطفل وعيناه لا تزالان غير ناضجتين تماماً. ويكون مدى الرؤية محدوداً جداً عند الولادة حيث يستطيع الرضيع رؤية الأشياء القريبة فقط على مسافة 20-25 سم. كما أن رؤيته غير واضحة ومشوشة. وضبابية ويمكنه فقط التمييز بين الضوء والظلام، ويفضل النظر إلى الأشكال ذات التباين العالي مثل الأبيض والأسود.

رؤية الرضيع

خلال الأسابيع القليلة الأولى، تنمو عينا الرضيع بسرعة وتزداد حدة الرؤية تدريجياً. ويستطيع التركيز على الأشياء ومتابعتها ببصره عند عمر 6-8 أسابيع. 
كما أن رؤية الألوان لدى الرضيع تكون محدودة جداً، إذ يستطيع في البداية رؤية اللونين الأبيض والأسود فقط. أما الألوان مثل الأحمر والأصفر والأخضر فلا يستطيع تمييزها إلا بعد عدة أشهر.  هنا سنتناول بالتفصيل كيف تتطور هذه الحاسة لدى الطفل الرضيع

تطور حاسة البصر والرؤية خلال الأشهر الأولى

خلال الأشهر الثلاثة الأولى، تبدأ عيون الرضيع بتتبع الحركة والتركيز على الوجوه والأشياء القريبة. يستطيع الطفل في هذه المرحلة التركيز على وجه الأم أو الأب ويبدأ في تمييز الألوان الأساسية مثل الأحمر والأخضر.
مرحلة الألوان والتفاصيل: مع نهاية الشهر الثالث، تتحسن قدرة الطفل على رؤية الألوان بوضوح أكبر، وتزداد حساسية العين للضوء، مما يمكنه من رؤية الألوان الأقل تباينًا مثل الأزرق والأصفر. يُعد التمييز بين الألوان مرحلة مهمة، وعادة ما يتمكن الأطفال من رؤية الألوان بوضوح بحلول عمر الخمسة أشهر. 
بحلول الشهر السادس، يُصبح الطفل قادرًا على رؤية العالم بتفاصيل أكثر وضوحاً، وتصبح قدرته على تتبع الأشياء المتحركة أكثر دقة.

تطور الرؤية الثلاثية الأبعاد والعمق: ما بين الشهر الرابع والسادس، تبدأ الرؤية الثلاثية الأبعاد في التطور، حيث يبدأ الطفل في تقدير المسافات والأحجام بشكل أفضل. يتطور إدراك العمق بشكل تدريجي ويصبح الطفل قادراً على التنسيق بين اليدين والعينين بطريقة أكثر فعالية.

التمييز بين الوجوه المألوفة: يُصبح الأطفال الرضع قادرين على التمييز بين الوجوه المألوفة والغريبة بحلول الشهر السادس، وهو ما يُساهم في تطوير العلاقات الاجتماعية ويمكن للأطفال في هذه المرحلة أيضاً التعرف علي تعابير الوجه، والبدء في محاكاتها، وهو جزء من كيفية تعلمهم للتواصل الاجتماعي.
استجابات الرؤية والمحيط: بينما ينمو الطفل ويتطور، يبدأ في توجيه نظره بشكل أكبر نحو الأشياء التي تحيط به، مثل اللعب والأشخاص، ويصبح أكثر فضولًا ورغبة في استكشاف العالم من حوله. يُصبح قادرًا على التفاعل مع المحيط بناءً على ما يرى.
تطور البصر والحركة البدنية: مع نمو الطفل الرضيع، تتطور العلاقة بين البصر والحركة البدنية. يبدأ الأطفال في استخدام نظرهم للمساعدة في تنسيق حركاتهم، وهذا يظهر جليًا عندما يحاولون الإمساك بالأشياء أو الوصول إليها.

