حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

كيف اتعامل مع زوجي الذي يهينني وأهلي ويُسيء إلينا

سلوك الزوج السيئ

الزواج هو عبارة عن عقد مقدس بين رجل وامرأة، يقوم على أساس الحب والرحمة والمودة والاحترام المتبادل. ولكن في بعض الأحيان، قد تواجه المرأة مشاكل مع زوجها، خاصة إذا كان زوجها يهينها وأهلها ويسيء إليهم بالكلام أو الفعل. فما هي أسباب هذا السلوك السيئ من زوجها؟ وكيف تتعامل المرأة معه؟ وما هي الحلول الممكنة لهذه المشكلة؟

أسباب سلوك الزوج السيئ تجاه زوجته وأهلها

 قد تواجه الزوجة مشاكل وصعوبات في التعامل مع زوجها، خاصة إذا كان زوجها يهينها وأهلها ويسيء إليهما ويهمل حقوقها، هناك عدة أسباب تدفع الزوج إلى التصرف بشكل سيئ مع زوجته وأهلها، منها:
– الضغوط النفسية والمادية والاجتماعية التي يتعرض لها الزوج في حياته اليومية: والتي تجعله عصبيا ومتوترا وغير قادر على التحكم في مشاعره وردود أفعاله.

– العادات والتربية السيئة التي تلقاها الزوج في بيته الأصلي: والتي جعلته يتعامل مع النساء بطريقة سيئة ومهينة، ويعتقد أنه يملك الحق في التسلط عليهن والتحكم فيهن والإساءة إليهن.
– الشعور بالغيرة والحسد من زوجته أو أهلها: بسبب نجاحهم أو مكانتهم أو مالهم أو جمالهم أو غير ذلك، وهو ما يدفعه إلى محاولة إيذائهم أو إهانتهم أو تحطيم ثقتهم بأنفسهم.
– الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس: والذي يجعل الزوج يريد أن يبرز قوته وسلطته على زوجته وأهلها، ويحاول أن يجعلهم يخضعون له.

– الانجذاب إلى امرأة أخرى: أو الوقوع في الحرام، والذي يجعل الزوج يبتعد عن زوجته ويتجاهلها ويتغير عليها، ويهينها وأهلها لإيجاد مبرر لتبرير خيانته وضميره الملوث.

كيف تتعامل المرأة مع زوجها الذي يهينها وأهلها ويسيء إليها؟

إذا كان الزوج يهين زوجته وأهلها ويسيء إليها، فهذا يعني أنه ينتهك حقوقها وكرامتها وعهدها، ويخالف شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، الذي قال: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” (رواه الترمذي). ولذلك، فإن المرأة تحتاج إلى التعامل مع هذه المشكلة بحكمة وصبر وشجاعة، وتتبع الخطوات التالية:

– اللجوء إلى الله تعالى والدعاء له أن يهدي زوجها ويصلح بينهما، وأن يمن عليهما بالسكينة والمودة والرحمة، وأن يبعد عنهما الشيطان والفتنة والشرور.

– الحوار مع الزوج بلغة العقل والمشاعر، وتوضيح له مدى المعاناة التي تشعر بها من سلوكه السيئ، ومدى الأذى الذي يلحقه بنفسه وبها وبأهلها وبأطفالهما، وتطلب منه أن يتغير ويحسن معاملتها ويحترمها ويحترم أهلها.

– البحث عن الأسباب التي تجعله يغضب أو يسب أو يلعن، وتفاديها قدر الإمكان، وعدم الرد عليه بالمثل، بل الكف عن الجدال والمشاجرة معه، والتحلي بالحكمة والصبر، والاحتساب عند الله تعالى.

– المدح والثناء على الزوج على الإيجابيات التي يمتلكها، وتذكيره بنعم الله عليه وعليهما، وتشجيعه على الصلاة وقراءة القرآن والاقتراب من الله تعالى، وجعله يشعر بأنها تقدره وتحبه و تسانده في حياته وتساعده في حل مشاكله وتحقيق أهدافه.

