حنان أسرتي- هي مدونة تتحدث عن المرأة - الحياة الزوجية - منوعات اجتماعية - الأم و الطفل - الحياة الاسرية ) نقدم لكم محتوى غني ومفيد. يركز على تعزيز الروابط العائلية وبناء أسرة سعيدة وصحية

- Advertisement -

- Advertisement -

كيف أتعامل مع ابني الذي يواجه صعوبات في التعلم؟

- Advertisement -

صعوبات التعلم

التعلم هو عملية متعددة الجوانب، تتأثر بعوامل عديدة، مثل القدرات والمهارات والبيئة والدعم وغيرها من العوامل. لذلك، من الطبيعي أن يواجه بعض الأطفال والمراهقين صعوبات في التعلم في مرحلة ما من حياتهم الدراسية. بعض هذه الصعوبات قد تكون مؤقتة أو مستمرة. بعض هذه الصعوبات قد تكون عامة وبعضها خاصة. أو تكون ناتجة عن اضطرابات أو اعاقات تعلمية، أو عوامل خارجية و داخلية.

إذا كنت أحد الآباء الذين يتعاملون مع ابن يواجه صعوبات في التعلم، فقد تشعر بالقلق والحيرة والإحباط والحزن. قد تتساءل عن أسباب هذه الصعوبات وعن طرق التغلب عليها وعن تأثيرها على مستقبل ابنك وعن دورك كأب في مساعدته.

 لا تقلق، فأنت لست وحدك في هذا الموقف، وهناك الكثير من المصادر والبرامج التي يمكنك الاستفادة منها لتحسين حالة ابنك وتعزيز قدراته وثقته وإنجازاته. 

ما هي اضطرابات التعلم

اضطرابات التعلم هي مجموعة من الحالات التي تؤثر على قدرة الشخص على اكتساب واستخدام المهارات الأكاديمية، مثل القراءة والكتابة والحساب. تنجم اضطرابات التعلم عن مشاكل في عمليات المخ المسؤولة عن استقبال ومعالجة وتخزين واسترجاع المعلومات. تختلف اضطرابات التعلم من شخص لآخر في حدتها ونوعها وتأثيرها. 
بعض الأشخاص قد يعانون من صعوبة في مجال واحد فقط، مثل القراءة أو الرياضيات بينما قد يعاني آخرون من صعوبات في مجالات متعددة. بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى دعم خفيف أو مؤقت، بينما قد يحتاج آخرون إلى دعم مكثف أو مستمر.

أسباب صعوبات التعلم

لا يوجد سبب واحد معروف لاضطرابات التعلم، ولكن هناك عوامل جينية وبيولوجية وبيئية ونفسية واجتماعية قد تلعب دورا في حدوثها. بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بأحد اضطرابات التعلم هي:
-تاريخ العائلة: التاريخ العائلي لاضطرابات التعلم أو الإعاقة الذهنية أو الاضطرابات النفسية
– الأسباب العصبية العضوية: مثل إصابات الدماغ أو اضطراباته، أو وجود خلل وظيفي في الجهاز العصبي. مثل الإصابة بالعدوى أو التسمم أو الأورام أو الاضطرابات العصبية أو الهرمونية أو الوراثية التي تؤثر على المخ.
– الأسباب النفسية والانفعالية: كالشعور بالنقص أو انعدام الثقة بالنفس، أو الشعور بالقلق والتوتر.
– صعوبات إدراكية: كضعف الانتباه أو ضعف الذاكرة أو الإدراك البصري أو السمعي.
– الأسباب البيئية والاجتماعية: كالمشكلات الأسرية أو عدم توفر بيئة تعليمية مناسبة. مثل الإهمال أو الإساءة أو العنف أو الفقر أو العزلة أو الضغوط أو الصدمات النفسية أو الاجتماعية.
– الأسباب التربوية: كاستخدام أساليب تعليمية خاطئة أو نقص الخبرة لدى المعلم.
– صعوبات أكاديمية محددة: كصعوبة تعلم القراءة أو الكتابة أو الحساب.
– النمو: تأخر نمائي عام.
– الفترة الأولى: المضاعفات أثناء الحمل أو الولادة أو مرحلة الرضاعة.
– عوامل أخرى: العوامل التعليمية أو الثقافية أو اللغوية أو الاقتصادية التي تحد من فرص التعلم والتطور
لذا من الضروري دراسة حالة كل طفل على حده وبشكل متكامل، والتعرف على الأسباب الحقيقية وراء صعوبات تعلمه، حتى يمكن وضع الحلول المناسبة له.

