- Advertisement -
- Advertisement -
أكل الطفل ملابسه
هل رأيت طفلك الصغير يمضغ ملابسه وكأنها وجبة شهية؟ يبدو أن أكل الطفل ملابسه ظاهرة تثير فضول الكثير من الآباء. فيتساءلون عما يدفع الطفل إلى هذا السلوك؟ ربما يتعلق الأمر بالتسنين، أو البحث عن الأمان والراحة.
في هذا المقال، سوف نكشف الأسباب المحتملة وراء هذا السلوك ونقدم حلولاً عملية لمساعدة الآباء في التعامل معه.
فهم رغبة الطفل في أكل ملابسه أو أقلامه
يتساءل البعض عن سبب قيام الطفل بأكل ملابسه، وهل هذا تصرفاً غير اعتيادي يمكن أن يثير قلق الأهل.
قد يكون لهذا السلوك أسباب متنوعة، مثل مرحلة التسنين التي يشعر فيها الطفل بألم في اللثة. كذلك، يأكل الطفل ملابسه في بعض الأحيان نتيجة دوافع سلوكية تنبع من حاجته للراحة أو التخفيف من التوتر. فيعبّر عن توتره وقلقه بمضغ الملابس أو الأقلام أو أي أشياء غير صالحة أخرى. الأكل في هذه الحالة وسيلة لتعزيز الإحساس بالأمان عند الطفل، خاصة في فترات التغيرات لما يصاحبها من القلق.
كذلك هذا السلوك في أغلب الحالات يكون إحدى طرق الطفل لاكتشاف البيئة المحيطة، فعندما ينغمس الطفل في أنشطة استكشاف العالم حوله، قد يلجأ إلى التذوق كوسيلة لفهم وَاستعاب البيئة. وهو أمر طبيعي في مراحل النمو الأولى.
تشمل المواد الشهيرة للتذوق عند الطفل كل شيء من الألعاب إلى الملابس. فيمكن لألعاب الأطفال المطاطية، والخيوط القماشية المستخدمة في صنع الملابس، أن تصبح مصدر إغراء للطفل ِبفمه. الهدف الرئيسي للطفل هو استكشاف نسيجها وطعمها من خلال أكلها أحيانًا.
أسباب حب الطفل لأكل الملابس والأقلام
يتساءل الكثيرون عن الأسباب وراء مضغ وأكل الطفل أشياء غير صالحة:
التسنين: الأطفال الصغار، خاصة الذين يمرون بمرحلة التسنين، قد يمضغون الملابس والأشياء لتخفيف الألم أو الشعور بعدم الراحة في اللثة.
متلازمة “بيكا” (Pica): وهي حالة تدفع الطفل لتناول مواد غير غذائية، وقد تكون مرتبطة بنقص في بعض العناصر الغذائية كالحديد أو الزنك، أو اضطرابات تخص النمو أو السلوك.
البحث عن التحفيز الحسي: بعض الأطفال الذين يعانون من اضطرابات حسية (مثل اضطراب التكامل الحسي) قد يمضغون الملابس لتلبية احتياجهم إلى تحفيز الفم.
الاكتشاف الحسي والتذوق: يُعد التعلم بالاكتشاف الحسي وسيلة شائعة يتبعها الأطفال الصغار لفهم العالم من حولهم. الأطفال يعتمدون على حواس التذوق لتمييز المواد، وهذا ما يفسر أحياناً أكل الطفل ملابسه. عبر هذه الطريقة، يستكشف الأطفال ملمس المواد، والرائحة، والذوق.
يُنصح بتوجيه الأطفال لتجربة الأشياء بأمان، وإعطاء بدائل آمنة لِلمواد غير القابلة للأكل للحد من هذا السلوك.
