حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد. يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

- Advertisement -

- Advertisement -

غرس قيم الاحترام في الطفل | للتنشئة سليمة

- Advertisement -

التنشئة السليمة

الأسرة هي المؤسسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل الأسس الأخلاقية، حيث يتأثر الطفل بسلوك الوالدين ويستمد منهما قيمه.
تبدأ عملية تعليم الأطفال القيم الأخلاقية من المراحل المبكرة للطفولة، وذلك من خلال التفاعل اليومي مع الطفل.
يمكن للوالدين استخدام القصص والنماذج الحية لتعليم الأطفال قيمة الصدق والإخلاص. تُعتبر قيمة الاحترام من أهم القيم الأساسية التي يجب غرسها في نفوس الأطفال منذ الصغر. فالاحترام هو حجر الأساس للتعامل الإيجابي مع الآخرين وبناء علاقات اجتماعية سليمة.

عندما يتعلم الطفل احترام الآخرين، فإنه يكتسب الثقة بالنفس والشعور بالأمان في محيطه. كما أن الاحترام يساعدهم على بناء علاقات صحية وسليمة مع الآخرين، وينمي شخصيتهم وثقتهم بأنفسهم، ويجعلهم أفرادا مسؤولين ومؤثرين في المجتمع.

لكن كيف يمكن للآباء والأمهات غرس قيمة الاحترام في أطفالهم؟ وما هي الطرق والأساليب التي يمكن اتباعها لتحقيق هذا الهدف؟ في هذا المقال، سنقدم لك بعض النصائح والإرشادات التي تساعدك على تربية طفل محترم ومهذب، وتجنب الأخطاء والسلوكيات التي تعوق تطوره ونموه.

ما هو الاحترام؟

الاحترام هو الاعتراف بقيمة وكرامة الآخرين، والتقدير لمشاعرهم وآرائهم وحقوقهم، والتعامل معهم بلطف وود واحترام، والامتثال للقواعد والأعراف والتقاليد التي تنظم العلاقات الاجتماعية. الاحترام هو أيضا مرادف للتسامح والانفتاح والتعاون، فهو يدفعنا إلى قبول الاختلاف والتنوع، والتعلم من الآخرين، والمشاركة في حل المشكلات والنزاعات.

غرس قيم الاحترام في الطفل

لماذا يجب تعليم الاحترام للأطفال؟

تعليم الاحترام للأطفال له فوائد عديدة على مستويات مختلفة، منها:

– على المستوى الشخصي: يساعد الاحترام على تكوين شخصية قوية ومتزنة للطفل تتمتع بالاعتدال والوعي والنضج، وتحترم نفسها وتقدر قدراتها وإمكانياتها، وتسعى للتطور والتحسن، وتتحمل المسؤولية وتواجه التحديات بشجاعة ثقة.

– على المستوى الاجتماعي: يساعد الاحترام على بناء علاقات إيجابية ومتناغمة مع الآخرين، سواء كانوا أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو المعلمين أو الجيران أو غيرهم، ويجعل الطفل قادرا على التواصل بفاعلية واحترام، والاستماع بتفهم وتقبل، ويزيد من التعاطف والتعاون مع الأخريين.

– على المستوى الأخلاقي: يساعد الاحترام على تنمية قيم ومبادئ سامية للطفل، ترشده إلى الخير والصواب، وتحميه من الشر والخطأ، وتجعله يميز بين الحلال والحرام، والحق والباطل، والعدل والظلم، ويتبعها في سلوكه وأفعاله.

كيف تغرس قيمة الاحترام في طفلك؟

غرس قيمة الاحترام في طفلك ليس مهمة صعبة أو مستحيلة، بل هي مهمة ممكنة ومطلوبة، تحتاج إلى بعض الجهد والصبر والحكمة والمهارة. هناك بعض الطرق والأساليب التي يمكن اتباعها لتحقيق هذا الهدف، منها:

– كن قدوة حسنة لطفلك: أنت أول وأهم معلم ومربي لطفلك، فهو يتأثر بك ويقتدي بك في كل شيء، فإذا كنت تتصرف باحترام وتعامل الآخرين باحترام ولطف، فسيتعلم منك هذه الصفة ويحاكيك فيها، وإذا كنت تنتهك الاحترام وتسيء إلى الآخرين سواء بازدراء أو سخرية، فسيتبنى منك هذا السلوك ويكرره معهم. فالأطفال يتعلمون من خلال ملاحظة سلوكيات الكبار من حولهم.

