صوت الأم العالي والصراخ
الصراخ هو وسيلة من وسائل التواصل اللفظي التي يستخدمها البعض للتعبير عن مشاعرهم أو رأيهم أو طلبهم أو أمرهم بصوت عالٍ ومرتفع. قد يلجأ البعض إلى الصراخ في بعض المواقف التي يشعرون فيها بالغضب أو القلق أو الاستياء. فهل تصرخين على أطفالك كثيراً؟ هل تعتقدين أن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعبير عن غضبك أو إحباطك أو همك أو تواصلك مع أطفالك؟ إذا كانت إجابتك نعم، فعليك أن تعلمي أن الصوت العالي للأم في تربية الأطفال ليس حلاً أو وسيلة أو أسلوباً أو مهارة،
فالصراخ هو أحد أسوأ الأساليب التربوية التي تستخدمها بعض الأمهات في محاولة لفرض سلطتهن على أطفالهن، أو للتعبير عن غضبهن وإحباطهن من بعض التصرفات السلبية التي يقوم بها الأطفال.
في هذه المقالة، سنتعرف على مساوئ الصوت العالي للأم في تربية الأبناء، وسنقدم بعض النصائح والحلول للتخلص من هذه العادة السيئة، ولبناء علاقة سليمة ومتوازنة بين الأم والطفل.
مساوئ الصوت العالي والصراخ للأم
الصراخ على الأطفال له آثار سلبية عديدة على مستويات مختلفة، منها ما هو جسدي ومنها ما هو نفسي ومنها ما هو اجتماعي وتربوي. ومن أبرز هذه المساوئ ما يلي:
تضر بصحة الطفل: فالصراخ يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول في جسم الطفل، وهو هرمون التوتر والقلق، والذي يؤثر سلبا على جهاز المناعة وأجهزة الجسم الأخرى للطفل. كما ان الصراخ يرفع من ضغط الدم ونبضات القلب للطفل.
تضعف شخصية الطفل: فالصراخ ينقص من ثقة الطفل بنفسه وبقدراته، ويجعله يشعر بالذنب والخجل والنقص، كما ان الصراخ يثير مشاعر الخوف والقلق والعدوانية والانطواء وغيرها من المشاعر السلبية لدى الطفل.
يؤثر على تطور الدماغ: فالصراخ يغير الطريقة التي ينمو بها دماغ الطفل، ويؤثر على أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة الأصوات واللغة والذاكرة والتعلم والتفكير والإبداع.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأطفال الذين تعرضوا للصراخ أو أي نوع من الإساءة في مرحلة الطفولة لديهم اختلافات ملحوظة في حجم وشكل ووظيفة الدماغ مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا لذلك .
يضر بالعلاقة بين الأم والطفل: فالصراخ يخلق جوا من العداء والتوتر والصراع بين الأم والطفل، ويقلل من الحب والاحترام والتقدير والتفاهم بينهما. كما أن الصراخ يجعل الطفل يبتعد عن الأم ويتجنب الحديث معها أو الاستماع إليها أو الطاعة لها، ويبحث عن بدائل أخرى للحصول على الدعم والمواساة والتقبل .
من المساوئ الأخرى للصوت العالي في تربية الأبناء:
– يخلق جواً من التوتر وعدم الاستقرار داخل الأسرة، مما يؤثر سلباً على نفسية الطفل.
– قد يؤدي إلى مشاكل صحية كالصداع وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
حلول لتجنب الصوت العالي للأم في تربية الأطفال
بعد أن عرفنا مساوئ الصوت العالي للأم في تربية الأطفال، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: كيف تتجنب الأم الصراخ على أطفالها، هذه هي بعض النصائح والحلول التي تساعد الأم على التخلص من عادة الصراخ، وتحسين علاقتها مع أطفالها:
تعرفي على أسباب الصراخ: قبل أن تحاولي تغيير سلوكك، عليك أن تفهمي ما الذي يدفعك إلى الصراخ على أطفالك، هل هو الضغط النفسي أو المهني أو الاجتماعي الذي تعانين منه؟ هل هو الإرهاق أو النوم القليل أو الصحة السيئة التي تؤثر على مزاجك؟
هل هو الخوف أو القلق أو الحساسية التي تسيطر على عقلك؟ هل هو الجهل أو سوء الفهم أو التوقعات العالية التي تعرقل تواصلك مع أطفالك؟ عندما تعرفي الأسباب، ستكون أكثر قدرة على مواجهتها وحلها .
ابحثي عن بدائل أخرى للصراخ: بدلا من أن تصرخي على أطفالك كلما فعلوا شيئا لا يعجبك، حاولي أن تجدي طرقا أخرى للتعبير عن مشاعرك وموقفك. مثلا، يمكنك أن تتنفسي بعمق وتهدئي نفسك، ثم تتحدثي معهم بلغة الجسد والعين والصوت التي تعكس الحزم والهدوء والوضوح والاحترام.
تعلمي مهارات التواصل الإيجابي: لكي تتجنبي الصراخ على أطفالك، عليك أن تتعلمي كيف تتواصلي معهم بطريقة إيجابية وفعالة. ومن أهم هذه المهارات ما يلي:
– الإنصات الفعال – على الأم إعطاء كامل انتباهها لطفلها أثناء حديثه معها، والتوقف عن أي نشاط آخر للتركيز عليه.
– ضبط نبرة الصوت – استخدام نبرة هادئة ودافئة توحي بالحب والقبول.
إليك بعض النصائح الإضافية لتجنب الصراخ مع الأبناء:
– حاولي التحكم في انفعالاتك وعدم الرد بصورة متسرعة، خذي نفساً عميقاً وعدّي إلى 10 قبل الرد.
– ناقشي الأمور بهدوء واشرحي للطفل وجهة نظرك. استمعي لوجهة نظره أيضاً.