- Advertisement -
- Advertisement -
الأخطاء التربوية
التربية هي عملية مهمة في حياة الإنسان، حيث يتعلم الطفل من خلالها السلوك والقيم والمهارات التي تمكنه من الاندماج في المجتمع والتفاعل مع الآخرين والتعبير عن نفسه والتطور والتميز. والآباء هم أول وأهم مربين ومعلمين ومرشدين للأطفال، الذين يؤثرون على شخصيتهم وهويتهم ومستقبلهم.
لكن التربية تتطلب جهداً، تتطلب من الآباء مهارات وصفات خاصة للقيام بها بشكل صحيح وفعال. ولكن للأسف، يقع بعض الآباء في بعض الأخطاء التربوية الشائعة، التي تؤثر سلبا على تطور وسعادة ونجاح أطفالهم.
الأخطاء التربوية الشائعة وكيفية تجنبها؟
في هذه المقالة، سنتعرف على بعض هذه الأخطاء التربوية الشائعة، وسنقدم بعض الحلول والبدائل لتجنبها وتصحيحها.
1. الإفراط أو التقصير في الحب والعناية
الحب والعناية هما عنصران أساسيان في التربية، حيث يمنحان الطفل شعورا بالأمان والثقة والقبول والانتماء. لكن الآباء قد يقعون في خطأ الإفراط أو التقصير في الحب والعناية، وهذا يؤدي إلى تشويه العلاقة بينهم وبين الطفل.
الإفراط في الحب والعناية يعني أن الآباء يدللون الطفل ويحمونه من كل شيء ويقضون كل رغباته ويتنازلون عن كل مبادئهم لإرضائه ويتجاهلون كل عيوبه ويبررون كل أخطائه. هذا يجعل الطفل مدلل ومتمرد وغير مسؤول.
التقصير في الحب والعناية يعني أن الآباء يهملون الطفل ويتركونه وحيدا ويحرمونه من الاهتمام والمودة والاحتواء الكافيين. هذا يجعل الطفل وحيد وحزين ومنغلق على نفسه ومنخفض الثقة مما يؤدي الى انعدام الأمل والطموح لديه.
الحل هو أن يكون الآباء متوازنين في الحب والعناية، وأن يعطوا الطفل ما يحتاجه من حنان ورعاية ودعم وتقدير، وأن يضعوا له حدود وقيود وعواقب، وأن يساعدوه على تحمل المسؤولية والالتزام والتعاون.
2. الإفراط أو التقصير في السلطة والسيطرة
السلطة والسيطرة هما عنصران مهمان في التربية، حيث يحددان العلاقة بين الآباء والأطفال والدور الذي يلعبه كل منهما. لكن الآباء قد يقعون في خطأ الإفراط أو التقصير في السلطة والسيطرة، وهذا يؤدي إلى تعكير العلاقة بينهم وبين الطفل.
الإفراط في السلطة والسيطرة يعني أن الآباء يفرضون سلطتهم وسيطرتهم على الطفل بشكل مطلق ومتسلط ومستبد ومهين. مما يضر بالطفل ويجعله خائف ومستسلم ومنقاد ومهان.
التقصير في السلطة والسيطرة يعني أن الآباء يتنازلون عن سلطتهم وسيطرتهم أمام الطفل بشكل كامل ومطلق، فيستسلمون لطلباته كلها، سواء كانت طلبات منطقية أو غير منطقية .مما يؤدي بالطفل الى التمرد والعناد والتجاوز.
الحل هو أن يكون الآباء متوازنين في السلطة والسيطرة، وأن يمارسوا سلطتهم وسيطرتهم بشكل منطقي وعادل ومحترم. وأن يعطوا الطفل قدرًا مناسبًا من الحرية والاستقلالية والاختيار والتفاوض حسب عمره ونضجه.
التواصل والحوار هما عنصران رئيسيان في التربية، حيث يسهمان في تبادل المعلومات والمشاعر والآراء والأفكار بين الآباء والأطفال. لكن الآباء قد يقعون في خطأ الإفراط أو التقصير في التواصل والحوار، وهذا يؤدي إلى تفرقة العلاقة بينهم وبين الطفل.
