حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد. يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

- Advertisement -

- Advertisement -

الخجل عند الأطفال | أسبابه وطرق التغلب عليه

- Advertisement -

الخجل عند الأطفال

الخجل هو شعور طبيعي وصحي يمر به الجميع في بعض الأوقات، خاصة في المواقف الجديدة أو الغير مألوفة. الخجل يعني الشعور بالخوف أو القلق أو الارتباك أو الانسحاب عند التعامل مع الآخرين، وقد يؤثر على السلوك والتعبير والتفاعل الاجتماعي.

الخجل ليس عيبا أو ضعفا، بل هو جزء من شخصية الإنسان وطريقة تفاعله مع العالم. الخجل يمكن أن يكون مفيدا في بعض الحالات، فهو يعكس الحساسية والاحترام والتواضع والانضباط. كما يمكن أن يحمي الشخص من المواقف الخطرة أو السلبية و الغير مرغوب فيها.

لكن الخجل قد يصبح مشكلة إذا كان مفرطا فيه أو مزمن أو معوقا للحياة الطبيعية:
 – الخجل المفرط يمنع الشخص من الاستمتاع بالحياة والاستفادة من الفرص والتعلم من التجارب والتواصل مع الآخرين.
 – الخجل المزمن يسبب الاكتئاب والوحدة والانعزال وانخفاض الثقة بالنفس والقلق الاجتماعي. 
– الخجل المعوق يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية أو الأداء أو الاختبارات أو الحديث أمام الناس.

الخجل عند الأطفال هو موضوع مهم وحساس، فالأطفال في مرحلة تكوين شخصيتهم وهويتهم وثقتهم بأنفسهم. الأطفال يتعرضون للعديد من المواقف الجديدة والتحديات في حياتهم، مثل الالتحاق بالمدرسة أو التعرف على أصدقاء جدد أو الانضمام إلى نشاطات مختلفة أو الاستقلال عن الوالدين. هذه المواقف قد تثير الخجل عند الأطفال، وقد يحتاجون إلى الدعم والتشجيع والتوجيه للتغلب عليه.

في هذه المقالة، سنتعرف على أسباب الخجل عند الأطفال، وأنواعه، وأعراضه، وآثاره، وطرق التعامل معه والتخفيف منه. كما سنقدم بعض النصائح والإرشادات للآباء والمعلمين والمربين لمساعدة الأطفال الخجولين على تطوير مهاراتهم الاجتماعية وزيادة ثقتهم بأنفسهم وتحسين جودة حياتهم.

أسباب الخجل عند الأطفال

لا يوجد سبب واحد أو محدد للخجل عند الأطفال، بل هو نتيجة تفاعل بين عوامل مختلفة، مثل:

الوراثة: بعض الأطفال يولدون بميل طبيعي للخجل، ويكونون أكثر حساسية وانطوائية وتحفظا من غيرهم. هذا يعني أنهم يستجيبون بشكل أكثر خجلاً للمواقف الجديدة أو الصعبة أو الخارجة عن المألوف، ويحتاجون إلى وقت أطول للتكيف والاندماج معها.

البيئة: بعض الأطفال يتعلمون الخجل من البيئة التي ينشئون فيها، سواء كانت الأسرة أو المدرسة أو المجتمع. أيضاً إذا كان الأطفال يتعرضون للانتقاد والسخرية أو الرفض أو الإهمال أو الإساءة من قبل الآخرين، فقد يشعرون بالخوف أو الحرج أو النقص، ويصبحون خجولين. كما قد يتأثرون بسلوك الآخرين الخجولين، مثل الوالدين أو الأقارب أو الأصدقاء، ويقلدونهم.

التطور: بعض الأطفال يمرون بمراحل مؤقتة من الخجل نتيجة للتغيرات النفسية والجسدية والاجتماعية التي تحدث في حياتهم. مثلا، قد يشعر الأطفال بالخجل عندما يبدؤون بالتحدث أو السير أو الكتابة أو القراءة، أو عندما ينتقلون من روضة الأطفال إلى المدرسة الابتدائية، أو عندما يدخلون في مرحلة البلوغ والمراهقة، أو عندما يواجهون مشاكل أو صعوبات أو تحديات في دراستهم أو علاقاتهم أو هواياتهم.

