حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

كيف أحمي أبني من تأثير أصدقاء السوء وأبعده عنهم؟

الأصدقاء هم جزء مهم من حياة الإنسان، و لهم تأثير كبير عليه، خاصة في مراحل الصغر والمراهقة. فهم يشاركونه الأفراح والأحزان، ويساعدونه على التعلم والتطور. في هذه المراحل، قد لا يكون الشخص واعيًا بمدى أهمية اختيار الأصدقاء، ولكنه يتأثر بتلك الصداقات بشكل كبير. لكن ليس كل الأصدقاء يكونون جيدين أو مفيدين للشخص، فقد يكون بعض الأصدقاء سيئين أو مضرين و مؤثرين بشكل سلبي على سلوكه أو قيمه أو مستقبله. وهذا ما يثير قلق الآباء والأمهات، خاصة عندما يكون أبناؤهم في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وهي مرحلة حساسة ومهمة في تشكيل شخصيتهم وهويتهم. فكيف يمكن للآباء والأمهات أن يحموا أبناءهم من أصدقاء السوء؟

كيف أحمي أبني من أصدقاء السوء؟

هناك بعض النصائح والإرشادات التي يمكن اتباعها لتحقيق هذا الهدف، وهي كالتالي:

– تعزيز العلاقة بين الأبناء والآباء: أحد أهم العوامل التي تحدد نوعية الأصدقاء الذين يختارهم الأبناء هي العلاقة التي تربط الأبناء بآبائهم وأمهاتهم. فإذا كانت هذه العلاقة قوية ومتينة ومبنية على الحب والثقة والاحترام والتفاهم، فإن الأبناء يشعرون بالأمان والانتماء للأسرة، ويكونون أقل عرضة للتأثر بالأصدقاء السيئين أو البحث عن بدائل لتعويض النقص العاطفي أو الاجتماعي. لذلك، يجب على الآباء والأمهات أن يبذلوا جهداً لتعزيز هذه العلاقة وتقويتها، ويكون ذلك من خلال:

  • قضاء وقت كافي مع أبنائهم.
  • الاهتمام بمشاعر الأبناء ومشكلاتهم واحتياجاتهم.
  • الاستماع إليهم بصدر رحب وتشجيعهم على التعبير عن آرائهم ومواقفهم. 
  • تقديم النصح والإرشاد بلطف وحكمة، والتعامل معهم بصراحة وصدق، واحترام خصوصيتهم وحريتهم واختياراتهم. 
  • الثناء عليهم عندما يفعلون شيئاً جيداً والتسامح معهم عندما يخطئون، وان كان لابد من العقاب فيكون عقاب متناسب ليس فيه اجحاف لهم.

– توفير بيئة أسرية سليمة ومناسبة: البيئة التي ينشأ فيها الأبناء لها تأثير كبير على شخصيتهم وسلوكهم وقراراتهم. فإذا كانت هذه البيئة مليئة بالمحبة والاستقرار والتنظيم والانضباط، فإن الأبناء ينمون بصحة نفسية وجسدية واجتماعية، ويكونون أكثر وعياً ومسؤولية واعتدالاً، ويختارون الأصدقاء الذين يتناسبون مع قيمهم ومبادئهم. ولكن إذا كانت هذه البيئة مليئة بالخلافات والنزاعات والعنف والفوضى والإهمال، فإن الأبناء يعانون من اضطرابات نفسية وجسدية واجتماعية، ويكونون أكثر تمرداً وعصبية، ويختارون الأصدقاء الذين يمنحونهم الانتباه والتقدير والتشويق والمغامرة بغض النظر عن أخلاقهم وسلوكهم. لذلك، يجب على الآباء والأمهات أن يوفروا لأبنائهم بيئة أسرية سليمة ومناسبة، وذلك بحل المشاكل الزوجية بالحوار والتفاهم والتسامح، وتربية الأبناء بالحنان والرفق والتوجيه والمثال الحسن، وتوفير الحاجات الأساسية للأسرة من مأكل ومشرب وملبس وغيرها بقدر المستطاع، وتنظيم الوقت والمال والأنشطة والمسؤوليات بشكل متوازن.