عوامل التطور العمرية: يشعر كثير من الأهالي بالقلق إزاء التطورات العمرية لأطفالهم، إذ يمكن أن يتجلى سلوك عض الطفل ملابسه ضمن طور معين من مراحل نموه. لذا، من المهم فهم أن هذا السلوك ينم عن تطورات طبيعية في مرحلة ما، وهي جزء من التقدم في التطور العمرى للطفل. وإليك الطور العمري الطبيعي لعض الطفل ملابسه ويمتد عادة من:
4-18 شهراً، وهي المرحلة الأكثر شيوعاً لهذا السلوك، حيث:
– يبدأ مع مرحلة التسنين (حوالي 4-6 أشهر)
– يصل ذروته عند 8-12 شهراً
– يبدأ بالتناقص تدريجياً بعد 18 شهراً
هذا السلوك يعتبر طبيعياً في هذه المرحلة العمرية بسبب التسنين وتطور المهارات الحركية وغيرها من الأسباب المذكورة في هذا المقال.
التوتر أو القلق: قد يلجأ الطفل إلى مضغ ملابسه كردة فعل نفسية وكآلية تهدئة ذاتية للتعامل مع مشاعر التوتر أو القلق، مثل الخوف من المدرسة أو التغيرات في البيئة. لذا، من المهم التعرف على الأسباب العاطفية الكامنة.
عادة أو سلوك مكتسب: قد يصبح مضغ الملابس عادة يكررها الطفل دون وعي، خاصة إذا لم يتم توجيهه للتوقف أو تقديم بدائل.
نقص التغذية: في بعض الحالات النادرة، قد يشير هذا السلوك إلى نقص في بعض الفيتامينات أو المعادن، مثل الحديد.
البحث عن الاهتمام: قد يكون سلوكاً للفت انتباه الوالدين. أو يكون نتيجة للفضول الطبيعي أو البحث عن الراحة.
اضطرابات النمو أو الحالات الصحية: قد يكون مضغ الملابس مرتبطًا باضطرابات معينة مثل اضطراب طيف التوحد.
حلول لمنع الطفل من أكل ملابسه
تحديد السبب الأساسي: راقب الطفل للتعرف على الظروف التي تدفعه لمضغ ملابسه، مثل أوقات التوتر أو الملل. كما عليك إجراء فحوصات طبية للتأكد من عدم وجود نقص في الفيتامينات والمعادن. يمكن أن يساعدك الأطباء في تحديد الأسباب الأساسية وتقديم توجيهات وحلول للحد من هذه العادة.
كمايوصي موقع “نيو فولكس” بضرورة معرفة أنماط المضغ لدى طفلك، هل يفعل ذلك عند الجوع، أم عند التركيز على الدروس، أم عندما يستعد لمقابلة أصدقائه للعب؟ فَالتواصل الاجتماعي قد يسبب لهُ توترا.
عندما تتأكدي من أن طفلك يمارس العض عندما يكون جائعا، يمكنك توفير الوجبات الخفيفة الصحية له لحل هذا السلوك من البداية.
وفي حال كان يعض نتيجة التوتر، يمكنك دعمه في تعلم وسائل أخرى للتعامل مع القلق، كمنهج التنفس العميق، على سبيل المثال.
تقديم بدائل: تقديم بدائل آمنة يعد خطوة مهمة للحد من مضغ الطفل لملابسه. من الأفضل توفير ألعاب آمنة مصممة للتسنين مثل قلادات التهدئة الحسية أو ألعاب التسنين، حيث تعمل على تهدئة اللثة وتشغل الطفل و تحفز الأطفال على إستكشاف أشياء جديدة بطرق صحية.
كذلك يمكن استخدام قطع قماش مخصصة للعض، أو حلقات مطاطية غير سامة. ولكن يجب التأكد من سلامة المواد المصنوعة منها هذه المنتجات لتجنب أي خطر صحي على الطفل.
تحضير أطباق صحية ومتوازنة: ضمان تناول الطفل لكافة العناصر الغذائية اللازمة وإعداد وجبات خفيفة صحية بانتظام.
تعزيز البيئة الآمنة: إبقاء المواد الخطرة بعيدًا عن الطفل وملاحظة الطفل بشكل مباشر وتنظيم البيئة المحيطة لتقليل الوصول إلى المواد غير الصالحة للأكل.
الدعم النفسي: تهيئة أجواء هادئة وداعمة وتمضية وقت مميز مع الطفل مع تجنب العقوبة والانتقاد القاسي عند الخطأ.
متى يجب استشارة المختص:
– إذا كان الطفل يتناول مواد خطرة.
– إذا ظهرت أعراض صحية غير طبيعية.
