حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

الزوجة المسلمة | كيفية معاملة الحماة بما يرضي الله

معاملة الحماة {أم الزوج}

 الإسلام دين الرحمة والمودة والتعاون والتآلف بين الناس، وإن من أهم العلاقات التي ينظمها الإسلام هي علاقة الزوجين بأهلهما، وخاصة بوالديهما، فهما أسباب وجودهما وتربيتهما وتهيئتهما للحياة الزوجية. ومن بين هذه العلاقات تبرز علاقة الزوجة بحماتها، أي أم زوجها، والتي تحتاج إلى الحكمة والصبر والتفاهم والإحسان، لأنها تؤثر بشكل كبير على استقرار البيت وسعادة الزوجين.

كيفية معاملة الحماة

ولهذا سنتناول في هذا الموضوع بعض النقاط المهمة التي تساعد على تحسين معاملة الحماة في الإسلام، والتي تستند إلى الأدلة الشرعية والتجارب العملية.

 أولاً: الاحترام والتقدير:

إن الاحترام والتقدير هما من أساسيات المعاملة الحسنة مع الحماة، فهي أم الزوج ومن أقرب الناس إليه، ولها حق عظيم عليه، فالواجب على الزوجة أن تحترم حماتها وتقدرها وتعاملها بلطف ورفق، وأن تبادرها بالسلام والتحية والابتسامة، وأن تسمع كلامها وتنصت له وترد عليه بقول كريم. وأن تتجنب الحديث عنها بسوء سواء من أمامها أو من خلفها، أو الانتقاص من شأنها أو الاستهزاء بها، وأن تربي أولادها على احترام جدتهم والتودد إليها والاستفادة من خبرتها ونصيحتها لما لها من حق على أحفادها. قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)[رواه البخاري ومسلم]. 

ثانياً: الإحسان والبر:

إن الإحسان والبر هما من أعلى درجات المعاملة الحسنة مع جميع الناس، فما بالك بالحماة، فهي في مقام الوالدين الذين أمر الله بإحسانهما وبرهما، وأنهما من أولى الناس بالمعروف والمحبة والرحمة، فالواجب على الزوجة أن تحسن إليها وتبرها وتعينها في حاجاتها ومصالحها، وأن تزورها وتسأل عنها وتهنئها في أفراحها وتعزيها في أحزانها، وأن تقدم لها الهدايا وتشاركها في المناسبات، وأن تدعو لها بالخير والصحة والعافية، وأن تصبر عليها إذا أساءت إليها أو أخطأت في حقها، وأن تسامحها وتعفو عنها وتدفع السيئة بالحسنة.

وقد قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا). ولا تنتظري منها مقابل لما تقدميه لها، ولتعلمي ان المقابل من الله في الدنيا والأخرة.

ثالثاً: الحكمة والتفاهم:

إن الحكمة والتفاهم هما من أهم الأسباب التي تساعد على تحسين معاملة الحماة، فهي تختلف عن الزوجة في العمر والثقافة والتجربة والتفكير والعادات والتقاليد، فقد تكون لها رأي مختلف أو موقف متعارض أو مطلب متناقض مع الزوجة في بعض الأمور، فالواجب على الزوجة أن تتعامل معها بحكمة وتفاهم، وأن تحاول فهم وجهة نظرها ومبرراتها، وأن تناقشها بلين ورفق، وأن تأخذ منها النصيحة والمشورة، وأن تراعي مشاعرها وحقوقها، وأن تتجنب المشاكل والنزاعات والخلافات معها.

وأن تلجأ إلى الزوج في حل النزاعات إذا لزم الأمر، وأن تسعى إلى التوفيق والصلح بينها وبين حماتها. وقد قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). وهذا من التقوى لمن أرادت أن تترقى في درجات التقوى.

رابعاً: الاستقلال والتوازن:

إن الاستقلال والتوازن هما من العوامل التي تساهم في تحسين معاملة الحماة، فهي تحترم الزوجة التي تعرف حدودها ومسؤولياتها، وتحافظ على استقلالها في اتخاذ القرارات وإدارة شؤونها وبيتها، وتوازن بين حقوقها وواجباتها، وبين حقوق الزوج وواجباته، وبين حقوق الحماة وواجباتها، وبين حقوق أهلها وواجباتها، وبين حقوق نفسها وواجباتها، وتتعامل مع كل طرف بعدل وإنصاف، وتتجنب الإفراط أو التفريط في أي منها، وتحرص على تحقيق التناغم والانسجام بينها وبين كل من حولها.

دور الزوج

الزوج مأمور ببر أمه والإحسان إليها، وأنه يجب عليه أن يزورها ويتفقدها باستمرار ولا ينقطع عنها ابداً، ويسأل عن حالها ويقضي حوائجها ويعطف عليها ويحترمها ويطيعها في المعروف، وأن يجعلها سعيدة ومرتاحة، وأن يصبر عليها إذا كانت مريضة أو كبيرة في السن أو تعاني من مرض الزهايمر أو غيره، وأن يدعو لها بالخير والمغفرة والرحمة. 

وينبغي للزوج أن يجمع بين بره بأمه وحسن عشرته لزوجته، وأنه لا يجوز له أن يظلم زوجته أو يهملها أو يتركها بحجة بر أمه، وأنه يجب عليه أن يوفق بينهما بالعدل والمحبة والتفاهم والتعاون، وأن يحل المشاكل والخلافات بينهما ان وجدت بالحكمة والرفق والصلح، وأن يجعل زوجته تشعر بأنها شريكة له في بر أمه وان حماتها ليست منافسة أو عدوة لها، وأن يشكرها على مساعدته في ذلك ويثني عليها ويكرمها.

 خاتمة

 في الختام، نقول إن معاملة الحماة في الإسلام هي من المواضيع المهمة والحساسة التي تحتاج إلى الاهتمام والعناية، وأنها ترتبط بحقوق الله وحقوق العباد، وأنها تؤثر على سلامة الأسرة والمجتمع، وأنها تتطلب من الزوجة أن تتعامل مع حماتها بالاحترام والتقدير والإحسان والبر والحكمة والتفاهم والاستقلال والتوازن، وأن تسعى إلى رضا الله عز وجل ورضا زوجها ورضا حماتها ولتعلم ان رضا زوجها بما أمر الله به هو طريق لرضا الله سبحانه وتعالى، وأن تتذكر أن الله يحب المحسنين ويجازيهم بالحسنى. 
تعليق 1
  1. غير معرف يقول

    رااائع بجد جميل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.