– مراقبة الأبناء بشكل معتدل: لا بد للآباء والأمهات من مراقبة أبنائهم ومعرفة ما يفعلونه ومع من يتعاملون وأين يذهبون ومتى يعودون، وذلك لحمايتهم من المخاطر والمشاكل التي قد تواجههم في حياتهم. ولكن هذه المراقبة يجب أن تكون بشكل معتدل ومنطقي، وليس بشكل مفرط أو قاسي. فالمراقبة المفرطة تؤدي إلى خلق جو من الضغط  والخوف والقلق عند الأبناء، وتقلل من ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم، وتزيد من رغبتهم في التمرد والخداع والكذب.

والمراقبة القاسية أو المقيدة تؤدي إلى خلق جو من العدوانية والكراهية والاستهزاء بين الأبناء والآباء، وتقلل من احترامهم لهم ولسلطتهم، وتزيد من رغبتهم في الانفصال عن الوالدين والاندماج مع أصدقاء السوء.

لذلك، يجب على الآباء والأمهات أن يمارسوا المراقبة بشكل معتدل ومنطقي، وذلك بتحديد قواعد وضوابط واضحة ومنصفة لسلوك الأبناء ونشاطاتهم وعلاقاتهم، ومراعاة مرحلتهم العمرية وميولهم، والتفاوض معهم بشكل هادئ ومرن، ومتابعتهم بشكل دوري، ومكافأتهم عندما يلتزمون بالقواعد ومعاقبتهم عندما يخالفونها بشكل مناسب.

– توجيه الأبناء لاختيار الأصدقاء الجيدين والابتعاد عن السيئين: لا بد للآباء والأمهات من توجيه أبنائهم لاختيار الأصدقاء الذين يكونون مصدراً للخير والفائدة والتأثير الإيجابي على حياتهم، والابتعاد عن الأصدقاء الذين يكونون مصدراً للضرر والتأثير السلبي على حياتهم.

وهذا يتطلب من الآباء والأمهات أن يعلموا أبناءهم معايير ومقاييس لتمييز الأصدقاء الجيدين من السيئين، وأن يشرحوا لهم فوائد ومزايا الأصدقاء الجيدين وأضرار وعيوب الأصدقاء السيئين عليهم، وأن يقدموا لهم أمثلة وقصص وتجارب عن الأصدقاء الجيدين والسيئين، وأن يشجعوهم على التعرف على الأصدقاء الجيدين المحترمين والتواصل معهم والاستفادة منهم، وأن ينصحوا لهم بالحذر من الأصدقاء السيئين والابتعاد عنهم والتخلص منهم.

على الأهل أن يكونوا حذرين ويساعدوا أبنائهم في اختيار أصدقاء إيجابيين يساهمون في نموهم الصحي والإيجابي. ومن بين المعايير والمقاييس التي يمكن استخدامها لتمييز الأصدقاء الجيدين من السيئين هي: الأخلاق والسلوك والتدين والأدب والاحترام والصدق والوفاء وغيرها من الصفات الحميدة. 

إليك بعض النصائح العملية لحماية ابنك من أصدقاء السوء

– كن على دراية بأصدقاء ابنك ومعرفة عائلاتهم. حاول أن تجتمع بآبائهم وتتعرف عليهم ليتم التعاون بينكم.
– شجع ابنك على الاختلاط بأصدقاء ذوي تأثير إيجابي ومحبين للعلم والمعرفة والأعمال الخيرية. 
– علم ابنك كيف يقول “لا” عندما يطلب منه أصدقاؤه القيام بأمور سيئة مثل التدخين أو المخدرات.
– كن على اتصال دائم بابنك. استمع له وناقشه في كل شيء. ذلك سيجعله يشعر بالأمان في مناقشة مشاكله معك.
– شجع ابنك على ممارسة الأنشطة المفيدة مثل الرياضة أو أعمال الخير. ذلك سيبعده عن الوقوع في مصاحبة الأشرار.
– كن قدوة حسنة لابنك من خلال تعاملك الطيب مع الآخرين. فالأبناء يقتدون بآبائهم.
– راقب علامات التغيير في سلوك ابنك مثل الكذب أو العصبية أو الانطواء، فقد تدل على تأثره بأصدقاء سيئين.
– شجع ابنك على إشراكك في حياته الاجتماعية والتعريف لك بأصدقائه.
– إذا لاحظت تدهور مستوى ابنك الدراسي أو تغيبه عن المدرسة، كن حازماً واستقص الأسباب.
-عامل ابنك باحترام ولا تقم بنهره أمام أصدقائه حتى لا يلجأ لهم طلباً للتقدير.
-أشرك ابنك في وضع قواعد الخروج والعودة والصداقات، وناقشه في أسباب هذه القواعد.
-كافئ ابنك عند اتباعه نصيحتك له بتجنب صديق سيء السلوك.
أهم شيء هو أن تبقى على تواصل مفتوح دائم وداعم لابنك دون تسلط. وأن تبني علاقة ثقة واحترام متبادلة معه. ذلك سيساعده على اتخاذ القرارات الصحيحة.