فعليك أن تكون نموذجا يحتذى به في الاحترام، وتظهره في كلماتك وأفعالك وتعبيراتك ولهجتك وحركاتك، وتحرص على تطبيقه في جميع علاقاتك الاجتماعية، سواء مع زوجك أو أبنائك أو أهلك أو أصدقائك أو جيرانك أو زملائك و غيرهم.

-علم طفلك معاني وأشكال الاحترام: لا يكفي أن تكون قدوة حسنة لطفلك في الاحترام، بل عليك أيضا أن تعلمه ما هو الاحترام ولماذا هو مهم، وكيف يمكنه أن يظهره في مختلف المواقف والمجالات. يمكنك استخدام القصص والأمثلة والألعاب والأنشطة التي توضح له مفهوم الاحترام وأهميته، وتعزز لديه المهارات اللازمة لتطبيقه، مثل الاستماع والتحدث والتعاطف والتعاون والتفاهم والتفكير النقدي والحل الإبداعي للمشكلات.

كما يمكنك تعليمه كيف يحترم نفسه وجسده وصحته ومشاعره وحقوقه وواجباته، وكيف يحترم الآخرين واختلافاتهم وتنوعهم وثقافاتهم ، وكيف يحترم البيئة والحياة والموارد الطبيعية والممتلكات العامة والخاصة.

– احترم طفلك واحترم رأيه: لا يمكنك أن تتوقع من طفلك أن يحترم الآخرين إذا لم تحترمه أنت أولا، فالاحترام يبدأ من الداخل وينعكس على الخارج. لذلك، عليك أن تعامل طفلك باحترام وتقدير، وتمنحه الثقة والاهتمام والاستقلالية، وتسمعه بصبر وتفهم لآرائه وأفكاره، هذا يعلمه أهمية الاحترام المتبادل، وتشاركه في اتخاذ القرارات والخيارات، وتحترم رأيه وتقبل اختلافه، وتعترف بإنجازاته وتشجعه على تحسين نقاط ضعفه، وتعتذر له إذا أخطأت بحقه بالطريقة المناسبة، وتصححه بحنان إذا أخطأ هو بحقك.

– حدد لطفلك القواعد والحدود والعواقب: لا يعني الاحترام أن تترك طفلك يفعل ما يشاء دون رقابة أو توجيه، بل يعني أن تضع له القواعد والحدود التي تنظم سلوكه وتحميه من الانحراف والخطر، وتشرح له الأسباب والأهداف من وراء هذه القواعد والحدود، وتوضح له العواقب المترتبة على اتباعها أو مخالفتها، وتطبقها بعدل واتساق ومرونة. كما يجب أن تشجع طفلك على احترام القواعد والحدود التي تنظم العلاقات الاجتماعية في المنزل والمدرسة والمجتمع.

– امنح طفلك فرصة للتمرس في الاحترام: لا يكفي أن تعلم طفلك نظريا عن الاحترام، بل عليك أن تمنحه فرصة للتمرس فيه عمليا، وتوفر له بيئة تعليمية وتربوية تدعمه في ذلك. يمكنك ذلك بتشجيعه على المشاركة في الأنشطة والبرامج والمبادرات التي تنمي لديه الاحترام، مثل الخدمة المجتمعية والتطوع والحوار البناء والتعلم التعاوني وغيرها.

– المكافأة والتشجيع: مكافأة الأطفال وتشجيعهم عندما يظهرون سلوكيات الاحترام، فيمكنك تعزيز لديه الاحترام بالثناء والمديح والمكافأة عندما يظهره، والتوجيه والنصح والتصحيح عندما ينساه أو يتجاهله ولكن بحزم دون اهانه. 

– التواصل الفعال: تشجيع الأطفال على التعبير عن آرائهم واحترام آراء الآخرين، حتى لو اختلفوا معهم. هذا يعزز لديهم الاحترام المتبادل والتسامح.

