حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

كيف أتواصل مع ابني بطريقة فعالة ومحبة؟

التواصل الناجح

التواصل مع الأبناء هو أحد أهم العوامل التي تؤثر على تنشئتهم وتطورهم وسعادتهم. إنه أيضا أحد أكبر التحديات التي يواجها الآباء والأمهات في عصرنا الحالي، حيث تتعدد وسائل الاتصال والترفيه والتعليم والتأثير على الأطفال.  لكن كيف يمكن للوالدين أن يحافظوا على علاقة قوية ومتناغمة مع أبنائهم، وأن ينقلوا لهم قيمهم ومبادئهم وتوجيهاتهم بطريقة محبة، وأن يستمعوا إلى مشاعرهم وآرائهم واحتياجاتهم؟ في هذه المقالة، سنحاول أن نقدم لك بعض النصائح والإرشادات التي تساعدك على تحسين التواصل مع ابنك بطريقة فعالة ومحبة، وأن تتجنب بعض الأخطاء الشائعة التي قد تؤدي إلى فقدان الثقة والاحترام والتفاهم بينكما.

كيفية التواصل الجيد مع الابن

1. اختر الوقت المناسب

ليس كل وقت هو وقت مناسب للتواصل مع ابنك. قد تكون أنت أو هو مشغولا أو متعبا أو مضطربا. في هذه الحالات، قد يكون التواصل غير فعال أو حتى مضرا، حيث قد تنشأ خلافات أو سوء فهم بسبب الاضطراب والتعب. لذلك، عليك أن تحدد الوقت المناسب للتواصل مع ابنك، وهو الوقت الذي يكون فيه كلاكما مستعدا ومتفتحا للحوار والمشاركة. بعض الأوقات المناسبة قد تكون:

– عندما تكونان في مكان هادئ وخاص، بعيدا عن الضوضاء والانتباه والتشتيت.
– عندما تكونان في مزاج جيد ومرتاحين، بدون ضغوط أو قلق أو غضب.
– أو تكونان في نشاط مشترك تستمتعان به، مثل اللعب أو الرياضة أو القراءة.
– أو تكونان في موقف يستدعي التواصل، مثل حدث مهم أو مشكلة تواجهها أو قرار تحتاج إلى اتخاذه.

2. استخدم الطريقة والكلمات المناسبة

اللغة هي أداة الاتصال الأساسية بينك وبين ابنك. إذا كانت لهجتك وطريقتك في الحوار غير مناسبة، فقد تفقد فرصة التواصل الجيد مع ابنك. لذلك، عليك أن تستخدم الطريقة المناسبة لعمره ومستواه وشخصيته واهتماماته. بعض النقاط التي تساعدك على اختيار الطريقة المناسبة هي:

– استخدم كلمات بسيطة وواضحة ومفهومة، بدون تعقيد أو تكلف.
– استخدم نبرة صوتية لطيفة وودية ومشجعة، بدون صراخ أو تهديد أو سخرية.
– استخدم لغة الجسد والتعبيرات الوجهية والحركات اليدوية التي تعزز وتؤكد وتنسجم مع لغة الكلام.

3. احترم وجهة نظره

ابنك هو شخص مستقل ومختلف عنك. لديه وجهة نظره الخاصة عن الأشياء والأحداث والأشخاص. قد تتفق معه في بعض الأمور، وقد تختلف معه في أخرى. لكن في كل الأحوال، عليك أن تحترم وجهة نظره وأن تقبلها كجزء من شخصيته وهويته. لا تحاول أن تفرض عليه رأيك أو أن تغيره بالقوة أو أن تنتقده بالسلب. بدلا من ذلك، حاول أن تفهمه الصواب من الخطأ، وأن تتواصل معه بطريقة بناءة ومساندة لكي تستطيع ان توصل له المعلومة بأفضل الطرق.

4. استمع بانتباه

الاستماع هو نصف التواصل. إذا لم تستمع بانتباه إلى ما يقوله ابنك، فقد تفوت عليك معلومات هامة أو تفسرها بشكل خاطئ أو ترد عليها بشكل غير مناسب. لذلك، عليك أن تستمع بانتباه إلى ما يقوله ابنك، وأن تظهر له اهتمامك وتقديرك وتفهمك. بعض الطرق التي تساعدك على الاستماع بانتباه هي:

  • انظر إلى عينيه وابتسم وأومئ برأسك وأظهر له تعبيرات وجهية تناسب ما يقوله.
  • اسأله أسئلة توضيحية أو تفاعلية أو تشجيعية، مثل “ماذا حدث بعد ذلك؟” أو “كيف شعرت حينها؟” أو “ما رأيك في هذا؟”.
  • اعطه ردود فعل إيجابية أو سلبية، مثل “هذا رائع!” أو “هذا محزن!” أو “هذا غير صحيح!”، ولكن بطريقة محترمة ومنطقية ومبررة.
  • اختصر ما قاله بكلماتك، وأكد على النقاط الرئيسية والمشاعر المرتبطة بها، وأظهر له أنك فهمته جيدا.

