حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

زوجي صعب الطباع | كيف يمكنني التعامل معه

التعامل مع زوج صعب الطباع

الزواج هو رابط مقدس وعلاقة مباركة بين رجل وامرأة، يتشاركان فيها الحب والرحمة والسكينة. ولكن في بعض الأحيان، قد تواجه الزوجة مشاكل وصعوبات في التعامل مع زوجها، خاصة إذا كان زوجها مسيطراً ومتحكماً وعنيداً، يريد أن يفرض رأيه ويقيد حريتها بغير وجه حق، ويهمل حقوقها ومشاعرها. فكيف تتعامل الزوجة مع هذا النوع من الرجال؟ وما هي الخطوات التي يجب عليها اتباعها لحل هذه المشكلة؟ في هذا المقال، سنحاول أن نقدم لك بعض النصائح والتوجيهات الشرعية والنفسية التي تساعدك على التعامل مع زوجك العنيد المسيطر والمتحكم، وتحسين علاقتك به وبنفسك.

فهم أسباب سلوك زوجك والتعرف على شخصيته

أولاً: عليك أن تذكري حق الله عليك وحق زوجك عليك. فالله تعالى هو الذي خلقك ورزقك وهداك، وهو الذي أمرك بالطاعة والبر له . فلا تنسي أن الله تعالى رقيب عليك في كل ما تقولين وتفعلين. فاتقي الله في نفسك وفي زوجك، ولا تعصيه ولا تعتدي على حقوقه وأطيعه في المعروف.

ثم قد تكون هناك أسباب وعوامل تؤثر على سلوك زوجك وتجعله عنيداً ومتحكماً، مثل الضغوط النفسية أو المادية أو الاجتماعية، أو العادات والتربية والبيئة التي نشأ فيها، أو الصحة والمزاج والهرمونات. فحاولي أن تفهمي هذه الأسباب وتتعرفي على شخصية زوجك وطباعه وميوله وحاجاته وتوقعاته، وأن تتقبليه مع محاولة تغييره بالحسنى وبدون  فرض رأيك عليه.

أسباب محتملة لعناد وتحكم الزوج الغير مبرر

– الشعور بالإحباط في العلاقة الزوجية بسبب عدم تلبية احتياجاته العاطفية أو الحياتية معك.

– ضعف مهارات التواصل بين الزوجين، مما يؤدي إلى سوء الفهم والتوتر.
– الشعور بالغيرة الزائدة وعدم الثقة تجاه الزوجة.
– محاولة فرض السيطرة والهيمنة على الزوجة.
– الانتقام من الزوجة بسبب خلافات سابقة أو إحساس بالإهانة والإهمال.
– الإدمان على بعض العادات السلبية كالمخدرات أو الكحول التي تؤثر على سلوكه وتفاعله.
– ضغوط الحياة والعمل التي يواجها وينفجر بسببها على زوجته.
– تقليده لنماذج سلوكية خاطئة من بيئته وأسرته.

– مرض نفسي كالاكتئاب أو اضطراب الشخصية التي تجعله مندفعاً متحكماً.

بعض النصائح للتعامل مع الزوج العنيد المتحكم

يمكن التغلب على هذا العناد بالحوار البناء والتفهم ومعالجة الأسباب الجذرية للمشكلة بحكمة وصبر.

– حاولي التواصل مع زوجك وحل الخلافات بالحكمة والموعظة الحسنة. فالتواصل هو أساس لنجاح العلاقة الزوجية وهو وسيلة للتفاهم والتعبير والتقريب بين الزوجين. 

أختاري وقتاً مناسباً ومكاناً هادئاً للحديث مع زوجك، عبري له عن مشاعرك ومعاناتك بلغة رقيقة ومحبة، واسأليه عن أسباب سلوكه وما يزعجه أو يضايقه، وأستمعي له بصدر رحب واحترمي رأيه ووجهة نظره. وتجنبي ما يزعجه ويغضبه.
وعندما تتحدثين مع زوجك، عليك أن تحاولي أن تنصحيه باللين وتذكريه بالله وبحقوقك عليه، وأن تبيني له الأضرار  التي تترتب على عناده وتحكمه. ولكن لا تكوني عنيدة أو متهمة إياه أو متشددة في حديثك، بل كوني حكيمة ورفيقة به.
– حافظي على هدوئك ولا تردي عليه بنفس أسلوبه العنيد، فهذا سيزيد الأمور سوءًا.
– حاولي معرفة السبب وراء عناده وتكراره لهذا السلوك، فقد يكون هناك مشكلة أو إحباط.
– لا تواجهيه وهو متوتر، انتظري حتى يهدأ ثم تحدثي معه برفق ولطف.
– شاركيه وجهة نظرك بهدوء واطرحي حلولاً وسطية بدلاً من مجادلته.
– ذكّريه بأثر تصرفاته عليكِ وعلى الأسرة، وكيف يمكن تحسين الأمور معاً.
– امتنعي عن الرد إذا كان غاضباً، وابتعدي حتى يفكر بعقلانية.
– جربي طرح نقاط الخلاف في وجود وسيط حكيم من الأهل لحلها اذا لزم الأمر.

– ثقي أن الصبر وحسن التعامل سيجديان نفعاً مع الوقت إن شاء الله.

إذا لم يفد التواصل مع زوجك ولم يتغير سلوكه أو يتراجع عن عناده أو تحكمه وسيطرته المبالغ فيها دون وجه حق واستمرت المشكلة لفترة طويلة.، فيجب عليك:

– اللجوء إلى الأهل والأصدقاء والمحارم الذين يثق بهم زوجك ويحترمهم، وطلب المساعدة منهم في نصحه وإصلاح ذات البين بينكما، وتوسيطهم في حل الخلافات والتوفيق بينكما.

– الاستعانة بالمستشارين الأسريين أو النفسيين أو الشرعيين الذين يمتلكون الخبرة والمهارة في التعامل مع هذا النوع من المشاكل، والاستفادة من نصائحهم وتوجيهاتهم.

أخيراً، وليس آخراً، عليك أن تعتني بنفسك وبثقتك وبسعادتك، وأن تحافظي على صحتك وجمالك ونشاطك، وأن تنمي مواهبك وهواياتك ومهاراتك، وأن تشاركي في الأنشطة والأعمال الخيرية، وقوي علاقتك بالله وبالناس. فلا تدعي مشكلتك مع زوجك تحبطك أو تحزنك أو تنغلقي على نفسك، بل كوني إيجابية ومتفائلة، واستمتعي بحياتك وبما أنعم الله عليك من نعم، واشكري الله على كل حال، وتوكلي عليه في كل أمر.

خاتمة: بهذا نكون قد انتهينا من مقالتنا عن كيفية التعامل مع الزوج العنيد المسيطر والمتحكم، ونأمل أن تكون مفيدة  لك ولكل من يعاني من هذه المشكلة. ونسأل الله أن يهدي الزوجات والأزواج إلى ما فيه خيرهم وخير أسرهم، وأن يجعل بينهم مودة ورحمة وسكينة، وأن يصلح ذات البين بينهم، وأن يجنبهم كل شر وفتنة وبلاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.