العصبية
العصبية الزائدة هي حالة تتميز بالغضب الشديد والانفعال الغير المنطقي، وقد تؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية للشخص المصاب بها. قد تظهر هذه الحالة في شكل نوبات غضب مفاجئة، أو قلق مستمر، أو صعوبة في التركيز، أو مشاكل في النوم. تعتبر العصبية الزائدة من المشاكل النفسية الشائعة التي يعاني منها الكثيرون في مجتمعاتنا المعاصرة. وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه الحالة من التوتر وعدم الارتياح الدائم.
أسباب العصبية
- من أبرز هذه الأسباب الضغوطات الحياتية المستمرة التي يتعرض لها الفرد نتيجة متطلبات الحياة المعاصرة من عمل ودراسة وتحديات مادية واجتماعية مستمرة. فالتوتر الدائم والقلق بشأن المستقبل وكيفية تلبية احتياجات الحياة أمر يؤرق الكثيرين ويجعلهم في حالة ترقب وخوف مستمرين.
- كما أن سرعة وضغوطات الحياة المدنية تزيد من مستويات التوتر لدى الإنسان المعاصر، فالسعي الدائم نحو تحقيق المزيد من المكاسب المادية والمعنوية يجعل الفرد في سباق محموم مع الوقت والمجتمع من حوله.
- عدم وجود صمامات أمان نفسية واجتماعية تساعد على الاسترخاء وطرح الهموم يساهم ذلك في زيادة مستويات التوتر. فعدم وجود أصدقاء أو مجتمع مساند يمكن التنفيس معهم يزيد الشعور بالوحدة والقلق الدائم.
- التوقعات غير الواقعية هي تلك التي لا تتناسب مع الواقع أو الإمكانيات أو الظروف. فالتوقعات غير الواقعية تؤدي إلى خيبة الأمل والإحباط والغضب عندما لا تتحقق. فمن الضروري أن نضع أهدافًا واقعية ومنطقية وقابلة للتحقيق ومقبولة لأنفسنا وللآخرين.
- الصراعات الشخصية هي تلك التي تحدث بين الأشخاص بسبب اختلاف الآراء أو المصالح أو القيم أو الشخصيات. فالصراعات الشخصية تؤدي إلى التوتر والخلاف والعداء والغضب بين الأطراف المتصارعة. فمن الضروري أن نتعلم كيف نتعامل مع الصراعات بطريقة بناءة وسلمية وحل الخلافات بالحوار والتفاهم والتسامح.
- العوامل البيولوجية هي تلك التي تتعلق بجسم الإنسان ووظائفه وهرموناته وجيناته فهي تؤثر على مستوى الغضب لدى الشخص، خاصة إذا كان يعاني من مشاكل صحية مثل الألم المزمن، أو الإصابة بالتهابات، أو الإصابة بالاكتئاب أو الإصابة بالقلق، أو الإصابة بالفصام، أو غيرها من الأمراض.
كذلك من العوامل المساهمة الاستعداد الوراثي والبيولوجي لبعض الأشخاص للإصابة بمستويات أعلى من التوتر مقارنة بغيرهم، فهناك تركيبات جينية وكيميائية في الدماغ تجعل بعض الأفراد أكثر عرضة للقلق الدائم وردود الأفعال.
- أيضاً الأحداث أو المواقف التي تثير مشاعر الغضب أو الإحباط أو الخوف أو الأذى، مثل التسلط أو التنمر أو فقدان شخص عزيز أو إهانة.
- المشكلات الشخصية التي تسبب القلق أو الضغط أو التوتر، مثل زميل في العمل، أو صديق، أو شريك، أو اضطراب نفسي مثل اكتئاب أو إدمان كحول.
- ذكريات سابقة لأحداث صادمة أو مؤلمة كانت تؤثر على المزاج والانفعالات.
- بعض الظروف البيئية التي تزيد من التحديات، مثل درجات حرارة غير مريحة، أو انقطاع التكنولوجيا، أو نقص الماء.
أعراض العصبية الزائدة
- تقلبات مزاجية حادة.
- صعوبة في التركيز والانتباه.
- التهيج والانفعال بسهولة.
- الصداع المتكرر.
- مشاكل في النوم (الأرق أو النوم المفرط).
- مشاكل في الهضم.
- الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.
- العزلة الاجتماعية.
- زيادة الوزن أو فقدانه.
علاج العصبية الزائدة
إذا كنت تعاني من عصبية زائدة، فهناك بعض الطرق التي يمكنك اتباعها للتحكم فيها والتخفيف من آثارها وتهدئة نفسك وتحسين صحتك ونفسيتك. بعض هذه الطرق هي:
التفكير قبل التحدث: حاول إظهار استجابة مناسبة للأحداث دون إساءة إلى نفسك أو إلى غيرك.
في هذه المقالة، تحدثنا عن أسباب وعلاج العصبية الزائدة، وأشرنا إلى بعض العوامل التي تسبب الغضب، وبعض الخطوات التي تساعد على التحكم فيه. فالعصبية الزائدة هي مشكلة شائعة تواجه الكثير من الناس في حياتهم، ولكنها ليست مستحيلة الحل. فبالتنفس العميق، والتفكير الإيجابي، والتدريب الرياضي، وغيرها من الطرق الفعالة ودعاء الله بالخلاص منها، وتذكر ثواب الصابرين والكاظمين الغيظ، فهذا يساعد في التخلص منها كما يساعد في تحسين صحتنا ونفسيتنا وعلاقاتنا بالأخرين. اما اذا كانت العصبية مفرطة وتؤثر على حياة الشخص فمن المهم استشارة الطبيب أو أخصائي الصحة النفسية لتشخيص حالتك وتحديد العلاج المناسب لك.