المراهقة وكيفية التعامل مع التغيرات الجسدية والنفسية

التغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة

التغيرات الجسدية التي تحدث في فترة المراهقة ناتجة عن التغيرات الهرمونية التي تؤثر على نمو الأعضاء التناسلية والشعر والبشرة والجهاز العظمي والعضلي. 

هذه التغيرات تختلف من شخص لآخر حسب الجنس والوراثة والبيئة. بعض هذه التغيرات قد تسبب للمراهقين إحراجًا أو قلقًا أو انزعاجًا، مثل ظهور حب الشباب أو زيادة أو نقصان الوزن أو اختلاف القامة. لذلك، يحتاج المراهقون إلى معرفة أن هذه التغيرات طبيعية ومؤقتة ولا تؤثر على قيمتهم أو شخصيتهم.

تشمل التغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة ما يلي:
نمو الأعضاء التناسلية.
ظهور الشعر في مختلف أنحاء الجسم.
تغيرات في الصوت.
نمو الجسم بشكل سريع.
زيادة الوزن.
تغيرات في البشرة.

التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة

التغيرات النفسية التي تحدث في فترة المراهقة تتعلق بتطور مهارات التفكير والإدراك والذاتية والجنسية لدى المراهق. في هذه المرحلة، يصبح المراهق أكثر قدرة على التفكير بطريقة منطقية ونقدية وإبداعية، وأكثر استقلالية في اتخاذ القرارات وحل المشكلات. كما يصبح المراهق أكثر اهتمامًا بالعلاقات مع الآخرين، خصوصًا مع الجنس الآخر، ويبدأ في تشكيل هويته الجنسية والفكرية والأخلاقية.

• المراهقة والاستقلالية: رحلة البحث عن الذات

تتميز مرحلة المراهقة بظهور شعور قوي بالاستقلالية لدى المراهق، حيث يسعى إلى الاستقلال عن والديه وتكوين هويته الخاصة. يتمثل هذا الشعور في الرغبة في اتخاذ القرارات الخاصة به، والتحكم في حياته، والابتعاد عن سيطرة والديه.

• البحث عن الهوية

يمر المراهق أيضًا برحلة بحث عن الهوية، حيث يحاول اكتشاف نفسه ومعرفة من هو وما هو دوره في الحياة. يتمثل هذا البحث في محاولة المراهق تجربة أشياء جديدة، والتعرف على مختلف الثقافات والأفكار، والبحث عن أشخاص يشبهونه ويشعرون بالانتماء إليهم.

• التقلبات المزاجية

يعاني المراهقون من تقلبات مزاجية حادة، حيث قد يشعرون بالسعادة والحزن والغضب والخوف في نفس الوقت. ترجع هذه التقلبات إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم خلال مرحلة المراهقة، بالإضافة إلى التغيرات النفسية التي يمر بها المراهق.

• الشعور بالقلق والتوتر

يعاني المراهقون من شعور بالقلق والتوتر، وذلك نتيجة للضغوطات التي يتعرضون لها في هذه المرحلة العمرية، مثل الضغوط الدراسية والضغوط الاجتماعية. قد يؤدي هذا القلق والتوتر إلى بعض المشكلات، مثل صعوبة التركيز في الدراسة وضعف الأداء المدرسي، بالإضافة إلى المشكلات الصحية، مثل الصداع وآلام المعدة.

• الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية

 حماية صحة المراهقين النفسية

يمكن للمراهقين حماية صحتهم النفسية باتباع بعض النصائح والإرشادات، من ضمنها:

• التحدث مع الوالدين أو الأصدقاء المقربين عن التغيرات التي يشعرون بها.
• الحصول على المعلومات الصحيحة حول التغيرات الجسدية والنفسية من مصادر موثوق بها.
• التواصل مع أسرتهم وأصدقائهم وأشخاص يثقون بهم، والبحث عن الدعم والتشجيع منهم.
• احترام أنفسهم وأجسادهم وشخصياتهم، والإيمان بقدراتهم وإمكاناتهم.
• التعبير عن مشاعرهم وآرائهم بطريقة صادقة وصحية، والاستماع للآخرين بانفتاح وتفهُّم.
• تطوير هوايات ومواهب تُسعدهم وتُثرِّي حياتهم، مثل الرياضة أو المطالعة.
• الاهتمام بممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.
• اتخاذ قرارات مسؤولة ومدروسة بشأن صحتهم وسلامتهم ومستقبلهم، وتجنب المخاطر التي قد تضر بهم.
• الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة، والابتعاد عن الإجهاد والضغط الزائد.
• زيارة الطبيب والمستشار النفسي بانتظام، والتقيد بالفحوصات والعلاجات اللازمة اذا لزم الامر.
• الانضمام إلى أنشطة وبرامج تثقيفية وتوعوية تهدف إلى تعزيز صحة المراهقين النفسية والوقاية من المشكلات النفسية.

دور الوالدين في التعامل مع التغيرات الجسدية والنفسية في مرحلة المراهقة

يلعب الآباء دورًا مهمًا في مساعدة المراهقين على التعامل مع التغيرات الجسدية والنفسية في هذه المرحلة العمرية، وذلك من خلال:

التحدث مع المراهق عن التغيرات التي يمر بها.

الاستماع إلى المراهق واحترام مشاعره.

في الختام، يمكننا القول أن فترة المراهقة هي فرصة للنمو والتطور والابداع للإنسان، إذا استطاع التغلب على التغيرات التي تصاحبها بشكل إيجابي وصحي. كما يمكننا القول أن صحة المراهقين النفسية هي عامل أساسي لنجاحهم وسعادتهم في هذه المرحلة وفي مراحل حياتهم اللاحقة.