 الأسباب الشائعة للخجل عند الأطفال:

– الشعور بعدم الثقة في النفس والخوف من ردود الأفعال السلبية كالتعرض للنقد أو السخرية والاستهزاء من الآخرين. 
– الخجل من المظهر الخارجي كالشكل أو الملابس أو طريقة الكلام.
– صعوبة في التعبير عن المشاعر أو الآراء أمام الآخرين.
– الإحساس بالدونية أو عدم الأهمية أمام الآخرين.
– الشعور بالخجل من الوالدين أو الأقارب خاصة عند تعرضهم للنقد أو عدم القبول.
– طبيعة الطفل الهادئة وصعوبة التأقلم مع المواقف الاجتماعية الجديدة.
– التعرض للسخرية أو الاستهزاء من الأقران في المدرسة.
– عدم وجود نماذج إيجابية في الأسرة للتعامل مع المواقف الاجتماعية.
– التعرض للإهمال أو الرفض من الوالدين مما يؤدي لعدم الثقة بالنفس.
– وجود إعاقة أو مرض مزمن يشعر الطفل بالنقص أو الاختلاف عن الآخرين.
– الانطواء وتفضيل الانعزال وعدم الاختلاط بالآخرين.
– الذكاء المرتفع الذي يجعل الطفل أكثر تحفظًا وترويًا في التعامل مع الآخرين.
– التعرض للإساءة أو التنمر من الآخرين مما يزيد من العزلة.
– صعوبات التعلم أو مشكلات نطق بعض الأصوات.
– الإفراط في الحماية والوقاية من قبل الوالدين مما يقلل التفاعل الاجتماعي.

إذاً الخجل لدى الأطفال له أسباب متنوعة، ويحتاج إلى التعامل معه بحكمة وتدريب الطفل على مهارات التواصل الاجتماعي.

كيف أعرف إن طفلي خجول؟

قد يكون من الصعب أحيانًا ملاحظة خجل الطفل، لكن هناك بعض العلامات التي تدل على ذلك:

– انسحاب الطفل وانعزاله عن اللعب مع أقرانه في المدرسة أو حتى مع إخوته.
– تجنب الطفل التحدث أمام الآخرين أو المشاركة في الأنشطة الجماعية.
– البكاء أو الارتباك عند محاولة إشراكه في محادثة أو نشاط اجتماعي.
– التكلم بصوت خافت وغير واضح عند الحديث مع الآخرين.
– ارتعاش الصوت والتلعثم أثناء التحدث أمام الغير.
– تجنب النظر مباشرة إلى الشخص المحدث إياه والنظر للأسفل باستمرار.
– الإجابة بكلمات قصيرة جدًا على الأسئلة دون الدخول في حوار.
– عدم المبادرة أبدًا بالتحدث والانتظار حتى يتم مخاطبته، فتجده نادرا ما يتحدث طواعية أو يرد على الأسئلة.

– التوتر وعدم الارتياح عند المشاركة في الأنشطة الاجتماعية حتى مع الأصدقاء.
– تفضيل اللعب أو الجلوس مع طفل واحد فقط بدلاً من المجموعات.
– يبدو متوترا أو مشتتا أو قلقا.
– يرفض دخول مكان جديد بدون أحد الوالدين.

