- Advertisement -
- Advertisement -
ضرب الطفل
الضرب هو أحد أساليب التربية التي يلجأ إليها بعض الآباء والأمهات عندما يغضبون من سلوك أطفالهم أو يريدون تأديبهم. لكن هل تعلم أن الضرب والعنف يمكن أن يسبب لطفلك ضرراً نفسياً وعاطفياً كبيراً؟ وهل تعلم أن طفلك قد لا ينسى الضرب الذي تعرض له، وقد يحمل لك ضغينة أوكرهاً؟ في هذا المقال، سنتحدث عن كيفية مواجهة هذه المشكلة، وكيف تجعل طفلك يسامحك بعد ضربه، وكيف تحسن علاقتك معه وتعيد بناء الثقة بينكما.
لماذا يجب أن تتوقف عن ضرب طفلك؟
قبل أن نتعرف على كيفية جعل طفلك يسامحك بعد ضربه، يجب أن نفهم لماذا يجب أن تتوقف عن ضربه أصلاً. فالضرب ليس حلاً فعالاً للتعامل مع سلوك الطفل، بل هو سبب للمزيد من المشاكل.
إليك بعض الأسباب التي تجعل الضرب خياراً سيئاً:
– الضرب يؤذي طفلك جسدياً ونفسياً: فعندما تضرب طفلك، تسبب له ألماً وإصابة في جسده، وقد تترك عليه آثار مدى الحياة. كما تسبب له صدمة وخوفاً وحزناً وغضباً في نفسه، وقد تؤثر على ثقته بنفسه واحترامه لذاته.
– الضرب يضعف علاقتك مع طفلك: فعندما تضرب طفلك، تخسر احترامه وثقته بك، وتجعله يشعر بالرهبة والخوف منك. كما تجعله ينفر منك ويتجنبك، ويفقد الرغبة في التواصل معك أو الاستماع إليك.
– الضرب يزيد من سلوك الطفل السلبي: فعندما تضرب طفلك، تعلمه أن العنف هو الحل للمشاكل، وتشجعه على تقليدك وضرب الآخرين. كما تزيد من عدوانه وتمرده وعصيانه، وتقلل من تعاونه ومسؤوليته.
– الضرب يؤثر على تطور الطفل وتعلمه: الضرب، يعرقل نمو الطفل العقلي والعاطفي والاجتماعي، ويقلل من قدرته على التفكير والإبداع والحلول. كما يؤثر على أدائه الدراسي والمهاري، ويقلل من اهتمامه وتحفيزه وثقته. لذلك، يجب أن تتخلى عن الضرب كوسيلة للتربية، وتبحث عن طرق بديلة وأفضل للتعامل مع طفلك، مثل الحوار والتفاهم والتشجيع والمكافأة والتوجيه وغيرها من الأساليب البناءة، والتحلي بالصبر والحكمة والرحمة.
كيف يمكنك محو الآثار السيئة على نفسية ابنك بسبب الضرب
وضع حدود وقواعد واضحة للطفل، وتوضيح العواقب المترتبة على مخالفتها، وتطبيق العقاب اللازم بطريقة مناسبة ومتناسبة مع الخطأ. ولتعلم ان الضرب ممنوع تماماً ولا يباح بأي حال في المراحل العمرية الأولى.
كيف تجعل طفلك يسامحك بعد ضربه؟
إذا كنت قد ضربت طفلك في الماضي، وتريد أن تجعله يسامحك وينسى ذلك، فهناك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لتحقيق ذلك. إليك بعضها:
1. اعتذر لطفلك عن الضرب: هذه هي الخطوة الأولى، فعليك أن تعترف بخطئك وأسفك، وتطلب من طفلك المسامحة، سواء كان هذا الاعتراف والطلب بأسلوب مباشر أو غير مباشر. كما عليك أن تشرح له سبب غضبك وخطأه. ولا تنس أن تستخدم لغة الجسد والعين والصوت واللمس لتعزيز كلماتك وتظهر له مدى صدقك وإخلاصك.
2. تعوض طفلك عن الضرب: بعد أن تعتذر لطفلك بلباقة، عليك أن تحاول تعويضه عن الضرب الذي تلقاه، وتظهر له حبك واهتمامك واحترامك. يمكنك أن تقدم له هدية أو تأخذه إلى مكان يحبه أو تقضي وقتاً ممتعاً معه في اللعب أو القراءة. كما يمكنك أن تشجعه على التعبير عن مشاعره وآرائه، وتستمع إليه بصدق وتفهم. ولا تنس أن تمدحه وتثني عليه عندما يفعل شيئاً جيداً، وتعطيه الثقة والدعم والتقدير.
3. تحسن علاقتك مع طفلك: بعد أن تعوض طفلك، عليك أن تسعى لتحسين علاقتك معه، وتبني جسور الثقة والتواصل معه. يمكنك أن تخصص وقتاً يومياً للحديث معه عن ما يشغله أو يهمه، وتسأله عن مدرسته وأصدقائه وهواياته. كما يمكنك أن تشاركه في نشاطاته وتدعمه في اهتماماته وطموحاته. ولا تنس أن تكون صديقاً له ومرشداً له وقدوة له، وتعامله بالعدل والرحمة والمحبة.
هذه بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لتجعل طفلك يسامحك بعد ضربه، وتحوّل الضرب إلى ذكرى بعيدة. وتذكر أن الضرب ليس الحل، بل الحوار والتفاهم والحب هو الحل.
خاتمة: في هذا المقال، أوضحنا لماذا يجب أن نتوقف عن ضرب طفلنا، وكيف نجعله يسامحنا، وكيف نحسن علاقتنا معه. وقدمنا بعض النصائح التي قد تساعدنا في فهم الموضوع بشكل أفضل.
أتمنى أن تفيدك هذه النصائح، وأنا متأكد أنك ستتمكن من استعادة العلاقة الإيجابية مع ابنك بالصبر والمحبة. والاستعانة بالله والدعاء.