5. عبر عن مشاعرك

المشاعر هي جزء لا يتجزأ من التواصل. إذا لم تعبر عن مشاعرك بصراحة وصدق، فقد تخلق حاجزا بينك وبين ابنك، أو تسبب له الحيرة أو القلق أو الخوف. لذلك، عليك أن تعبر عن مشاعرك بصراحة وصدق، وأن تشاركه في ما تشعر به وما تريده وما تخشاه. بعض الطرق التي تساعدك على التعبير عن مشاعرك هي:

  • استخدم كلمات تصف مشاعرك بدقة ووضوح، مثل “أنا سعيد” أو “أنا حزين” أو “أنا خائف” أو “أنا غاضب”.
  • وضح مشاعرك بتفصيل وحيوية، مثل “أشعر بالسعادة عندما أراك تنجح” أو “أشعر بالحزن عندما أراك تتألم” أو “أشعر بالخوف عندما أراك في خطر” أو “أشعر بالغضب عندما أراك تخطئ”.
  • استخدم نبرة صوتية ولغة جسدية تعكس مشاعرك بصدق.

6. احترم حدوده

ابنك ليس ملكك أو تحت سيطرتك. هو شخص حر وله حقوقه وخصوصيته وحدوده. لا تحاول أن تتدخل في كل شيء يخصه أو أن تسيطر على كل تصرفاته أو أن تعرف كل أسراره. هذا قد يؤدي إلى توليد العداء والمقاومة والانفصال بينكما. بدلا من ذلك، احترم حدوده وأعطه مساحته وحريته وخياراته. بعض الطرق التي تساعدك على احترام حدوده هي:

اسأله عن رأيه وموافقته قبل أن تفعل أي شيء يتعلق به أو يؤثر عليه، مثل “هل تريد أن أذهب معك؟” أو “هل تحب أن أناقش هذا الأمر معك؟”.

  • احترم خياراته وقراراته، حتى لو كانت مختلفة عن خياراتك وقراراتك، ما دامت لا تضره أو تضر غيره، احترم خصوصيته وسريته، ولا تتطفل على شؤونه أو تنقب عن أسراره أو تنشرها للآخرين، مثل “أنا أحترم خصوصية غرفتك” أو “أنا أحترم سرية محادثاتك” أو “أنا أحترم عدم الكشف عن هذا الأمر لأحد”.
  • عندما يعود ابنك من المدرسة، استقبله بحرارة وسأله عن يومه وما فعله وما تعلمه وما واجهه من صعوبات أو نجاحات. أظهر له اهتمامك وفخرك ودعمك.
  • عندما يطلب ابنك منك شيئا، لا ترفضه بشكل مباشر أو عنيف، بل استمع إلى طلبه وسببه ومدى أهميته بالنسبة له. ثم اتخذ قرارك بحكمة وشفافية، واشرح له سبب قرارك وتأثيره على مصلحته.
  • عندما يخطئ ابنك في شيء، لا تعاقبه بشكل قاسي أو مهين، بل عالج الخطأ بشكل هادئ وموضوعي وتعليمي. أشر إلى الخطأ وأسبابه وعواقبه، واطلب منه أن يعترف به ويتقبله ويصلحه ويتعهد بعدم تكراره.
  • عندما يحتاج ابنك إلى مساعدة أو نصيحة في شيء، لا تتجاهله أو تتركه وحيدا، بل كن متاحا ومتعاونا ومستعدا لمساعدته ونصحه. ولكن لا تفعل الشيء بدلا منه أو تحل مشكلته بدلا منه، بل علمه كيف يفعل أو يحل بنفسه، وأعطه الثقة والتشجيع والإرشاد.

خاتمة: في هذه المقالة، تحدثنا عن كيفية التواصل مع ابنك بطريقة فعالة ومحبة، وأهمية هذا التواصل لتعزيز العلاقة بينكما وتنمية شخصيته وسعادته. أعطيناك بعض النصائح والإرشادات التي تساعدك على تحسين التواصل مع ابنك، كاختيار الوقت المناسب، استخدم اللغة المناسبة، احترم وجهة نظره، استمع بانتباه، عبر عن مشاعرك، احترم حدوده
كما أعطيناك بعض الأمثلة العملية التي توضح كيفية تطبيق هذه النصائح والإرشادات في مواقف مختلفة. نأمل أن تكون هذه المقالة مفيدة لك، وأن تساعدك على تحقيق التواصل الجيد مع ابنك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.