حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد. يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

- Advertisement -

- Advertisement -

الطفولة المتأخرة | الطفل من 9 الى 14 عام رحلة نمو وتحديات

- Advertisement -

الطفولة المتأخرة

تُعد مرحلة الطفولة المتأخرة من أهم المراحل التي تُشكل شخصية الإنسان وتُحدد ملامح مستقبله. تمتد هذه المرحلة في الغالب من سن التاسعة حتى الثانية عشر، وقد تمتد الى الرابعة عشرة تسبقها مرحلة الطفولة المتوسطة والطفولة المبكرة، وهي فترة حيوية يبدأ فيها الأطفال بتطوير مهاراتهم الاجتماعية والعقلية والعاطفية.

في هذا المقال، سنستكشف خصائص هذه المرحلة ونقدم نصائح للآباء والمربين حول كيفية التعامل مع التحديات التي قد تظهر في هذه المرحلة.

خصائص مرحلة الطفولة المتأخرة

تتميز مرحلة الطفولة المتأخرة بالعديد من الخصائص المميزة، ومن أهمها:
1. النمو الجسدي السريع: يشهد الأطفال في هذه المرحلة نموًا جسديًا سريعًا، بما في ذلك التغيرات الهرمونية.
2. التغيرات العاطفية: يواجه الأطفال تقلبات مزاجية وعدم استقرار عاطفي بسبب التغيرات الهرمونية والتطورات العقلية.
3. البحث عن الهوية: يبدأ الأطفال في هذه المرحلة بالبحث عن هويتهم الشخصية وتشكيل شخصيتهم المستقلة.
4. الرغبة في الاستقلالية: يسعى الأطفال إلى المزيد من الاستقلالية والحرية في اتخاذ القرارات والتحكم في حياتهم.
5. التطور العقلي والتفكير المجرد: في هذه المرحلة، يتطور التفكير المنطقي لدى الأطفال، ويصبحون قادرين على التفكير في الأمور بطريقة أكثر تجريدًا. يبدؤون في فهم المفاهيم الرياضية والعلمية الأساسية، وقد يظهرون اهتمامًا متزايدًا بالقراءة والكتابة.
كما يبدأ الأطفال في هذه المرحلة بفهم المفاهيم الأكثر تعقيدًا مثل الوقت والمال والقيم الأخلاقية، ويتطور لديهم الفضول العلمي والرغبة في استكشاف العالم من حولهم.
6. أهمية العلاقات مع الأقران: خلال مرحلة الطفولة المتأخرة، يبدأ الأطفال في تكوين صداقات أعمق وأكثر
استقرارًا. وتصبح العلاقات مع الأصدقاء والأقران أكثر أهمية وتأثيرًا في هذه المرحلة.
7. التجارب الجديدة: يميل الأطفال إلى تجربة أشياء جديدة والبحث عن المغامرات والتحديات.
8. التركيز على المظهر الخارجي: يصبح الأطفال أكثر وعيًا بمظهرهم الخارجي ومدى تأثيره على العلاقات الاجتماعية.
9.التنمية الاجتماعية والعاطفية: الأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة يصبحون أكثر وعيًا بمشاعرهم ومشاعر الآخرين، ويتعلمون كيفية التعبير عنها بطرق صحية. يبدؤون أيضًا في فهم مفهوم العدالة والصواب والخطأ، ويطورون مهارات حل النزاعات.
تعتبر هذه المرحلة حاسمة في تطور الطفل العقلي والاجتماعي والعاطفي، لذلك يجب على الآباء والمعلمين توفير البيئة الداعمة والتوجيه المناسب.
الطفولة المتأخرة: الطفل من سن 6 الى 12 سنة
 الطفولة المتأخرة وتحدياتها

تحديات الطفولة المتأخرة وكيفية التعامل معها

مع نمو الأطفال، قد يواجهون تحديات عقلية ونفسية واجتماعية في هذه المرحلة.

1.التحديات العقلية والنفسية التي قد يواجها الأطفال

 مع تطور القدرات العقلية، قد يواجه الأطفال صعوبات مثل صعوبات التعلم أو الضغوط الأكاديمية. قد يشعرون بالإحباط عندما يواجهون مهام صعبة أو جديدة، وقد يحتاجون إلى دعم إضافي لتجاوز هذه العقبات.

2. التحديات الاجتماعية 
الانتقال إلى المدرسة: يمثل الانتقال من بيئة الأسرة إلى الحياة المدرسية تحديًا هامًا، حيث يحتاج الأطفال إلى التأقلم مع نظام جديد وتكوين صداقات مع زملائهم وعلاقات إيجابية مع المعلمين.

مواجهة التنمر: في هذه الفترة، قد يتعرض الأطفال للتنمر من أقرانهم، الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على ثقتهم بأنفسهم ونموهم الاجتماعي.

الضغط الدراسي: مع ارتفاع المتطلبات الدراسية، قد يشعر الأطفال بضغط لتحقيق النجاح الأكاديمي، مما قد يسبب لهم القلق والإجهاد.

النمو العاطفي: يبدأ الأطفال في هذه المرحلة بتطوير مشاعر ومواقف خاصة تجاه الأشخاص والأشياء، وقد يجدون صعوبة في التعامل مع هذه العواطف الناشئة.