– تعليم الآداب العامة: تعليم الأطفال آداب التحية والشكر والاعتذار وغيرها من الآداب الاجتماعية التي تعكس الاحترام للآخرين. وأدب الحوار والنقاش الهادئ وعدم مقاطعة الآخرين أثناء الحديث وانتظار الدور وغيرها من الآداب.

– احترام الخصوصية: تعليم الأطفال احترام خصوصية الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم الخاصة دون إذن.

– تقدير الاختلافات: تعليم الأطفال تقبل الاختلافات والتنوع بين الناس و غرس احترام الاختلافات بين الناس، سواء في الثقافة أو الخلفية العرقية، وعدم التمييز أو النظر للآخرين بازدراء.

– احترام البيئة: اغرس احترام البيئة من خلال المحافظة على نظافتها وعدم إلقاء المخلفات.

– كبار السن: على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة للطفل من خلال احترامهما لبعضهما البعض وللآخرين من حولهما. كما عليهما تعليم الطفل أهمية احترام كبار السن وعدم مقاطعتهم أثناء الحديث والتحدث معهم بلطف وزيارتهم ومساعدتهم عند الحاجة.

كما يمكن غرس قيم الاحترام من خلال تشجيع الطفل على المشاركة في أعمال الخير ومساعدة الآخرين، فهذا يُرسخ لديه مفهوم أهمية الآخرين وضرورة احترامهم وتقديرهم. غرس قيم الاحترام في الطفل من الأمور المهمة التي يجب أن يركز عليها الآباء والمربون. فالطفل الذي ينشأ على احترام الآخرين وتقديرهم، سيكون عضوًا صالحًا في المجتمع.

 بهذه التنشئة السليمة القائمة على القدوة الحسنة وتعزيز السلوكيات الإيجابية، يمكن غرس قيم الاحترام وترسيخها لدى الأطفال. 

بالإضافة إلى ما سبق، يمكن تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والخيرية لتعزيز قيمة التعاون والمشاركة.
من الأمور الهامة أيضا تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم واحترام مشاعر الآخرين.
يتعلم الأطفال من خلال التجربة كيف يمكن أن تؤثر أفعالهم على الآخرين، مما يعزز لديهم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.
يمكن استخدام الألعاب التفاعلية لتحفيز النقاش حول القيم الأخلاقية وتعزيز فهمهم للموضوع.
للحديث عن القيم الأخلاقية تأثير إيجابي على تطوير شخصية الطفل، إذ يعمل على إعدادهم للتعامل مع التحديات المستقبلية بصدق وأمانة.
يجب على الأسر توفير بيئة مشجعة للتعلم ومليئة بالحب والدعم، حيث يمكن أن يعبر الأطفال عن آرائهم ويشعرون بالأمان.
التواصل المستمر بين الوالدين والأطفال يلعب دوراً محورياً في تعليمهم القيم الأخلاقية، مما يؤسس لبيئة أسرية صحية تدعم نموهم الشامل.لذا، يجب على الوالدين أن يكونوا نماذج للإيثار والصدق والنزاهة.

تعليم الأطفال القيم الأخلاقية يسهم في تشكيل شخصياتهم وبناء مستقبلهم.

في الختام: نستطيع القول إن تعليم الاحترام للأطفال هو من أهم واجبات الآباء والأمهات، ومن أساسيات التربية السليمة والناجحة، فهو يمهد لهم طريق السعادة والنجاح في الحياة، ويجعلهم أفرادا متميزين ومحبوبين ومقدرين في مجتمعهم.

علينا أن نبذل كل جهد ممكن لغرس هذه القيمة في نفوس أبنائنا، ونستخدم كل الطرق والأساليب المناسبة لتحقيق هذا الهدف، ونكون أنفسنا أمثلة حية وقدوات حسنة في الاحترام، ونتابع تطورهم ونموهم بعناية واهتمام، وندعمهم بالمحبة والتشجيع والتقدير. هذه بعض النصائح والإرشادات التي تساعدك على غرس قيمة الاحترام في طفلك، وتجعله ينمو ويتطور بشكل سليم ومتكامل، ويصبح فردا محترما ومهذبا ومؤثرا في مجتمعه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.