حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد. يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

- Advertisement -

- Advertisement -

كيف أتعامل مع ابني الذي يتبع موضة أو ثقافة غريبة؟

- Advertisement -

اتباع الأبناء موضات وثقافات غريبة

إن تربية الأبناء في عصر العولمة والانفتاح على الثقافات المختلفة ليست بالأمر السهل، فقد يتأثر الأبناء بموضات أو ثقافات غريبة عن مجتمعهم ودينهم، وقد يتبنونها كهوية لهم، مما يسبب الصدمة والقلق للآباء والأمهات. فكيف يمكن للوالدين أن يتعاملوا مع هذه الظاهرة بحكمة وصبر، وأن يحافظوا على علاقة جيدة مع أبنائهم، وأن يوجهوهم إلى الطريق الصحيح؟

في هذه المقالة، سنحاول الإجابة على هذا السؤال، بناء على بعض النصائح والإرشادات التي قدمها خبراء في علم النفس والتربية والدين، وسنذكر بعض الأمثلة والتجارب الواقعية التي يمكن أن تساعد الوالدين في التعامل مع هذا التحدي.

 ما هي أسباب اتباع الأبناء لموضات أو ثقافات غريبة؟

قبل أن نتحدث عن كيفية التعامل مع الأبناء الذين يتبعون موضات أو ثقافات غريبة، لابد من فهم أسباب هذا السلوك، وما هي العوامل التي تؤثر عليه. وفيما يلي بعض من هذه الأسباب:

– الفضول والاستكشاف: إن الأبناء في مرحلة المراهقة يمرون بمرحلة من التغييرات الجسدية والنفسية والاجتماعية، تجعلهم يبحثون عن هويتهم وشخصيتهم، ويتعرضون للعديد من التجارب والتحديات، ويحاولون اكتشاف العالم من حولهم.  

الأبناء بطبيعتهم فضوليون ويحبون استطلاع الجديد والمختلف. فيميلون لتجربة الموضات والثقافات الغريبة مدفوعين بفضولهم. وفي هذه المرحلة، قد يشعرون بالفضول تجاه موضات أو ثقافات جديدة أو مختلفة عن ما اعتادوا عليه، وقد يرغبون في تجربتها أو تبنيها، سواء كانت متعلقة بالملابس، أو الموسيقى، أو اللغة، أو الأفكار، وغيرها.
– التمرد والاحتجاج: إن الأبناء في مرحلة المراهقة يميلون إلى التمرد على السلطة والقواعد والتقاليد، ويحاولون إثبات استقلاليتهم وحريتهم، ويعبرون عن رأيهم وموقفهم، ويتحدون الآباء والمجتمع. بعض الأبناء يتبنون موضات وسلوكيات مخالفة كنوع من التمرد على قيم وتوجيهات الوالدين.
وفي هذه المرحلة، قد يتبعون موضات أو ثقافات غريبة كوسيلة للتعبير عن احتجاجهم أو اختلافهم أو تميزهم، أو كوسيلة للهروب من الضغوط أو المشاكل التي تواجههم في البيت أو المدرسة.
– التأثر والتقليد:  تلعب وسائل الإعلام دوراً كبيراً في نشر الموضات والثقافات الجديدة، مما يؤثر على الأبناء. 
الأبناء في مرحلة المراهقة يتأثرون بشكل كبير بالمحيطين بهم، سواء كانوا أصدقاء، أو معلمين، أو نجوم، أو مشاهير. 
الأبناء غالبًا ما يتأثرون بأقرانهم ويحاولون التشبه بهم للشعور بالانتماء. فيتبعون نفس الموضات ليندمجوا مع مجموعتهم. قد يقلدون موضات أو ثقافات غريبة كوسيلة للانتماء أو القبول أو الاحترام، أو كوسيلة للتمتع أو التسلية أو الابتكار.
– الجهل والضعف: الأبناء في مرحلة المراهقة يفتقرون إلى الخبرة والمعرفة والحكمة، وقد يكونون عرضة للخداع أو الاستغلال أو التضليل، من قبل بعض الأشخاص أو الجماعات أو الأفكار التي تسعى إلى نشر موضات أو ثقافات غريبة بأهداف سيئة أو مخفية.
وفي هذه المرحلة، قد يتبعون موضات أو ثقافات غريبة بسبب الجهل بحقيقتها أو خطورتها عليهم أو على دينهم، أو بسبب الضعف في الشخصية أو الإيمان أو الثقة بالنفس.
 – الرغبة في التفرد والتميز: البعض يتبعون موضات غريبة لإظهار تفردهم وتميزهم عن الآخرين. فمن المهم توجيه الأبناء ومساعدتهم على اتخاذ القرارات السليمة بعيدًا عن الانجراف وراء الموضات الغريبة دون وعي.

 كيف يتعامل الوالدين مع الأبناء الذين يتبعون موضات أو ثقافات غريبة؟

بعد أن عرفنا بعض الأسباب التي تدفع الأبناء إلى اتباع موضات أو ثقافات غريبة، نأتي إلى السؤال الأهم: كيف يتعامل الوالدين مع هذه الظاهرة؟ فيما يلي بعض النصائح والإرشادات التي يمكن للوالدين اتباعها:

الحوار والتواصل: إن الحوار والتواصل هما أساس العلاقة بين الوالدين والأبناء، وهما الوسيلة الأفضل لفهم وجهات النظر والمشاعر والمشكلات التي يمر بها الأبناء، ولتبادل الآراء والمعلومات والنصائح التي يحتاجها الأبناء. ولذلك، يجب على الوالدين أن يحاولوا فتح قنوات الحوار والتواصل مع أبنائهم، وأن يكونوا صادقين ومتفهمين، وأن يستمعوا بانتباه وصبر وتفاعل مع أبنائهم، وأن يتحدثوا بلطف وحكمة، وأن يتجنبوا النقد السلبي والتهديد والإهانة والتسلط.