الإفراط في التواصل والحوار يعني أن الآباء يتواصلون مع الطفل بشكل مفرط ومزعج ومتطفل ومتسلط، يسألون عن كل صغيرة وكبيره ولا يتركون مساحة للطفل. هذا يجعل الطفل مضايق ومنزعج ومتمرد.
التقصير في التواصل والحوار يعني أن الآباء يتواصلون مع الطفل بشكل قليل ونادر ومقتضب، هذا يجعل الطفل وحيد وحزين ومتخبط مما يؤثر على نفسيته لشعوره بعدم التقبل.
الحل هو أن يكون الآباء متوازنين في التواصل والحوار، وأن يتواصلون مع الطفل بشكل مناسب ومهتم ومحترم. وأن يستمعوا إلى الطفل بتركيز واهتمام وتفهم وتقبل، وأن يتحدثوا معه بلطف وحوار وتوجيه بدلاً من العنف أو الإهانة. فالطفل يحتاج للاهتمام والرعاية والتوجيه الدائم من الوالدين.
4. الإفراط أو التقصير في التعليم والتعلم
التعليم والتعلم هما عنصران أساسيان في التربية، حيث ينميان المعرفة والذكاء والمهارات والقدرات والإبداع لدى الطفل. لكن الآباء قد يقعون في خطأ الإفراط أو التقصير في التعليم والتعلم وهذا يؤدي إلى تضييع الفرصة والإمكانية لدى الطفل.
الإفراط في التعليم والتعلم يعني أن الآباء يفرضون على الطفل التعليم والتعلم بشكل مفرط ومجهد وممل ومزعج، مما يجعل الطفل مرهق ومضغوط ومنزعج، وقد يدخل الآباء والأبناء في صراعات بسبب التعليم والدراسة، مما يحدث شرخاً في العلاقة.
التقصير في التعليم والتعلم يعني أن الآباء يتجاهلون أو يهملون الطفل في التعليم والتعلم بشكل كاف ومناسب ومفيد، فلا يتبعون أساليب التعلم الإيجابية، ولا يوفرون لهم ما يساعدهم على الدراسة بشكل جيد.
الحل هو أن يكون الآباء متوازنين في التعليم والتعلم، وأن يوفروا للطفل التعليم والتعلم بشكل كاف ومناسب ومتنوع وممتع ومفيد. وأن يشجعوا الطفل على التعليم والتعلم بشكل ذاتي ومستمر وبطرق محببة.
5. الإفراط أو التقصير في النقد والمديح
النقد والمديح هما عنصران مهمان في التربية، حيث يعكسان رأي الآباء في سلوك وأداء ومستوى الطفل. لكن الآباء قد يقعون في خطأ الإفراط أو التقصير في النقد والمديح، وهذا يؤدي إلى تشويه الصورة الذاتية والثقة بالنفس لدى الطفل.
الإفراط في النقد يعني أن الآباء ينتقدون الطفل بشكل مفرط ومزعج وقد يكون بتوجيه اتهام أيضاً . هذا يجعل الطفل محبط ويفقده الثقة في نفسه.
الإفراط في المديح يعني أن الآباء يمدحون الطفل بشكل مفرط ومبالغ وعلى غير الواقع.
التقصير في المديح يعني أن الآباء يتجاهلون أو يتناسون أو يتغاضون عن المديح للطفل بشكل كاف ومناسب لمرحلتهم العمرية. مما يجعل الطفل مهمل ومحروم ومتخبط.
الحل هو أن يكون الآباء متوازنين، فيكفوا عن النقد ويستبدلوه بالتوجيه البناء، وأن يوجهوا المديح للطفل بشكل مناسب. وأن يعطوا الطفل الفرصة للتعلم من أخطائه وتصحيحها، وأن يثنوا على إنجازاته وتميزه.
6. الإفراط أو التقصير في القدوة والمثال
القدوة والمثال هما عنصران مهمان في التربية، حيث يؤثران على شخصية وهوية وقيم وسلوك الطفل. لكن الآباء قد يقعون في خطأ الإفراط أو التقصير في القدوة والمثال، وهذا يؤدي إلى تشويه النموذج والمرجعية لدى الطفل.