خطوات لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التعلم 

لا يوجد علاج نهائي لاضطرابات التعلم، ولكن هناك طرق واستراتيجيات وموارد وخدمات يمكن أن تساعد الأشخاص المصابين بها على التغلب على صعوباتهم وتحقيق إمكاناتهم. بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات التعلم هي:
1.تشخيص الحالة باكرا وبدقة
اكتشف طبيعة وأسباب صعوبات ابنك في التعلم، بالتعاون مع المدرسة والأطباء والمختصين. اطلب إجراء تقييم شامل ومهني لابنك، لتحديد مستواه وقوته وضعفه واحتياجاته وإمكانياته في مختلف المجالات الأكاديمية والمهنية والاجتماعية. احصل على تشخيص واضح ودقيق لحالة ابنك، واعرف إذا كان يعاني من أي اضطراب أو إعاقة تعلمية، مثل فرط الحركة ونقص الانتباه أو اضطراب طيف التوحد أو غيرها. ابحث عن المعلومات والمعرفة والمساعدة المتاحة لك ولابنك. تعلم كل ما يمكنك عن صعوبات ابنك في التعلم وعن كيفية التعامل معها. استفد من الكتب والمواقع والمتخصصين والأصدقاء وكل الذين يتعاملون مع صعوبات التعلم أو يعرفون عنها أو يهتمون بها أو يساعدون فيها.
2.توفير خطة تعليمية فردية تناسب احتياجات وقدرات وأهداف كل شخص
وضع خطة تعليمية وتربوية مخصصة ومناسبة لابنك، بالتشاور مع المدرسة والمختصين. حدد أهدافا واقعية ومحددة ومنتظمة لابنك، في مختلف المجالات سواء الأكاديمية أو غيرها. اختر الأساليب والوسائل والتحفيزات والدعم الأنسب لابنك، بناء على قدراته واحتياجاته. تابع تنفيذ الخطة بانتظام وبشكل بناء.
بعض النصائح العملية التي يمكنك اتباعها للتعامل مع ابنك الذي يواجه صعوبات في التعلم:
– تحدث مع معلمي ابنك لمعرفة نقاط الضعف والقوة لديه، واستراتيجيات التعلم التي ينصحون بها.
– وفر له بيئة داعمة ومشجعة في المنزل، وركز على نقاط قوته بدلاً من نقاط ضعفه.
– ساعده على تنمية مهارات التنظيم وإدارة الوقت.
– استخدم أساليب تعليمية متنوعة مثل الألعاب والوسائل المرئية والحركية.
– زوده بفترات استراحة أثناء الدراسة لتجنب الإرهاق الذهني.
– شجعه على الاستفادة من دروس الدعم إن أمكن.
– كافئه عند إنجازه للمهام الصعبة لتعزيز ثقته بنفسه.
– تحلى بالصبر ولا تمارس ضغطاً زائداً عليه. كل طفل له إيقاعه الخاص في التعلم.
– شجعه على ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية لتحسين التركيز والانتباه.
– حافظ على نظام غذائي صحي متوازن له لدعم قدراته الذهنية.
– خصص وقتاً للقراءة المسلية يومياً لتنمية مهاراته في القراءة والكتابة.
– استخدم التقنيات المساعدة مثل برامج الكمبيوتر التعليمية أو تطبيقات الهاتف.
– شاركه في أنشطة فنية مثل الرسم والتلوين لتنمية مهاراته الإبداعية.
– دعمه اجتماعياً من خلال تعريفه على أطفال يواجهون تحديات مشابهة.
– كن قدوة حسنة له من خلال تعزيز قيم المثابرة والصبر وتقبل الذات.
– احرص على أخذ راحته من الدراسة في عطلات نهاية الأسبوع والإجازات.
– استشر الأخصائيين عند الحاجة لوضع خطة تعليمية مناسبة لابنك.
خاتمة
في هذا المقال، تحدثنا عن كيفية التعامل مع ابن يواجه صعوبات في التعلم. شرحنا ما هي صعوبات التعلم وما هي أسبابها وما هي تأثيراتها. ثم قدمنا بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الآباء والأبناء في التغلب على هذه الصعوبات وتحقيق النجاح والسعادة.
 يجب عليك الإيمان بقدرات ابنك والصبر عليه، حيث إن محاولاته الفاشلة لن تكون نهاية الطريق، بل قد تتبعها نجاحات. لا حاجة للعجلة أو رفع راية الاستسلام، بل يفضل دعمه وتشجيعه باستمرار، فإن دعمك المستمر ووقوفك بجانبه يشكلان العامود الرئيسي في طريق تحقيق أهدافه. مع الصبر والتشجيع، سيتحسن مستوى ابنك تدريجياً بإذن الله. نأمل أن تكون هذه المعلومات مفيدة لك ولابنك. ونتمنى لكما كل التوفيق.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.