– إذا كان السلوك مصحوباً بِتغيرات سلوكية غير طبيعية أخرى.
– إذا لاحظ الأهل تكرار نمط أكل الطفل ملابسه بشدة وبشكل مستمر.
– إذا كانت هناك علامات تؤثر على صحته العامة كَفقدان الوزن أو ضعف النمو.
– إذا استمر السلوك بشكل ملحوظ بعد عمر السنتين.
– إذا أثر على تناول الطفل للطعام الطبيعي.
– إذا سبب مشاكل صحية مثل التهابات الفم أو المعدة.
في معظم الحالات، يتجاوز الأطفال هذه المرحلة بشكل طبيعي مع النمو، لكن إذا استمرت بعد العمر الطبيعي، فيُنصح باستشارة طبيب الأطفال.
تذكر أن الصبر والمتابعة المستمرة مهمان جداً في التعامل مع هذه الظاهرة، وأن معظم الأطفال يتخطون هذه المرحلة مع النمو المناسب والرعاية الصحيحة.
تقنيات لتوجيه سلوك الطفل
توجيه سلوك الطفل يعتمد على تقنيات متعددة تهدف إلى تعزيز التواصل الإيجابي:
- من المهم تقديم النماذج والقدوة الحسنة.
- دعم السلوكيات الجيدة بالتشجيع والمكافآت.
- ساعد طفلك على التعبير عن مشاعره أو قلقه أو تَوتره بطريقة صحية، مثل الرسم أو التحدث.
- توفير ألعاب تعليمية تساعد في تشتيت انتباهه يمكن أن يكون فعالاً.
- التشجيع على النشاط البدني قد يحد من السلوكيات المتكررة.
- حين يشعر الطفل بالملل قد يلجأ لهذا السلوك، توفير بيئة آمنة ومريحة تساعد الطفل على التعبير عما يخالجه.
- تشتيت انتباه الطفل عندما يحاول أكل أشياء غير صالحة للأكل.
- تشجيع السلوك الجيد وتجاهل السلوك السيء.
يجب التعامل مع التصرفات السلبية بصبر واتساق، باستخدام عبارات تربوية بدلاً من العقاب الجسدي. هذه المقاربات تسهم في تنمية قدرات الطفل الاجتماعية والعاطفية.
مضغ الملابس قد يكون طبيعيًا في بعض المراحل العمرية، لكن فهم السبب وراءه يساعدك في توجيه الطفل بشكل صحيح وتحسين سلوكه.
في الختام، فإن مضغ الطفل ملابسه قد يكون مجرد مرحلة طبيعية يمر بها الطفل خلال تطوره، وهناك أسباب نفسية وحسية وراء هذا السلوك قد تم ذكرها في هذا المقال. كما بينا كيفية التعامل مع هذا السلوك وتوجيهه، كتبني استراتيجيات مثل الدعم النفسي والاهتمام بتوفير بيئة هادئة للطفل،مما قد يساعد في تقليل أو القضاء على هذه السلوكيات المتعلقة بالملابس. كذلك استخدام حيل بسيطة لتشتيت انتباه الطفل، مما يساعد على تجاوز هذه المرحلة بسلام. من المهم التفهم والصبر وتوجيه الطفل بهدوء لتجنب الأضرار. وتذكروا أن الطفل يعتمد عليكم لفهم العالم الذي يحيط به.
الأسئلة الشائعة
1. هل أكل الطفل ملابسه ضار؟
في معظم الأحيان، قد لا يكون ضاراً، لكن يجب مراقبة المواد.
2. كيف أبدأ بتوجيه طفلي عن هذا السلوك؟
ابدأ بتقديم بدائل مثيرة للاهتمام وآمنة.
3. متى يكون أكل الطفل ملابسه ذو دلالة غير صحية؟
إذا استمر بشكل مفرط وزاد القلق، يمكن أن يشير إلى مشكلة.
4. ما هي المواد التي يجب أن أكون حذراً منها؟
المَنسوجات الكيميائية والأجزاء الزخرفية الصغيرة.
5. هل هذا السلوك شائع بين الأطفال؟
نعم، هو شائع ضمن مرحلة الاكتشاف الحسي لدى الطفل.