الإفراط في القدوة والمثال يعني أن الآباء يفرضون على الطفل القدوة والمثال بشكل مفرط ومتسلط، يعني الزام الطفل بتقليد القدوة بالعنف، مثلاً كقول الاب للأبن بعنف { شوف أخوك عمل ايه واعمل زيه وانت ساكت}. هذا يجعل الطفل مقلد ومنقاد ويؤثر على ثقته بنفسه.
التقصير في القدوة والمثال يعني أن الآباء يتنازلون عن القدوة والمثال أمام الطفل بشكل كامل ومطلق . هذا يجعل الطفل مشوش ومضطرب ومتناقض لعدم وجود مرجعية.
الحل هو أن يكون الآباء متوازنين في القدوة والمثال، وأن يكونوا هم أنفسهم قدوة ومثال حسن للطفل. وأن يعرضوا له سلوكا وموقفا وقيما إيجابية ومثالية، وأن يعاملوه بالحب والاحترام والثقة والتقدير، وأن يعاملوا الآخرين باللطف والتعاون والعدل.
بعض الأخطاء التربوية الأخرى وكيفية تجنبها
– عدم الاتساق في المعاملة، يجب وضع قواعد ثابتة للسلوك المرغوب وغير المرغوب فيه والالتزام بها.
– الإهمال وعدم الاهتمام، يحتاج الطفل للاهتمام والرعاية والتوجيه الدائم من الوالدين.
ماذا تفعل إذا ارتكبت أخطاء تربوية في تربية طفلك؟
- اعترف بخطئك واعتذر لطفلك بلباقة وبدون تبرير. أظهر له أنك تقدر مشاعره وتحترم رأيه وتثق به.
- ابحث عن الأسباب والعوامل التي دفعتك إلى ارتكاب الخطأ، وحاول تجنبها أو التغلب عليها في المستقبل. قد تكون هذه الأسباب ضغوط الحياة، أو الإرهاق، أو العصبية، أو الجهل، أو التأثر بالمجتمع، وغيرها من الأسباب وحاول إصلاحها.
- ابدأ بتغيير نفسك قبل أن تغير طفلك، فأنت القدوة والمثال الذي يحتذي به طفلك في كل شيء. حاول أن تكون أكثر صبراً وحناناً وتفهماً واحتراماً مع طفلك، وأن تعامله بالطريقة التي تود أن يعاملك بها هو.
- اتبع أساليب التربية الإيجابية والفعالة التي تساعدك على بناء علاقة صحية وسعيدة مع طفلك، وتنمية شخصيته وقدراته ومهاراته وقيمه. من هذه الأساليب، الحوار والتفاهم والتشجيع والمديح والتقدير والتفاعل وغيرها من الأساليب الإيجابية.
- اطلب المساعدة والنصيحة من الخبراء أو الأصدقاء أو الأقارب الذين لديهم خبرة أو معرفة في مجال التربية، واستفد من تجاربهم ومعلوماتهم وإرشاداتهم. يمكنك أيضاً الاستعانة ببعض المصادر كالكتب والمقالات وغيرها.
خاتمة: التربية هي عملية مهمة وتتطلب من الآباء والأمهات مهارات للقيام بها بشكل صحيح. وللأسف، قد يقع الآباء في بعض الأخطاء التربوية الشائعة، التي تؤثر سلبا على الأطفال. في هذه المقالة، تعرفنا على بعض هذه الأخطاء التربوية الشائعة، وهي: الإفراط أو التقصير في الحب والعناية، الإفراط أو التقصير في السلطة والسيطرة، الإفراط أو التقصير في التواصل والحوار، الإفراط أو التقصير في التعليم والتعلم، الإفراط أو التقصير في النقد والمديح، الإفراط أو التقصير في القدوة والمثال وبعض الأخطاء الأخرى. وقدمنا بعض الحلول والبدائل لتجنبها وتصحيحها. نأمل أن تساعدك هذه النصائح على بناء علاقة صحية وإيجابية وسعيدة مع طفلك. ونتمنى لك ولطفلك كل التوفيق والنجاح والسعادة.