ساعات نوم الطفل
هل تساءلتم يوماً إذا كنتم تقدمون لأطفالكم ساعات نوم كافية؟
يُعد النوم الجيد أمرًا حيويًا لنمو الطفل وتطوره.
تتفاوت ساعات نوم الطفل حسب العمر، منذ الولادة وحتى عمر المراهقة، يحتاج الأطفال إلى مدّة نوم مختلفة، إذ يحتاج الرضيع حديث الولادة إلى ساعات أكثر من الأطفال الأكبر سنًا.
ففي السنة الأولى، تكون الحاجة الأكبر للنوم، ومع تقدمهم، تقل الساعات المطلوبة.
إذ تأثير النوم الكافي يظهر في تحسن ذاكرة الطفل وتركيزه ورفاهيته العامة.
في هذه المقالة، سنستعرض الفروق الدقيقة في توقيتات النوم المثلى وفقًا للفئة العمرية، لتضمنوا حصول أطفالكم على الراحة الكافية والضرورية.
أهمية النوم للطفل
يساعد النوم الكافي للأطفال في تعزيز النمو البدني والعقلي لهم، كما يحسن القدرة على التركيز والتعلم.
الأطفال النائمون جيدًا يظهرون تحسنًا في السلوكيات وعادات الأكل.
كما أن الساعات المناسبة من النوم تقلل عند الطفل مشاعر القلق والضغط النفسي.
أظهرت دراسة أن الأطفال الذين ينامون أقل من 9 ساعات ليلاً لديهم مادة رمادية أقل أو حجم أصغر في أجزاء معينة من الدماغ المسؤولة عن الانتباه والذاكرة والتحكم وذلك وفقاً لقول البروفيسور زي وانغ، المؤلف المشارك للدراسة وأستاذ الأشعة التشخيصية والطب النووي في جامعة ميريلاند الأميركية، مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بعادات نوم صحية، واستمرت هذه الفروق لمدة عامين، مما يشير إلى آثار سلبية طويلة الأمد على الأطفال الذين لايحصلون على نوم كافٍ، كما جاء في تقرير منصة “إنك” (inc) مؤخراً. لضمان ساعات نوم الطفل حسب العمر، يجب توفير بيئة مريحة ومنتظمة للنوم، مما يساهم في تعزيز صحة الطفل العامة ورفاهيته. وهذا ما سيتم الإشارة إليه لاحقاً.
ساعات نوم الطفل حسب العمر
يعد النوم للطفل جزءاً مهماً في نموه البدني والعقلي. وتختلف ساعات النوم المناسبة للأطفال حسب العمر.
ساعات النوم للمولود
يحتاج المواليد الجدد إلى النوم لمدة تتراوح بين 14 و17 ساعة كل يوم.
هذا النوم يتوزع على مدار اليوم والليل في فترات قصيرة قد تكون من ساعتين الى ثلاث ساعات ليلاً ونهاراً.
وأحيانًا يصل إلى 19 ساعة، مع العلم أن استيقاظهم يكون كل ساعتين إلى أربع ساعات للرضاعة.
يحتاج الرضع (4-11 شهر): الى مدة من النوم تتراوح بين 12 و15 ساعة في اليوم.
تشمل هذه المدة 2-3 قيلولات في النهار.
هذه الفترات الزمنية المتقطعة طبيعية وضرورية لتلبية احتياجاتهم الغذائية والتنموية.
ساعات نوم الطفل من 1-3 سنوات
من المهم خلال سنوات النمو المبكرة، أن يتمتع الطفل بكمية كافية من النوم.
عادةً ما تتراوح ساعات نوم الطفل في عمر السنة بين 11 إلى 14 ساعة يومياً، بما يشمل القيلولة خلال النهار.
قسط النوم الكافي يدعم وظيفة الذاكرة ويعزز المناعة ويخفف من الصراعات السلوكية خلال النهار.
حاجة نوم الطفل من 3-12 سنة
تختلف ساعات نوم الأطفال من سن 3-12.
الأطفال ما بين 3 و5 سنوات يحتاجون 10 إلى 13 ساعة. بينما يحتاج الأطفال من 4-6 سنوات إلى 10-12 ساعة من النوم ليلاً لتحقيق الراحة الكاملة.
بينما تتراوح حاجة النوم للأطفال بين 7-12 سنة ما بين 9-11 ساعة.
مع تقدم العمر، قد تقل ساعات النوم قليلًا، لكن الحفاظ على انتظام النوم يظل عاملاً محوريًا في تعزيز صحتهم العامة.
أيضاً أطفال المدرسة (6-13 سنة): يحتاجوا من 9 الى11 ساعة يومياً.
عادةً في نوم ليلي متواصل دون قيلولات.
مشاكل النوم الشائعة للأطفال
اضطرابات النوم لدى الرضيع تمثل تحدياً شائعاً للوالدين، إذ يمكن أن تؤثر سلباً على تطوره السليم. الأطفال يواجهون مشاكل نوم متنوعة، تشمل الأرق، الاستيقاظ المتكرر، والكوابيس.