التطور الجسدي: يخوض الأطفال تغيرات جسدية بارزة، وقد يواجهون تحديات في استيعاب واستقبال هذه التغيرات، خصوصًا مع بدء مرحلة البلوغ.

هذه بعض الأمثلة على التحديات التي يمكن أن تظهر في مرحلة الطفولة المتأخرة. من المهم للآباء والأمهات أن يكونوا على دراية بهذه التحديات وأن يقدموا الدعم اللازم لأطفالهم للتغلب عليها.

استراتيجيات التعامل مع تحديات الطفولة المتأخرة

إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الأطفال والآباء على التعامل مع التحديات في مرحلة الطفولة المتأخرة:

تقوية الاعتماد على الذات: من المهم حث الأطفال على الثقة في قدراتهم وتنمية الاستقلالية، مما يمنحهم الجرأة لمواجهة التحديات. ويكون ذلك من خلال الإشادة بالجهود المبذولة منهم وليس فقط الإنجازات والنتائج.

تعزيز مهارات التواصل: يجب تدريب الأطفال على طرق التعبير الفعّال عن أنفسهم وأفكارهم ومشاعرهم بطرق إيجابية، والتفاعل الإيجابي مع الآخرين لتعزيز علاقاتهم الاجتماعية.  مع تقديم الدعم العاطفي والتفهم للمشاعر والتحديات التي يواجها الأطفال.

مواجهة التنمر بفعالية: ينبغي تهيئة محيط يشعر فيه الأطفال بالأمان لمشاركة تجاربهم مع التنمر والعمل سويًا لإيجاد الحلول.

التحكم في الضغوط الدراسية: يجب مساعدة الأطفال على إدارة وقتهم بكفاءة وتعليمهم كيفية التعامل مع الضغط الأكاديمي. مع توفير بيئة تعليمية محفزة تشجع على الاستكشاف والتعلم الذاتي.

فهم التغيرات الفسيولوجية: من الضروري تقديم المعلومات اللازمة والدعم النفسي للأطفال لمساعدتهم على استيعاب وتقبل التغيرات الجسدية أثناء البلوغ.

تشجيع الفعالية البدنية: الأنشطة الرياضية تساهم في تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية وتقوية الثقة بالذات لدى الأطفال.

تنمية مهارات حل المشكلات: من المهم تحفيز الأطفال على التفكير النقدي وابتكار الحلول للتحديات التي تواجههم.

التربية على القيم: يجب تعليم الأطفال الأخلاقيات والمسؤولية الاجتماعية لبناء فهم أعمق للعالم المحيط بهم.

هذه بعض الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها لمساعدة الأطفال على التعامل مع التحديات خلال مرحلة الطفولة المتأخرة. من المهم أن يكون الآباء والمربين متواجدين ومتفهمين لمساعدة الأطفال على التغلب على هذه التحديات وتطوير مهاراتهم الاجتماعية.

نصائح للتعامل مع مرحلة الطفولة المتأخرة بشكل إيجابي

1. كن صبوراً، يمر الأطفال بالعديد من التغيرات الجسدية والعاطفية في هذه المرحلة مما قد يجعلهم عصبين وغير مستقرين انفعاليًا. تحلَّ بالصبر واللطف معهم.
2. حافظ على خطوط اتصال مفتوحة، شجع طفلك على التحدث معك عن مشاعره وتجاربه. استمع له بإنصات واحترم رأيه.
3. ضع حدودًا واضحة، يحتاج الأطفال في هذه المرحلة إلى حدود واضحة للسلوك المقبول. كن ثابتًا ولكن لطيفًا في تطبيق هذه الحدود.
4. شجع الاستقلالية، ساعد طفلك على تطوير مهارات الحياة المستقلة مثل إدارة الوقت وحل المشكلات واتخاذ القرارات.
5. امدحهم عندما يستحقون الثناء، سلط الضوء على إنجازاتهم وجهودهم الإيجابية لتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
6. اقضوا وقتًا نوعيًا معًا ، قوي الروابط الأسرية من خلال القيام بأنشطة ممتعة معًا.
7. كن قدوة حسنة، الأطفال غالبًا ما يحاكون سلوكيات والديهم. كن مثالاً يحتذى به للسلوك الإيجابي.

الخاتمة: مرحلة الطفولة المتأخرة، تلك الفترة الزاخرة بالتطورات والتحديات. لقد تعلمنا في هذه المقالة أن هذه المرحلة تعتبر أساسًا لبناء شخصية الطفل وتطوره العقلي والاجتماعي. وقد رأينا كيف يمكن للتحديات أن تشكل فرصًا للنمو والتعلم إذا ما تم التعامل معها بحكمة وصبر.
يجب على الآباء والمربين أن يكونوا مرشدين وداعمين، يقدمون الحب والتشجيع والتوجيه اللازم لمساعدة أطفالهم على المرور بهذه المرحلة بنجاح. من خلال الاستماع والتفهم وتوفير الأدوات المناسبة، يمكننا ضمان أن ينمو أطفالنا ليصبحوا أفرادًا متوازنين وقادرين على مواجهة تحديات الحياة.
ولنتذكر دائمًا أن كل طفل فريد من نوعه ويستحق الاهتمام الفردي ليتمكن من تحقيق أقصى إمكاناته. وبهذا الدعم والتوجيه، نستطيع أن نأمل في مستقبل مشرق ينتظرهم بإذن الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.