التثقيف والتوعية: إن التثقيف والتوعية هما الوسيلة الأفضل لمواجهة الجهل والضعف والتأثر والتقليد، ولزرع القيم والمبادئ والمعايير السليمة في نفوس الأبناء، ولتنمية الشخصية والثقة بالنفس لديهم.

فحاولوا تثقيف وتوعية أبنائكم بالموضوعات والمجالات التي تهمهم أو تشغلهم، وقدموا لهم المعلومات والحقائق، ووضحوا لهم الفرق بين الحق والباطل، والخير والشر، والجمال والقبح، ونبهوهم إلى الآثار والمخاطر التي تنتج عن اتباع موضات أو ثقافات غريبة.

القدوة والمثال: إن القدوة والمثال هما الوسيلة الأفضل للتأثير والإقناع والتربية، ولإظهار الصورة الحقيقية والمثالية للأبناء، ولتحقيق التوافق والانسجام بين الكلام والفعل، وبين النظرية والتطبيق.

فعلى الوالدين أن يكونوا قدوة ومثالاً حسناً لأبنائهم، وأن يعيشوا بما يقولون، وأن يتصرفوا بما يطلبون من أبنائهم، وأن يتحلوا بالصفات والسمات التي يريدون أن يروها في أبنائهم، وأن يتجنبوا العيوب والعادات التي يريدون من أبنائهم أن يبتعدوا عنها.
المحبة والرحمة: إن المحبة والرحمة هما الوسيلة الأفضل لبناء الثقة والاحترام والولاء، ولتقوية الروابط والانتماء بين الأبناء والآباء، ولتخفيف الضغوط والصراعات بينهم، وتحسين السلوك والأخلاق والمزاج للأبناء.
 فالوالدين محبين ورحماء بأبنائهم، يعاملوهم بلين وعطف وحنان، و يشاركوهم الفرح والحزن والنجاح والفشل، و يقدموا لهم الدعم والتشجيع، ويحترموا خصوصيتهم واختياراتهم وحرياتهم، بحدود الشرع والعقل.
طرق عملية يمكن للوالدين من خلالها التعامل مع أبنائهم الذين يتبعون موضات أو ثقافات غريبة:

– الحوار الهادئ ومناقشة الأسباب وراء اتباع هذه الموضات بعيدًا عن الصراخ والعنف.

– شرح وجهة نظر الوالدين بهدوء وإقناع الابن بالمخاطر المحتملة لاتباع بعض الموضات.

– محاولة إشراك الابن في أنشطة مفيدة بديلة تُعزز ثقافة المجتمع وتراثه.
– توجيه الابن نحو اختيار الأصدقاء الذين يؤثرون إيجابًا عليه وتجنب السلبيين منهم.
– متابعة ومراقبة نشاطات وسلوكيات الابن بحكمة وتوازن.
– غرس القيم الإيجابية منذ الصغر وتعزيز الانتماء للدين والوطن.
– عدم معاقبة الابن بشدة في البداية، بل إعطائه فرصة للتراجع عن سلوكه.

– استشارة ذوي الخبرة إذا فشل الوالدان في التأثير على الابن إيجابيًا.

الخاتمة: في هذه المقالة، تحدثنا عن ظاهرة اتباع الأبناء لموضات أو ثقافات غريبة عن مجتمعهم ودينهم، وعن أسبابها وآثارها وطرق التعامل معها. وأشرنا إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة، ولكنها ازدادت انتشاراً وتنوعاً في عصر العولمة والانفتاح على الثقافات المختلفة. وأوضحنا أن هناك عوامل متعددة تؤثر على سلوك الأبناء في هذه المرحلة، مثل الفضول، والتمرد، والتأثر، والجهل، والضعف. وقدمنا بعض النصائح والإرشادات التي يمكن أن تساعد الوالدين في التعامل مع هذه الظاهرة بحكمة وصبر، مثل الحوار، والتثقيف، والقدوة، والمحبة. 

ونود ان نذكر بأن كل حالة تختلف عن الأخرى، ولذلك يجب على الوالدين أن يتعاملوا مع كل ابن على حدة، وأن يأخذوا بعين الاعتبار الظروف والعوامل التي تؤثر على سلوكه، وأن يستشيروا الخبراء والمختصين عند الحاجة.
ونختم بأن نقول إن التربية هي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع. وأن الهدف من التربية هو تنمية الشخصية السوية والمتوازنة. وأن الوسيلة لتحقيق هذا الهدف هي الاستناد إلى القرآن والسنة، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، والاستفادة من العلم والتجربة، والتعاون. ونسأل الله تعالى أن يجعل أبناءنا قرة أعيننا وزينة حياتنا، وأن يرزقنا برهم وصلاحهم، وأن يجنبنا وإياهم كل ما يضر. 
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.