غالباً ما تعود هذه المشاكل لعوامل مثل القلق، تغيرات الروتين، أو البيئة غير المريحة. وإليك شرح مفصل لهذه الاضطرابات وكيفية تفاديها.
التغلب على التململ وقلة النوم
التغلب على التململ وقلة النوم، لضمان ساعات نوم مريحة مثالية للأطفال، يجب الاهتمام بتوفير بيئة نوم ملائمة. إليك خطوات بسيطة نحو الروتين السليم والاسترخاء:
- الاهتمام بتنظيم ساعات نوم الطفل على حسب عمره.
- استخدام إضاءة ليلية منخفضة وتجنب الضوضاء العالية.
- استخدام مراتب ووسائد ذات جودة عالية وتخصيص غرفة النوم وتهيئتها لتهدئة الطفل قبل النوم.
- الحفاظ على درجة حرارة معتدلة في الغرفة لضمان الراحة.
- الحفاظ على روتين ثابت للنوم يساعد في تنظيم ساعات نوم الطفل حسب العمر بفعالية.
- كما تلعب الأنشطة الهادئة واستخدام موسيقى هادئة دورًا هامًا في تعزيز النوم الهادئ.
- تجنب الألعاب الإلكترونية والشاشات وممارسة أنشطة مهدئة للاسترخاء قبل النوم بوقت كافٍ لضمان نوم مريح وعميق.
- تجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم.
الخوف الليلي والأحلام المزعجة
يشعر الأطفال أحياناً بالخوف الليلي، مما يسبب اضطرابات في ساعات نومهم.
تتضح هذه الأحلام المزعجة في فترات النوم العميق، حيث يبدأ الطفل بالصراخ أو الاستيقاظ فجأة.
ويعد توفير بيئة نوم هادئة ومطمئنة وتقليل التعرض للمحتوى المخيف قبل النوم من الأساليب الفعّالة في معالجة هذه الظاهرة.
بالتالي، يمكن تحسين جودة نوم الطفل وتجنب التأثيرات السلبية على نموه.
من الضروري متابعة نمط نوم الرضيع والبحث عن أي حلول مثل تحسين الروتين المسائي وخلق بيئة نوم مريحة.
يجب الانتباه أن هذه المعدلات في عدد ساعات نوم الأطفال تقريبية وقد تختلف من طفل لآخر.
إذا لاحظت أي مشاكل مستمرة في نوم طفلك، يفضل استشارة طبيب الأطفال.
إعلم أن النوم هبة من الله للبشر والكائنات. التربية الحديثة لا تشجع على ترك الأطفال يسهرون كما يشاؤون. يجب تحديد موعد ثابت للنوم والالتزام به، حتى إذا حاول الطفل التحايل للحصول على ساعة إضافية من السهر.
الأطفال لديهم ذكاء كبير في هذا المجال، فهم يلاحظونك بدقة، يدركون مواطن ضعفك، ويستغلونها لتحقيق رغباتهم.
ننصحك بالالتزام الدقيق بوقت النوم المحدد لطفلك دون الاهتمام بالتبريرات أو الظروف. ذلك يساهم في تعزيز استقرار ساعات نوم الطفل ويضمن نموه الصحي.
الخاتمة
فَهم ساعات نوم الطفل حسب عمره أمرًا أساسيًا لضمان صحة نموه العقلي والبدني.
تتفاوت ساعات نوم الطفل، فالأطفال حديثو الولادة يحتاجون عدد ساعات نوم أكبر، بينما الأطفال في عمر المدرسة قد يحتاجون أقل من ذلك كما أشرنا في هذا المقال.
من خلال تنظيم جدول النوم بشكل مناسب، يمكن توفير بيئة مثالية تساعد الأطفال على الاكتساب الأمثل للراحة والاسترخاء.
النوم الجيد يعزز النمو الفكري والجسدي، ويساعدهم على اكتساب المهارات وتطوير الذاكرة.
فلنحرص على التحقق من احتياجات النوم لكل مرحلة عمرية لضمان حياة مفعمة بالصحة والسعادة لأطفالنا.
هذه الرعاية تستحق الجهد بلا شك.
الأسئلة الشائعة
1. كم ساعة يحتاجها الطفل للنوم؟
يعتمد ذلك على عمر الطفل، ويتراوح بين 14 إلى 16 ساعة للرضع.
2. كيف يمكن تحسين نوم الطفل؟
توفير بيئة هادئة، وضبط وقت ثابت للنوم، واتباع روتين مهدئ قبل النوم.
3. هل تختلف ساعات نوم الطفل حسب العمر؟
نعم، تختلف تلبية احتياجات النوم باختلاف مراحل النمو وعمر الطفل.
4. ما هي علامات قلة النوم عند الأطفال؟
النكد المستمر، فرط النشاط، صعوبة التركيز خلال اليوم.
5. هل النوم يؤثر على النمو العقلي للطفل؟
نعم، النوم الكافي يعزز الذاكرة ويطور المهارات الإدراكية للطفل.