حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

الزوج البخيل مادياً وعاطفياً | كيف تميزين بينهما وتتعايشين معهما

بخل الزوج

الزواج هو عقد شرعي واجتماعي يجمع بين رجل وامرأة على أساس المودة والرحمة والتعاون والتكافل، ويتطلب من كل طرف أن يقوم بحقوقه وواجباته تجاه الآخر. لكن في بعض الأحيان تواجه المرأة مشكلة كبيرة في حياتها الزوجية، وهي بخل الزوج، الذي قد يكون مادياً أو عاطفياً أو كليهما. في هذه المقالة سنتحدث عن كيفية التمييز بين أنواع البخل عند الزوج، وكيفية التعايش معها.

كيف تميزين بين بخل الزوج المادي والعاطفي؟

البخل المادي هو عدم إنفاق الزوج على زوجته وأسرته بما يناسب حالته ومقدرته، وحرمانهم من حقوقهم الشرعية مثل النفقة والملبس والمأكل والمسكن والتعليم والعلاج وغيرها. 

 فالزوج البخيل مادياً هو من يبخل على زوجته بتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لها رغم قدرته على ذلك. أما البخل العاطفي فهو امتناع الزوج عن إشباع الاحتياجات العاطفية لدى الزوجة كالحنان والعطف والاهتمام والثناء عليها وإظهار المحبة والود لها بصورة مستمرة. 

فالزوج البخيل عاطفياً لا يُبدي اهتماماً بزوجته ولا يُقدّر عواطفها ولا يلبي مطالبها الإنسانية الطبيعية.  فالبخل العاطفي هو عدم إظهار الزوج لمشاعره وعواطفه تجاه زوجته وأسرته، وحرمانهم من الحنان والرحمة والتقدير والاهتمام والثناء والتشجيع والتواصل والحوار وغيرها.

وكلا النوعين من البخل له آثار سلبية على الحياة الزوجية. لذا ينبغي على الأزواج تجنب مثل هذه السلوكيات السلبية كل جهد من أجل ضمان سعادة واستقرار الأسرة.

يمكن للمرأة أن تميز بين بخل الزوج المادي والعاطفي بملاحظة سلوكه وتصرفاته ومواقفه تجاهها وتجاه أسرته، . فإذا وجدت أن الزوج يتهرب من تحمل مسؤولياته المادية ويبحث عن الأعذار والمبررات لعدم إنفاقه على زوجته وأسرته، ويتعامل معهم بالقسوة  والتقتير والتحقير، ويمنعهم من الاستمتاع بالحياة فهذا دليل على بخله المادي.

وإذا وجدت أن الزوج يتجاهل مشاعرها وعواطفها ويبقى بعيداً عنها ولا يشاركها في أفراحها وأحزانها، ويتعامل معها بالبرود واللامبالاة والصمت والعناد والغضب والانفعال، ويمنعها من الحب والعطف والسكينة والسعادة وغيرها، فهذا دليل على بخله العاطفي.

 كيف تتعايشين مع بخل الزوج المادي والعاطفي؟

للتعايش مع بخل الزوج المادي والعاطفي يجب على المرأة أن تتبع الخطوات التالية:

– الصبر والدعاء: يجب على المرأة أن تصبر على ما تواجهه من بخل الزوج، وأن تدعو الله أن يهديه ويغيره ويزينه بالكرم والجود والمحبة والرحمة، وأن تستعين بالله وتثق به وترضى بقضائه وقدره، خصوصاً ان كان هناك مصلحة راجحة من البقاء معه، وأن تعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين. وان تركّز على الجوانب الإيجابية في شخصيته وتتعامل مع بخله بصبر وحكمة.
– الحكمة والموعظة الحسنة: على المرأة أن تحاول أن تنصح زوجها بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن تذكره بآيات الله وأحاديث رسوله وقصص السلف الصالحين، وأن تبين له أضرار البخل وفوائد الإنفاق، وأن تحثه على الإحسان والتفاعل والتواصل، وأن تتجنب العتاب واللوم والشكوى والنكد والنميمة.
– محاولة الحوار الهادئ: على الزوجة محاولة  التحدث معه بهدوء وتفهم عن أسباب بخله. ربما يكون لديه مخاوف مالية أو تجارب سابقة أثرت عليه. وتشرح له أن البخل يؤثر سلباً على علاقتهما وسعادتهما معاً. وإقناعه بأهمية تلبية احتياجاتها المادية والعاطفية من خلال الحوار الهادئ وتقديم الأدلة والبراهين بحكمة ولين. وتذكّره بأهمية العطاء والكرم في الزواج.
– عدم المقابلة بالمثل: ينبغي على الزوجة عدم مقابلة بخل الزوج بالبخل عليه، بل مواصلة القيام بواجباتها تجاهه بإخلاص لعله يتأثر بتصرفاتها ويتوب عن بخله. ويمكنها ان تقترح عليه وضع ميزانية شهرية مشتركة للإنفاق المنزلي والترفيهي. فمشاركته في اتخاذ القرارات المالية قد يكون له تأثير إيجابي.
 – إشراك الأهل: يمكن للزوجة استشارة الأهل حول التعامل مع بخل الزوج وإشراكهم في محاولة إقناعه بتغيير تلك العادة السيئة، وان كان بخله في أمور حياتية لابد منها سيترتب على تركها ضرر، فيمكن اشراك أهله ليتحملوا بعضاً من المسؤولية ويقوموا بتوجيهه وحضه على الانفاق.
 -الاستغناء والاكتفاء: يجب على الزوجة أن تعمل على تطوير نفسها ومهاراتها ومواهبها، وأن تشغل وقتها بالعبادة والعلم والعمل، وأن تبحث عن السعادة في نفسها وفي أعمال خيرية تقوم بها. وان استطاعت أن تستغني عن زوجها فيما يمكنها من الأمور المادية والعاطفية، وأن تكتفي بما تملكه من الحلال والمتاح، فهو خير في الدنيا وباحتساب الأجر يكون خيراً في الأخرة.
– الصبر والاحتساب: وأخيراً، على الزوجة أن تتحلى بالصبر وتحتسب الأجر عند الله فيما لاقته من ظلم، مع الدعاء بهداية الزوج وتغيير سلوكه.
تغيير بعض سلوكيات الزوجة: البخل العاطفي يمكن الحد منه بالتودد والمعاملة الحسنة والتقرب الى الزوج والليونة في الكلام والتصرفات وغيرها، تحتاج المرأة لتغيير بعض سلوكياتها التي تثير استياء الزوج.

                                                                          

في الختام: نقول أن بخل الزوج المادي والعاطفي هو مشكلة شائعة في حياة الكثير من النساء، ويجب عليهن أن يتعاملن معها بالصبر والدعاء والحكمة والموعظة الحسنة والاستغناء والاكتفاء قدر المستطاع والاستعانة بالآخرين اذا اقتضى الأمر وبذل كل محاولة لإقناع الزوج البخيل بضرورة الإنفاق على زوجته واحترام مشاعرها، والقيام بحقها.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.