كيف يمكن مساعدة الطفل الخجول؟

هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الطفل الخجول على زيادة ثقته بنفسه وتحسين مهاراته الاجتماعية:
– تقبل شخصية طفلك واحترم مشاعره. تجنب انتقاده أمام الآخرين. فلا تنتقده أو تسخر منه أو تجبره على فعل شيء لا يريده. عوضا عن ذلك ركز على التعزيز الإيجابي، امنحه الدعم والتشجيع والحب.
– اشرك طفلك في أنشطة تناسب اهتماماته ومهاراته. اختر أنشطة تساعده على التعرف على أطفال آخرين لديهم نفس الهوايات، وتمنحه فرصة للتعبير عن نفسه والتألق، اشركه في أنشطة تنمي ثقته بنفسه كالرياضة أو الفنون.
– علم طفلك كيف يتعامل مع المواقف الاجتماعية بشكل إيجابي، علمه المهارات الاجتماعية الأساسية، مثل التحية والمحادثة والمشاركة في اللعب. مثلا، يمكنك مساعدته على تعلم كيف يقدم نفسه، أو يسأل أسئلة، أو يشارك في المحادثات، أو يطلب المساعدة، أو يقول لا بلطف.
– توفير نموذج إيجابي داخل الأسرة في التفاعل مع الآخرين بطلاقة وثقة بالنفس. فكن قدوة حسنة لطفلك. أظهر له كيف تتصرف بثقة وودية مع الآخرين، وكيف تكون متفاعل معهم، وكيف تتغلب على مخاوفك وتحدياتك. شاركه تجاربك الشخصية والدروس التي تعلمتها منها.
– حث طفلك على مواجهة مخاوفه بخطوات صغيرة. لا تضغط عليه للقيام بشيء يخيفه كثيرا، بل ابدأ بمواقف بسيطة ومألوفة، ثم انتقل إلى مواقف أكثر تحديا. احتفل بنجاحاته واعطه المديح والتقدير.
– لا تصنف طفلك بأنه “خجول”، بل احترم شخصيته واقبله كما هو.
– ساعد طفلك على تكوين الصداقات، ورتب له مواعيد لعب في المنزل أو في الحديقة.- حدد أهدافا ملموسة وكافئي طفلك على تحقيقها، مثل إلقاء التحية على جارك أو الانضمام إلى نادي في المدرسة.
– عدم السخرية من خجله أو إرغامه على مواقف اجتماعية يرفضها.
– تدريبه على مهارات التواصل البصري والحديث الواضح أمام الآخرين.
– تنظيم لقاءات اجتماعية صغيرة في المنزل لتعويده على التفاعل مع الأقران.
– تشجيعه على دعوة أصدقائه للعب وتعزيز ثقته في التعامل معهم. فبتعزيز ثقته بنفسه وتشجيعه على المشاركة مع الآخرين يمكن التغلب على الخجل.
– عدم الإفراط في حمايته وترك مساحة له للتفاعل الاجتماعي باستقلالية.
– إشراكه في محادثات عائلية لتنمية مهارات التواصل لديه.
بالصبر والتشجيع المستمر، يمكن مساعدة الطفل الخجول على تخطي حاجز الخوف والانعزال والتفاعل بشكل أفضل مع العالم من حوله.
في الختام: يمكننا القول إن الخجل هو شعور طبيعي يمكن أن يصيب الأطفال في بعض المواقف، مثل التعرف على أشخاص جدد، أو الحديث أمام الناس، أو الانضمام إلى نشاط جماعي. الخجل يمكن أن يترافق مع أعراض جسدية مثل الاحمرار، أو التعرق، أو القلق، أو الرغبة في الاختباء.
الخجل ليس عيبا أو ضعفا، بل هو جزء من شخصية الطفل وطريقة تفاعله مع العالم. لا يوجد شيء خاطئ في أن يشعر الطفل بالخجل أحيانا، ولكن إذا كان الخجل يمنعه من الاستمتاع بالحياة، أو التعلم، أو التواصل مع الآخرين، فقد يحتاج إلى بعض المساعدة للتغلب على هذا الشعور. فالخجل عند الأطفال ليس مشكلة غير قابلة للحل، بل هو تحدي يمكن التغلب عليه بالصبر والتفهم والتدريب. الأهم من ذلك، يجب أن نتذكر أن الخجل لا ينقص من قيمة الطفل أو جماله، بل هو جزء من تنوع البشرية وثراءها. كل طفل خجول لديه إمكانيات كبيرة ومواهب فريدة، ويستحق الاحترام والقبول والتشجيع.
تعليق 1
  1. خديجه يقول

    جميييل جدا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.