                                                                

أهم المراحل وعلامات الخطر التي يجب مراقبتها في رؤية الرضيع

– بداية من الشهر الأول، يستطيع الرضيع تتبع الأشياء بنظره والتركيز عليها عند تحريكها ببطء أمامه.
 – عند الشهرين تقريباً، تزداد حدة الرؤية ويميز الرضيع الأشكال البسيطة والخطوط. 
– عند 3-4 أشهر، تنمو القدرة على تقدير المسافات والأبعاد ويستطيع متابعة الحركة بشكل أفضل.
– بعد الشهر الرابع، يستطيع التعرف على الوجوه والابتسام عند رؤيتها. كما تنمو قدرته على التركيز على الأشياء الصغيرة.
 – بين 6-8 أشهر، تصبح رؤية الألوان أفضل ويميز الأحمر والأخضر والأصفر.
 – بعد الشهر الثامن، تكتمل معظم جوانب الرؤية بما فيها العمق والتباين والألوان. 
بعض علامات الخطر التي يجب مراقبتها في رؤية الرضيع مثل:
– عدم الاهتمام بالألعاب الملونة بعد الشهر السادس.
– تجنب النظر لفترات طويلة أو التحديق المستمر.
– وجود حول بياضي في إحدى العينين.
– احمرار مستمر أو قيح في العينين. 
أيضاً في بعض الحالات، قد يعاني الأطفال من مشكلات في الرؤية مثل ضعف البصر أو مشكلات في تتبع الحركة. من المهم جدًا أن يتم فحص الطفل من قِبل أخصائي عيون للاطمئنان على سلامة الرؤية والتدخل المبكر إذا لزم الأمر.

نصائح لدعم تطور الرؤية لدى الطفل

تقديم الألعاب الملونة وذات التباين العالي: يُساعد ذلك في تحفيز الرؤية وتطور الإدراك البصري.
التغيير في البيئة المحيطة: التنويع في الأشكال والألوان التي تُحيط بالطفل يُساهم في تحفيز البصر.
اللعب والتفاعل: استخدام الوجوه والتعابير المختلفة لجذب انتباه الطفل وتعزيز مهارات التواصل البصري.
القراءة للطفل: استعمال الكتب ذات الصور الكبيرة والملونة يُمكن أن يُحفز الرؤية ويُعزز الروابط العاطفية.
من الجدير بالذكر أن تطور حاسة البصر والرؤية لا يتم بمعزل عن باقي الحواس والمهارات الحركية والإدراكية، ويجب أن يتم تحفيز الطفل في بيئة تعليمية غنية تسمح له بالاستكشاف والتعلم من خلال اللعب والتجربة.

كل هذه الأنشطة والملاحظات تُساهم في دعم الطفل خلال مراحل نموه المختلفة، مما يعطيه الفرصة الكاملة لاستخدام حاسة البصر بأفضل شكل ممكن، وتعزيز قدراته الإدراكية والتعليمية في المستقبل. يعتبر التفاعل المباشر مع الوالدين ومقدمي الرعاية من العوامل الحيوية التي تساهم في تطور الرؤية لدى الطفل. النظر في عيون الطفل أثناء الحديث والغناء له يساعد على تقوية الروابط العاطفية ويعزز من تطور حاسة البصر لديه. كذلك، استخدام الألعاب التي تحتوي على تباين عالي في الألوان والأشكال يمكن أن يشجع الطفل على التركيز وتتبع الأشياء بعينيه. من المهم أيضًا التأكد من أن الطفل يُعرض لمقادير كافية من الضوء الطبيعي خلال النهار، وهو ما يعتبر ضروريًا لتطور صحي لحاسة البصر. ومع ذلك، يجب الحرص على حماية عيني الطفل من أشعة الشمس المباشرة والأضواء القوية.

الختام:  تعتبر حاسة البصر عند الطفل الرضيع من العوامل الرئيسية التي تساهم في تطوره الشامل. يجب على الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية الانتباه لمراحل نمو هذه الحاسة والانتباه إلى أي علامات قد تشير إلى وجود مشاكل في الرؤية عند الأطفال، مثل عدم تتبع الأشياء بالعينين أو وجود علامات للجهد المفرط عند محاولة التركيز وتقديم الدعم والتحفيز اللازم لضمان تطورها بشكل صحيح. يمكن ان تكون الفحوصات الدورية مع أخصائي العيون جزءاً من الرعاية الصحية للطفل لضمان التقاط أي تأخيرات أو مشاكل في النمو المبكرة والتعامل معها بفعالية. وبشكل عام، من المهم توفير بيئة غنية بالألوان والصور والأشكال المختلفة لتحفيز نمو حاسة البصر لدى الرضيع ومساعدته على استكشاف العالم من حوله. الرعاية بحاسة البصر والرؤية عند الطفل الرضيع هي جزء مهم من التطور الشامل ويجب أن تُعطى الاهتمام الكافي لتساهم في تنمية قدرات الطفل الإدراكية والتعليمية فيما بعد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.