 نصائح للابن لحمايته من تأثير الأصدقاء السيئين

– ركز على نفسك وأهدافك في الحياة. لا تدع نفسك تنجرف مع رفقاء ليس لديهم أهداف إيجابية.
– ابتعد عن الأماكن والمواقف التي يمكن أن تؤدي إلى الوقوع في المشكلات مثل الأندية والحفلات غير المنضبطة.
– حافظ على علاقات جيدة مع أسرتك وأصدقائك المقربين الموثوق بهم. استمع لنصائحهم.
– انضم إلى الأنشطة والأندية التي تتماشى مع اهتماماتك وقيمك. ستجد أصدقاء جددا أكثر إيجابية.
– تعرف على نفسك جيدا. ما هي نقاط الضعف والقوة لديك؟ تجنب ما يستغل نقاط ضعفك.
– كن واثقا من نفسك وقدراتك. لا تدع نفسك تتأثر بضغوط الآخرين السلبية.
– تحلى بالصبر والحكمة في اتخاذ القرارات. لا تستعجل بالأحكام على الآخرين.
– حافظ على نظام وجدول يومي منتظم يشمل الدراسة والأنشطة المفيدة. فهذا يساعد على تجنب وقت الفراغ الذي قد يؤدي إلى الانحراف.
– تعرف على أصدقاءك الجدد بعمق قبل أن تثق بهم تمامًا. لا تنخدع بالظواهر والمظاهر.
– إذا وجدت أحد أصدقائك ينزلق نحو الانحراف، حاول إرشاده بلطف وتذكيره بالقيم الإيجابية. وإن لم يتغير، ابتعد عنه.
– حافظ على الاتصال بأسرتك حتى خلال وجودك مع الأصدقاء. أخبرهم أين أنت ومع من فهذا يساعدك.
– لا تخفي أي أمر عن والديك أو مرشدك الأكاديمي. اطلب النصح إذا واجهت أي مشكلة.
– ركّز على نفسك وطموحاتك ولا تترك نفسك تتأثر بالآخرين بشكل سلبي. كن إيجابيًا.
– تقديم البدائل والخيارات الجيدة للأبناء: لا بد للآباء والأمهات من تقديم البدائل والخيارات الجيدة لأبنائهم، وذلك لمنعهم من الوقوع في الفراغ والملل والضياع وبالتالي الانجذاب إلى أصدقاء السوء.
 فالأبناء يحتاجون إلى ملء وقتهم بأنشطة وهوايات وأهداف تكون مفيدة وممتعة ومناسبة لمرحلتهم العمرية واهتماماتهم. وهذه الأنشطة والهوايات والأهداف يمكن أن تكون في مجالات مختلفة، مثل العلم والرياضة والترفيه والتطوع والسفر وغيرها من الأنشطة المفيدة.
والآباء والأمهات يمكنهم أن يساعدوا أبناءهم في اختيار هذه البدائل والخيارات الجيدة، وذلك بتوفير الموارد والمعلومات والدعم اللازم لهم، وبتشجيعهم على المشاركة والتفاعل مع الآخرين في هذه المجالات، وبتقييم أدائهم ونتائجهم وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم وتحسينها.
الخاتمة

 أخيراً وليس آخراً، لا بد للآباء والأمهات من الدعاء والتوكل على الله تعالى، فيدعوا الله تعالى بالخير والنجاح والتوفيق والصلاح والهداية لأبنائهم، وأن يستعينوا به ويتوكلوا عليه في تربيتهم وتعليمهم وحمايتهم وإصلاحهم. هذه هي بعض النصائح والإرشادات التي يمكن اتباعها لحماية الأبناء من تأثير الأصدقاء السيئين، ونسأل الله تعالى أن يجعلها مفيدة ونافعة للآباء والأمهات والأبناء على حدٍ سواء.

تعليق 1
  1. خديجه يقول

    أحسنتي النشر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.