– حاولي التحدث معه بهدوء عندما يكون مستعداً للاستماع. اشرحي له كيف يؤذيك كلامه واطلبي منه وقف ذلك. قد يكون غير مدرك لمدى تأثير تصرفاته.    

– في لحظات غضبه، حافظي على هدوئك ولا تردي بالمثل. قد يزيد الرد بالسب من تصعيد الموقف. تحلي بالصبر وابتعدي عنه حتى يهدأ.

– في الأوقات الهادئة، ضعي حدوداً واضحة لما لن تتحمليه. أخبريه أنك لن تتقبلي السب أو الإساءة وستغادرين المكان إذا استمر بذلك. ثم افعلي ذلك فعلاً.

–  حافظي على شبكة دعم اجتماعي من الأهل والأصدقاء المخلصين الذين يقفون بجانبك. لا تنعزلي. ولا تترددي في الاتصال بمن تثقين بهم لدعمك عاطفياً ونفسياً.

– ان استطعت ان يكون لك استقلالية مادية قدر الإمكان فهو خير. الاعتماد المادي الكلي على الزوج قد يجعلك أكثر عرضة للإساءة بسبب المشاكل المادية.
الاستعانة بالأهل والأصدقاء الموثوقين، وطلب المشورة والمساعدة منهم، وإشراكهم في حل المشكلة، والاستفادة من خبراتهم ونصائحهم.  
 تذكري أن كلامه لا يعكس قيمتك كإنسانة. السب والإهانة لا يقللان من شأنك. أنت فوق هذا الأمر. ركزي على نفسك واهتمي بصحتك النفسية
إذا استمرت المشكلة، فكري بالاستعانة بمستشار أسري أو ديني لحلها. فهم طرف ثالث محايد قد يساعد في حل المشكلة.
الاستمرار في الصبر والصلاح والإحسان، وعدم اليأس أو الاستسلام أو الانفصال، إلا إذا كانت المشكلة لا تحمل حلًا، وكان الانفصال خيرًا لجميع الأطراف.
 أخيراً، وليس آخراً، عليك أن تعتني بنفسك وبثقتك وبسعادتك، وأن تحافظي على صحتك وجمالك ونشاطك، وأن تنمي مواهبك وهواياتك ومهاراتك، وأن تشاركي في الأنشطة والأعمال الخيرية، وأن تقوي علاقتك بالله وبالناس. فلا تدعي مشكلتك مع زوجك تحبطك أو تحزنك أو تنغلقي على نفسك، بل كوني إيجابية ومتفائلة ، واستمتعي بحياتك وبما أنعم الله عليك من نعم، واشكري الله على كل حال، وتوكلي عليه في كل أمر.

                                                                                

الخاتمة

الزواج هو نعمة من الله تعالى، وهو مصدر للسعادة والهناء والراحة والأمان، ولكن قد يتعرض لبعض المشاكل والصعوبات، خاصة إذا كان الزوج يهين زوجته وأهلها ويسيء إليهم. ولذلك، فإن المرأة تحتاج إلى التعامل مع هذه المشكلة بحكمة وصبر وشجاعة، واتباع الخطوات التي ذكرناها في هذا المقال، والتي تهدف إلى إصلاح العلاقة الزوجية، وتحسين المعاملة والاحترام والمودة بين الزوجين، والحفاظ على الأسرة والأطفال، والسعي إلى رضا الله تعالى وجنته.
وبهذا نكون قد انتهينا من مقالتنا عن كيفية التعامل مع زوج يسيء إليك، ونأمل أن تكون مفيدة  لك ولكل من يعاني من هذه المشكلة. ونسأل الله أن يهدي الزوجات والأزواج إلى ما فيه خيرهم وخير أسرهم، وأن يجعل بينهم مودة ورحمة وسكينة، وأن يصلح ذات البين بينهم، وأن يجنبهم كل شر وفتنة وبلاء. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.